ادعت نافي بيلاي المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان أمس الاثنين أن عدد ضحايا أعمال العنف التي تشهدها سورية منذ مارس/آذار الماضي تجاوز 5 آلاف قتيل.

وقالت بيلاي أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي خلال اجتماعهم : "قدمت تقريرا اليوم يفيد بأن حصيلة القتلى في سورية قد تجاوزت 5 آلاف قتيل بينهم 300 طفل".

وأوضحت بيلاي ان تقريرها يعتمد على إفادات 233 شاهدا بما فيهم "منشقون" عن الجيش السوري.

وقالت المفوضة الاممية للصحفيين بعد اجتماع مجلس الامن، انها أوصت أعضاء المجلس بنقل الملف السوري الى المحكمة الجنائية الدولية.

وكان مجلس الأمن قد بدأ مساء الاثنين جلسة مغلقة لسماع تقرير من نافي بيلاي حول أوضاع حقوق الإنسان في سوريا بناء على طلب فرنسي، وسط تحفظات من روسيا والصين.

من جانبهم دعا مندوبو كل من بريطانيا وألمانيا والبرتغال والولايات المتحدة في كلماتهم يوم الاثنين، مجلس الامن الى اتخاذ خطوات محددة بشأن سورية.

 

ممثلة أمريكا في المنظمة  : حقوق الإنسان في سورية تشكل "تهديداً" للسلم والأمن الدوليين ..

فقد لفتت نائبة الممثلة الدائمة للولايات المتحدة الاميركية لدى مجلس الأمن الدولي روز ماري دو كارلو الى أن المجلس قد إستمع الى إحاطة مثيرة للقلق من المفوضية السامية لحقوق الإنسان، لافتة الى أنه "يتضح من الإحاطة أن هناك حقوق إنسان في سورية، تشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين.

وأشارت دو كارلو الى أننا "قد شهدنا الخطوات الجريئة التي إتخذتها الجامعة العربية"، مشددة على أن "العقوبات التي إتخذها الإتحاد الأوروبي ضد سورية جعلتها أكثر "عزلة" وجعلت النظام أكثر عزلة".

ورأت أنه "من غير الأخلاقي ألا يتحدث مجلس الأمن عن هذه المسألة خلال الأشهر الأخيرة في ضوء كل ما يحدث"، مشددة على ضرورة أن يقف مجلس الأمن الى جانب الشعب السوري، مشيرة الى أن بلادها على إتصال مع جامعة الدول العربية، والى أنها تتطلع إلى نتائج الاجتماع الذي ستعقده الجامعة في غضون أيام، وأنها ستدعم الكثير من الأشياء التي دعت إليها بلادها والجامعة العربية، وبصفة خاصة، الوقف الفوري للعنف في سورية ونشر مراقبين دوليين لحقوق الإنسان، بما في ذلك لجنة تحقيق، إضافة إلى حرية تنقل الصحفيين.

 

المندوب الفرنسي : مجلس الأمن "مسؤول أخلاقيا" ..

من جهته أعرب جيرارد ارود المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة عن اعتقاده بأن مجلس الأمن "مسؤول أخلاقيا" عن سقوط قتلى في سورية وذلك بسبب فشله في إدانة السلطات السورية. وانتقد ارود ما سماه "فضيحة" صمت المجلس تجاه "الحملة الأمنية" التي تشنها السلطات السورية.

 

بدورأكد همارك لايال غرانت المندوب البريطاني لدى الامم المتحدة ان أعضاء المجلس أقروا بالأجماع يوم 3 أغسطس/آب الماضي بيانا دعا النظام السوري الى وقف العنف ,والوفاء بتعهداته الدولية في مجال حماية حقوق الانسان والسماح لمراقبين دوليين بالوصول الى البلاد.

وشدد على ان دمشق لم تستجب لهذه المطالب رغم مرور 4 أشهر على إصدار البيان المذكور.

 

الجعفري : الغرب يشيع وجود ازمة انسانية في سورية ليبرر تدخله العسكري..

في المقابل إنتقد السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري بشدة ما ذكرته المفوضة السامية لحقوق الإنسان وبعض الدول عن إقتراب سورية من حافة الحرب الأهلية.

وأشار الجعفري الى أن "هذا يعني أنهم يريدون أن يقودوا الاوضاع بإتجاه حق التدخل الإنساني الذي إخترعه فرنسي وهو كوشنير وزير الخارجية الفرنسي السابق، هم يسعون وراء تثبيت مقولة وجود أزمة إنسانية في سورية ليبرروا تدخلهم الإنساني لاحقا، وبالمناسبة هم يسمونه الآن التدخل الإنساني العسكري وهو مصطلح جديد لم أسمع به طوال حياتي الديبلوماسية.".

وأضاف الجعفري أن هذا الكلام غير مسؤول وخطير ينتهك القانون الدولي ويقود المنطقة باتجاه الانفجار والتأزم، ذاكرا أن "الحل يجب أن يكون سورياً وفق المبادرة العربية".

وقال إن مهمة جامعة الدول العربية وما يسمى بالمجتمع الدولي هي دفع المعارضة المتطرفة الخارجية باتجاه الانخراط في الحوار الوطني الشامل ليصل الجميع إلى بر الأمان.

وذكر بشار الجعفري أن ما تريده سورية من المجتمع الدولي هو مساعدتها بالاتجاه الصحيح وليس التدخل في الشؤون الداخلية وتقويض الاستقرار في المنطقة فقط خدمة لإسرائيل.

 

روسيا تصر على ضرورة سوية الوضع في سورية في إطار عملية سياسية..

من جانبه قال فيتالي تشوركين المندوب الروسي انه ايضا يشعر بقلق من التقرير الذي قدمته بيلاي، لكن التدخل الخارجي قد يؤدي الى "حرب أهلية" وسقوط عدد من القتلى أكبر كثيرا من ذلك.

ولفت تشوركين الانتباه الى ان بيان مجلس الامن الذي صدر في 3 أغسطس/آب الماضي قد شدد على ضرورة تسوية الوضع في سورية في إطار عملية سياسية يقودها السوريون أنفسهم. وتابع قائلا: "ان العملية السياسية كانت، بالنسبة لنا، تعني الحوار. ولذلك تدعو روسيا الى الحوار".

وأضاف ان بعض اعضاء المجلس غيروا لهجتهم إزاء سورية، وهم يتحدثون عن تغيير النظام في دمشق ويدعون الى الكف عن الحوار داخل سورية والحوار بين سورية والجامعة العربية. وشدد الدبلوماسي الروسي على ان هذا الموقف لا يمكن ان يساهم في إنجاح العملية السياسية ويثير قلقا عميقا لدى روسيا.

 

واخفق مجلس الامن حتى الان في التوافق على قرار يدين دمشق بسبب اعتراض روسيا والصين، العضوين الدائمين في المجلس اللذين سبق ان استخدما حق النقض (الفيتو) ضد قرار مماثل في الرابع من تشرين الاول (اكتوبر).

         

  • فريق ماسة
  • 2011-12-12
  • 8868
  • من الأرشيف

بشار الجعفري : الغرب يشيع وجود ازمة انسانية في سورية ليبرر تدخله العسكري

  ادعت نافي بيلاي المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان أمس الاثنين أن عدد ضحايا أعمال العنف التي تشهدها سورية منذ مارس/آذار الماضي تجاوز 5 آلاف قتيل. وقالت بيلاي أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي خلال اجتماعهم : "قدمت تقريرا اليوم يفيد بأن حصيلة القتلى في سورية قد تجاوزت 5 آلاف قتيل بينهم 300 طفل". وأوضحت بيلاي ان تقريرها يعتمد على إفادات 233 شاهدا بما فيهم "منشقون" عن الجيش السوري. وقالت المفوضة الاممية للصحفيين بعد اجتماع مجلس الامن، انها أوصت أعضاء المجلس بنقل الملف السوري الى المحكمة الجنائية الدولية. وكان مجلس الأمن قد بدأ مساء الاثنين جلسة مغلقة لسماع تقرير من نافي بيلاي حول أوضاع حقوق الإنسان في سوريا بناء على طلب فرنسي، وسط تحفظات من روسيا والصين. من جانبهم دعا مندوبو كل من بريطانيا وألمانيا والبرتغال والولايات المتحدة في كلماتهم يوم الاثنين، مجلس الامن الى اتخاذ خطوات محددة بشأن سورية.   ممثلة أمريكا في المنظمة  : حقوق الإنسان في سورية تشكل "تهديداً" للسلم والأمن الدوليين .. فقد لفتت نائبة الممثلة الدائمة للولايات المتحدة الاميركية لدى مجلس الأمن الدولي روز ماري دو كارلو الى أن المجلس قد إستمع الى إحاطة مثيرة للقلق من المفوضية السامية لحقوق الإنسان، لافتة الى أنه "يتضح من الإحاطة أن هناك حقوق إنسان في سورية، تشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين. وأشارت دو كارلو الى أننا "قد شهدنا الخطوات الجريئة التي إتخذتها الجامعة العربية"، مشددة على أن "العقوبات التي إتخذها الإتحاد الأوروبي ضد سورية جعلتها أكثر "عزلة" وجعلت النظام أكثر عزلة". ورأت أنه "من غير الأخلاقي ألا يتحدث مجلس الأمن عن هذه المسألة خلال الأشهر الأخيرة في ضوء كل ما يحدث"، مشددة على ضرورة أن يقف مجلس الأمن الى جانب الشعب السوري، مشيرة الى أن بلادها على إتصال مع جامعة الدول العربية، والى أنها تتطلع إلى نتائج الاجتماع الذي ستعقده الجامعة في غضون أيام، وأنها ستدعم الكثير من الأشياء التي دعت إليها بلادها والجامعة العربية، وبصفة خاصة، الوقف الفوري للعنف في سورية ونشر مراقبين دوليين لحقوق الإنسان، بما في ذلك لجنة تحقيق، إضافة إلى حرية تنقل الصحفيين.   المندوب الفرنسي : مجلس الأمن "مسؤول أخلاقيا" .. من جهته أعرب جيرارد ارود المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة عن اعتقاده بأن مجلس الأمن "مسؤول أخلاقيا" عن سقوط قتلى في سورية وذلك بسبب فشله في إدانة السلطات السورية. وانتقد ارود ما سماه "فضيحة" صمت المجلس تجاه "الحملة الأمنية" التي تشنها السلطات السورية.   بدورأكد همارك لايال غرانت المندوب البريطاني لدى الامم المتحدة ان أعضاء المجلس أقروا بالأجماع يوم 3 أغسطس/آب الماضي بيانا دعا النظام السوري الى وقف العنف ,والوفاء بتعهداته الدولية في مجال حماية حقوق الانسان والسماح لمراقبين دوليين بالوصول الى البلاد. وشدد على ان دمشق لم تستجب لهذه المطالب رغم مرور 4 أشهر على إصدار البيان المذكور.   الجعفري : الغرب يشيع وجود ازمة انسانية في سورية ليبرر تدخله العسكري.. في المقابل إنتقد السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري بشدة ما ذكرته المفوضة السامية لحقوق الإنسان وبعض الدول عن إقتراب سورية من حافة الحرب الأهلية. وأشار الجعفري الى أن "هذا يعني أنهم يريدون أن يقودوا الاوضاع بإتجاه حق التدخل الإنساني الذي إخترعه فرنسي وهو كوشنير وزير الخارجية الفرنسي السابق، هم يسعون وراء تثبيت مقولة وجود أزمة إنسانية في سورية ليبرروا تدخلهم الإنساني لاحقا، وبالمناسبة هم يسمونه الآن التدخل الإنساني العسكري وهو مصطلح جديد لم أسمع به طوال حياتي الديبلوماسية.". وأضاف الجعفري أن هذا الكلام غير مسؤول وخطير ينتهك القانون الدولي ويقود المنطقة باتجاه الانفجار والتأزم، ذاكرا أن "الحل يجب أن يكون سورياً وفق المبادرة العربية". وقال إن مهمة جامعة الدول العربية وما يسمى بالمجتمع الدولي هي دفع المعارضة المتطرفة الخارجية باتجاه الانخراط في الحوار الوطني الشامل ليصل الجميع إلى بر الأمان. وذكر بشار الجعفري أن ما تريده سورية من المجتمع الدولي هو مساعدتها بالاتجاه الصحيح وليس التدخل في الشؤون الداخلية وتقويض الاستقرار في المنطقة فقط خدمة لإسرائيل.   روسيا تصر على ضرورة سوية الوضع في سورية في إطار عملية سياسية.. من جانبه قال فيتالي تشوركين المندوب الروسي انه ايضا يشعر بقلق من التقرير الذي قدمته بيلاي، لكن التدخل الخارجي قد يؤدي الى "حرب أهلية" وسقوط عدد من القتلى أكبر كثيرا من ذلك. ولفت تشوركين الانتباه الى ان بيان مجلس الامن الذي صدر في 3 أغسطس/آب الماضي قد شدد على ضرورة تسوية الوضع في سورية في إطار عملية سياسية يقودها السوريون أنفسهم. وتابع قائلا: "ان العملية السياسية كانت، بالنسبة لنا، تعني الحوار. ولذلك تدعو روسيا الى الحوار". وأضاف ان بعض اعضاء المجلس غيروا لهجتهم إزاء سورية، وهم يتحدثون عن تغيير النظام في دمشق ويدعون الى الكف عن الحوار داخل سورية والحوار بين سورية والجامعة العربية. وشدد الدبلوماسي الروسي على ان هذا الموقف لا يمكن ان يساهم في إنجاح العملية السياسية ويثير قلقا عميقا لدى روسيا.   واخفق مجلس الامن حتى الان في التوافق على قرار يدين دمشق بسبب اعتراض روسيا والصين، العضوين الدائمين في المجلس اللذين سبق ان استخدما حق النقض (الفيتو) ضد قرار مماثل في الرابع من تشرين الاول (اكتوبر).          

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة