قالت مصادر حزبية تركية في "حزب العدالة والتنمية" الحاكم إن المخابرات التركية بدأت عملية "إعادة هيكلة" لما يسمى "الجيش السوري الحر" تشمل الجوانب التنظيمية والأمنية بالتنسيق مع الملحقية العسكرية الأميركية في أنقرة، والملحق العسكري الفرنسي الكولونيل بارتيس موييو Patrice Moyeuvre.

وبحسب مانقلت "الحقيقة " عن هذه المصادر فإن إعادة الهيكلة "تهدف إلى تحقيق ثلاثة أمور ، أولها تنظيمي ، والثاني سياسي يتعلق بالمهام التي ستوكل إلى أعضاء هذا التشكيل العسكري في مرحلة لاحقة ، وثالثها إعلامي يهدف إلى تفادي الإحراج الذي يسببه عدم وجود رتب كبيرة في التنظيم، حيث اقتصرت عمليات الفرار على رتب متواضعة جدا بالقياس إلى حجم الجيش العربي السوري وما يضمه على مستوى الضباط".

يذكر ان ما يسمى "الجيش السوري الحر" لايضم سوى خمسة ضباط برتبة عقيد و 3 برتبة مقدم وواحد برتبة رائد، أما باقي الفارين ويقدر عددهم بأقل من /1000/ فأغلبيتهم الساحقة من الجنود الذين يؤدون خدمة العلم.

علما بأن ما لايقل عن مئتين من هؤلاء قتلوا في مواجهات مع الجيش في الرستن وبابا عمرو ( حمص) وجبل الزاوية. وكان حوالي المئة منهم قتلوا أول أمس في جبل الزاوية ودرعا. ويعترف الأخواني رامي عبد الرحمن ، رئيس ما يسمى " المرصد السوري لحقوق الإنسان" ، في تصريح لقناة "الجزيرة" الناطقة بالإنكليزية أواسط الشهر الماضي بأن أعداد العسكريين الفارين " تبقى رقما متواضعا ، ولا يتجاوز الألف فقط"! وهذا مايؤكد أن مايسمى "الجيش الحر" ليس في الواقع سوى واجهة للتنظيمات الأصولية والتكفيرية وعناصر"القاعدة" الذين تسللوا إلى سورية مؤخرا.

الامر الذي اكدته صحيفة "لوفيغارو" استناداً الى مصادر فرنسية كما ان هذا يفسر الممارسات الوحشية التي رأينا في جرائمهم ( تقطيع الجثث بالسواطير والتنكيل بها) ، وهي ممارسات تعتبر "علامة مسجلة" محصورة بالمظمات التكفيرية كان أبو مصعب الزرقاوي ، و غيره من زعماء "القاعدة" أول من مارسها في العراق. كما ويفسر ايضاً التسميات المغرقة في إسلاميتها التي يطلقونها على " كتائب جيشهم" ( كتيبة معاوية ، كتيبة الفاروق، كتيبة خالد بن الوليد .. إلخ). وكانت المصادر الفرنسية قد أشارت لصحيفة " لوفيغارو" بأن الأخوان المسلمين السوريين يفضلون العمل تحت اسم "الجيش السوري الحر" وعدم إنشاء منظمات عسكرية تحمل اسمهم المباشر ، بالنظر لحرصهم على عدم إعادة تذكير السوريين بتنظيمهم المسلح وجرائمه خلال حقبة السبعينيات والثمانينيات الماضية.

وبالعودة إلى إلى موضوع " إعادة الهيكلة" ، تقول المصادر التركية إن المخابرات التركية تستفيد في هذا المجال من الخبرات الإسرائيلية في تشكيل "جيش لبنان الجنوبي" ( جماعة أنطوان لحد) ، حيث تعمل الحكومة التركية الآن على إناطة وظائف أمنية وعسكرية بـ "الجيش السوري الحر" شبيهة بالتي كانت كانت تنيطها إسرائيل بـ"جيش أنطوان لحد"، رغم أن هذه التجربة منيت بفشل ذريع على أيدي مقاتلي "جبهة المقاومة اللبنانية "( الحزب الشيوعي ومنظمة العمل الشيوعي والقومي السوري) ولاحقا حزب الله ، الذين تمكنوا من تفكيكه نهائيا في العام 2000 ، الأمر الذي أرغم أكثر من ثلاثة آلاف منهم إلى الفرار إلى إسرائيل.

وفي إطار "إعادة الهيكلة"هذه، ولتفادي الإحراجات الإعلامية ، وفي خطوة مثيرة للضحك والسخرية ، أقدم العميل التركي ـ الأميركي رياض الأسعد على إصدار " أمر عسكري" يقضي بترفيع نفسه والعقداء العاملين معه (مالك عبد الحليم كردي ، أحمد حجازي حجازي ، عرفات رشيد الحمود ، عارف محمد نور الحمود) إلى رتبة لواء دفعة واحدة! كما وتضمن الأمر ترفيع المقدمين الثلاثة ، ولا ويوجد سواهم بهذه الرتبه في جيشه ، إلى رتبة عميد! أما الرائد الوحيد الذي يحمل هذه الرتبة في جيشه فجرى ترفيعه إلى رتبة عقيد ، ومن يحمل رتبة ملازم أول ( حوالي 15 ) إلى رتبة رائد ، ومن يحمل رتبة ملازم إلى رتبة نقيب! أما الأغرب من هذا كله ، فهو ترفيعه صف الضباط ( رقباء وغير ذلك) إلى رتبة ملازم ! وهو أمر لم يحصل في تاريخ أي بلد، إذ من المعروف أن الضابط يجب أن يكون خريجا في إحدى الكليات العسكرية!

وتكشف هذه الخطوة المأزق الذي يعيشه رياض الأسعد ومن يقف وراءه ، لاسيما لجهة الفشل في استقطاب الضباط ، و اقتصار المنشقين على فئة المجندين الذين يشكلون حوالي 90 بالمئة ممن استطاع استقطابهم من الوسط العسكري. ومن المعروف أن نسبة الفرار، في أي جيش ، بما فيه الجيش السوري، تشكل ما بين 5 إلى 8 بالمئة من كل دورة يجري استدعاؤها لأداء خدمة العلم في الحالات الطبيعية والسلم.

واللافت أن نسبة الفرار منذ بداية الأحداث هي أقل من نسبة الفرار في الحالات الطبيعية. علما بأن نسبة التطوع في الجيش العربي السوري ، بفئاته ومراتبه واختصاصاته المختلفة ، ارتفعت بنسبة وسطية تقدر بحوالي 9 بالمئة قياسا بالأحوال الطبيعية، وهو ما يعكس ثقة الشارع السوري بالجيش ، وفق الدراسة الاستخبارية التي أعدتها الملحقية العسكرية في السفارة الروسية في بيروت وجرى الكشف عنها مؤخرا.

 

  • فريق ماسة
  • 2011-12-21
  • 10362
  • من الأرشيف

ارتفاع نسبة االتطوع الى الجيش العربي السوري يعكس ثقة الشارع السوري بالجيش , "جيش" الاسعد الارهابي .. المخابرات التركية تعيد هيكليته على طريقة "لحد" .

  قالت مصادر حزبية تركية في "حزب العدالة والتنمية" الحاكم إن المخابرات التركية بدأت عملية "إعادة هيكلة" لما يسمى "الجيش السوري الحر" تشمل الجوانب التنظيمية والأمنية بالتنسيق مع الملحقية العسكرية الأميركية في أنقرة، والملحق العسكري الفرنسي الكولونيل بارتيس موييو Patrice Moyeuvre. وبحسب مانقلت "الحقيقة " عن هذه المصادر فإن إعادة الهيكلة "تهدف إلى تحقيق ثلاثة أمور ، أولها تنظيمي ، والثاني سياسي يتعلق بالمهام التي ستوكل إلى أعضاء هذا التشكيل العسكري في مرحلة لاحقة ، وثالثها إعلامي يهدف إلى تفادي الإحراج الذي يسببه عدم وجود رتب كبيرة في التنظيم، حيث اقتصرت عمليات الفرار على رتب متواضعة جدا بالقياس إلى حجم الجيش العربي السوري وما يضمه على مستوى الضباط". يذكر ان ما يسمى "الجيش السوري الحر" لايضم سوى خمسة ضباط برتبة عقيد و 3 برتبة مقدم وواحد برتبة رائد، أما باقي الفارين ويقدر عددهم بأقل من /1000/ فأغلبيتهم الساحقة من الجنود الذين يؤدون خدمة العلم. علما بأن ما لايقل عن مئتين من هؤلاء قتلوا في مواجهات مع الجيش في الرستن وبابا عمرو ( حمص) وجبل الزاوية. وكان حوالي المئة منهم قتلوا أول أمس في جبل الزاوية ودرعا. ويعترف الأخواني رامي عبد الرحمن ، رئيس ما يسمى " المرصد السوري لحقوق الإنسان" ، في تصريح لقناة "الجزيرة" الناطقة بالإنكليزية أواسط الشهر الماضي بأن أعداد العسكريين الفارين " تبقى رقما متواضعا ، ولا يتجاوز الألف فقط"! وهذا مايؤكد أن مايسمى "الجيش الحر" ليس في الواقع سوى واجهة للتنظيمات الأصولية والتكفيرية وعناصر"القاعدة" الذين تسللوا إلى سورية مؤخرا. الامر الذي اكدته صحيفة "لوفيغارو" استناداً الى مصادر فرنسية كما ان هذا يفسر الممارسات الوحشية التي رأينا في جرائمهم ( تقطيع الجثث بالسواطير والتنكيل بها) ، وهي ممارسات تعتبر "علامة مسجلة" محصورة بالمظمات التكفيرية كان أبو مصعب الزرقاوي ، و غيره من زعماء "القاعدة" أول من مارسها في العراق. كما ويفسر ايضاً التسميات المغرقة في إسلاميتها التي يطلقونها على " كتائب جيشهم" ( كتيبة معاوية ، كتيبة الفاروق، كتيبة خالد بن الوليد .. إلخ). وكانت المصادر الفرنسية قد أشارت لصحيفة " لوفيغارو" بأن الأخوان المسلمين السوريين يفضلون العمل تحت اسم "الجيش السوري الحر" وعدم إنشاء منظمات عسكرية تحمل اسمهم المباشر ، بالنظر لحرصهم على عدم إعادة تذكير السوريين بتنظيمهم المسلح وجرائمه خلال حقبة السبعينيات والثمانينيات الماضية. وبالعودة إلى إلى موضوع " إعادة الهيكلة" ، تقول المصادر التركية إن المخابرات التركية تستفيد في هذا المجال من الخبرات الإسرائيلية في تشكيل "جيش لبنان الجنوبي" ( جماعة أنطوان لحد) ، حيث تعمل الحكومة التركية الآن على إناطة وظائف أمنية وعسكرية بـ "الجيش السوري الحر" شبيهة بالتي كانت كانت تنيطها إسرائيل بـ"جيش أنطوان لحد"، رغم أن هذه التجربة منيت بفشل ذريع على أيدي مقاتلي "جبهة المقاومة اللبنانية "( الحزب الشيوعي ومنظمة العمل الشيوعي والقومي السوري) ولاحقا حزب الله ، الذين تمكنوا من تفكيكه نهائيا في العام 2000 ، الأمر الذي أرغم أكثر من ثلاثة آلاف منهم إلى الفرار إلى إسرائيل. وفي إطار "إعادة الهيكلة"هذه، ولتفادي الإحراجات الإعلامية ، وفي خطوة مثيرة للضحك والسخرية ، أقدم العميل التركي ـ الأميركي رياض الأسعد على إصدار " أمر عسكري" يقضي بترفيع نفسه والعقداء العاملين معه (مالك عبد الحليم كردي ، أحمد حجازي حجازي ، عرفات رشيد الحمود ، عارف محمد نور الحمود) إلى رتبة لواء دفعة واحدة! كما وتضمن الأمر ترفيع المقدمين الثلاثة ، ولا ويوجد سواهم بهذه الرتبه في جيشه ، إلى رتبة عميد! أما الرائد الوحيد الذي يحمل هذه الرتبة في جيشه فجرى ترفيعه إلى رتبة عقيد ، ومن يحمل رتبة ملازم أول ( حوالي 15 ) إلى رتبة رائد ، ومن يحمل رتبة ملازم إلى رتبة نقيب! أما الأغرب من هذا كله ، فهو ترفيعه صف الضباط ( رقباء وغير ذلك) إلى رتبة ملازم ! وهو أمر لم يحصل في تاريخ أي بلد، إذ من المعروف أن الضابط يجب أن يكون خريجا في إحدى الكليات العسكرية! وتكشف هذه الخطوة المأزق الذي يعيشه رياض الأسعد ومن يقف وراءه ، لاسيما لجهة الفشل في استقطاب الضباط ، و اقتصار المنشقين على فئة المجندين الذين يشكلون حوالي 90 بالمئة ممن استطاع استقطابهم من الوسط العسكري. ومن المعروف أن نسبة الفرار، في أي جيش ، بما فيه الجيش السوري، تشكل ما بين 5 إلى 8 بالمئة من كل دورة يجري استدعاؤها لأداء خدمة العلم في الحالات الطبيعية والسلم. واللافت أن نسبة الفرار منذ بداية الأحداث هي أقل من نسبة الفرار في الحالات الطبيعية. علما بأن نسبة التطوع في الجيش العربي السوري ، بفئاته ومراتبه واختصاصاته المختلفة ، ارتفعت بنسبة وسطية تقدر بحوالي 9 بالمئة قياسا بالأحوال الطبيعية، وهو ما يعكس ثقة الشارع السوري بالجيش ، وفق الدراسة الاستخبارية التي أعدتها الملحقية العسكرية في السفارة الروسية في بيروت وجرى الكشف عنها مؤخرا.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة