رأت صحيفة "تشرين" السورية في افتتاحيتها اليوم انه "لم يكن مفاجئاً ما حدث في الأمس، فتطور الأحداث في سورية منذ عدة أشهر وتداخلاتها الإقليمية والدولية كان ينبئ بهذه المرحلة الأشد إجراماً، ولاسيما مع فشل كثير من السيناريوهات المعدة لإسقاط سورية كدولة ومؤسسات ومجتمع وهي ستكون المرحلة الأخيرة في هذه الأحداث".

واعتبرت الصحيفة انه "مع هذا العمل الإرهابي، تأكد للجميع أن مشكلة سورية الرئيسية ليست، كما كان يعتقد، مع بعض الأدوات الداخلية المنفذة، بل مع الدول والأطراف العربية والإقليمية والدولية التي تخطط لها وتدعمها وتمولها وتوجهها".

 

ولفتت الصحيفة السورية الى ان "فشل مساعي تكرار السيناريو الليبي قاد الدول التي أصبحت معروفة ومنبوذة من الشعب السوري إلى تنفيذ سيناريو آخر لا يقل وحشية وإجراماً عن قتل ستين ألف مواطن ليبي بدم بارد"، معتبرة ان ما حدث بالأمس لا يمكن قراءته من زاوية واحدة، فثمة أكثر من تحليل يمكن أن يقدم: ‏

-إن استهداف العمل الإرهابي للركائز السورية الثلاث في مواجهة الأزمة وهي الشعب، المؤسسة العسكرية، والإعلام، يشير إلى حالة الغضب التي تعتري بعض الأنظمة العربية والغربية من قدرة سورية على الخروج من كل فخ كان ينصب لها، فكان خيار التفجيرات الإرهابية، الذي كانت سورية أولى دول المنطقة بمواجهته في ثمانينيات القرن الماضي، هو الرد الموازي لحالة الإحباط واليأس التي تعيشها تلك الأنظمة. ‏

-استشهاد عدد كبير من المدنيين، وخاصة الأطفال منهم، يؤكد أن الحرب الخارجية على سوريةأصبحت مفتوحة على كل الخيارات الإجرامية وتحاول أن تمتد لتشمل كل المحافظات السورية. حرب لا تراعي ديناً ولا حرمة ولا أخلاقاً. ‏

- طبيعة العمل الإرهابي لجهة توقيته ومقصده وقوته التدميرية وبصمات القاعدة على طريقة تنفيذه لا تدع مجالاً للشك حيال قيام أنظمة خليجية وإقليمية وغربية خلال الأشهر السابقة بتوفير المقومات اللوجستية والعملياتية والتنظيمية لمثل هذه الأعمال الإجرامية، وهذا تبلور من خلال ما تملكه المجموعات المسلحة من تجهيزات وأسلحة حديثة زودت بها ومن معلومات استخباراتية كانت ترسل إليها. ‏

-ثمّة بعد إقليمي مهم، فالولايات المتحدة الأميركية التي خرجت مهزومة مندحرة من العراق لم تكن لتدع مشروع سورية القومي المقاوم يسعد بهذا اليوم التاريخي، فكانت التفجيرات المؤلمة، التي هزت بغداد ومن ثم دمشق بعد يوم واحد. تفجيرات صنفها المراقبون في خانة ردة فعل من مأجوري واشنطن في المنطقة وأذنابها. ‏

 

  • فريق ماسة
  • 2011-12-23
  • 14943
  • من الأرشيف

الحرب الخارجية على سورية أصبحت مفتوحة على كل الخيارات الإجرامية

رأت صحيفة "تشرين" السورية في افتتاحيتها اليوم انه "لم يكن مفاجئاً ما حدث في الأمس، فتطور الأحداث في سورية منذ عدة أشهر وتداخلاتها الإقليمية والدولية كان ينبئ بهذه المرحلة الأشد إجراماً، ولاسيما مع فشل كثير من السيناريوهات المعدة لإسقاط سورية كدولة ومؤسسات ومجتمع وهي ستكون المرحلة الأخيرة في هذه الأحداث". واعتبرت الصحيفة انه "مع هذا العمل الإرهابي، تأكد للجميع أن مشكلة سورية الرئيسية ليست، كما كان يعتقد، مع بعض الأدوات الداخلية المنفذة، بل مع الدول والأطراف العربية والإقليمية والدولية التي تخطط لها وتدعمها وتمولها وتوجهها".   ولفتت الصحيفة السورية الى ان "فشل مساعي تكرار السيناريو الليبي قاد الدول التي أصبحت معروفة ومنبوذة من الشعب السوري إلى تنفيذ سيناريو آخر لا يقل وحشية وإجراماً عن قتل ستين ألف مواطن ليبي بدم بارد"، معتبرة ان ما حدث بالأمس لا يمكن قراءته من زاوية واحدة، فثمة أكثر من تحليل يمكن أن يقدم: ‏ -إن استهداف العمل الإرهابي للركائز السورية الثلاث في مواجهة الأزمة وهي الشعب، المؤسسة العسكرية، والإعلام، يشير إلى حالة الغضب التي تعتري بعض الأنظمة العربية والغربية من قدرة سورية على الخروج من كل فخ كان ينصب لها، فكان خيار التفجيرات الإرهابية، الذي كانت سورية أولى دول المنطقة بمواجهته في ثمانينيات القرن الماضي، هو الرد الموازي لحالة الإحباط واليأس التي تعيشها تلك الأنظمة. ‏ -استشهاد عدد كبير من المدنيين، وخاصة الأطفال منهم، يؤكد أن الحرب الخارجية على سوريةأصبحت مفتوحة على كل الخيارات الإجرامية وتحاول أن تمتد لتشمل كل المحافظات السورية. حرب لا تراعي ديناً ولا حرمة ولا أخلاقاً. ‏ - طبيعة العمل الإرهابي لجهة توقيته ومقصده وقوته التدميرية وبصمات القاعدة على طريقة تنفيذه لا تدع مجالاً للشك حيال قيام أنظمة خليجية وإقليمية وغربية خلال الأشهر السابقة بتوفير المقومات اللوجستية والعملياتية والتنظيمية لمثل هذه الأعمال الإجرامية، وهذا تبلور من خلال ما تملكه المجموعات المسلحة من تجهيزات وأسلحة حديثة زودت بها ومن معلومات استخباراتية كانت ترسل إليها. ‏ -ثمّة بعد إقليمي مهم، فالولايات المتحدة الأميركية التي خرجت مهزومة مندحرة من العراق لم تكن لتدع مشروع سورية القومي المقاوم يسعد بهذا اليوم التاريخي، فكانت التفجيرات المؤلمة، التي هزت بغداد ومن ثم دمشق بعد يوم واحد. تفجيرات صنفها المراقبون في خانة ردة فعل من مأجوري واشنطن في المنطقة وأذنابها. ‏  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة