سحبت الولايات المتحدة الاميركية آخر دفعة من قواتها في العراق ليضع الانسحاب حدا لاحتلال دام ثماني سنوات كلَّف مليارات الدولارات وازهاق آلاف الأرواح.. وتشريد ملايين العراقيين.

 

قصة الاحتلال ومعاناة شعب عانى الأمرين من ظلم محتل عاث فسادا.. ونهب خيرات وثروات بلاد تعد الاغنى عربيا وعالميا لجهة امتلاكها اكبر مخزون نفطي.. تبدأ في التاسع عشر من شهر اذار عام 2003 عندما قادت القوات الأمريكية عملية غزو العراق ، وذلك على رأس تحالف دولي ضم بريطانيا ودولا أخرى.‏

 

وتراوح عدد القوات الأمريكية العاملة على الأرض في العراق ما بين 100 و150 ألف عسكري، باستثناء فترة صعود موجة المقاومة في تلك البلاد في عام 2007.‏

 

وفقا لآخر أرقام وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، فقدت الولايات المتحدة 4487 جنديا منذ بداية الاحتلال وفقدت بريطانيا 179 من عسكرييها، بينما قُتل 139 عنصرا من قوات الدول الأخرى المشاركة بالتحالف الدولي، حسب موقع آي كاجولتيز .‏

 

هذا من جانب قوات الاحتلال.. لكن كم سقط من ضحايا من الشعب العراقي من الصعوبة بمكان رصد عدد من سقطوا من بين المدنيين والعسكريين العراقيين، وذلك نظرا لغياب الأرقام الرسمية التي يمكن الاعتماد عليها.‏

 

فهنالك ثمَّة خلاف شديد بشأن كافة الرويات والتقديرات المتعلِّقة بعدد الضحايا في العراق.‏

 

وقد دأبت «هيئة إحصاء القتلى العراقيين» خلال الفترة الماضية على جمع وتدقيق وتمحيص أعداد القتلى المدنيين، مستخدمة بذلك أسلوبا يعتمد على مقاطعة المعلومات الواردة في العديد من التقارير الإعلامية والأرقام الأخرى الصادرة عن جهات مثل سجلات المشارح.‏

 

فوفقا للهيئة المذكورة، فإن عدد القتلى العراقيين الذين سقطوا في العراق حتى شهر حزيران من عام 2010 يتراوح ما بين 97461 و106348 شخصا.‏

 

وتقول الهيئة إن الفرق بين أعلى وأدنى الأرقام الصادرة عنها بشأن عدد القتلى في العراق مردّه التناقضات الواردة في التقارير المتعلِّقة بعدد القتلى الذين سقطوا جراء أحداث معيَّنة، سواء كان أولئك الضحايا مدنيين أم عسكريين.‏

 

أما مجلَّة «لانسيت» الطبية، فقد نشرت في عام 2006 دراسة قدَّرت عدد العراقيين الذين قضوا جرَّاء الحرب بـ 654965 قتيلا، منهم 601027 قُتلوا نتيجة أعمال العنف في البلاد.‏

 

وتضمَّن كل من «استطلاع صحَّة الأسرة العراقية» ودراسة «لانسيت» إحصائيات للقتلى الذين سقطوا في صفوف المدنيين والعسكريين .‏

 

الكلفة المالية للحرب‏

 

قدَّرت وحدة البحوث في الكونغرس الأمريكي، وهي هيئة بحثية تتجاوز الأحزاب، أن تكون الولايات المتحدة قد أنفقت مع نهاية العام المالي 2011 مبلغا قدره 802 مليار دولار أمريكي على تمويل الحرب، وقد جرى بالفعل تخصيص 747.6 مليار دولار منها.‏

 

إلاَّ أن كلاًّ من الاقتصادي الأمريكي جوزيف ستيغليتز، الفائز بجائزة نوبل للاقتصاد لعام 2001، وليندا جي بيلميز، كبيرة المحاضرين في شؤون السياسة العامة والتمويل والموازنات في جامعة هارفارد الأمريكية، يعتقدان أن تكون الكلفة الحقيقية لحرب العراق قد بلغت ثلاثة تريليونات دولار، وذلك إذا ما أخذنا بالاعتبار الآثار الإضافية لتلك الحرب على الميزانية والاقتصاد الأمريكيين وفقا للمنظمة المذكورة.‏

  • فريق ماسة
  • 2011-12-16
  • 4838
  • من الأرشيف

3 تريليونات دولار تكلفة احتلال العراق ... ومليون ونصف المليون الضحايا

سحبت الولايات المتحدة الاميركية آخر دفعة من قواتها في العراق ليضع الانسحاب حدا لاحتلال دام ثماني سنوات كلَّف مليارات الدولارات وازهاق آلاف الأرواح.. وتشريد ملايين العراقيين.   قصة الاحتلال ومعاناة شعب عانى الأمرين من ظلم محتل عاث فسادا.. ونهب خيرات وثروات بلاد تعد الاغنى عربيا وعالميا لجهة امتلاكها اكبر مخزون نفطي.. تبدأ في التاسع عشر من شهر اذار عام 2003 عندما قادت القوات الأمريكية عملية غزو العراق ، وذلك على رأس تحالف دولي ضم بريطانيا ودولا أخرى.‏   وتراوح عدد القوات الأمريكية العاملة على الأرض في العراق ما بين 100 و150 ألف عسكري، باستثناء فترة صعود موجة المقاومة في تلك البلاد في عام 2007.‏   وفقا لآخر أرقام وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، فقدت الولايات المتحدة 4487 جنديا منذ بداية الاحتلال وفقدت بريطانيا 179 من عسكرييها، بينما قُتل 139 عنصرا من قوات الدول الأخرى المشاركة بالتحالف الدولي، حسب موقع آي كاجولتيز .‏   هذا من جانب قوات الاحتلال.. لكن كم سقط من ضحايا من الشعب العراقي من الصعوبة بمكان رصد عدد من سقطوا من بين المدنيين والعسكريين العراقيين، وذلك نظرا لغياب الأرقام الرسمية التي يمكن الاعتماد عليها.‏   فهنالك ثمَّة خلاف شديد بشأن كافة الرويات والتقديرات المتعلِّقة بعدد الضحايا في العراق.‏   وقد دأبت «هيئة إحصاء القتلى العراقيين» خلال الفترة الماضية على جمع وتدقيق وتمحيص أعداد القتلى المدنيين، مستخدمة بذلك أسلوبا يعتمد على مقاطعة المعلومات الواردة في العديد من التقارير الإعلامية والأرقام الأخرى الصادرة عن جهات مثل سجلات المشارح.‏   فوفقا للهيئة المذكورة، فإن عدد القتلى العراقيين الذين سقطوا في العراق حتى شهر حزيران من عام 2010 يتراوح ما بين 97461 و106348 شخصا.‏   وتقول الهيئة إن الفرق بين أعلى وأدنى الأرقام الصادرة عنها بشأن عدد القتلى في العراق مردّه التناقضات الواردة في التقارير المتعلِّقة بعدد القتلى الذين سقطوا جراء أحداث معيَّنة، سواء كان أولئك الضحايا مدنيين أم عسكريين.‏   أما مجلَّة «لانسيت» الطبية، فقد نشرت في عام 2006 دراسة قدَّرت عدد العراقيين الذين قضوا جرَّاء الحرب بـ 654965 قتيلا، منهم 601027 قُتلوا نتيجة أعمال العنف في البلاد.‏   وتضمَّن كل من «استطلاع صحَّة الأسرة العراقية» ودراسة «لانسيت» إحصائيات للقتلى الذين سقطوا في صفوف المدنيين والعسكريين .‏   الكلفة المالية للحرب‏   قدَّرت وحدة البحوث في الكونغرس الأمريكي، وهي هيئة بحثية تتجاوز الأحزاب، أن تكون الولايات المتحدة قد أنفقت مع نهاية العام المالي 2011 مبلغا قدره 802 مليار دولار أمريكي على تمويل الحرب، وقد جرى بالفعل تخصيص 747.6 مليار دولار منها.‏   إلاَّ أن كلاًّ من الاقتصادي الأمريكي جوزيف ستيغليتز، الفائز بجائزة نوبل للاقتصاد لعام 2001، وليندا جي بيلميز، كبيرة المحاضرين في شؤون السياسة العامة والتمويل والموازنات في جامعة هارفارد الأمريكية، يعتقدان أن تكون الكلفة الحقيقية لحرب العراق قد بلغت ثلاثة تريليونات دولار، وذلك إذا ما أخذنا بالاعتبار الآثار الإضافية لتلك الحرب على الميزانية والاقتصاد الأمريكيين وفقا للمنظمة المذكورة.‏

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة