أكد وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور أن علاقات لبنان مع سورية لها خصوصية ترعاها اتفاقيتا "الأخوة والتنسيق" و"الأمن والدفاع" الموقعتان عام 1991، متمنيا أن تتجاوز سورية هذه المحنة مع التأكيد على عدم التدخل في شؤونها.

وحول ردود الفعل على تصريحات وزير الدفاع فايز غصن عن تنظيم "القاعدة" في عرسال ونفي وزير الداخلية والبلديات مروان شربل ذلك، أوضح منصور أن "وزير الداخلية لم يغالط وزير الدفاع، والاثنان متفقان. فغصن لم يقل ان في لبنان تنظيما للقاعدة ولكن قال هناك عناصر تنتمي وتعبر".

وحول دور إيران في المنطقة قال منصور "لمست من إيران أنها تريد أن يكون للشرق الأوسط دور فاعل متكامل بين جميع الدول دون استثناء وأن يكون هناك عمل مشترك لخدمة شعوب المنطقة".

ومن ناحية أخرى، أكد منصور ان الخروقات الاسرائيلية البرية والبحرية والجوية تجاوزت العشرة آلاف خرق منذ العام 2006 بمعدل 120 خرقا شهريا للسيادة اللبنانية.

وأكد منصور في حديث لصحيفة "الانباء" الكويتية حرص لبنان الشديد على عدم التدخل في الشؤون العربية الداخلية، قائلا ان غصن لم يتحدث عن وجود لتنظيم القاعدة في لبنان بل تحدث عن عناصر عبرت الحدود بين لبنان وسورية.

وأوضح منصور ان الدولة اللبنانية لم تخطئ في سياستها تجاه سورية، قائلا ان "موقف لبنان في الخطوات التي اتبعها ايجابي وليس سلبيا مطلقا وانما يعبّر عن واقع الحال وروح الاتفاقيات الموقعة مع سورية".

وأشار الى ان "الاحداث التي تجري في سورية تهمنا وتقلقنا جدا، لأن ما بين لبنان وسورية خصوصية تربط بلدين شقيقين متجاورين جغرافيا واقتصاديا واجتماعيا وانسانيا، لذلك نرى انه على الرغم من الاختلاف في النظام السياسي، حيث ان في سورية مثلا النظام حزبي ونحن لدينا تعددية في الاحزاب، وفي سورية نظام علماني بينما نظامنا مبني على الطوائف، وفي سورية نظام رئاسي وفي لبنان نظام برلماني، لكن هناك قواسم مشتركة هي الامن والاستقرار، فالامن والاستقرار في سورية ينعكسان على لبنان سلبا او ايجابا، لذلك نحن نتمنى ان تتجاوز الشقيقة سورية هذه المحنة مع التأكيد على عدم التدخل في شؤونها الداخلية والحل يكمن في الداخل ولا يتم من الخارج، لأن التدخل الخارجي، ايا كان نوعه وايا كان شكله، في الشؤون الداخلية السورية يعرقل الحل ولا يعمق الحوار بل على العكس يزيد من تعقيد الوضع".

ولفت الى أنه "فيما يتعلق بسورية، سياستنا واضحة، وهي كما قلت ان الخصوصية التي تربطنا بها تحتم علينا عدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية حفاظا على الامن والاستقرار في كلا البلدين، نحن مرتبطون مع سورية باتفاقيات وعندما تكون هناك اتفاقية موقعة بين دولتين عليهما ان تحترماها، هناك اتفاقية الاخوة والتنسيق موقعة في 22 مايو 1991 وهناك اتفاقية اخرى موقعة بتاريخ 1 سبتمبر 1991 هي اتفاقية الامن والدفاع، وهاتان الاتفاقيتان تعززان العمل المشترك من اجل تحقيق الامن والاستقرار والتعاون الاقتصادي والسياسي وغير ذلك".

وشدد على أن "الدولة اللبنانية لم تخطئ، فيما يتعلق بالسياسة تجاه سوريا، نحن نريد ان نتعاون مع الشقيقة على ايجاد الحل الملائم لتمكينها من اجراء الحوار مع المعارضة والتعاطي مع الاصلاحات التي هي في الاساس لم ترفضها، فالقيادة السورية، منذ اللحظة الاولى، تقبلت هذه الاصلاحات وهي لا تتم بين ليلة وضحاها مع المعارضة، انما تقوم بالحوار، وهذا ما نشجع عليه، التدخل في الشأن السوري يعني ان نكون طرفا يعقد الازمة، وكان موقف لبنان واضحا، وحول موقف لبنان فيما يتعلق بالعقوبات التي فرضت على سورية من قبل الجامعة العربية قلنا منذ البداية ان للبنان خصوصية مع سورية، نحن لدينا حدود واحدة مع سورية وفلسطين المحتلة، ليس لنا من منفذ الا عبر الحدود مع سوريا، قلنا نحن لا نستطيع ان نماشي هذه القرارات ولبنان لم يكن الوحيد في ذلك، هناك دول عربية اخرى لم تتقبل هذا النوع من العقوبات، وقالت ان لها خصوصية، وامس تبلغت عن طريق الاردن ان الاردن لا يستطيع ان يقوم بفرض العقوبات لأن له وضعية خاصة، عندما اتفهم وضع العراق وعندما اتفهم وضع الاردن والجزائر وغير ذلك لم لا اريد ان يتفهم الآخرون وضعنا!؟ خاصة ان ما بين لبنان وسورية خصوصية اكثر من الخصوصية الموجودة بين سورية والاردن او بين سورية والعراق او بين سورية واي دولة عربية، اقول انه ليس لدينا حدود برية الا مع دولة واحدة، والحدود مع فلسطين المحتلة مغلقة".

وعن تصريحات وزير الدفاع فايز غصن، لفت الى أن "المسألة واضحة والكلام فهم بصورة غير دقيقة، واضح من خلال ما سمعناه من وزيري الدفاع والداخلية، وزير الداخلية لم يغالط وزير الدفاع مطلقا والاثنان متفقان، وزير الدفاع لم يقل ان هناك في لبنان تنظيما للقاعدة، قال هناك عناصر تنتمي وتعبر، هناك فارق بين ان يكون هناك تنظيم او ان يكون هناك عناصر، ما قاله ان هناك معلومات عن عناصر، معلومات متوافرة لدى الاجهزة المختصة، من ان هناك عناصر يعبرون الحدود اللبنانية ـ السورية، وهذا ما اكد عليه مرارا واكدت عليه السلطات السورية ليس فقط من لبنان، فسورية لها حدود مشتركة مع عدة دول، اذن عندما يقول وزير الدفاع هناك عناصر لا يعني بالضرورة ان هناك تنظيما على الارض".

وعن التشكيلات الديبلوماسية، لفت منصور الى أنه "عادة كانت تحصل التشكيلات الديبلوماسية لكن نظرا للظروف الاستثنائية منذ اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري مر لبنان في خضات سياسية وامنية في الداخل، ومنذ العام 2005 تشكلت عدة حكومات وكان بين الحكومة والحكومة ينشأ فراغ دستوري لعدة اشهر لحين تشكيل الحكومة، وبطبيعة الحال عندما تكون هناك حكومة مستقيلة لا تستطيع ان تجري تشكيلات ومناقلات، اليوم خرجنا من هذه الحلقة واعددنا هذه التشكيلات وانجزنا بالكامل وستطرح قريبا وفي القريب العاجل جدا، وفي مطلع هذا العام وستكون خطوة ايجابية".

 

 

 

 

  • فريق ماسة
  • 2012-01-01
  • 12201
  • من الأرشيف

الدولة اللبنانية لم تخطئ في سياستها تجاه سورية .. غصن تحدث عن عناصر للقاعدة "تنتمي وتعبر" لا عن تنظيم بلبنان

أكد وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور أن علاقات لبنان مع سورية لها خصوصية ترعاها اتفاقيتا "الأخوة والتنسيق" و"الأمن والدفاع" الموقعتان عام 1991، متمنيا أن تتجاوز سورية هذه المحنة مع التأكيد على عدم التدخل في شؤونها. وحول ردود الفعل على تصريحات وزير الدفاع فايز غصن عن تنظيم "القاعدة" في عرسال ونفي وزير الداخلية والبلديات مروان شربل ذلك، أوضح منصور أن "وزير الداخلية لم يغالط وزير الدفاع، والاثنان متفقان. فغصن لم يقل ان في لبنان تنظيما للقاعدة ولكن قال هناك عناصر تنتمي وتعبر". وحول دور إيران في المنطقة قال منصور "لمست من إيران أنها تريد أن يكون للشرق الأوسط دور فاعل متكامل بين جميع الدول دون استثناء وأن يكون هناك عمل مشترك لخدمة شعوب المنطقة". ومن ناحية أخرى، أكد منصور ان الخروقات الاسرائيلية البرية والبحرية والجوية تجاوزت العشرة آلاف خرق منذ العام 2006 بمعدل 120 خرقا شهريا للسيادة اللبنانية. وأكد منصور في حديث لصحيفة "الانباء" الكويتية حرص لبنان الشديد على عدم التدخل في الشؤون العربية الداخلية، قائلا ان غصن لم يتحدث عن وجود لتنظيم القاعدة في لبنان بل تحدث عن عناصر عبرت الحدود بين لبنان وسورية. وأوضح منصور ان الدولة اللبنانية لم تخطئ في سياستها تجاه سورية، قائلا ان "موقف لبنان في الخطوات التي اتبعها ايجابي وليس سلبيا مطلقا وانما يعبّر عن واقع الحال وروح الاتفاقيات الموقعة مع سورية". وأشار الى ان "الاحداث التي تجري في سورية تهمنا وتقلقنا جدا، لأن ما بين لبنان وسورية خصوصية تربط بلدين شقيقين متجاورين جغرافيا واقتصاديا واجتماعيا وانسانيا، لذلك نرى انه على الرغم من الاختلاف في النظام السياسي، حيث ان في سورية مثلا النظام حزبي ونحن لدينا تعددية في الاحزاب، وفي سورية نظام علماني بينما نظامنا مبني على الطوائف، وفي سورية نظام رئاسي وفي لبنان نظام برلماني، لكن هناك قواسم مشتركة هي الامن والاستقرار، فالامن والاستقرار في سورية ينعكسان على لبنان سلبا او ايجابا، لذلك نحن نتمنى ان تتجاوز الشقيقة سورية هذه المحنة مع التأكيد على عدم التدخل في شؤونها الداخلية والحل يكمن في الداخل ولا يتم من الخارج، لأن التدخل الخارجي، ايا كان نوعه وايا كان شكله، في الشؤون الداخلية السورية يعرقل الحل ولا يعمق الحوار بل على العكس يزيد من تعقيد الوضع". ولفت الى أنه "فيما يتعلق بسورية، سياستنا واضحة، وهي كما قلت ان الخصوصية التي تربطنا بها تحتم علينا عدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية حفاظا على الامن والاستقرار في كلا البلدين، نحن مرتبطون مع سورية باتفاقيات وعندما تكون هناك اتفاقية موقعة بين دولتين عليهما ان تحترماها، هناك اتفاقية الاخوة والتنسيق موقعة في 22 مايو 1991 وهناك اتفاقية اخرى موقعة بتاريخ 1 سبتمبر 1991 هي اتفاقية الامن والدفاع، وهاتان الاتفاقيتان تعززان العمل المشترك من اجل تحقيق الامن والاستقرار والتعاون الاقتصادي والسياسي وغير ذلك". وشدد على أن "الدولة اللبنانية لم تخطئ، فيما يتعلق بالسياسة تجاه سوريا، نحن نريد ان نتعاون مع الشقيقة على ايجاد الحل الملائم لتمكينها من اجراء الحوار مع المعارضة والتعاطي مع الاصلاحات التي هي في الاساس لم ترفضها، فالقيادة السورية، منذ اللحظة الاولى، تقبلت هذه الاصلاحات وهي لا تتم بين ليلة وضحاها مع المعارضة، انما تقوم بالحوار، وهذا ما نشجع عليه، التدخل في الشأن السوري يعني ان نكون طرفا يعقد الازمة، وكان موقف لبنان واضحا، وحول موقف لبنان فيما يتعلق بالعقوبات التي فرضت على سورية من قبل الجامعة العربية قلنا منذ البداية ان للبنان خصوصية مع سورية، نحن لدينا حدود واحدة مع سورية وفلسطين المحتلة، ليس لنا من منفذ الا عبر الحدود مع سوريا، قلنا نحن لا نستطيع ان نماشي هذه القرارات ولبنان لم يكن الوحيد في ذلك، هناك دول عربية اخرى لم تتقبل هذا النوع من العقوبات، وقالت ان لها خصوصية، وامس تبلغت عن طريق الاردن ان الاردن لا يستطيع ان يقوم بفرض العقوبات لأن له وضعية خاصة، عندما اتفهم وضع العراق وعندما اتفهم وضع الاردن والجزائر وغير ذلك لم لا اريد ان يتفهم الآخرون وضعنا!؟ خاصة ان ما بين لبنان وسورية خصوصية اكثر من الخصوصية الموجودة بين سورية والاردن او بين سورية والعراق او بين سورية واي دولة عربية، اقول انه ليس لدينا حدود برية الا مع دولة واحدة، والحدود مع فلسطين المحتلة مغلقة". وعن تصريحات وزير الدفاع فايز غصن، لفت الى أن "المسألة واضحة والكلام فهم بصورة غير دقيقة، واضح من خلال ما سمعناه من وزيري الدفاع والداخلية، وزير الداخلية لم يغالط وزير الدفاع مطلقا والاثنان متفقان، وزير الدفاع لم يقل ان هناك في لبنان تنظيما للقاعدة، قال هناك عناصر تنتمي وتعبر، هناك فارق بين ان يكون هناك تنظيم او ان يكون هناك عناصر، ما قاله ان هناك معلومات عن عناصر، معلومات متوافرة لدى الاجهزة المختصة، من ان هناك عناصر يعبرون الحدود اللبنانية ـ السورية، وهذا ما اكد عليه مرارا واكدت عليه السلطات السورية ليس فقط من لبنان، فسورية لها حدود مشتركة مع عدة دول، اذن عندما يقول وزير الدفاع هناك عناصر لا يعني بالضرورة ان هناك تنظيما على الارض". وعن التشكيلات الديبلوماسية، لفت منصور الى أنه "عادة كانت تحصل التشكيلات الديبلوماسية لكن نظرا للظروف الاستثنائية منذ اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري مر لبنان في خضات سياسية وامنية في الداخل، ومنذ العام 2005 تشكلت عدة حكومات وكان بين الحكومة والحكومة ينشأ فراغ دستوري لعدة اشهر لحين تشكيل الحكومة، وبطبيعة الحال عندما تكون هناك حكومة مستقيلة لا تستطيع ان تجري تشكيلات ومناقلات، اليوم خرجنا من هذه الحلقة واعددنا هذه التشكيلات وانجزنا بالكامل وستطرح قريبا وفي القريب العاجل جدا، وفي مطلع هذا العام وستكون خطوة ايجابية".        

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة