قالت مصادر إسلامية لبنانية لصحيفة السفير إن القيادتين الايرانية والروسية تنشطان مجدداً للوساطة بين المسؤولين السوريين وقيادة "الإخوان المسلمين" بهدف التوصل الى حلول سياسية للأزمة السورية والابتعاد عن الحلول العسكرية والأمنية بعدما توصل الطرفان الى ان هذه الحلول لن توصل الى اية نتيجة حسبما تبلغت شخصيات اسلامية لبنانية من قيادات "إخوانية" وان الرئيس بشـار الأسـد "جاد في التوصل الى حلول سياسية".

ونقلت شخصيات لبنانية عن الرئيس الاسد أنه مطمئن للوضع الداخلي في سورية ولبعض الأجواء الاقليمية والدولية، مشيراً الى فشل كل الضغوط الخارجية للتأثير على الوضع السوري، وعبر الرئيس الأسد عن ارتياحه للعلاقة مع روسيا وايران ودورهما الإيجابي في حماية سورية من المخاطر، مؤكداً أن القوى العسكرية والامنية تسعى للسيطرة على بؤر التوتر في بعض المناطق السورية، خصوصاً في مدينة حمص ومحيطها، ونقل الزوار أنفسهم عن الأسد أنه لم يقفل الباب نهائياً للوساطة مع قوى المعارضة، خصوصا "الاخوان المسلمين" لكنه اشترط قيامهم بخطوات ايجابية تجاه النظام.

وفي تفاصيل التحرك الروسي والايراني، تحدثت المصادر الاسلامية اللبنانية عن الزيارة التي يقوم بها حالياً وفد من حركة "حماس" برئاسة مسؤول العلاقات الدولية فيها اسامة حمدان وعضوية ممثلها في طهران الى العاصمة الروسية، وبالتزامن مع ذلك أجرى مسؤولون إيرانيون بارزون اتصالاً في الآونة الأخيرة برئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل وأبلغوه استعداد ايران للتحرك مجدداً للوساطة بين المعارضة السورية والنظام السوري على ان تكون الجهود مشتركة بين ايران و"حماس" و"حزب الله" وبدعم روسي وعراقي.

ومع أن المصادر الإسلامية اوضحت ان قيادة "حماس" لم تحسم موقفها النهائي من العمل لإطلاق مبادرة جديدة للوساطة بسبب فشل المبادرات السابقة، فإنها أوضحت ان جميع الاطراف المعنية بالازمة السورية سواء أكانوا داعمين للنظام ام معارضين له باتوا يدركون ان الحلول العسكرية والأمنية لن تؤدي الى نهاية الازمة وان المطلوب اطلاق مبادرات سياسية جديدة للتوصل الى حلول للازمة، خصوصا أن القوى الدولية والاقليمية التي كانت تسعى لدعم المعارضة السورية عسكرياً وامنياً مثل تركيا واميركا وفرنسا وقطر باتت مقتنعة بصعوبة اسقاط النظام السوري عبر العمل العسكري وأن المعركة طويلة وتتطلب أشهراً عدة في ظل عدم وضوح الصورة النهائية للمرحلة المقبلة.

واوضحت المصادر الإسلامية اللبنانية ان الرئيس الأسد ابلغها ان سورية قادرة على مواجهة العقوبات الاقتصادية بعد أن أكد له عدد من المسؤولين العرب وفي منظمة المؤتمر الإسلامي ودول عدم الانحياز انهم غير مستعدين للالتزام بالعقوبات الدولية، علما ان القيادة الايرانية اتخذت سلسلة قرارات هامة لدعم الاقتصاد السوري في حين رفض المسؤولون العراقيون اتخاذ أية اجراءات تساهم بالتضييق على سورية اقتصادياً او سياسياً، فضلاً عن وجود ارتياح في دمشق لكيفية تعامل الجانبين اللبناني والأردني مع قضية العقوبات.

كما أبدى الرئيس الأسد اطمئنانه للموقف الروسي وللدعم الإيراني وللعلاقة القوية مع العراق ولبنان وأن كل المعطيات تؤكد فشل المخططات الخارجية لتغيير الوضع السوري برغم التحديات الكبيرة التي تواجهها سوريا وأنه مستمر بمسيرة الإصلاح ومستعد للانفتاح على أية افكار عملية للتعاطي مع قوى المعارضة برغم الاخطاء الكثيرة التي ارتكبها بعض مكوناتها ولا سيما "الأخوان".

وأوضح الرئيس الاسد ان ابواب سورية ستبقى مفتوحة لحركة "حماس" وقيادتها لأنها تنظيم مقاوم بغض النظر عن مواقفها تجاه الوضع السوري وأن القيادة السورية تعتبر الالتزام بالقضية الفلسطينية مسألة مبدئية، ولا يمكن التخلي عنها كما رحّب الرئيس السوري بأية افكار او اقتراحات لتحسين الأداء السوري السياسي والإعلامي بما يساهم في تهدئة الاوضاع، مشجعاً على تعميم خطاب إسلامي رافض للعنف.

وابدى الرئيس الاسد ارتياحه للاوضاع الامنية داخل سورية ولانحسار بؤر التوتر في مناطق محددة تتم معالجتها بعمليات جراحية موضعية لمنع سقوط المزيد من الأبرياء وانه اعطى توجيهاته للمسؤولين العسكريين والامنيين باتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية السكان في أية مدينة سورية وعدم السماح بتحولهم الى رهائن لدى بعض المجموعات الامنية.

 

 

  • فريق ماسة
  • 2011-12-14
  • 11310
  • من الأرشيف

الرئيس بشار الأسد لشخصيات إسلامية لبنانية : أبوابنا مفتوحة لـحماس

قالت مصادر إسلامية لبنانية لصحيفة السفير إن القيادتين الايرانية والروسية تنشطان مجدداً للوساطة بين المسؤولين السوريين وقيادة "الإخوان المسلمين" بهدف التوصل الى حلول سياسية للأزمة السورية والابتعاد عن الحلول العسكرية والأمنية بعدما توصل الطرفان الى ان هذه الحلول لن توصل الى اية نتيجة حسبما تبلغت شخصيات اسلامية لبنانية من قيادات "إخوانية" وان الرئيس بشـار الأسـد "جاد في التوصل الى حلول سياسية". ونقلت شخصيات لبنانية عن الرئيس الاسد أنه مطمئن للوضع الداخلي في سورية ولبعض الأجواء الاقليمية والدولية، مشيراً الى فشل كل الضغوط الخارجية للتأثير على الوضع السوري، وعبر الرئيس الأسد عن ارتياحه للعلاقة مع روسيا وايران ودورهما الإيجابي في حماية سورية من المخاطر، مؤكداً أن القوى العسكرية والامنية تسعى للسيطرة على بؤر التوتر في بعض المناطق السورية، خصوصاً في مدينة حمص ومحيطها، ونقل الزوار أنفسهم عن الأسد أنه لم يقفل الباب نهائياً للوساطة مع قوى المعارضة، خصوصا "الاخوان المسلمين" لكنه اشترط قيامهم بخطوات ايجابية تجاه النظام. وفي تفاصيل التحرك الروسي والايراني، تحدثت المصادر الاسلامية اللبنانية عن الزيارة التي يقوم بها حالياً وفد من حركة "حماس" برئاسة مسؤول العلاقات الدولية فيها اسامة حمدان وعضوية ممثلها في طهران الى العاصمة الروسية، وبالتزامن مع ذلك أجرى مسؤولون إيرانيون بارزون اتصالاً في الآونة الأخيرة برئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل وأبلغوه استعداد ايران للتحرك مجدداً للوساطة بين المعارضة السورية والنظام السوري على ان تكون الجهود مشتركة بين ايران و"حماس" و"حزب الله" وبدعم روسي وعراقي. ومع أن المصادر الإسلامية اوضحت ان قيادة "حماس" لم تحسم موقفها النهائي من العمل لإطلاق مبادرة جديدة للوساطة بسبب فشل المبادرات السابقة، فإنها أوضحت ان جميع الاطراف المعنية بالازمة السورية سواء أكانوا داعمين للنظام ام معارضين له باتوا يدركون ان الحلول العسكرية والأمنية لن تؤدي الى نهاية الازمة وان المطلوب اطلاق مبادرات سياسية جديدة للتوصل الى حلول للازمة، خصوصا أن القوى الدولية والاقليمية التي كانت تسعى لدعم المعارضة السورية عسكرياً وامنياً مثل تركيا واميركا وفرنسا وقطر باتت مقتنعة بصعوبة اسقاط النظام السوري عبر العمل العسكري وأن المعركة طويلة وتتطلب أشهراً عدة في ظل عدم وضوح الصورة النهائية للمرحلة المقبلة. واوضحت المصادر الإسلامية اللبنانية ان الرئيس الأسد ابلغها ان سورية قادرة على مواجهة العقوبات الاقتصادية بعد أن أكد له عدد من المسؤولين العرب وفي منظمة المؤتمر الإسلامي ودول عدم الانحياز انهم غير مستعدين للالتزام بالعقوبات الدولية، علما ان القيادة الايرانية اتخذت سلسلة قرارات هامة لدعم الاقتصاد السوري في حين رفض المسؤولون العراقيون اتخاذ أية اجراءات تساهم بالتضييق على سورية اقتصادياً او سياسياً، فضلاً عن وجود ارتياح في دمشق لكيفية تعامل الجانبين اللبناني والأردني مع قضية العقوبات. كما أبدى الرئيس الأسد اطمئنانه للموقف الروسي وللدعم الإيراني وللعلاقة القوية مع العراق ولبنان وأن كل المعطيات تؤكد فشل المخططات الخارجية لتغيير الوضع السوري برغم التحديات الكبيرة التي تواجهها سوريا وأنه مستمر بمسيرة الإصلاح ومستعد للانفتاح على أية افكار عملية للتعاطي مع قوى المعارضة برغم الاخطاء الكثيرة التي ارتكبها بعض مكوناتها ولا سيما "الأخوان". وأوضح الرئيس الاسد ان ابواب سورية ستبقى مفتوحة لحركة "حماس" وقيادتها لأنها تنظيم مقاوم بغض النظر عن مواقفها تجاه الوضع السوري وأن القيادة السورية تعتبر الالتزام بالقضية الفلسطينية مسألة مبدئية، ولا يمكن التخلي عنها كما رحّب الرئيس السوري بأية افكار او اقتراحات لتحسين الأداء السوري السياسي والإعلامي بما يساهم في تهدئة الاوضاع، مشجعاً على تعميم خطاب إسلامي رافض للعنف. وابدى الرئيس الاسد ارتياحه للاوضاع الامنية داخل سورية ولانحسار بؤر التوتر في مناطق محددة تتم معالجتها بعمليات جراحية موضعية لمنع سقوط المزيد من الأبرياء وانه اعطى توجيهاته للمسؤولين العسكريين والامنيين باتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية السكان في أية مدينة سورية وعدم السماح بتحولهم الى رهائن لدى بعض المجموعات الامنية.    

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة