قررت ايران البدء بهجومها المعاكس في الخليج ومضيق هرمز على جبهات عدة دفعة واحدة، في مناورة ذكية وعالية الدقة، ففتحت ملف تخصيب اليورانيوم وملفها النووي معلنة تمكنها من بلوغ درجة الـ 20% من التخصيب وبالتالي عدم حاجتها للصفقة التي سبق أن عرضتها تركيا والبرازيل.

ونجحت إيران في استدراج كل من واشنطن وعواصم أوروبا إلى حرب مالية ونفطية، مع واشنطن فتحت جبهة المصارف وصولا إلى الصين وردت الصين بنصيحة ناعمة لواشنطن بالتراجع عن العقوبات من طرف واحد، ومع أوروبا فتحت ملف السوق النفطية بالتهديد بتعطيل التجارة النفطية في منطقة الخليج عبر التحكم بمضيق هرمز، لتقوم واشنطن بالتلويح بالقوة فترد إيران بمناوراتها القوية فتتراجع واشنطن تحت شعار أنها لا تبحث عن مشاكل مع احد.

تهذيب واشنطن رافقه تصعيد أوروبي ورسائل تركية، فمن جهة جددت تركيا عرض وساطتها في الملف النووي بعد إعلان إيراني مزدوج عن التخصيب والاستعداد للتفاوض، ومن جهة قررت أوروبا وقف استيراد النفط الإيراني من دون تحديد موعد لذلك.

هذا يعني :

- أن إيران رتّبت بدائلها مع الصين للسوق الأوروبية النفطية وخصوصا اليونان، كما رتبت بدائلها المصرفية عبر المصارف الصينية .

- أن إيران نجحت في ليّ ذراع واشنطن وتواجه العناد الأوروبي وحماوة الرؤوس بمزاوجة الدبلوماسية مع عروض القوة .

- أن إيران اشترطت لإعادة منح تركيا دورا في التفاوض تغيير موقف تركيا من الأزمة السورية كما صرح رئيس لجنة الأمن في البرلمان الإيراني .

- أن إيران نجحت في خطف الأضواء الدولية إلى مكان آخر عن الأزمة السورية وفي القضايا التي ترتعد لها فرائص الغرب وهذا هو الهجوم المعاكس الذي بدأت تباشيره مع الانسحاب الأميركي من العراق.

 

البناء

  • فريق ماسة
  • 2012-01-04
  • 11288
  • من الأرشيف

ايران تتقدم الواجهة بدل سورية

قررت ايران البدء بهجومها المعاكس في الخليج ومضيق هرمز على جبهات عدة دفعة واحدة، في مناورة ذكية وعالية الدقة، ففتحت ملف تخصيب اليورانيوم وملفها النووي معلنة تمكنها من بلوغ درجة الـ 20% من التخصيب وبالتالي عدم حاجتها للصفقة التي سبق أن عرضتها تركيا والبرازيل. ونجحت إيران في استدراج كل من واشنطن وعواصم أوروبا إلى حرب مالية ونفطية، مع واشنطن فتحت جبهة المصارف وصولا إلى الصين وردت الصين بنصيحة ناعمة لواشنطن بالتراجع عن العقوبات من طرف واحد، ومع أوروبا فتحت ملف السوق النفطية بالتهديد بتعطيل التجارة النفطية في منطقة الخليج عبر التحكم بمضيق هرمز، لتقوم واشنطن بالتلويح بالقوة فترد إيران بمناوراتها القوية فتتراجع واشنطن تحت شعار أنها لا تبحث عن مشاكل مع احد. تهذيب واشنطن رافقه تصعيد أوروبي ورسائل تركية، فمن جهة جددت تركيا عرض وساطتها في الملف النووي بعد إعلان إيراني مزدوج عن التخصيب والاستعداد للتفاوض، ومن جهة قررت أوروبا وقف استيراد النفط الإيراني من دون تحديد موعد لذلك. هذا يعني : - أن إيران رتّبت بدائلها مع الصين للسوق الأوروبية النفطية وخصوصا اليونان، كما رتبت بدائلها المصرفية عبر المصارف الصينية . - أن إيران نجحت في ليّ ذراع واشنطن وتواجه العناد الأوروبي وحماوة الرؤوس بمزاوجة الدبلوماسية مع عروض القوة . - أن إيران اشترطت لإعادة منح تركيا دورا في التفاوض تغيير موقف تركيا من الأزمة السورية كما صرح رئيس لجنة الأمن في البرلمان الإيراني . - أن إيران نجحت في خطف الأضواء الدولية إلى مكان آخر عن الأزمة السورية وفي القضايا التي ترتعد لها فرائص الغرب وهذا هو الهجوم المعاكس الذي بدأت تباشيره مع الانسحاب الأميركي من العراق.   البناء

المصدر : ناصـر قـنديـل


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة