وفى الرئيس الأمـيركي باراك أوباما بوعده الانتخابي، وسعى الى التأكيد على انه «أنهى» الحرب العراقية، بوضع حد لـ«التركة الثقيلة» التي ورثها عن سلفه جورج بوش. حـاول أوبـاما، في كلمته التي توجه بها إلى الجنود العائدين من العراق في قاعدة فـورت بــراغ في كارولينا أمس، تجنب الخوض في الملفات العراقية الشائكة، وما خلفه الغزو من دمار، واكتفى بتوجيه التحـية إلى «أفــضل قوة مقاتلة في تــاريخ البشرية». وإن كان أشــار إلى أن الوضــع الأمني في العراق مــا زال متدهوراً بقـوله «الحـرب انتهـت مـن الجانـب الأميركـي فقـط».

في هذه الأثناء، خرج أكثر من 3 آلاف عراقي إلى شوارع مدينة الفلوجة احتفالاً بانسحاب القوات الأميركية من المدينة التي شهدت بعضاً من أكثر المعارك ضراوة في الحرب العراقية. واحرق سكان الفلوجة الأعلام الأميركية والإسرائيلية، لمناسبة ما أطلقوا عليه «يوم انطلاق المقاومة في الفلوجة، يوم العراقيين جميعاً»، وسط لافتات كتب عليها «الفلوجة مدينة المقاومة» و«تحررنا من القيود». كما حمل المحتفلون صورا لبعض الأهالي الذين قتلوا بعد الهجوم الدامي على المدينة في العام 2004، وأخرى تظهر عربات عسكرية اميركية مدمرة.

وقال نائب محافظ الأنبار ضابي العرسان للمحتشدين إن الاحتفالات تأتي في يوم تاريخي للفلوجة، ودعاهم الى أن يتذكروا بفخر كل الذين ضحوا بدمائهم من أجل المدينة. في وقت، عبّر أحد المتظاهرين عن فرحته بالقول «أنا سعيد برحيل الأميركيين من العراق. الآن فقط نستطيع أن نشعر بطعم الحرية والاستقلال».

لقد أسدل الرئيس الأميركي إذا

الستار رسمياً على تسع سنوات من الحرب، وفضّل الاكتفاء، حسب قوله، بمصطلحين لوصف تلك الحرب «العمل الشاق» و«التضحية»، مؤكداً عدم قدرته على الادعاء بأنها كانت «انتصاراً».

محاولات أوباما تلميع صورة الانسحاب بوصفه بـ«الانجاز الخارق»، لم تحجب ما خلّفه الاحتلال وراءه من قضايا عالقة تهدّد بالانفجار في أية لحظة، كما لم تمنع منتقدي أوباما عن اتهامه بأنه أنهى الحرب بسرعة ليتناسب توقيت الإنهاء مع حملته الانتخابية، محذرين من تداعيات «الاستراتيجية الخاطئة»، التي اعتمدها اوباما في انسحابه، على الجانبين الأميركي والعراقي.

وقال اوباما انه يريد أن يسجل «لحظة تاريخية في حياة بلادنا وجيشنا، والمهم أننا أنهينا حربنا بمسؤولية، فنحن نعرف القيمة الكبيرة للحرب في العراق التي ذهب ضحيتها 4500 جندي أميركي»، معتبرا «أن الانسحاب جزء من التاريخ»، لافتا إلى «ضرورة تعلم الدروس من العراق لأن إنهاء الحرب أصعب من بدئها».

وأكد أوباما أن «الإرهابيين في العراق لم يتمكنوا من كسر الإرادة الأميركية»، لافتا إلى»أن الضربات الأميركية تمت بمنتهى الدقة على «القاعدة» بمساعدة القوات العراقية». وفي المقابل، أكد اوباما أن «السلطة العراقية الآن سلطة منتخبة من قبل الشعب، وأن الولايات المتحدة تعمل في الوقت الراهن على بناء شراكة جديدة بين البلدين».

وتوجه أوباما للقوات بالقول «أنتم أكثر من جنود أنتم دبلوماسيون وعاملون وصناع سلام، لقد أكدتم أن الجيش الأميركي هو أفضل قوة مقاتلة في تاريخ البشرية».

وفي السياق، أحصى الرئيس عدد الجنود الأميركيين الذين خدموا في العراق طيلة سنوات الحرب، قائلا «إن عددهم بلغ 1.5 مليون جندي، أصيب منهم أكثر من 32 ألفا وقتل ما يقرب من أربعة آلاف وخمسمائة آخرين».

وكان المنافس الجمهوري للرئاسة ميت رومني قال في رسالة مفتوحة إلى أوباما أمس إن «كلمات الترحيب بجنودنا العائدين ليست كافية»، معتبراً أن من «المخزي ما يواجهه العائدون من الحرب من نسبة بطالة تزيد على 11 في المئة، وهو معدل اكبر بعدة نقاط عن النسبة الوطنية».

يُذكر أن فورت براغ هي مركز لوحدات عسكرية من بينها عناصر الفرقة 82 المجوقلة التي انتشر عناصرها مرات عدة في العراق .

 

 

  • فريق ماسة
  • 2011-12-14
  • 10015
  • من الأرشيف

أوباما يرفض ادعاء تحقيق انتصار: الحرب العراقية انتهت أميركياً فقط

وفى الرئيس الأمـيركي باراك أوباما بوعده الانتخابي، وسعى الى التأكيد على انه «أنهى» الحرب العراقية، بوضع حد لـ«التركة الثقيلة» التي ورثها عن سلفه جورج بوش. حـاول أوبـاما، في كلمته التي توجه بها إلى الجنود العائدين من العراق في قاعدة فـورت بــراغ في كارولينا أمس، تجنب الخوض في الملفات العراقية الشائكة، وما خلفه الغزو من دمار، واكتفى بتوجيه التحـية إلى «أفــضل قوة مقاتلة في تــاريخ البشرية». وإن كان أشــار إلى أن الوضــع الأمني في العراق مــا زال متدهوراً بقـوله «الحـرب انتهـت مـن الجانـب الأميركـي فقـط». في هذه الأثناء، خرج أكثر من 3 آلاف عراقي إلى شوارع مدينة الفلوجة احتفالاً بانسحاب القوات الأميركية من المدينة التي شهدت بعضاً من أكثر المعارك ضراوة في الحرب العراقية. واحرق سكان الفلوجة الأعلام الأميركية والإسرائيلية، لمناسبة ما أطلقوا عليه «يوم انطلاق المقاومة في الفلوجة، يوم العراقيين جميعاً»، وسط لافتات كتب عليها «الفلوجة مدينة المقاومة» و«تحررنا من القيود». كما حمل المحتفلون صورا لبعض الأهالي الذين قتلوا بعد الهجوم الدامي على المدينة في العام 2004، وأخرى تظهر عربات عسكرية اميركية مدمرة. وقال نائب محافظ الأنبار ضابي العرسان للمحتشدين إن الاحتفالات تأتي في يوم تاريخي للفلوجة، ودعاهم الى أن يتذكروا بفخر كل الذين ضحوا بدمائهم من أجل المدينة. في وقت، عبّر أحد المتظاهرين عن فرحته بالقول «أنا سعيد برحيل الأميركيين من العراق. الآن فقط نستطيع أن نشعر بطعم الحرية والاستقلال». لقد أسدل الرئيس الأميركي إذا الستار رسمياً على تسع سنوات من الحرب، وفضّل الاكتفاء، حسب قوله، بمصطلحين لوصف تلك الحرب «العمل الشاق» و«التضحية»، مؤكداً عدم قدرته على الادعاء بأنها كانت «انتصاراً». محاولات أوباما تلميع صورة الانسحاب بوصفه بـ«الانجاز الخارق»، لم تحجب ما خلّفه الاحتلال وراءه من قضايا عالقة تهدّد بالانفجار في أية لحظة، كما لم تمنع منتقدي أوباما عن اتهامه بأنه أنهى الحرب بسرعة ليتناسب توقيت الإنهاء مع حملته الانتخابية، محذرين من تداعيات «الاستراتيجية الخاطئة»، التي اعتمدها اوباما في انسحابه، على الجانبين الأميركي والعراقي. وقال اوباما انه يريد أن يسجل «لحظة تاريخية في حياة بلادنا وجيشنا، والمهم أننا أنهينا حربنا بمسؤولية، فنحن نعرف القيمة الكبيرة للحرب في العراق التي ذهب ضحيتها 4500 جندي أميركي»، معتبرا «أن الانسحاب جزء من التاريخ»، لافتا إلى «ضرورة تعلم الدروس من العراق لأن إنهاء الحرب أصعب من بدئها». وأكد أوباما أن «الإرهابيين في العراق لم يتمكنوا من كسر الإرادة الأميركية»، لافتا إلى»أن الضربات الأميركية تمت بمنتهى الدقة على «القاعدة» بمساعدة القوات العراقية». وفي المقابل، أكد اوباما أن «السلطة العراقية الآن سلطة منتخبة من قبل الشعب، وأن الولايات المتحدة تعمل في الوقت الراهن على بناء شراكة جديدة بين البلدين». وتوجه أوباما للقوات بالقول «أنتم أكثر من جنود أنتم دبلوماسيون وعاملون وصناع سلام، لقد أكدتم أن الجيش الأميركي هو أفضل قوة مقاتلة في تاريخ البشرية». وفي السياق، أحصى الرئيس عدد الجنود الأميركيين الذين خدموا في العراق طيلة سنوات الحرب، قائلا «إن عددهم بلغ 1.5 مليون جندي، أصيب منهم أكثر من 32 ألفا وقتل ما يقرب من أربعة آلاف وخمسمائة آخرين». وكان المنافس الجمهوري للرئاسة ميت رومني قال في رسالة مفتوحة إلى أوباما أمس إن «كلمات الترحيب بجنودنا العائدين ليست كافية»، معتبراً أن من «المخزي ما يواجهه العائدون من الحرب من نسبة بطالة تزيد على 11 في المئة، وهو معدل اكبر بعدة نقاط عن النسبة الوطنية». يُذكر أن فورت براغ هي مركز لوحدات عسكرية من بينها عناصر الفرقة 82 المجوقلة التي انتشر عناصرها مرات عدة في العراق .    

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة