على الرغم من أن تيار «المستقبل» لم يهضم سريعاً وجبة التمويل التي فاجأه بها الرئيس نجيب ميقاتي، وسارع الى تحصيلها من جيبة مصارف لبنان (11 مصرفا تشاركت في دفعها)، إلا أنه سرعان ما لملم ارتباكه عبر تأكيده أن ما حصل وبغض النظر عن الطريقة التي أخرج بها، يعتبر انتصاراً له بكل المقاييس... وبناء عليه، أقفلوا الملف وسحبوه من التداول.

ملف التمويل سحب إلا أن ملف المحكمة ما يزال مفتوحاً، والمعركة التي يتحضر لفتحها التيار الأزرق في الأسابيع المقبلة ستتركز، كما أكد نائب مستقبلي، على تجديد البروتوكول الخاص بها في آذار، على أن تتركز الرسالة في الفترة الفاصلة على ضرورة تسليم المتهمين الأربعة، من دون إغفال التصويب على من «يخفيهم ويعيق العدالة»، والمقصود هنا «حزب الله» الممثل في الحكومة «والذي يعرف أماكن المتهمين ويصر على اخفائهم عن العدالة» على حد تعبير نائب مستقبلي.

بعيداً عن المحكمة، يستمتع أعضاء التيار ونوابه بمتابعة خلافات اللون الواحد، يجدون بها تأكيداً أن الأكثرية الحالية غير مؤهلة للحكم، في ظل غرق أصحابها بالخلاف على تقسيم جبنة التعيينات، إضافة إلى تخبطها في التعامل مع الملفات الكبرى، وتحديداً ما يتعلق بالوضع في سوريا، ويقول أحد نواب «المستقبل» انه «من حظ هؤلاء أن دمشق برغم انشغالها بواقعها الداخلي، هي التي تتخذ القرارات وهي التي تعتبر أن أولوية الأولويات حماية الحكومة وهذا ما يسري على الحكومة عندما يقترب موعد تجديد البروتوكول بين لبنان والأمم المتحدة».

يسلم تيار «المستقبل»، بحسب المصدر، أن «ما يجري من خضات أمنية في الجنوب إنما يجري بأصابع سورية واضحة وهدفها تذكير من يعنيهم الأمر، وتحديداً الفرنسيين منهم، أن أوراقه متشعبة في المنطقة وفي لبنان تحديداً وهو قادر على لعبها ساعة يشاء وهذا الكلام قرأناه من قبل عندما قاله رامي مخلوف لاحدى الصحف الأميركية قبل أن يتنصل منه لاحقا»..

لا ينسى «التيار» في معرض توجيهه أصابع الاتهام إلى النظام السوري، الإشارة إلى مسؤولية «حزب الله» في ما يحصل «طالما أن نفوذه يطال كل الجنوب اللبناني». كما لا يتردد النائب المستقبلي في الاستفادة من الحادثة لتوجيه الرسائل المختلفة إلى الجيش، وهو لهذا يؤكد أن تراخي الجيش عن القيام بواجبه لناحية تطبيق القرار 1701 يجعله شريكاً في المسؤولية أيضاً.

يجزم المصدر أن «كل محاولات النظام السوري وحليفه «حزب الله» لن تتخطى الفقاعات التي سرعان ما تختفي من دون أن يتمكن هذا المحور من تسجيل أي نقطة في صالحه، بسبب صعوبة أزمته التي لم يعد قادراً على التفلت منها أو تخفيف تداعياتها.

من جنوب لبنان إلى دمشق يتابع تيار «المستقبل» قراءته لـ«مجريات المعركة». وهو ما يزال يعيش على الأمل الذي بثه مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان في عروق «14 آذار» بإعلانه أن القرار الأميركي حسم لصالح إسقاط النظام في سوريا، داعياً الحلفاء اللبنانيين إلى التحضير للمرحلة المقبلة.

غير أن ما كان لافتا للانتباه في كلام فيلتمان أمام فريق 14 آذار هو اشادته المتكررة برئيس الحكومة نجيب ميقاتي حتى أنه لم يتوان عن القول في لقاء مع أحد قياديي 14 آذار أن ميقاتي «هو رجل المرحلة»، داعيا فريق المعارضة الى التعاون معه والانفتاح عليه وعدم اتخاذ مواقف مسبقة منه بل الحكم على كل خطوة يخطوها. وهنا لم يتردد فيلتمان بإبداء اعجابه برئيس الحكومة الحالي قائلا انه يعتمد سياسة ذكية ومدعاة للاعجاب في ما يخص تحييد لبنان والنأي به عما يجري من تطورات في المنطقة وخاصة في سوريا، داعيا الى عدم انتظار ما سترسو عليه تطورات الموقف في سوريا وناصحا سعد الحريري بالعودة سريعا الى لبنان.

واذا كانت نصائح فيلتمان لم تلق صدى طيبا عند فريق الحريري، فان باقي أطياف فريق 14 آذار تتعامل معها بجدية ولا سيما لجهة الانفتاح المقنن على رئيس الحكومة.

قبل مرحلة سقوط النظام السوري، «لا بد من خطوات»، بحسب المصدر في تيار المستقبل. وهو يرسمها انطلاقاً من رؤية التيار الأزرق، الذي يرى أنه «في موازاة استمرار النظام في مواجهة شعبه، ستحافظ الجامعة العربية على وتيرتها بالتعامل مع الأزمة السورية، من دون حرق المراحل. ستصر على «مد الحبل» للنظام حتى آخره تمهيداً لتعريته من كل حججه وذرائعه، من دون أن يعني ذلك إعطاءه فرصاً إضافية، بل سعياً إلى تبرئة ذمة الجامعة انطلاقاً من مبدأ «اللهم إني بلغت». عند الوصول إلى هذه النقطة تبدأ عملياً المرحلة الثانية من المواجهة، بحسب قراءة «المستقبل». عندها يحين موعد العمل العربي ـ التركي المشترك، المدعوم بغطاء دولي كامل، ليشكل إحراجاً لروسيا ويضعها في الزاوية «الحقيقة المرة». يجزم المصدر أن روسيا عندها لن تكون قادرة على المواجهة، لاسيما أنها «ترى بأم العين كيف يزحف الربيع العربي نحوها، والذي لن يردعه شيء لاحقاً في الوصول إلى سور الصين العظيم الذي يتفيأ بظله النظام السوري لقتل شعبه».

 

 

  • فريق ماسة
  • 2011-12-16
  • 11833
  • من الأرشيف

نصائح فيلتمان ستترجم بانفتاح مقنن على ميقاتي.. من قبل بعض 14 آذار

على الرغم من أن تيار «المستقبل» لم يهضم سريعاً وجبة التمويل التي فاجأه بها الرئيس نجيب ميقاتي، وسارع الى تحصيلها من جيبة مصارف لبنان (11 مصرفا تشاركت في دفعها)، إلا أنه سرعان ما لملم ارتباكه عبر تأكيده أن ما حصل وبغض النظر عن الطريقة التي أخرج بها، يعتبر انتصاراً له بكل المقاييس... وبناء عليه، أقفلوا الملف وسحبوه من التداول. ملف التمويل سحب إلا أن ملف المحكمة ما يزال مفتوحاً، والمعركة التي يتحضر لفتحها التيار الأزرق في الأسابيع المقبلة ستتركز، كما أكد نائب مستقبلي، على تجديد البروتوكول الخاص بها في آذار، على أن تتركز الرسالة في الفترة الفاصلة على ضرورة تسليم المتهمين الأربعة، من دون إغفال التصويب على من «يخفيهم ويعيق العدالة»، والمقصود هنا «حزب الله» الممثل في الحكومة «والذي يعرف أماكن المتهمين ويصر على اخفائهم عن العدالة» على حد تعبير نائب مستقبلي. بعيداً عن المحكمة، يستمتع أعضاء التيار ونوابه بمتابعة خلافات اللون الواحد، يجدون بها تأكيداً أن الأكثرية الحالية غير مؤهلة للحكم، في ظل غرق أصحابها بالخلاف على تقسيم جبنة التعيينات، إضافة إلى تخبطها في التعامل مع الملفات الكبرى، وتحديداً ما يتعلق بالوضع في سوريا، ويقول أحد نواب «المستقبل» انه «من حظ هؤلاء أن دمشق برغم انشغالها بواقعها الداخلي، هي التي تتخذ القرارات وهي التي تعتبر أن أولوية الأولويات حماية الحكومة وهذا ما يسري على الحكومة عندما يقترب موعد تجديد البروتوكول بين لبنان والأمم المتحدة». يسلم تيار «المستقبل»، بحسب المصدر، أن «ما يجري من خضات أمنية في الجنوب إنما يجري بأصابع سورية واضحة وهدفها تذكير من يعنيهم الأمر، وتحديداً الفرنسيين منهم، أن أوراقه متشعبة في المنطقة وفي لبنان تحديداً وهو قادر على لعبها ساعة يشاء وهذا الكلام قرأناه من قبل عندما قاله رامي مخلوف لاحدى الصحف الأميركية قبل أن يتنصل منه لاحقا».. لا ينسى «التيار» في معرض توجيهه أصابع الاتهام إلى النظام السوري، الإشارة إلى مسؤولية «حزب الله» في ما يحصل «طالما أن نفوذه يطال كل الجنوب اللبناني». كما لا يتردد النائب المستقبلي في الاستفادة من الحادثة لتوجيه الرسائل المختلفة إلى الجيش، وهو لهذا يؤكد أن تراخي الجيش عن القيام بواجبه لناحية تطبيق القرار 1701 يجعله شريكاً في المسؤولية أيضاً. يجزم المصدر أن «كل محاولات النظام السوري وحليفه «حزب الله» لن تتخطى الفقاعات التي سرعان ما تختفي من دون أن يتمكن هذا المحور من تسجيل أي نقطة في صالحه، بسبب صعوبة أزمته التي لم يعد قادراً على التفلت منها أو تخفيف تداعياتها. من جنوب لبنان إلى دمشق يتابع تيار «المستقبل» قراءته لـ«مجريات المعركة». وهو ما يزال يعيش على الأمل الذي بثه مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان في عروق «14 آذار» بإعلانه أن القرار الأميركي حسم لصالح إسقاط النظام في سوريا، داعياً الحلفاء اللبنانيين إلى التحضير للمرحلة المقبلة. غير أن ما كان لافتا للانتباه في كلام فيلتمان أمام فريق 14 آذار هو اشادته المتكررة برئيس الحكومة نجيب ميقاتي حتى أنه لم يتوان عن القول في لقاء مع أحد قياديي 14 آذار أن ميقاتي «هو رجل المرحلة»، داعيا فريق المعارضة الى التعاون معه والانفتاح عليه وعدم اتخاذ مواقف مسبقة منه بل الحكم على كل خطوة يخطوها. وهنا لم يتردد فيلتمان بإبداء اعجابه برئيس الحكومة الحالي قائلا انه يعتمد سياسة ذكية ومدعاة للاعجاب في ما يخص تحييد لبنان والنأي به عما يجري من تطورات في المنطقة وخاصة في سوريا، داعيا الى عدم انتظار ما سترسو عليه تطورات الموقف في سوريا وناصحا سعد الحريري بالعودة سريعا الى لبنان. واذا كانت نصائح فيلتمان لم تلق صدى طيبا عند فريق الحريري، فان باقي أطياف فريق 14 آذار تتعامل معها بجدية ولا سيما لجهة الانفتاح المقنن على رئيس الحكومة. قبل مرحلة سقوط النظام السوري، «لا بد من خطوات»، بحسب المصدر في تيار المستقبل. وهو يرسمها انطلاقاً من رؤية التيار الأزرق، الذي يرى أنه «في موازاة استمرار النظام في مواجهة شعبه، ستحافظ الجامعة العربية على وتيرتها بالتعامل مع الأزمة السورية، من دون حرق المراحل. ستصر على «مد الحبل» للنظام حتى آخره تمهيداً لتعريته من كل حججه وذرائعه، من دون أن يعني ذلك إعطاءه فرصاً إضافية، بل سعياً إلى تبرئة ذمة الجامعة انطلاقاً من مبدأ «اللهم إني بلغت». عند الوصول إلى هذه النقطة تبدأ عملياً المرحلة الثانية من المواجهة، بحسب قراءة «المستقبل». عندها يحين موعد العمل العربي ـ التركي المشترك، المدعوم بغطاء دولي كامل، ليشكل إحراجاً لروسيا ويضعها في الزاوية «الحقيقة المرة». يجزم المصدر أن روسيا عندها لن تكون قادرة على المواجهة، لاسيما أنها «ترى بأم العين كيف يزحف الربيع العربي نحوها، والذي لن يردعه شيء لاحقاً في الوصول إلى سور الصين العظيم الذي يتفيأ بظله النظام السوري لقتل شعبه».    

المصدر : السفير/ايلي الفرزلي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة