دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
جاءت ذكرى حرب غزة التي صادفت أمس سنويتها الثالثة بمزيد من التهديدات الإسرائيلية للقطاع، الذي لم يفق بعد من صدمته الأولى، التي ذهب ضحيتها أكثر من 1400 شهيد وخمسة آلاف جريح وتدمير نحو 3500 منزل.
ويميز الذكرى هذه المرة حجم التهديدات والتهويل الإسرائيلي تجاه ما تملكه الفصائل في القطاع المحاصر، فيما تراهن الفصائل على أن إسرائيل لن تقدم على حرب في ظل التطورات العربية التي ترى فيها عاملاً دافعا لوقف أي تهور إسرائيلي جديد.
وهدد قائد اللواء العسكري الجنوبي في جيش الاحتلال الإسرائيلي الموجود بمحاذاة قطاع غزة الكولونيل تال حرموني، أمس، باتخاذ خطوات تكون مؤلمة أكثر من حرب «الرصاص المسكوب» ضد حركة حماس، إذا تبين للجيش أن قيادتها تسمح لعناصر مختلفة بإطلاق الصواريخ باتجاه النقب الغربي.
وأعرب حرموني، في حديث للإذاعة الإسرائيلية، عن اعتقاده بأن حماس ربما لم تدفع نفس الثمن الذي دفعه «حزب الله» خلال حرب لبنان الثانية، ولذا فإنها تسمح لنفسها بالرد على نشاطات الجيش.
ورد القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان على التهديدات الإسرائيلية لغزة بقوله إن «ذلك لا يخيف الشعب الفلسطيني ومقاومته»، معتبراً أن «هدف كل التهديدات الإسرائيلية، التي تحفل بها وسائل إعلام العدو، نفسي ودعائي».
وقال رضوان لـ«السفير» إن «حركته اليوم أشد قوة ولن تقبل المساومة على أي من الثوابت الفلسطينية»، مشيراً إلى أن ما فشلت إسرائيل في أخذه من حماس بالحصار والحرب والعدوان والقتل لن تأخذه بالسياسة. وانتقد استمرار تجميد قرارات ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين في المحافل الدولية «لأن العقاب سيوقفهم وسيردعهم، لكن الواضح أن أحدا في المجتمع الدولي غير قادر على مراجعة إسرائيل ومحاسبتها».
من جانبه، قال أبو أحمد، المسؤول العسكري والناطق الإعلامي لسرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، إن التهديدات لم تتوقف منذ انتهاء العدوان على غزة، مؤكداً أنها بمجملها تؤشر باتجاه تصعيد مقبل ضد القطاع والمقاومة.
وعد أبو أحمد، في حديث خاص لـ«السفير»، التهديدات الإسرائيلية «بأنها نتاج مأزق داخلي وعزلة دولية وملاحقة قضائية بسبب ارتكابهم جرائم حرب، وأن القادة الإسرائيليين يحاولون الخروج من هذا المأزق بتوجيه الأنظار لغزة ومقاومة غزة والتحديات الموجودة في القطاع».
وانتقد المسؤول العسكري في الجهاد التهدئة في أوقات العدوان، مشيراً إلى أنها «تستخدم لتكبيل يد المقاومة فيما العدو يقتل ويذبح الشعب الفلسطيني من دون رادع قوي»، مؤكداً احتفاظ حركته بالرد على أي عدوان إسرائيلي.
وحذر أبو أحمد من أن «إسرائيل تحاول دائماً تهويل قدرات المقاومة، وذلك لخلق رأي عام معاد لها، وتبرير أي عدوان قد يستهدفها، ولذلك نحن موقفنا واضح من تلك الادعاءات بأن المقاومة لا تملك إلا القليل من الإمكانيات إذا ما قورنت بما يملكه العدو، وان معظم إمكانيات المقاومة محلية الصنع»، لكنه أكد أن ذلك «لا ينفي أن المقاومة باتت قادرة الآن، ورغم قلة إمكانياتها، على خلق توازن للرعب مع هذا الكيان الصهيوني والذي يتميز بهشاشة الجبهة الداخلية مقارنة بجبهة داخلية فلسطينية قوية وقادرة على الصمود والتحدي في أحلك الظروف».
في غضون ذلك، دعا عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عماد أبو رحمة إلى أخذ التهديدات الإسرائيلية بشن حرب جديدة على غزة على محمل الجد، والاستعداد الدائم على كامل الصعد السياسية والدبلوماسية، والاستعداد الميداني لقوى المقاومة لمواجهة هذه التهديدات.
واعتبر أبو رحمة أن «الحكومة الإسرائيلية تمارس كل يوم عدوانا على شعبنا الفلسطيني، سواء في القطاع باستهدافها المدنيين واغتيال نشطاء المقاومة وتوغل دباباتها، وفي الضفة عبر استمرارها في عملية التهويد ومصادرة الأراضي والاستيلاء على بيوت المواطنين في القدس»، مؤكداً أن هذه سياسة دائمة ومستمرة للاحتلال.
ونفى أبو رحمة توافق الفصائل الفلسطينية على المقاومة الشعبية أو السلمية كشكل وحيد للمقاومة والنضال في مواجهة الاحتلال، مؤكداً أن «الجبهة ليست ضدها، إلا أنها ترى أن حصر نضال شعبنا ومقاومته فيها خطأ وليست في صالح شعبنا ونضاله العادل».
واستشهد فلسطيني، وأصيب اثنان، في غارة جوية إسرائيلية استهدفت سيارة في مخيم جباليا للاجئين شمال غزة. وقال مصدر طبي إن «الشهيد هو عبد الله التلباني (22 عاماً).
وأكدت متحدثة عسكرية إسرائيلية شن الاحتلال الغارة، مشيرة إلى أنها «استهدفت مجموعة مرتبطة بنشاط إرهابي في الآونة الأخيرة في قطاع غزة».
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة