دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أتت الجهود التي يخوضها الفلسطينيون من أجل تحقيق حلم الدولة المستقلة أولى ثمارها، أمس، برفع العلم الفلسطيني خفاقاً أمام مقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونسكو» في باريس، وذلك في حدث تاريخي يأمل الفلسطينيون في أن يكون خطوة على طريق الحصول على الاعتراف الكامل بدولتهم في الأمم المتحدة، بالإضافة إلى تعزيز المساعي للدفاع عن الإرث الثقافي الفلسطيني ضد المحاولات الإسرائيلية الرامية إلى طمسه، وبخاصة في مدينة القدس، التي تنزف جراء ممارسات وانتهاكات إسرائيل بحقها.
ورفرف العلم الفلسطيني أمام مقر منظمة «اليونسكو» في احتفال شارك فيه الرئيس محمود عباس على رأس وفد رفيع المستوى، لينضم بذلك إلى أعلام الدول الأعضاء الـ194 الأخرى.
وراقب نحو 50 ضيفاً دبلوماسياً عباس وهو يرفع العلم بينما كان يجري عزف النشيد الوطني الفلسطيني في مقر اليونسكو برغم الرياح الباردة والأمطار الغزيرة.
وأعرب الرئيس الفلسطيني عن ابتهاجه قائلاً إن الانضمام إلى اليونسكو «اعتراف أول بفلسطين». وقال إن «مشاهدة علمنا يرفع اليوم في مقر للأمم المتحدة أمر مؤثر»، معرباً عن أمله في أن «يكون ذلك فأل خير على انضمام فلسطين إلى منظمات دولية أخرى».
وفي مؤتمر صحافي عقده بعد ذلك، أكد عباس انه يريد مواصلة الخطوات في مجلس الأمن الدولي حيث لا يحظى الفلسطينيون في الوقت الحاضر بالأصوات التسعة الضرورية لقبول العضوية من أصل 15 صوتا للدول الأعضاء. وحتى إذا تمكن الفلسطينيون من الحصول على هذه الأصوات فقد حذرت الولايات المتحدة من أنها ستجهض هذا المسعى عبر استخدام حق النقض (الفيتو) الذي تتمتع به باعتبارها من الأعضاء الخمسة الدائمة العضوية في المجلس.
وفي هذا السياق، قال عباس «نحن لم نطلب بعد إجراء تصويت لكن ذلك يمكن أن يحدث في أي وقت، مضيفاً «إذا لم نحصل على الغالبية فسنكرر هذا الطلب أيضاً وأيضاً».
والتقى عباس إثر ذلك بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في الاليزيه. وقال الرئيس الفلسطيني، في رده على أسئلة الصحافيين، إن ساركوزي «يبلغنا دائماً دعمه لقيام دولة فلسطينية مستقلة، وليس هناك أي شك حول هذا الموضوع».
وكانت باريس رحبت برفع العلم الفلسطيني في مقر اليونيسكو. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن بلاده تدعم بشدة هذه الخطوة، مذكراً بموقف فرنسا «التي قامت بالتصويت لمصلحة هذا الاعتراف في اليونسكو». وأضاف إن باريس تشعر بـ«السعادة لرؤية آمال الفلسطينيين تتحقق وأصبحت ملموسة».
وفي أول تعقيب على هذا الحدث، أصدرت السفارة الإسرائيلية في باريس بياناً جاء فيه إن «إسرائيل تأسف لكون منظمة مسؤولة عن التربية والعلوم (اليونسكو) قد أصبحت في قلب عملية صنع قرار مبني على الخيال العلمي بضم كيان ليس له وضع قانوني كدولة».
وفي غزة، قال رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية إن «أي خطوة تكرس الكيانية الفلسطينية نرحب فيها ونطلب من المجتمع الدولي أن يغادر مربع الصمت ومربع الانحياز للاحتلال الصهيوني وأن يقر بالحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني».
من جهة ثانية، نفى مسؤول ملف الأسرى في حركة حماس الشيخ صالح العاروري الأنباء التي تحدثت عن احتمال تنفيذ الجزء الثاني من صفقة التبادل بين حركة حماس وإسرائيل، يوم الأحد المقبل، مشيراً إلى أن الأمر لم يحسم بعد، وهو رهن بمدى التزام إسرائيل بما تم الاتفاق عليه عبر الوسيط المصري.
وقال العاروري في حديث لمراسل «السفير» في الضفة الغربية إنه «حتى الآن لا شيء مؤكداً يفترض وفق ما تمّ الاتفاق عليه أن يتم الإفراج عن الأسرى الأحد».
وكانت تقارير صحافية أشارت إلى أن إسرائيل ستفرج الأحد المقبل عن 550 أسيراً ضمن الجزء الثاني من صفقة التبادل.
ويعيش أهالي الأسرى الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة حالة من الترقب المشوب بالحذر والخوف على أمل أن يشمل الجزء الثاني من الصفقة أحد أبنائهم.
وقال أيمن مظلوم، وهو شقيق أحد الأسرى في سجون الاحتلال، لـ«السفير»: «أتمنى أن يشمل اسم أخي أشرف في الجزء الثاني من الصفقة لكني لا أعرف أن كان ذلك سيحصل، ونحن وأفراد العائلة نعيش على أعصابنا».
وأفرجت إسرائيل في 18 تشرين الأول الماضي عن 477 أسيراً في مقابل إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليت. وبحسب اتفاق وقعته حماس مع إسرائيل بوساطة مصرية فإن على الأخيرة الإفراج عن 550 أسيراً آخرين ضمن المرحلة الثانية من الصفقة.
وقال العاروري «نحن اتفقنا وعبر الوسيط المصري أن يفرج عن الدفعة الثانية بعد شهرين من تنفيذ المرحلة الأولى ما يعني أن ذلك يجب أن يحصل يوم الأحد المقبل... ولكن لا شيء مؤكداً حتى الآن».
وشدد العاروري على أن الفصائل التي أسرت شاليت أكدت من خلال الوسيط المصري أن جميع من سيفرج عنهم في المرحلة الثانية يجب أن يكونوا معتقلين على خلفية قضايا لها علاقة بالمقاومة.
وأضاف «لقد روّجت إسرائيل أنها ستفرج عن سجناء جنائيين في الجزء الثاني من الصفقة، وهذا مرفوض لأننا كنا واضحين في الأمر، وهو أن تختار إسرائيل 550 أسيراً أمنياً لتفرج عنهم».
من جهته أشار «نادي الأسير الفلسطيني» إنه تلقى بلاغا بأن منطقة سجن عوفر في غربي رام الله، والذي يتم الإفراج عن الأسرى المحررين منه في معظم الأحيان، قد أعلنت من قبل إسرائيل منطقة عسكرية مغلقة ما يوحي بأن إتمام الجزء الثاني من صفقة شاليت قد يتمّ الأحد المقبل.
في هذا الوقت، ذكرت منظمات لحقوق الإنسان أن إسرائيل صعدت أعمال هدم الممتلكات الفلسطينية في الأراضي المحتلة هذا العام فضاعفت هدم المنازل وردم آبار المياه مقارنة بالعام 2010. وجاء في بيان أصدرته 20 منظمة حقوقية، من بينها «منظمة العفو الدولية» و«هيومن رايتس ووتش»، إن عنف المستوطنين اليهود ضد الفلسطينيين زاد في العام 2011، وان إسرائيل عجلت توسيع المستوطنات.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة