دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
بدأ رئيس حكومة «حماس» المقالة اسماعيل هنية امس أول جولة له في عواصم عربية وإسلامية منذ خمسة أعوام، في القاهرة التي باتت الحركة الاسلامية تعتبرها مرجعا وعمقا استراتيجيا في اعقاب التقدم الكبير للاسلاميين المصريين في الانتخابات النيابية، واجرى محادثات رسمية وسياسية ابرزها مع مرشد جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر محمد بديع اعلن بعدها أن «حماس» تمثل «الحركة الجهادية» للجماعة ولا تخفي انتماءها لها، ورأى ان استقلال حماس بغزة كان بمثابة البداية لثورات الربيع العربي.
والتقى هنية في القاهرة رئيس الوزراء كمال الجنزوري والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي.
وكانت جماعة «الإخوان المسلمين» أقامت عددا من المظاهر الاحتفالية فى مقرها في حي المقطم ترحيبا بزيارة هنية، حيث وضعت لافتات عريضة تحمل عبارة «الإخوان المسلمون يرحبون برئيس وزراء فلسطين إسماعيل هنية»، بينما استقبل هنية عددا من أشبال الجماعة، بالإضافة إلى عدد من القيادات على رأسهم نائب المرشد خيرت الشاطر وعضو مكتب الإرشاد محمود غزلان، وعضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة سعد الحسيني.
وتشمل جولة هنية الخارجية الاولى منذ العام 2007، كلاً من السودان، قطر، البحرين، تونس وتركيا. وقال هنية إن «الربيع العربي فتح آفاقا واسعة امامنا يجب ان نستثمرها لتحقيق مصالح شعبنا».
وفي مؤتمر صحافي بعد لقائه بديع في المقطم، وصف إسماعيل هنية «حركة حماس بأنها حركة جهادية للإخوان المسلمين فلسطينية الوجه»، وقال «من يرى المشهد الآن فى مقر الإخوان المسلمين سيدرك أنه أثار الارتباك والفزع فى قلب إسرائيل»، مؤكدا أن الحركة «لا تخفي انتماءها» للجماعة، ومضيفا ان «وجودنا مع الإخوان يهدد الكيان الإسرائيلي». كما أشار هنية إلى أن «إسرائيل الآن تسعى للحفاظ على وجودها أكثر من توسعها»، واتهم هنية نظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك بأنه «كان جزءا من ثلاثة محاور لفرض الحصار على غزة، وهما محوران اقتصادي عسكري، بالإضافة لمحور مبارك وأعوانه»، واعتبر هنية أن «استقلال حماس بغزة كان بمثابة البداية لثورات الربيع العربي»، لافتا إلى أنه جاء الى «إخوانه» فى مصر لينقل لهم الوضع فى غزة ويطلب مساندتهم.
من جهته، وصف بديع حركة حماس بأنها «نموذج يثير الإعجاب»، وقال «إن الإنسان يسعد عندما يرى رئيس وزراء مثل إسماعيل هنية يصلي بالمواطنين ويتهجد بهم فى الليل، وكذلك يسعد عندما يرى الوزراء حوله أهل بذل وعطاء ولا يجد بينهم من ينهب أو يسرق»، معتبرا أن «حركة حماس عرفت العالم كيف تكون القيادة الرشيدة»، واعتبر بديع أن «حركة حماس قدمت نموذجا يثير الإعجاب أثناء صفقة الإفراج عن الأسرى، وكذلك أثناء الصلح مع حركة فتح التى عطلها النظام (المصري) السابق لسنوات» حسب تعبيره.
ورحب بديع بهنية والوفد المصاحب له وقال «أهلا بهم فى دارهم ومركز الإخوان كان دائما محتضنا قضايا التحرر وعلى رأسها القضية الفلسطينية»، متهما النظام السابق بأنه كان «يقيم حصارا بين الإخوان وقلبهم وجسدهم فى إشارة إلى حركة حماس»، ووجه بديع «الشكر إلى الجيش والاستخبارات الحربية»، لافتا إلى أنهم «قاموا بدور مهم ويتوسم فيهم خيرا».
كما التقى هنية مسؤول الملف الفلسطيني في جهاز الاستخبارات العامة المصرية اللواء نادر الأعصر، ثم رئيس الوزراء كمال الجنزوري والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي. وفي المؤتمر الصحافي المشترك مع العربي عقب لقائهما في الجامعة العربية، قال هنية حول وجود اعتقالات في غزة «لا توجد أي اعتقالات سياسية في غزة بالمطلق ولكن في الضفة الأمور مختلفة» دون اي يعرض تفاصيل اكثر. واضاف هنية ان «كل الأمور في سياق البحث الثنائي مع حركة فتح ونحن جاهزون لأي خطوات ونحن في أجواء مصالحة وسوف نقدم أي تنازل لأنها لا تعد تنازلات حيث تصب في مصلحة الوطن».
وشدد هنية على ان المصالحة «خيار استراتيجي لا رجعة فيه ونحن نعمل على تطبيق ما تم الاتفاق عليه ونقله من الأطر النظرية الى الواقع»، مضيفا «لقد عرضنا أمورا لتعزيز المصالحة الفلسطينية وقطع الطريق على التدخلات الأميركية الاسرائيلية لعرقلتها».
وطالب المسؤول الفلسطيني الجامعة العربية بـ«تفعيل قراراتها المتعددة برفع الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة» محذرا من مساعي اسرائيل بواسطة «خطة متدحرجة لنزع المدينة من محيطها العربي والاسلامي والوضع يحتاج الى خطة عربية اسلامية على المستويين الرسمي والشعبي وليس خطبا أو مؤتمرات». وأشار هنية الى أنه بحث مع الأمين العام أيضا قضية الأسرى الفلسطينيين وقدم له قائمة بـ55 أسيرا فلسطينيا مسجونين منذ أكثر من 25 عاما واصفا اللقاء بأنه «ايجابي ومفعم بالأمل في المستقبل لأننا نزور الجامعة العربية في ظل واقع عربي متغير».
وشكر هنية الأمين العام على هذا الاستقبال في «بيت العرب» متمنيا له «التوفيق في هذه المهمة خلفا للأمين العام السابق عمرو موسى» مضيفا «لقد تابعناه منذ أن كان وزيرا للخارجية حيث كانت القضية الفلسطينية تحتل مساحة واسعة من فكره».
من جهته قال العربي «لقد ناقشنا أمورا كثيرة تتعلق بدعم القضية الفلسطينية وكيفية تحريرها والقدس وحصار غزة واستمعنا الى آراء هامة» موضحا ان جامعة الدول العربية تضع كل امكاناتها تحت تصرف الشعب الفلسطيني.
نتنياهو وعشراوي
في المقابل، اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو انه سيرفض إجراء أية مفاوضات مع السلطة الفلسطينية في حال ضمت الحكومة التي ستشكلها السلطة ممثلين عن «حماس». واوضحت الاذاعة ان «نتنياهو قال انه في حال انضمت حماس الى الحكومة الفلسطينية فهو سيرفض اجراء مفاوضات سلام مع السلطة الفلسطينية». واشارت الى ان نتنياهو ادلى بهذا التصريح امام المؤتمر السنوي للسفراء الاسرائيليين الذي عقد في القدس. واوضحــت الاذاعـــة ان نتنياهو اكد ان «التقدم في مفاوضات السلام (مع الفلسطينيين) يجب ان يأخذ بالاعتبار الحاجــات الامنية لاسرائيل التي اصبحــت اكثر اهمية نظــرا الى الوضع الاقليمي».
وقال نتنياهو ايضا انه «لن يتسامح ابدا في حال انتقل الوضع السائد في لبنان وفي قطاع غزة الى الاراضي التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية» التي يتزعمها محمود عباس. وقالت الاذاعة اخيرا ان رئيس الوزراء كرر انه ينتظر من الفلسطينيين ان يعترفوا بإسرائيل «دولة قومية للشعب اليهودي» مع اشارته الى ان «الامر لا يتعلق بشرط مسبق لمحادثات السلام» المتوقفة منذ العدوان الاسرائيلي على غزة في نهاية العام 2008. وردا على سؤال حول هذه التصريحات، قال المتحدث باسم نتنياهو مارك ريغيف، انها «جاءت خلال اجتماع مغلق».
أما حنان عشراوي فقالت في حديث لإذاعة «صوت فلسطين» الرسمية إن «سحب الاعتراف سيكون احد الخيارات في نهاية المطاف في حال استنفاد كل التحركات الممكنة». لكنها قالت ان اتخاذ القرار بسحب الاعتراف باسرائيل من قبل المنظمة «لم يطرح للنقاش». واضــافت عشراوي ان «اولى الخطوات للرد على المشاريع العنـــصرية الاسرائيلية وآخرها التصعيد الاستيطاني... هي التحرك على اعلى المستويات لملاحقة اسرائيل قانونيا وقضائيا». وتابعت قائلة «يجب العمل وفق خطة تدعم صمود المقدســيين بالتحرك عربيا ودوليا على المستوى القانوني لملاحقة اسرائيـــل قضــائيا لخرقهـــا المتواصـــل لكل الاتفاقات والقوانين الدولية واستمرارها بالمخطـطات التهويدية اضافة لتفعيل المقاومة الشعبية».
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة