أعلنت الحكومة العراقية أن المعارضة السورية ردت بالايجاب على دعوة من رئيس الوزراء نوري المالكي لزيارة بغداد بهدف القيام بوساطة بينها وبين النظام السوري ، فيما كان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي يشدد على أنه لا «يوجد أي توجه في العالم كله لاستخدام القوة، وليس في الدول العربية فقط» من اجل حل الازمة السورية التي يبدو انها مرهونة بالمسعى العراقي الجديد.

في هذا الوقت، صادق البرلمان الإيراني على اتفاقية التجارة الحرة مع سورية في إطار الدعم الإيراني المتواصل لدمشق لمواجهة «الهجمة عليها».

وتلقى وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح رسالة خطية من وزير الخارجية السوري وليد المعلم. وذكرت وكالة الأنباء الكويتية أن «الرسالة تتعلق بآخر التطورات السياسية على الساحتين الإقليمية والدولية والقضايا محل الاهتمام المشترك».

المسعى العراقي

وأعلن مستشار رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، علي الموسوي لوكالة «فرانس برس»، أن السلطات العراقية دعت المعارضة السورية لزيارة بغداد بهدف القيام بوساطة بينها وبين النظام السوري.

وقال الموسوي «لقد دعونا المعارضة السورية إلى زيارة العراق، وقد رحبت بهذه المبادرة من جانب المالكي»، موضحا أن رئيس الوزراء العراقي «كان قد طلب من العديد من المسؤولين السياسيين التفاوض مع المعارضة السورية». وشدد على أن «التحرك العراقي يستند إلى المبادرة العربية إضافة إلى مطالب المعارضة التي ستنقل إلى الحكومة السورية».

وكان المالكي أدلى، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الأول، بموقف متمايز عن الموقف الأميركي المطالب بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد. وقال «نحن لسنا ضد تطلعات الشعب السوري ولا تطلعات أي شعب آخر، لكن ليس من حقي أن اطلب من رئيس التنحي، ولا نريد أن نعطي أنفسنا هذا الحق»، مضيفا «العراق بلد على حدود مع سورية وأنا تهمني مصلحة العراق».

العربي

وتعقد اللجنة الوزارية العربية الخاصة بالملف السوري اجتماعا في القاهرة السبت، قبل اجتماع آخر لوزراء الخارجية، للرد على الاقتراح السوري بالموافقة على إرسال مراقبين إلى سورية في مقابل رفع العقوبات العربية المفروضة على هذا البلد، بحسب ما أعلن دبلوماسي عربي.

وقال العربي، في مقابلة مع صحيفة «الراي» الكويتية نشرت أمس، إن «انتقال الملف السوري إلى التدويل موضوع سيقرره وزراء الخارجية العرب في ضوء ما يقوم به النظام السوري»، مشيرا إلى أن «الجامعة العربية تهتم أساسا بحماية المواطنين السوريين، وتقدر أنه لا بد من توفير الحماية الآن، غير أن توفير الحماية للشعب السوري لا يمكن أن يتم إلا برضا سورية».

وأضاف العربي إن «الجامعة قررت أن تكون هناك حماية، ووجدت أن الوضع يقتضي وجود مراقبين على الأرض، وليكونوا مفيدين فإنه لا بد من أن تكون لهم حصانة وحق في الحرية والتنقل والمقابلة، ولهذا تم وضع إطار قانوني سمي ببروتوكول ونحن بانتظار أن توقعه سورية، لأنهم قالوا مرتين إنهم سيوقعونه ولم يفعلوا، بل كانوا يضعون شروطا جديدة»، مكررا أن «الرد السوري المشروط لتوقيع البروتوكول يجب أن يعرض على المجلس الوزاري».

وأشار العربي إلى انه «لم يتراجع عن لقاء المعارضة السورية والنظام في القاهرة، وانه قابل حتى اليوم ما يفوق المئة معارض في القاهرة من المجلس الوطني ومن تنسيقيات الثورة ومن قبائل وبحثنا أمورا كثيرة جدا، ويجب عليهم الجلوس حتى يتفقوا على الخطوات المستقبلية، وطبقا للقرارات، وفي مرحلة معينة ستدعى الحكومة لإجراء حوار شامل».

وحول تداعيات الأزمة السورية على لبنان، أوضح العربي أن «للبنان وضعا خاصا، وكل الدول العربية تقدر هذا الأمر، وهذا الأمر ليس بغريب، فأي قرار يوقع عقوبات على أي بلد فان هناك دولا تتضرر، والدول التي تتضرر تطلب استثناءها من هذه الإجراءات، وهذا أمر طبيعي».

ونفى العربي أن «يكون هناك اتجاه لاستعمال القوة»، مؤكدا أنه «لا يوجد أي توجه في العالم كله لاستخدام القوة، وليس في الدول العربية فقط». وأكد أن «السيناريو الليبي لن يتكرر»، من دون أن يستبعد «الاستعانة بالسيناريو اليمني بالتوقيع على اتفاقية وضمان تداول السلطة».

إيران

وصادق البرلمان الإيراني على اتفاقية التجارة الحرة بين إيران سورية، فيما أقرت لجنة المتابعة السورية ـ الإيرانية للتعاون الاقتصادي، خلال اجتماع في دمشق، على تشكيل أربع لجان من الجانبين لبحث سبل تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين.

وأكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان علاء الدين بروجردي، خلال الجلسة، «لقد أنفقت الولايات المتحدة وحلفاؤها في أوروبا والمنطقة، المليارات من الدولارات لتغيير الهيكلية السياسية في سوريا في خطوه لكسر مقاومتها وصمودها». وأضاف إن «السوريين حكومة وشعبا صامدون أمام المؤامرات الأميركية، وان واشنطن تقوم عبر قناتي «الجزيرة» و«العربية» بشن حمله إعلامية شعواء ضد الشعب السوري والحكومة السورية».

وأكد مستشار قائد الثورة الإسلامية للشؤون الدولية علي اكبر ولايتي، في حديث لموقع «عربي برس»، دعم طهران «الثابت والمحكم لحكومة الرئيس بشار الأسد التي تعتبر ضمانة لمحور المقاومة والممانعة».

وأعرب ولايتي عن أمله ان «تتجاوز سورية الأزمة المفروضة عليها من الخارج بأسرع وقت ممكن». وأشار إلى القوى الإقليمية التي تحرض على حكومة الأسد مثل تركيا وقطر والسعودية، مضيفا «الأفضل لمثل هذه الدول ألا تربط مصيرها بمخططات هذه المؤامرة الدولية الجارية الآن ضد سورية لأن من يربط نفسه بحبال هذه المؤامرة سيقع في البئر التي أعدتها لدمشق قريبا».

  • فريق ماسة
  • 2011-12-13
  • 13141
  • من الأرشيف

بغـداد: المعارضـة السـورية قبلت وسـاطة المالكـي

          أعلنت الحكومة العراقية أن المعارضة السورية ردت بالايجاب على دعوة من رئيس الوزراء نوري المالكي لزيارة بغداد بهدف القيام بوساطة بينها وبين النظام السوري ، فيما كان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي يشدد على أنه لا «يوجد أي توجه في العالم كله لاستخدام القوة، وليس في الدول العربية فقط» من اجل حل الازمة السورية التي يبدو انها مرهونة بالمسعى العراقي الجديد. في هذا الوقت، صادق البرلمان الإيراني على اتفاقية التجارة الحرة مع سورية في إطار الدعم الإيراني المتواصل لدمشق لمواجهة «الهجمة عليها». وتلقى وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح رسالة خطية من وزير الخارجية السوري وليد المعلم. وذكرت وكالة الأنباء الكويتية أن «الرسالة تتعلق بآخر التطورات السياسية على الساحتين الإقليمية والدولية والقضايا محل الاهتمام المشترك». المسعى العراقي وأعلن مستشار رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، علي الموسوي لوكالة «فرانس برس»، أن السلطات العراقية دعت المعارضة السورية لزيارة بغداد بهدف القيام بوساطة بينها وبين النظام السوري. وقال الموسوي «لقد دعونا المعارضة السورية إلى زيارة العراق، وقد رحبت بهذه المبادرة من جانب المالكي»، موضحا أن رئيس الوزراء العراقي «كان قد طلب من العديد من المسؤولين السياسيين التفاوض مع المعارضة السورية». وشدد على أن «التحرك العراقي يستند إلى المبادرة العربية إضافة إلى مطالب المعارضة التي ستنقل إلى الحكومة السورية». وكان المالكي أدلى، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الأول، بموقف متمايز عن الموقف الأميركي المطالب بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد. وقال «نحن لسنا ضد تطلعات الشعب السوري ولا تطلعات أي شعب آخر، لكن ليس من حقي أن اطلب من رئيس التنحي، ولا نريد أن نعطي أنفسنا هذا الحق»، مضيفا «العراق بلد على حدود مع سورية وأنا تهمني مصلحة العراق». العربي وتعقد اللجنة الوزارية العربية الخاصة بالملف السوري اجتماعا في القاهرة السبت، قبل اجتماع آخر لوزراء الخارجية، للرد على الاقتراح السوري بالموافقة على إرسال مراقبين إلى سورية في مقابل رفع العقوبات العربية المفروضة على هذا البلد، بحسب ما أعلن دبلوماسي عربي. وقال العربي، في مقابلة مع صحيفة «الراي» الكويتية نشرت أمس، إن «انتقال الملف السوري إلى التدويل موضوع سيقرره وزراء الخارجية العرب في ضوء ما يقوم به النظام السوري»، مشيرا إلى أن «الجامعة العربية تهتم أساسا بحماية المواطنين السوريين، وتقدر أنه لا بد من توفير الحماية الآن، غير أن توفير الحماية للشعب السوري لا يمكن أن يتم إلا برضا سورية». وأضاف العربي إن «الجامعة قررت أن تكون هناك حماية، ووجدت أن الوضع يقتضي وجود مراقبين على الأرض، وليكونوا مفيدين فإنه لا بد من أن تكون لهم حصانة وحق في الحرية والتنقل والمقابلة، ولهذا تم وضع إطار قانوني سمي ببروتوكول ونحن بانتظار أن توقعه سورية، لأنهم قالوا مرتين إنهم سيوقعونه ولم يفعلوا، بل كانوا يضعون شروطا جديدة»، مكررا أن «الرد السوري المشروط لتوقيع البروتوكول يجب أن يعرض على المجلس الوزاري». وأشار العربي إلى انه «لم يتراجع عن لقاء المعارضة السورية والنظام في القاهرة، وانه قابل حتى اليوم ما يفوق المئة معارض في القاهرة من المجلس الوطني ومن تنسيقيات الثورة ومن قبائل وبحثنا أمورا كثيرة جدا، ويجب عليهم الجلوس حتى يتفقوا على الخطوات المستقبلية، وطبقا للقرارات، وفي مرحلة معينة ستدعى الحكومة لإجراء حوار شامل». وحول تداعيات الأزمة السورية على لبنان، أوضح العربي أن «للبنان وضعا خاصا، وكل الدول العربية تقدر هذا الأمر، وهذا الأمر ليس بغريب، فأي قرار يوقع عقوبات على أي بلد فان هناك دولا تتضرر، والدول التي تتضرر تطلب استثناءها من هذه الإجراءات، وهذا أمر طبيعي». ونفى العربي أن «يكون هناك اتجاه لاستعمال القوة»، مؤكدا أنه «لا يوجد أي توجه في العالم كله لاستخدام القوة، وليس في الدول العربية فقط». وأكد أن «السيناريو الليبي لن يتكرر»، من دون أن يستبعد «الاستعانة بالسيناريو اليمني بالتوقيع على اتفاقية وضمان تداول السلطة». إيران وصادق البرلمان الإيراني على اتفاقية التجارة الحرة بين إيران سورية، فيما أقرت لجنة المتابعة السورية ـ الإيرانية للتعاون الاقتصادي، خلال اجتماع في دمشق، على تشكيل أربع لجان من الجانبين لبحث سبل تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين. وأكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان علاء الدين بروجردي، خلال الجلسة، «لقد أنفقت الولايات المتحدة وحلفاؤها في أوروبا والمنطقة، المليارات من الدولارات لتغيير الهيكلية السياسية في سوريا في خطوه لكسر مقاومتها وصمودها». وأضاف إن «السوريين حكومة وشعبا صامدون أمام المؤامرات الأميركية، وان واشنطن تقوم عبر قناتي «الجزيرة» و«العربية» بشن حمله إعلامية شعواء ضد الشعب السوري والحكومة السورية». وأكد مستشار قائد الثورة الإسلامية للشؤون الدولية علي اكبر ولايتي، في حديث لموقع «عربي برس»، دعم طهران «الثابت والمحكم لحكومة الرئيس بشار الأسد التي تعتبر ضمانة لمحور المقاومة والممانعة». وأعرب ولايتي عن أمله ان «تتجاوز سورية الأزمة المفروضة عليها من الخارج بأسرع وقت ممكن». وأشار إلى القوى الإقليمية التي تحرض على حكومة الأسد مثل تركيا وقطر والسعودية، مضيفا «الأفضل لمثل هذه الدول ألا تربط مصيرها بمخططات هذه المؤامرة الدولية الجارية الآن ضد سورية لأن من يربط نفسه بحبال هذه المؤامرة سيقع في البئر التي أعدتها لدمشق قريبا».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة