أشاد رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سورية الفريق أول السوداني محمد أحمد مصطفى الدابي، أمس، بتعاون المسؤولين السوريين مع البعثة، موضحا أن مهمته تسير من دون عوائق «حتى الآن»، محذرا من يتابعون تحركات البعثة من القفز إلى استنتاجات بشأن نتائج المهمة طالبا منحها بعض الوقت، فيما طالبت المعارضة السورية المراقبين بالانتشار بسرعة في حي بابا عمرو في حمص.

واعتبرت موسكو ان مهمة بعثة مراقبي الجامعة العربية قد تساهم في حماية الشعب السوري، موضحة ان «هدف المشروع الروسي في مجلس الامن هو المساهمة في وقف العنف، مهما كان مصدره وبدء حوار وطني واسع النطاق». وشددت طهران على ان الضغوط الخارجية على سورية لن تؤدي الى نتائج، معتبرة ان «الولايات المتحدة واسرائيل تعرضان على الشعب السوري شعارات ديموقراطية مع تصدير الارهاب الى بلده في الوقت نفسه».

وأعلن عضو في وفد المراقبين العرب ان المجموعة الاولى من المراقبين وصلت الى دمشق. وقال، بعد مقابلة المراقبين في مطار دمشق، «وصلوا حوالي الساعة الثامنة مساء». وكان مصدر في مطار القاهرة قال ان 50 مراقبا وعشرة مسؤولين من الجامعة العربية غادروا في طائرة مصرية خاصة. واشار مصدر آخر الى انه سيتم تقسيمهم إلى مجموعات تضم الواحدة عشرة مراقبين. وقال بعض أعضاء البعثة إنهم يعتزمون زيارة مدينة حمص اليوم.

ويرأس الدابي، الذي وصل إلى دمشق أمس الأول وفدا من المراقبين سيتولى التحقق مما إذا كانت سورية تقوم بتنفيذ جانب من خطة عربية للسلام تطالب دمشق بانسحاب قوات الجيش السوري من المناطق المدنية ووضح حد للعنف.

وقال الدابي، في مقابلة مع وكالة «رويترز» عبر الهاتف، «نحن الآن داخل الشام، وبدأت مهمتنا منذ وصولنا إلى دمشق»، مضيفا انه سيتوجه إلى بقية المدن «بأسرع ما يمكن». وتابع «قمنا بكل الإجراءات والتحضيرات وهناك تعاون وثيق مع الإخوة السوريين وهم يتعاونون بصورة جيدة لأبعد الحدود حتى الآن».

وقال الدابي إن السوريين سيتولون توفير وسائل الانتقال لبعثة المراقبين، فيما أشار أعضاء في بعثة المراقبة العربية الى انهم سيحاولون الإبقاء على عنصر المفاجأة من خلال الإعلان عن المناطق المحددة التي يعتزمون زيارتها في نفس يوم إتمام الزيارة.

وأضاف الدابي انه التقى مع «عدد من المسؤولين وأفرادا من القوات المسلحة». وأوضح ان من بين من قابلهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم ونائبه فيصل المقداد. وتابع «نحن ننسق مع كل الاطراف، بما فيها المعارضة، وأي احد يريد ان يتعاون معنا». وحذر من يتابعون تحركات البعثة من القفز الى استنتاجات بشأن نتائج المهمة. وقال «اعطونا بعض الوقت، فلقد وصلنا الان».

وقال الدابي، انه التقى بالأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في القاهرة السبت، ووضع «خريطة طريق» لعمل بعثة المراقبين، والتي وعد ان تتمتع بالشفافية. واعلن ان البعثة ستلتقي بمختلف الجماعات في سورية ومن بينها القوات المسلحة ومعارضون.

وعن المخاوف من تأثير تفجيرات المقار الأمنية السورية التي وقعت الاسبوع الماضي وتم اتهام القاعدة بالمسؤولية عنها على مهمة البعثة، قال الدابي، بعد لقائه العربي السبت الماضي، إنه «دائما متفائل، ولا أظن أنها معوق لأداء البعثة بأي شكل من الأشكال، ولكن قد تحدث مثل هذه الأعمال». وأضاف «أنا لا أتكلم عن القاعدة أو غيرها، كل شخص من حقه أن يقول ما يشاء، ولكن لنا رؤيتنا الخاصة وتقييمنا الخاص للواقع في سورية ". وأضاف أن «توجيهات الأمين العام للجامعة العربية للبعثة أن نعمل بكل ما أوتينا من قوة على تنفيذ البروتوكول».

وكانت بعثة تابعة للجامعة العربية وصلت الخميس الماضي إلى دمشق للاعداد لمهمة مراقبيها. وقال رئيس الوفد سمير سيف اليزل انهم «اكثر من خمسين خبيرا عربيا من مختلف المجالات لاسيما السياسي وحقوق الانسان والعسكري».

وعقدت البعثة اجتماعا مع المعلم السبت وصفه المتحدث باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي «بالايجابي». واكد ان المراقبين «لهم حرية الحركة بالتنسيق مع الجانب السوري وبموجب البروتوكول».

الى ذلك، نفى رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي الجامعة في الأمانة العامة للجامعة العربية عدنان خضير، امس، «صحة الخبر الذي تناقلته بعض وسائل الإعلام عن إصابة أحد أعضاء فريق البعثة في سوريا»، موضحا أن جميع اعضاء بعثة المراقبين سالمون.

العربي ووفد البعثة

وكان العربي أعلن، بعد اجتماع مع بعثة مراقبي الجامعة العربية في القاهرة قبيل توجههم إلى دمشق، أن «فرق المراقبين ستبدأ في مباشرة مهام عملها غدا (اليوم) الثلاثاء». واوضح ان الدابي «بدأ في الاعداد لمهام البعثة في سوريا واماكن تحركها والخرائط الخاصة بها وتقسيمها الى فرق عمل للذهاب الى مناطق الاحتجاجات».

واضاف ان الامانة العامة للجامعة العربية «استأجرت سيارات لنقل الفرق نظرا لتأخر وصول السيارات المخصصة لنقلهم» الى المناطق المختلفة في سوريا. وطالب «البعثة بالتزام الحيادية التامة في عمليات الرصد التي سيقومون بها في المدن السورية، وعدم الانحياز لأي طرف من أطراف الأزمة».

من جانبه، قال نائب الامين العام السفير أحمد بن حلي إن «العربي وضع فريق المراقبين في الصورة، وتمت مناقشة كافة الإجراءات اللوجستية والإجراءات الخاصة بمهمتهم وأماكن تنقلهم وإيوائهم، وسيتواصل الحوار والاتصالات بين الجامعة العربية والدابي في دمشق الذي سيحدد أماكن تنقلهم».

وأشار طالع السعود الأطلسي، وهو خبير اعلامي مغربي مشارك في البعثة، إلى أنه «تم خلال الاجتماع مناقشة التفاصيل الفنية الخاصة بعمل البعثة، ومدى التنسيق بين الجامعة العربية والسلطات السورية»، لافتا الى أن «البعثة ستمارس عملها على الارض بدءا من الغد (اليوم) وسيقوم فريق البعثة بمراقبة مدى تنفيذ سوريا للبروتوكول الذي وقعته مع الجامعة».

ولفت العضو الاخر انور مالك الى أن البعثة ستقوم برصد الاوضاع في خمس مناطق سورية، هي دمشق وريفها، وحمص وريفها، وحلب وريفها، ودرعا وأدلب، موضحا أن كل مدينة سيكون بها مكتب لأفراد البعثة.

واكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في اتصال هاتفي مع العربي ان بغداد تدعم جهود الجامعة في حل القضايا العربية «داخل البيت العربي». ورحب «الامين العام لجامعة الدول العربية بدور اكثر فاعلية للعراق في مواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة العربية». وسبق ان اعلن العراق رفضه لتدويل الازمة في سوريا.

وطلبت فرنسا من السلطات السورية السماح اعتبارا من امس لمراقبي الجامعة بالتوجه الى مدينة حمص. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو «بينما يشتد القمع في سوريا في الاسابيع الاخيرة، فان على السلطات السورية وبموجب خطة الجامعة العربية ان تسمح بوصول المراقبين اعتبارا من بعد ظهر اليوم (امس) الى مدينة حمص التي تشهد اعمال عنف دموية».

وقال رئيس «المجلس الوطني السوري» المعارض برهان غليون، في مؤتمر صحافي في باريس، «من الافضل ان يتولى مجلس الامن الدولي امر هذه الخطة (العربية) ويتبناها ويؤمن سبل تطبيقها».

وقال ان «بعض المراقبين وصلوا الى حمص» مضيفا ان «هؤلاء اعلنوا انهم لا يستطيعون الوصول الى امكنة لا تريد السلطات (السورية) ان يصلوا اليها».

روسيا وايران

ورحب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بإرسال بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا، معتبرا أن مهمة البعثة قد تساهم في حماية الشعب السوري.

وقال لافروف، في مقابلة مع وكالة «انترفاكس» الروسية، «إننا نرحب بالتوقيع على بروتوكول إرسال بعثة مراقبي الجامعة العربية لمتابعة الوضع في سوريا الذي يتيح استخدام آلية رقابة مستقلة ميدانيا من أجل ضمان الحماية لجميع السوريين وإعادة استقرار الوضع». وأشار إلى أن «مشروع القرار الذي قدمته روسيا إلى مجلس الأمن بشأن سوريا، يهدف أيضا إلى حماية السكان المدنيين واستعادة الاستقرار». وتابع ان «هدف المشروع الروسي هو المساهمة في وقف العنف، مهما كان مصدره وبدء حوار وطني واسع النطاق».

وأكد لافروف «استعداد روسيا مواصلة التعاون مع دول الشرق الأوسط على أساس التكافؤ والمنفعة المتبادلة». ورفض «استخدام شعار حماية المدنيين كذريعة لدعم أحد الطرفين في حرب أهلية»، مؤكدا أنه «ضد استخدام النموذج الليبي».

وقال نائب وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان، بعد اجتماعه مع نظيره الروسي ميخائيل بوغدانوف في موسكو، «نعتبر ان الضغط الخارجي على سوريا لن يجلب نتائج. ويحاول اللاعبون الخارجيون الاستفادة العاجلة من الوضع في سوريا لمصلحتهم». واضاف «تتدخل الولايات المتحدة واسرائيل على حد سواء في الشؤون الداخلية لهذا البلد وتعرضان على الشعب السوري شعارات ديموقراطية مع تصدير الارهاب الى بلده في الوقت نفسه».

الى ذلك، سربت مصادر مطلعة معلومات تفيد ان الاستخبارات الروسية حذرت دمشق من «اختراقات في أجهزة الأمن والجيش السوري»، كما نبهتها من احتمال وقوع اعتداءات على أعضاء بعثة المراقبين العرب، بهدف إحراج دمشق إقليميا ودوليا وتشويه صورتها.

وقال مصدر لوكالة «نوفوستي»، أن الاستخبارات الروسية سلمت تقريرا لدمشق، يفيد بمعلومات عن «اختراقات أمنية»، وعن «انشقاقات غير معلنة» في صفوف الضباط والمسؤولين السوريين. وأضاف أن «الرسالة تحدثت عن معلومات تحذيرية بشأن عمليات إرهابية ستقوم بها جهات أمنية سورية (مخترقة)، ضد أعضاء بعثة المراقبين العرب بهدف توريط دمشق في اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان وقمع المحتجين وارتكاب جرائم حرب».

 

 

 

 

 

 

 

  • فريق ماسة
  • 2011-12-26
  • 13024
  • من الأرشيف

موسكو تعارض دعم أحد طرفي حرب أهلية ... وطهران ترى أن الضغط الخارجي غير مجدٍ المراقبون ينتشرون اليوم: السلطة تتعاون ... والمعارضة تطلب التدويل

أشاد رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سورية الفريق أول السوداني محمد أحمد مصطفى الدابي، أمس، بتعاون المسؤولين السوريين مع البعثة، موضحا أن مهمته تسير من دون عوائق «حتى الآن»، محذرا من يتابعون تحركات البعثة من القفز إلى استنتاجات بشأن نتائج المهمة طالبا منحها بعض الوقت، فيما طالبت المعارضة السورية المراقبين بالانتشار بسرعة في حي بابا عمرو في حمص. واعتبرت موسكو ان مهمة بعثة مراقبي الجامعة العربية قد تساهم في حماية الشعب السوري، موضحة ان «هدف المشروع الروسي في مجلس الامن هو المساهمة في وقف العنف، مهما كان مصدره وبدء حوار وطني واسع النطاق». وشددت طهران على ان الضغوط الخارجية على سورية لن تؤدي الى نتائج، معتبرة ان «الولايات المتحدة واسرائيل تعرضان على الشعب السوري شعارات ديموقراطية مع تصدير الارهاب الى بلده في الوقت نفسه». وأعلن عضو في وفد المراقبين العرب ان المجموعة الاولى من المراقبين وصلت الى دمشق. وقال، بعد مقابلة المراقبين في مطار دمشق، «وصلوا حوالي الساعة الثامنة مساء». وكان مصدر في مطار القاهرة قال ان 50 مراقبا وعشرة مسؤولين من الجامعة العربية غادروا في طائرة مصرية خاصة. واشار مصدر آخر الى انه سيتم تقسيمهم إلى مجموعات تضم الواحدة عشرة مراقبين. وقال بعض أعضاء البعثة إنهم يعتزمون زيارة مدينة حمص اليوم. ويرأس الدابي، الذي وصل إلى دمشق أمس الأول وفدا من المراقبين سيتولى التحقق مما إذا كانت سورية تقوم بتنفيذ جانب من خطة عربية للسلام تطالب دمشق بانسحاب قوات الجيش السوري من المناطق المدنية ووضح حد للعنف. وقال الدابي، في مقابلة مع وكالة «رويترز» عبر الهاتف، «نحن الآن داخل الشام، وبدأت مهمتنا منذ وصولنا إلى دمشق»، مضيفا انه سيتوجه إلى بقية المدن «بأسرع ما يمكن». وتابع «قمنا بكل الإجراءات والتحضيرات وهناك تعاون وثيق مع الإخوة السوريين وهم يتعاونون بصورة جيدة لأبعد الحدود حتى الآن». وقال الدابي إن السوريين سيتولون توفير وسائل الانتقال لبعثة المراقبين، فيما أشار أعضاء في بعثة المراقبة العربية الى انهم سيحاولون الإبقاء على عنصر المفاجأة من خلال الإعلان عن المناطق المحددة التي يعتزمون زيارتها في نفس يوم إتمام الزيارة. وأضاف الدابي انه التقى مع «عدد من المسؤولين وأفرادا من القوات المسلحة». وأوضح ان من بين من قابلهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم ونائبه فيصل المقداد. وتابع «نحن ننسق مع كل الاطراف، بما فيها المعارضة، وأي احد يريد ان يتعاون معنا». وحذر من يتابعون تحركات البعثة من القفز الى استنتاجات بشأن نتائج المهمة. وقال «اعطونا بعض الوقت، فلقد وصلنا الان». وقال الدابي، انه التقى بالأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في القاهرة السبت، ووضع «خريطة طريق» لعمل بعثة المراقبين، والتي وعد ان تتمتع بالشفافية. واعلن ان البعثة ستلتقي بمختلف الجماعات في سورية ومن بينها القوات المسلحة ومعارضون. وعن المخاوف من تأثير تفجيرات المقار الأمنية السورية التي وقعت الاسبوع الماضي وتم اتهام القاعدة بالمسؤولية عنها على مهمة البعثة، قال الدابي، بعد لقائه العربي السبت الماضي، إنه «دائما متفائل، ولا أظن أنها معوق لأداء البعثة بأي شكل من الأشكال، ولكن قد تحدث مثل هذه الأعمال». وأضاف «أنا لا أتكلم عن القاعدة أو غيرها، كل شخص من حقه أن يقول ما يشاء، ولكن لنا رؤيتنا الخاصة وتقييمنا الخاص للواقع في سورية ". وأضاف أن «توجيهات الأمين العام للجامعة العربية للبعثة أن نعمل بكل ما أوتينا من قوة على تنفيذ البروتوكول». وكانت بعثة تابعة للجامعة العربية وصلت الخميس الماضي إلى دمشق للاعداد لمهمة مراقبيها. وقال رئيس الوفد سمير سيف اليزل انهم «اكثر من خمسين خبيرا عربيا من مختلف المجالات لاسيما السياسي وحقوق الانسان والعسكري». وعقدت البعثة اجتماعا مع المعلم السبت وصفه المتحدث باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي «بالايجابي». واكد ان المراقبين «لهم حرية الحركة بالتنسيق مع الجانب السوري وبموجب البروتوكول». الى ذلك، نفى رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي الجامعة في الأمانة العامة للجامعة العربية عدنان خضير، امس، «صحة الخبر الذي تناقلته بعض وسائل الإعلام عن إصابة أحد أعضاء فريق البعثة في سوريا»، موضحا أن جميع اعضاء بعثة المراقبين سالمون. العربي ووفد البعثة وكان العربي أعلن، بعد اجتماع مع بعثة مراقبي الجامعة العربية في القاهرة قبيل توجههم إلى دمشق، أن «فرق المراقبين ستبدأ في مباشرة مهام عملها غدا (اليوم) الثلاثاء». واوضح ان الدابي «بدأ في الاعداد لمهام البعثة في سوريا واماكن تحركها والخرائط الخاصة بها وتقسيمها الى فرق عمل للذهاب الى مناطق الاحتجاجات». واضاف ان الامانة العامة للجامعة العربية «استأجرت سيارات لنقل الفرق نظرا لتأخر وصول السيارات المخصصة لنقلهم» الى المناطق المختلفة في سوريا. وطالب «البعثة بالتزام الحيادية التامة في عمليات الرصد التي سيقومون بها في المدن السورية، وعدم الانحياز لأي طرف من أطراف الأزمة». من جانبه، قال نائب الامين العام السفير أحمد بن حلي إن «العربي وضع فريق المراقبين في الصورة، وتمت مناقشة كافة الإجراءات اللوجستية والإجراءات الخاصة بمهمتهم وأماكن تنقلهم وإيوائهم، وسيتواصل الحوار والاتصالات بين الجامعة العربية والدابي في دمشق الذي سيحدد أماكن تنقلهم». وأشار طالع السعود الأطلسي، وهو خبير اعلامي مغربي مشارك في البعثة، إلى أنه «تم خلال الاجتماع مناقشة التفاصيل الفنية الخاصة بعمل البعثة، ومدى التنسيق بين الجامعة العربية والسلطات السورية»، لافتا الى أن «البعثة ستمارس عملها على الارض بدءا من الغد (اليوم) وسيقوم فريق البعثة بمراقبة مدى تنفيذ سوريا للبروتوكول الذي وقعته مع الجامعة». ولفت العضو الاخر انور مالك الى أن البعثة ستقوم برصد الاوضاع في خمس مناطق سورية، هي دمشق وريفها، وحمص وريفها، وحلب وريفها، ودرعا وأدلب، موضحا أن كل مدينة سيكون بها مكتب لأفراد البعثة. واكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في اتصال هاتفي مع العربي ان بغداد تدعم جهود الجامعة في حل القضايا العربية «داخل البيت العربي». ورحب «الامين العام لجامعة الدول العربية بدور اكثر فاعلية للعراق في مواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة العربية». وسبق ان اعلن العراق رفضه لتدويل الازمة في سوريا. وطلبت فرنسا من السلطات السورية السماح اعتبارا من امس لمراقبي الجامعة بالتوجه الى مدينة حمص. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو «بينما يشتد القمع في سوريا في الاسابيع الاخيرة، فان على السلطات السورية وبموجب خطة الجامعة العربية ان تسمح بوصول المراقبين اعتبارا من بعد ظهر اليوم (امس) الى مدينة حمص التي تشهد اعمال عنف دموية». وقال رئيس «المجلس الوطني السوري» المعارض برهان غليون، في مؤتمر صحافي في باريس، «من الافضل ان يتولى مجلس الامن الدولي امر هذه الخطة (العربية) ويتبناها ويؤمن سبل تطبيقها». وقال ان «بعض المراقبين وصلوا الى حمص» مضيفا ان «هؤلاء اعلنوا انهم لا يستطيعون الوصول الى امكنة لا تريد السلطات (السورية) ان يصلوا اليها». روسيا وايران ورحب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بإرسال بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا، معتبرا أن مهمة البعثة قد تساهم في حماية الشعب السوري. وقال لافروف، في مقابلة مع وكالة «انترفاكس» الروسية، «إننا نرحب بالتوقيع على بروتوكول إرسال بعثة مراقبي الجامعة العربية لمتابعة الوضع في سوريا الذي يتيح استخدام آلية رقابة مستقلة ميدانيا من أجل ضمان الحماية لجميع السوريين وإعادة استقرار الوضع». وأشار إلى أن «مشروع القرار الذي قدمته روسيا إلى مجلس الأمن بشأن سوريا، يهدف أيضا إلى حماية السكان المدنيين واستعادة الاستقرار». وتابع ان «هدف المشروع الروسي هو المساهمة في وقف العنف، مهما كان مصدره وبدء حوار وطني واسع النطاق». وأكد لافروف «استعداد روسيا مواصلة التعاون مع دول الشرق الأوسط على أساس التكافؤ والمنفعة المتبادلة». ورفض «استخدام شعار حماية المدنيين كذريعة لدعم أحد الطرفين في حرب أهلية»، مؤكدا أنه «ضد استخدام النموذج الليبي». وقال نائب وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان، بعد اجتماعه مع نظيره الروسي ميخائيل بوغدانوف في موسكو، «نعتبر ان الضغط الخارجي على سوريا لن يجلب نتائج. ويحاول اللاعبون الخارجيون الاستفادة العاجلة من الوضع في سوريا لمصلحتهم». واضاف «تتدخل الولايات المتحدة واسرائيل على حد سواء في الشؤون الداخلية لهذا البلد وتعرضان على الشعب السوري شعارات ديموقراطية مع تصدير الارهاب الى بلده في الوقت نفسه». الى ذلك، سربت مصادر مطلعة معلومات تفيد ان الاستخبارات الروسية حذرت دمشق من «اختراقات في أجهزة الأمن والجيش السوري»، كما نبهتها من احتمال وقوع اعتداءات على أعضاء بعثة المراقبين العرب، بهدف إحراج دمشق إقليميا ودوليا وتشويه صورتها. وقال مصدر لوكالة «نوفوستي»، أن الاستخبارات الروسية سلمت تقريرا لدمشق، يفيد بمعلومات عن «اختراقات أمنية»، وعن «انشقاقات غير معلنة» في صفوف الضباط والمسؤولين السوريين. وأضاف أن «الرسالة تحدثت عن معلومات تحذيرية بشأن عمليات إرهابية ستقوم بها جهات أمنية سورية (مخترقة)، ضد أعضاء بعثة المراقبين العرب بهدف توريط دمشق في اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان وقمع المحتجين وارتكاب جرائم حرب».              

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة