أفادت آخر تطورات حادثة إقدام طالب في كلية الهندسة الكهربائية والميكانية بجامعة دمشق اليوم الثلاثاء، أن الجهات الأمنية ألقت القبض على  الإرهابي عمار بالوش منفذ جريمة الجامعة اليوم عند مفرق الزاهرة بمدينة دمشق وبحوزته مسدس شميزر ١٠ ملم.

آخر كلمات غنام .. يارب عجل موعدي لكن احفظ لي أحبائي!!

"أشعر بالوحدة تسكن قلبي، أشعر بالحزن غيم على نفسي، أشعر أني غريب في مكان غريب، بعد أن تخلت الدنيا عني، وقالت أنا وحيييد، فنظرت إلى أصدقائي ليساعدوني فلم أجد منهم إلا كلمة أنت وحيييد، فوالله أن الموت أهون على نفسي .. فيا ربي عجل موعدي"...

هذه كانت آخر كلمات كتبها الشاب "حسين غنام" في صفحته على الفيسبوك، كلمات أذهلت كل من قرأها بعد أن سمع خبر موته على يد زميل له في كليته صباح اليوم الثلاثاء.

كلماته تلك تفاعل معها أصدقاؤه على الفيسبوك من منطلق التعبير عن إحساس يعبر عنه ولم يتوقعوا للحظة أنها كلمات وداع تركها لهم قبل الرحيل، فطلبوا منه أنه يشملهم بدعوته لتعجيل أجله، إلا أنه ترك لهم دعاء أجمل رغب في إيصاله لهم وإن كان إلكترونيا "ياااربي احفظ لي احبائي ولا تقرب منهم ولاسوء ولا بلاء ياارب لانه ان اصابهم مكروه فلن اموووت بل ساتقطع اربا اربا يااارب".

هل هو إحساس "غنام" بأنها ساعاته الأخيرة التي يعيش دفعته لنقل إحساسه لكل من أحب أم هي قراءة مستقبلية لقدر ينتظره على يد شخص كان يوماً زميلا له واختلفا فكريا، الأمر الذي جعله يشعر بالإحباط والضياع من كل مايجري وخصوصا من أصدقائه: "عم دور بقلبي على كلمات قولون بس ما عم لاقي.. لأنو الحياة كلا صارت ضياع برأسي وصرت واقف بين احتمالات وبس .. الحياة ولا الموت .. الفرح ولا الحزن .. بس بالنهاية نحنا يلي لازم نكون ائوا من هل الحياة ومع انو هي كل مانا عم تصعب بس غيرنا كانت علي اصعب بكتيير وقدر يواجه ويصمد فليش نحنا لحتى مانقدر".

سطور حملت بين كلماتها يأس شكل السمة التي اختزلت أيامه الأخيرة في احتمالات بين الحياة والموت وبين الحزن والفرح ، إلا أن بين طياتها تتسرب رغبة دفينة بالتمسك بآخر أنوار الحياة ورغبة دفينة بالاستمرار ومواجهة تحديات القدر... "ومع انو الحياة كل مانا عم تصعب بس غيرنا كانت علي اصعب بكتيير وقدر يواجه ويصمد فليش نحنا لحتى مانقدر".

لن يستطيع أحد أن يجزم ما الدافع الحقيقي وراء ماكتبه "غنام" قبل الرحيل، ولن يدرك أحد حقيقة ماشعر به في تلك الثواني التي تلاقت فيها عينيه مع عيني زميل حمل له الموت من مسدسه المشهر باتجاهه، لكنك تسطيع أن تلمس مدى إحساسه العالي ورهافة مشاعره وحبه لكل من حوله الذي تمنى لهم الحياة السعيدة كي لا يموت ألما عليهم.

ربما كان "غنام" أكثر قدرة على التعبير عن مشاعره، ونحن نقف عاجزين في هذه اللحظات أمام قصة لم نعتد عليها في حياتنا قبل فجر "الحرية" الذي يتسابق الجميع على إهدائنا إياه، ونعجز أمام كلمات أسرتنا وقد تركها لنا "غنام" ليقول لنا مالم نستطع فهمه وهو على قيد الحياة على أمل ان نستوعبه بعد وفاته.

يذكر أن الشهيد "حسين غنام" استشهد اليوم في كلية الهندسة الطبية عندما فتح الطالب "عمار بالوش" النار من مسدس حربي خلال مذاكرة للطلاب في الكلية، كما أسفر الحادث عن أصابة أربعة آخرين وهناك أنباء عن استشهاد اثنين منهم.

  • فريق ماسة
  • 2011-12-26
  • 7540
  • من الأرشيف

الشهيد غنام يودع أصدقاءه قبل استشهاده: ياااربي احفظ لي احبائي ولا تقرب منهم ولاسوء ولا بلاء

أفادت آخر تطورات حادثة إقدام طالب في كلية الهندسة الكهربائية والميكانية بجامعة دمشق اليوم الثلاثاء، أن الجهات الأمنية ألقت القبض على  الإرهابي عمار بالوش منفذ جريمة الجامعة اليوم عند مفرق الزاهرة بمدينة دمشق وبحوزته مسدس شميزر ١٠ ملم. آخر كلمات غنام .. يارب عجل موعدي لكن احفظ لي أحبائي!! "أشعر بالوحدة تسكن قلبي، أشعر بالحزن غيم على نفسي، أشعر أني غريب في مكان غريب، بعد أن تخلت الدنيا عني، وقالت أنا وحيييد، فنظرت إلى أصدقائي ليساعدوني فلم أجد منهم إلا كلمة أنت وحيييد، فوالله أن الموت أهون على نفسي .. فيا ربي عجل موعدي"... هذه كانت آخر كلمات كتبها الشاب "حسين غنام" في صفحته على الفيسبوك، كلمات أذهلت كل من قرأها بعد أن سمع خبر موته على يد زميل له في كليته صباح اليوم الثلاثاء. كلماته تلك تفاعل معها أصدقاؤه على الفيسبوك من منطلق التعبير عن إحساس يعبر عنه ولم يتوقعوا للحظة أنها كلمات وداع تركها لهم قبل الرحيل، فطلبوا منه أنه يشملهم بدعوته لتعجيل أجله، إلا أنه ترك لهم دعاء أجمل رغب في إيصاله لهم وإن كان إلكترونيا "ياااربي احفظ لي احبائي ولا تقرب منهم ولاسوء ولا بلاء ياارب لانه ان اصابهم مكروه فلن اموووت بل ساتقطع اربا اربا يااارب". هل هو إحساس "غنام" بأنها ساعاته الأخيرة التي يعيش دفعته لنقل إحساسه لكل من أحب أم هي قراءة مستقبلية لقدر ينتظره على يد شخص كان يوماً زميلا له واختلفا فكريا، الأمر الذي جعله يشعر بالإحباط والضياع من كل مايجري وخصوصا من أصدقائه: "عم دور بقلبي على كلمات قولون بس ما عم لاقي.. لأنو الحياة كلا صارت ضياع برأسي وصرت واقف بين احتمالات وبس .. الحياة ولا الموت .. الفرح ولا الحزن .. بس بالنهاية نحنا يلي لازم نكون ائوا من هل الحياة ومع انو هي كل مانا عم تصعب بس غيرنا كانت علي اصعب بكتيير وقدر يواجه ويصمد فليش نحنا لحتى مانقدر". سطور حملت بين كلماتها يأس شكل السمة التي اختزلت أيامه الأخيرة في احتمالات بين الحياة والموت وبين الحزن والفرح ، إلا أن بين طياتها تتسرب رغبة دفينة بالتمسك بآخر أنوار الحياة ورغبة دفينة بالاستمرار ومواجهة تحديات القدر... "ومع انو الحياة كل مانا عم تصعب بس غيرنا كانت علي اصعب بكتيير وقدر يواجه ويصمد فليش نحنا لحتى مانقدر". لن يستطيع أحد أن يجزم ما الدافع الحقيقي وراء ماكتبه "غنام" قبل الرحيل، ولن يدرك أحد حقيقة ماشعر به في تلك الثواني التي تلاقت فيها عينيه مع عيني زميل حمل له الموت من مسدسه المشهر باتجاهه، لكنك تسطيع أن تلمس مدى إحساسه العالي ورهافة مشاعره وحبه لكل من حوله الذي تمنى لهم الحياة السعيدة كي لا يموت ألما عليهم. ربما كان "غنام" أكثر قدرة على التعبير عن مشاعره، ونحن نقف عاجزين في هذه اللحظات أمام قصة لم نعتد عليها في حياتنا قبل فجر "الحرية" الذي يتسابق الجميع على إهدائنا إياه، ونعجز أمام كلمات أسرتنا وقد تركها لنا "غنام" ليقول لنا مالم نستطع فهمه وهو على قيد الحياة على أمل ان نستوعبه بعد وفاته. يذكر أن الشهيد "حسين غنام" استشهد اليوم في كلية الهندسة الطبية عندما فتح الطالب "عمار بالوش" النار من مسدس حربي خلال مذاكرة للطلاب في الكلية، كما أسفر الحادث عن أصابة أربعة آخرين وهناك أنباء عن استشهاد اثنين منهم.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة