رغم أن المتحدث باسم الخارجية الأميركية كرر، مرات كثيرة، الثقة في محمد مصطفى الدابي، الفريق السوداني الذي يترأس المراقبين العرب في سورية، فقد اعترف مصدر في الخارجية الأميركي بأن الدابي صار "مثل صداع لنا".

وأشار إلى استمرار إشارات الصحف والتلفزيونات الأميركية، وغير الأميركية، إلى صلة الدابي بنظام الرئيس السوداني عمر البشير، ودوره في القتال في دارفور. وقال المصدر الامريكي لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية: "يقول بعض الناس إنه حسب التقاليد السياسية في واشنطن، أحيانا السمعة أهم من الحقيقة، إشارة إلى أن تكرار الإعلام لنقطة معينة، حتى إذا لم تكن صحيحة، يؤذي الشخص المعني. وسجل واشنطن مليء بأشخاص سقطوا بسبب ذلك. ناهيك عن جنرال في السودان".

وأضاف: "كررت الخارجية ثقتها في الدابي، لكن يظل الإعلام يكرر علاقته مع نظام البشير، وبات ذلك مثل صداع لنا".

 

وقالت أمس فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، ردا على سؤال في المؤتمر الصحافي اليومي، عن خبر حول أن "المجلس الوطني" السوري طلب استقالة الدابي: "لا أريد التعليق من على هذا المنبر على الأفراد الذين تنشرهم جامعة الدول العربية في سورية وكما قلت، نحن سنحكم على هذه البعثة حسب تنفيذها لما وعدت به الجامعة العربية الشعب السوري".

وأضافت نولاند إن وجود المراقبين في سوريا قدم بعض الفوائد للمتظاهرين، حتى إذا فشل في وقف العنف , وأضافت: "نحن نشعر بقلق أنه، على الرغم من وجود المراقبين على الأرض، وعلى الرغم من أنهم يلعبون دورا في بعض الأماكن، يبدو واضحا استمرار العنف".

ورأت إذا شاهدتم (يوتيوب)، فستشاهدون صورا رائعة لمسيرة "الديمقراطية" في إدلب في نفس الوقت الذي كان فيه المراقبون هناك. صار واضحا أن وجود المراقبين، في حد ذاته، يبدو أنه وفر مساحات للتعبير العام.

وفي إجابة عن سؤال عن وجود 66 مراقبا فقط في سورية، قالت: "فهمنا هو أن جامعة الدول العربية تعتزم، على مدى أيام وأسابيع، نشر ما بين 150 و300 مراقب. لهذا، أعتقد أننا نحتاج إلى السماح لهم بمواصلة على أرض الواقع، ومتابعة ما إذا سيكون ذلك كافيا".

 

وخلال الأيام القليلة الماضية وأكثر من مرة، أثار صحافيون، في المؤتمر الصحافي اليومي للخارجية الأميركية، حياد الدابي. وكرر مارك تونر، نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية الثقة فيه. وقال تونر إنه "ليس هناك شيء شخصي ضده".

وأضاف، من دون الإشارة إلى اسمه: "نحن نعرف هذا الشخص. ونعرف أن هناك ادعاءات موثوق جدا بها عن القوات السودانية المسلحة، وعن أجهزة الاستخبارات والأمن الوطني في السودان على مدى 20 عاما. ونحن نعرف سجل حقوق الإنسان في السودان والذي يدعو إلى القلق".

وأضاف تونر: "لكن، عن هذا الشخص خاصة، لا توجد اتهامات أعرفها ضده". وقال: "بصراحة، نحن نركز على إنجاح بعثة الجامعة العربية".

 

وفي وقت سابق دافع مسؤول في الجامعة العربية في القاهرة، عن اختيار الدابي، قائلاً "نحن نتبع ضميرنا. البعثة وتقريرها النهائي سيقرران مستقبل سورية، وهذه ليست مسألة صغيرة".

 

 

  • فريق ماسة
  • 2011-12-31
  • 13054
  • من الأرشيف

مصدر في الخارجية الأميركية : الدابي بات أشبه بصداع بالنسبة إلينا

  رغم أن المتحدث باسم الخارجية الأميركية كرر، مرات كثيرة، الثقة في محمد مصطفى الدابي، الفريق السوداني الذي يترأس المراقبين العرب في سورية، فقد اعترف مصدر في الخارجية الأميركي بأن الدابي صار "مثل صداع لنا". وأشار إلى استمرار إشارات الصحف والتلفزيونات الأميركية، وغير الأميركية، إلى صلة الدابي بنظام الرئيس السوداني عمر البشير، ودوره في القتال في دارفور. وقال المصدر الامريكي لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية: "يقول بعض الناس إنه حسب التقاليد السياسية في واشنطن، أحيانا السمعة أهم من الحقيقة، إشارة إلى أن تكرار الإعلام لنقطة معينة، حتى إذا لم تكن صحيحة، يؤذي الشخص المعني. وسجل واشنطن مليء بأشخاص سقطوا بسبب ذلك. ناهيك عن جنرال في السودان". وأضاف: "كررت الخارجية ثقتها في الدابي، لكن يظل الإعلام يكرر علاقته مع نظام البشير، وبات ذلك مثل صداع لنا".   وقالت أمس فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، ردا على سؤال في المؤتمر الصحافي اليومي، عن خبر حول أن "المجلس الوطني" السوري طلب استقالة الدابي: "لا أريد التعليق من على هذا المنبر على الأفراد الذين تنشرهم جامعة الدول العربية في سورية وكما قلت، نحن سنحكم على هذه البعثة حسب تنفيذها لما وعدت به الجامعة العربية الشعب السوري". وأضافت نولاند إن وجود المراقبين في سوريا قدم بعض الفوائد للمتظاهرين، حتى إذا فشل في وقف العنف , وأضافت: "نحن نشعر بقلق أنه، على الرغم من وجود المراقبين على الأرض، وعلى الرغم من أنهم يلعبون دورا في بعض الأماكن، يبدو واضحا استمرار العنف". ورأت إذا شاهدتم (يوتيوب)، فستشاهدون صورا رائعة لمسيرة "الديمقراطية" في إدلب في نفس الوقت الذي كان فيه المراقبون هناك. صار واضحا أن وجود المراقبين، في حد ذاته، يبدو أنه وفر مساحات للتعبير العام. وفي إجابة عن سؤال عن وجود 66 مراقبا فقط في سورية، قالت: "فهمنا هو أن جامعة الدول العربية تعتزم، على مدى أيام وأسابيع، نشر ما بين 150 و300 مراقب. لهذا، أعتقد أننا نحتاج إلى السماح لهم بمواصلة على أرض الواقع، ومتابعة ما إذا سيكون ذلك كافيا".   وخلال الأيام القليلة الماضية وأكثر من مرة، أثار صحافيون، في المؤتمر الصحافي اليومي للخارجية الأميركية، حياد الدابي. وكرر مارك تونر، نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية الثقة فيه. وقال تونر إنه "ليس هناك شيء شخصي ضده". وأضاف، من دون الإشارة إلى اسمه: "نحن نعرف هذا الشخص. ونعرف أن هناك ادعاءات موثوق جدا بها عن القوات السودانية المسلحة، وعن أجهزة الاستخبارات والأمن الوطني في السودان على مدى 20 عاما. ونحن نعرف سجل حقوق الإنسان في السودان والذي يدعو إلى القلق". وأضاف تونر: "لكن، عن هذا الشخص خاصة، لا توجد اتهامات أعرفها ضده". وقال: "بصراحة، نحن نركز على إنجاح بعثة الجامعة العربية".   وفي وقت سابق دافع مسؤول في الجامعة العربية في القاهرة، عن اختيار الدابي، قائلاً "نحن نتبع ضميرنا. البعثة وتقريرها النهائي سيقرران مستقبل سورية، وهذه ليست مسألة صغيرة".    

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة