سورية مهد حضارات الجنس البشري، أرض أقدم المدنيات التي وجدت على كوكب الأرض يدل غناها بالآثار والأوابد التاريخية على عظمة الشعب الذي سكنها،فإذا أراد الإنسان القيام بجولة عبر التاريخ فما عليه إلا زيارة مواقعها الأثرية التي لا تزال شامخة منذ آلاف السنين وعلى امتداد أراضيها وسيحظى بتجربة رائعة ومثيرة.‏

 

 

نحن اليوم نتحدث عن موقع من أجمل المواقع على أرض سورية ومن أقدم البلدات التي لا تزال مأهولة بالسكان منذ تشييدها في الألف الأول قبل الميلاد على أيدي الآراميين.‏‏

 

معلولا‏‏

 

الناظر إليها يتعب تأملاً في تركيبة مساكنها المتعاشقة مع صخورها ويقف مندهشاً أمام لوحة اختلطت فيها عجائب الطبيعة مع صنائع يد الإنسان في مشهد جمالي قل نظيره.‏‏

 

‏‏

 

لمحة تاريخية‏‏

 

هي إحدى أهم قرى القلمون وتقع في شمال غرب دمشق على بعد 50 كم وترتفع عن سطح البحر بنحو 1500 متر وهي من أقدم البلدات التي لا تزال مأهولة بالسكان منذ تشييدها في الألف الأول قبل الميلاد على أيدي الآراميين، اسمها يعني المكان المرتفع ذا الهواء العليل حسب اللغة السريانية، وتشتهر بوجود معالم قديمة مهمة فيها يعود تاريخها للقرن العاشر قبل الميلاد كما أن سكانها من المسيحيين والمسلمين مازالوا يتكلمون اللغة الآرامية لغة السيد المسيح حتى اليوم بجانب اللغة العربية كما في قرية جبعدين وبخعة، ويجاورها من القرى الصرخة وبينهما 6كم إلى الشمال الشرقي وجبعدين 4 كم إلى الجنوب الغربي وعين التينة 3 كم جنوباً والقسطل 20 كم شرقاً والجبة 10 كم إلى الشمال الغربي.‏‏

 

‏‏

 

تزدحم معلولا وأديرتها بآلاف الزائرين في الأعياد وتحتوي معلولا على آثار مسيحية قديمة، ففيها كنيسة بيزنطية قديمة وأضرحة بيزنطية منحوتة في الصخر.‏‏

 

ويضاف إلى رصيد معلولا التاريخي جمال المدينة المعماري فالبلدة بيوتها مؤسسة على الصخر متصاعدة فوق بعضها حيث إن 75 في المئة من البيوت محفورة في صخور الجبل.‏‏

 

تحتضن الصخور بيوتها‏‏

 

يطوق المنطقة جدار جبلي شاهق، وبيوتها تتثبت بصخور متدرجة على شكل طوابق يعلو كل واحد الآخر بارتفاع بيت واحد، فهي لم ترسم لها خطة بناء حيث جاءت منازلها كما شاءت لها نزوات المنحدرات الجبلية، فهي لا تزال تحتفظ بغرف نقرت في الصخر.‏‏

 

أما أزقتها التي تبدو ضيقة ممكن لأي زائر أن يتنقل فيها برشاقة مخترقاً فناء أول بيت يصادفه، أو مرتقياً سلماً أو سطحاً، ليصير إلى زقاق آخر تعلوه قناطر، وقد يخيل للسائر أنه يمشي صعداً، فإذا بالطريق تنحدر فجأة انحداراً شديداً، فإذ تقدم وجد نفسه فوق سطح أحد المنازل وقد يتابع سيره في درب متعرج، فإذا به في ساحة إحدى الدور.‏‏

 

‏‏

 

في معلولا مضيقان جبليان هما المنفذان الوحيدان، نحو الأراضي العالية، ويدعوهما الأهلون الفج الغربي والفج الشرقي، وفي جهة الجنوب ينحدر واديها الذي تغطيه ظلال الأشجار الوارفة ترتوي من سواقي المياه القادمة من الفجين الشرقي والغربي ومنازل قديمة للسكان مطلية بالكلس الأزرق ولعل طابع البلدة اليوم هو نفسه منذ العهد البيزنطي من حيث شكلها المتدرج ومتاهة طرقها وهذا ما يفسر إمكاناتها الدفاعية تجاه الأحداث الكثيرة التي مرت بها، كما أن عزلتها عن العالم الخارجي تفسر وجود ديرين شهيرين هما دير مار تقلا، ودير مار سركيس.‏‏

 

مغاورها حكاية‏‏

 

تعود إلى العصر الحجري فهي محفورة في الصخر وتحكي تاريخ آلاف السنين منذ العهد الآرامي الذي كانت فيه معلولا تتبع مملكة حمص في العهد الروماني الذي سميت فيه باسم سليوكوبويس إلى العهد البيزنطي الذي لعبت فيه دوراً دينياً مهماً عندما أصبحت بدءاً من القرن الرابع مركزاً لأسقفية استمرت حتى القرن السابع عشر الميلادي.‏‏

 

‏‏

 

وهي قابعة فوق بعضها البعض ومسالكها ضيقة وتوجد بكثرة في منعطفات الجبل مغاور وكهوف واسعة يتحصن فيها السكان في الغارات معتصمين بمواقعها الحصينة ولا تزال السلالم الخشبية العالية والقديمة شاهداً حياً على ذلك الزمن العصيب.‏‏

 

مناخها مناسباً للاصطياف‏‏

 

مناخ سورية قاري وهو جاف في الداخل، معتدل على الساحل والجبال الغربية وهو أيضاً معتدل صيفاً وشديد البرودة شتاءً وليلاً في الأماكن التي تشهد ارتفاع أكثر من 1969 قدماً 600 متر من سطح البحر.‏‏

 

يهطل الثلج في الشتاء بعيداً عن الأماكن الساحلية، حيث يكون أكثر في الأماكن الرطبة العالية والمناطق المنخفضة الجافة الصقيع مشترك، وخاصة في المرتفعات وتشهد معلولا تساقط ثلوج غزيرة في فصل الشتاء وجواً بارداً أما في الصيف فهي تتمتع بجو غاية في الروعة من حيث البرودة والاصطياف.‏‏

 

اللغات المتحدث بها في معلولا‏‏

 

اللغة العربية إضافة إلى اللغة الآرامية لغة السيد المسيح وقد عرفت بسهولة كتابتها كلغة محكية فقد استخدمتها الامبراطورية الفارسية كلغة مركزية لسهولة التواصل بين كل المقاطعات لتوحيد الوثائق والاتصالات بين المركز والمقاطعات وبعد ظهور المسيحية كان للامتداد الجغرافي للآرامية دوره في صعوبة المحافظة عليها كلغة بتفاصيلها فانقسمت إلى قسمين غربية وشرقية وخلال الفترة التي توحدت فيها القبائل في ظل استخدام الآرامية كلغة واحدة طور لديهم شعوراً بالقاسم المشترك كثقافة ولغة وحققت حالة من القومية تحت مظلة اللغة الواحدة وتحققت القومية الآرامية، وبالنسبة لاختلاف الآرامية كلغة سامية عن اللغات السامية الأخرى يرى أن هذا الاختلاف شبيه باختلاف اللغات الأجنبية عن بعضها باللفظ وبعض الكلمات لكن المنشأ واحد هو آرامي حسب الامتداد‏‏

 

أول الأماكن السياحية‏‏

 

‏‏

 

الجغرافي:‏‏

 

تعتبر معلولا واحدة من أجمل المصايف السورية وأول الأماكن السياحية التي يقصدها السياح العرب والأجانب ولاسيما في الأعياد والمواسم الدينية حيث تقام فيها المهرجانات الفلكلورية التقليدية سواء في عيد الصليب أم في عيد القديسة تقلا أم عيد مار سركيس.‏‏

 

دير مار تقلا‏‏

 

تنحدر القديسة تقلا من أطراف مدينة إيقونة ( على حدود اليونان) من والدين وثنيين، وتعتبر أولى شهيدات النصرانية، وتلميذة القديس بولس ، ففي سنة 45 للميلاد ابتدأ الرسول بولس داعياً لعبادة الله والإنجيل الشريف الذي دعي لأجله، وعند مروره بمدينة ايقونة سمعت القديسة تقلا كلامه، فخشع قلبها لما فيه من روحانية ودعوة لعبادة الله الواحد، فاتبعته معارضة بذلك أبويها اللذين دأبا على أن يرداها عن ذلك إلا أنها أبت فحاول والدها حرقها إلا أن قدرة الله ومشيئته حالت دون ذلك حيث اكفهرت السماء بالسحب السوداء وأمطرت برداً شديداً على المحرقة فانطفأت النار، إلا أن والدها حاول إعادة قتلها بأكثر من طريقة، ولكن الإله الواحد كان معها، وقد عجب الناس لعظيم أمرها حيث ملأ خبرها اصقاع المدن المحيطة، وعندها هربت القديسة تقلا سيراً على الأقدام واجتازت انطاكية دخولاً إلى شمال سورية حيث تابعت رسالة التبشير في كل مكان بالإله القدير والرب يسوع والمعمودية المقدسة إلى أن وصلت إلى منطقة القلمون، وأقامت هناك حيث حصلت المعجزة الأكبر عندما لاحقها رجال والدها الطاغي، ووصلت إلى مكان مسدود فشق الله لها الجبل بفج عظيم دخلت إليه تختبىء خلفه من عيونهم وظلت في معلولا إلى أن ماتت ودفنت هناك.‏‏

 

‏‏

 

الممر الصخري - الفج‏‏

 

تمتاز معلولا بما يسمى فج مار تقلا وهو شق في الجبل يحدث ممراً ضيقاً من طرف الجبل إلى طرفه المقابل وفي هذا الشق ساقية ماء تزيد وتنقص وفق الفصول والمواسم يتقاطر عليها الناس من كل مكان ليرشفوا من مياه بركاتها وينالوا من نعمة الشفاء من المرض والطهارة والنقاوة، يقسم فج القرية إلى شطرين ونشأ حسب بعض الحكايات الشعبية القديمة التي تقول إنه حين أراد المسيح حماية القديسة تقلا التي هربت من حكم الموت الذي صدر بحقها فكانت العجيبة التي أبقت الفتاة الهاربة(مار تقلا) في شطر والجنود الرومان في الشطر الآخر حسب الروايات ويتميز هذا الفج من بدايته حتى أعلى الجبل بوجود الغرف والخلوات المحفورة بالصخر وعلى مستويات مختلفة أنها من عجائب الطبيعة تراها هنا.‏‏

 

وقد كانت القديسة تقلا تصلي للمرضى وتسقيهم من الماء السماوي الذي نبع من هذا الفج وتمسحهم به فيشفون فذاع صيتها في جميع الأماكن فكانوا يتوافدون إليها أفواجاً قائلين بعضهم لبعض: هل أنت مريض أو معلول، اقصد تلك العذراء الطاهرة فإنها تشفيك من علتك بمعونة الله و هكذا حتى أطلق عليها اسم أم المعلولين ودعيت تلك المنطقة التي تحيط بمقامها معلولا نسبة لأم المعلولين.‏‏

 

في منطقة معلولا هناك كنيستان تابعتان للطائفتين اليونانية الكاثوليكية والأرثوذوكسية.‏‏

 

الكنيسة الأولى التابعة للطائفة اليونانية الكاثوليكية، تقع على الجرف الأيسر للممر وهي دير للقديس سيرجيوس «مارسركيس».‏‏

 

‏‏

 

بني دير مار سركيس في القرن الرابع الميلادي على أنقاض معبد وثني وصمم على نمط الكنائس الشهيدية البسيطة المظهر وسمي باسم القديس سركيس أحد الفرسان السوريين الذين قتلوا في عهد الملك مكسيمانوس عام 297م ولايزال هذا الدير محتفظاً بطابعه التاريخي العريق فهو يطل من علو 1622 متراً عن سطح البحر على منظر عام للقرية وكرومها وبعض سهولها وترجع قبة الدير إلى العهد البيزنطي وقد تناثرت خلفه قبور صخرية لايزال بعضها يحمل صور نسر ونقوشاً يونانية ترجع للقرن الأول المسيحي.‏‏

 

صخرة المحكمة‏‏

 

في الفج الغربي في محلة شارونايا هناك ما يدعى بالمشنقة عند أحد جانبيها صخرة المحكمة وعلى هذه الصخرة حيكت الكثير من الروايات ووشوشات الأساطير والقصص الطريفة الغارقة في ضباب الزمن من قصة الملك موظيزوس الذي مات ولده غرقاً في النهر فأمر بردم النهر والنبع فانحبس النهر قروناً عديدة إلى قصة الكنز الذي يحوي مجموعات ثمينة من الأواني الفضية والذهبية خبأها الروم في معلولا قبل مغادرتهم سورية إلى قصة الشاب الصغير الكسول ابراهيم واكيم الذي ظهر له شيخ جليل فأهداه لأمانته من روحه العلم والمعرفة حتى غدا طبيباً مشهوراً يداوي العليل ويصف الأدوية الناجعة وقصة حمام الملكة التي تحيط به أسطورة رهيبة وقصة ظهور القديس الفارس جاورجيوس الخضر على الصخرة معتلياً حصانه الأبيض وأقدام القديسة تقلا التي مازالت محفورة في الجبل.‏‏

 

أهم المواقع السياحية القريبة إلى معلولا:‏‏

 

هناك موقعان قريبان إلى معلولا ويعتبران من أهم المقامات الدينية في القلمون وهما دير مار موسى في النبك ودير مار يعقوب المقطع في قارة.‏‏

 

دير مار يعقوب المقطع:‏‏

 

دير مار يعقوب المقطع دير قلموني محصن قل نظيره في سورية يقع بالقرب من بلدة قارة 60 كم جنوبي حمص وهو أقدم أديرة القلمون مبني من اللبن المجفف وأسواره من حجر الخرش المرصع على شكل سنابل يعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد يحتوي على عدة مرافق معمارية أثرية تجعل منه محطة مهمة على خطا آثار الشرق الأدنى من سريانية وبيزنطية وأيوبية وعثمانية.‏‏

 

ما يجعله مقصدا مهماً لكثير من الطوائف المسيحية والإسلامية على حد سواء.‏‏

 

يتألف الدير من أقسام هي:‏‏

 

1- دار مار يعقوب: فيه أقواس أيوبية تلف الدار وأقواس قلمونية تعود إلى القرن الثامن عشر وفيه مجموعة من القلايات وهي غرف خاصة بالرهبان كما أنها أصلية تعود إلى القرون الوسطى.‏‏

 

2- دار التنور: وهي عبارة عن غرف كشف بها عن فخاريات وزجاجيات وآثار وقود تدل على أنها كانت قديماً مطبخاً للدير.‏‏

 

3- بيت القديسين الشهداء:‏‏

 

قبو مستطيل ذو سقف منحن يدخل إليه من الهيكل من باب أثري سقفه من اللذاب العتيق، وتكرم في هذا المكان أيقونة ماريعقوب الأثرية وهي الأيقونة الوحيدة التي نجت من أعمال النهب، وتعود للقرن التاسع عشر وهي من الطراز الحلبي.‏‏

 

4- الطاحون الأثري: طاحون الدير الأثري الذي يفضي بيت الخدمة إليه، وهذا الطاحون مذكور عند عدد من المؤرخين العرب منذ القرن الثامن، حيث كان مشهوراً بغزارة مياهه التي تنزل في جب قبل أن تضرب الفراشة، والجب والطاحون مازالا موجودين إلى اليوم.‏‏

 

5- المغارة: وهي كناية عن مغارة كبيرة ذات أطراف عشوائية، وإلى يسارها مغارة أخرى صغيرة، وهي تعود لما قبل التاريخ، وقد كانت خابيات تخزين الدبس الناتج من المعصرة، فقد استخدمت المغارتان لتخزين المؤونة.‏‏

 

6- البرج: يعد من الأبراج القلمونية النادرة، وأساساته رومانية تعود للقرن الأول الميلادي، وكان برج مراقبة للقوافل التجارية المتجهة من رأس بعلبك إلى دمشق.‏‏

 

دير مار موسى الحبشي‏‏

 

هو دير سرياني كاثوليكي قديم في سورية يقع على مسافة 80 كم شمال دمشق و 15 كم عن مدينة النبك، على سلسلة جبال القلمون السورية، يرتفع 1320م عن سطح البحر، تشير الكتابات على جدرانه إلى أن بناء الكنيسة الحالية يعود إلى سنة 1058 م.‏‏

 

حيث كان الدير عبارة عن قلعة رومانية صغيرة بها برج صغير وسور على الطراز الروماني مع وجود بعض الأحجار الكبيرة جداً والتي توحي بأن العمل هناك كان ضخماً توافرت فيه إمكانيات بشرية ومادية.‏‏

 

كان الرهبان في دير مار موسى يدرسون نظام اللافرا حيث كان الرهبان في أديرة فلسطين ينتهجونه، ولافرا كلمة يونانية تعني الطريق الصغير.‏‏

 

ودير مار موسى ذو مكانة عالية في منطقة القلمون نظراً لصلته بأديرة القدس. أجمل ما يميز هذا الدير هو روعة النقوش والرسوم الجدارية ذات الأشكال الإنسانية والهندسية الرائعة بالإضافة للأعمدة والجدران التي تحمل غالبيتها صليب النور.‏‏

 

الوصول إليها‏‏

 

ولكل محبي زيارة معلولا وآثارها يمكنهم الوصول إليها بطريقة سهلة جداً من خلال مقر مواصلات البلدة الواقع في منتصف دمشق منطقة الزبلطاني من خلال ركوب الحافلة بشكل مباشر والتي تستغرق نحو الساعة من الزمن بتكلفة قليلة .‏‏

 

ولمحبي الفنادق الفخمة والمستوى العالي من الخدمات الفندقية يمكنهم الاسترخاء في فندق سفير معلولا ذي الأربع نجوم بمرافقه السياحية وإطلالته الرائعة من على قمة جبل معلولا.‏‏

 

أما لمن يرغب بتذوق الأطعمة الشعبية التي تشتهر بها المنطقة ويشربون من نبيذها حيث تشتهر معلولا بالخبز المعلولي، فيمكنهم تجربتها من خلال المطاعم الشعبية الصغيرة المتوزعة على أطراف القرية.‏‏

 

يحكى أنه‏‏

 

في أسفل قرية معلولا كان يوجد هيكل وثني قديم يدعونه حمام الملكة أو حمام الفسق كان من عادة القوم الاجتماع فيه رجالاً ونساءً يتناولون الطعام والشراب بنوع من الافراط يرتكبون الفاحشة ويروى أن القديس بولس شهد ذات يوم مايقوم به القوم فأنذرهم بغضب الله وكان ذلك قريباً إذ انهار الحمام على من كان فيه ومنذ ذلك الحين أنشئت كنيسة بالقرب من الحمام المذكور سميت كنيسة التوبة.‏‏

 

 

  • فريق ماسة
  • 2011-12-05
  • 13264
  • من الأرشيف

معــلولا.. لوحة اختلطت فيها عجائب الطبيعة مع صنائع يد الإنسان

سورية مهد حضارات الجنس البشري، أرض أقدم المدنيات التي وجدت على كوكب الأرض يدل غناها بالآثار والأوابد التاريخية على عظمة الشعب الذي سكنها،فإذا أراد الإنسان القيام بجولة عبر التاريخ فما عليه إلا زيارة مواقعها الأثرية التي لا تزال شامخة منذ آلاف السنين وعلى امتداد أراضيها وسيحظى بتجربة رائعة ومثيرة.‏     نحن اليوم نتحدث عن موقع من أجمل المواقع على أرض سورية ومن أقدم البلدات التي لا تزال مأهولة بالسكان منذ تشييدها في الألف الأول قبل الميلاد على أيدي الآراميين.‏‏   معلولا‏‏   الناظر إليها يتعب تأملاً في تركيبة مساكنها المتعاشقة مع صخورها ويقف مندهشاً أمام لوحة اختلطت فيها عجائب الطبيعة مع صنائع يد الإنسان في مشهد جمالي قل نظيره.‏‏   ‏‏   لمحة تاريخية‏‏   هي إحدى أهم قرى القلمون وتقع في شمال غرب دمشق على بعد 50 كم وترتفع عن سطح البحر بنحو 1500 متر وهي من أقدم البلدات التي لا تزال مأهولة بالسكان منذ تشييدها في الألف الأول قبل الميلاد على أيدي الآراميين، اسمها يعني المكان المرتفع ذا الهواء العليل حسب اللغة السريانية، وتشتهر بوجود معالم قديمة مهمة فيها يعود تاريخها للقرن العاشر قبل الميلاد كما أن سكانها من المسيحيين والمسلمين مازالوا يتكلمون اللغة الآرامية لغة السيد المسيح حتى اليوم بجانب اللغة العربية كما في قرية جبعدين وبخعة، ويجاورها من القرى الصرخة وبينهما 6كم إلى الشمال الشرقي وجبعدين 4 كم إلى الجنوب الغربي وعين التينة 3 كم جنوباً والقسطل 20 كم شرقاً والجبة 10 كم إلى الشمال الغربي.‏‏   ‏‏   تزدحم معلولا وأديرتها بآلاف الزائرين في الأعياد وتحتوي معلولا على آثار مسيحية قديمة، ففيها كنيسة بيزنطية قديمة وأضرحة بيزنطية منحوتة في الصخر.‏‏   ويضاف إلى رصيد معلولا التاريخي جمال المدينة المعماري فالبلدة بيوتها مؤسسة على الصخر متصاعدة فوق بعضها حيث إن 75 في المئة من البيوت محفورة في صخور الجبل.‏‏   تحتضن الصخور بيوتها‏‏   يطوق المنطقة جدار جبلي شاهق، وبيوتها تتثبت بصخور متدرجة على شكل طوابق يعلو كل واحد الآخر بارتفاع بيت واحد، فهي لم ترسم لها خطة بناء حيث جاءت منازلها كما شاءت لها نزوات المنحدرات الجبلية، فهي لا تزال تحتفظ بغرف نقرت في الصخر.‏‏   أما أزقتها التي تبدو ضيقة ممكن لأي زائر أن يتنقل فيها برشاقة مخترقاً فناء أول بيت يصادفه، أو مرتقياً سلماً أو سطحاً، ليصير إلى زقاق آخر تعلوه قناطر، وقد يخيل للسائر أنه يمشي صعداً، فإذا بالطريق تنحدر فجأة انحداراً شديداً، فإذ تقدم وجد نفسه فوق سطح أحد المنازل وقد يتابع سيره في درب متعرج، فإذا به في ساحة إحدى الدور.‏‏   ‏‏   في معلولا مضيقان جبليان هما المنفذان الوحيدان، نحو الأراضي العالية، ويدعوهما الأهلون الفج الغربي والفج الشرقي، وفي جهة الجنوب ينحدر واديها الذي تغطيه ظلال الأشجار الوارفة ترتوي من سواقي المياه القادمة من الفجين الشرقي والغربي ومنازل قديمة للسكان مطلية بالكلس الأزرق ولعل طابع البلدة اليوم هو نفسه منذ العهد البيزنطي من حيث شكلها المتدرج ومتاهة طرقها وهذا ما يفسر إمكاناتها الدفاعية تجاه الأحداث الكثيرة التي مرت بها، كما أن عزلتها عن العالم الخارجي تفسر وجود ديرين شهيرين هما دير مار تقلا، ودير مار سركيس.‏‏   مغاورها حكاية‏‏   تعود إلى العصر الحجري فهي محفورة في الصخر وتحكي تاريخ آلاف السنين منذ العهد الآرامي الذي كانت فيه معلولا تتبع مملكة حمص في العهد الروماني الذي سميت فيه باسم سليوكوبويس إلى العهد البيزنطي الذي لعبت فيه دوراً دينياً مهماً عندما أصبحت بدءاً من القرن الرابع مركزاً لأسقفية استمرت حتى القرن السابع عشر الميلادي.‏‏   ‏‏   وهي قابعة فوق بعضها البعض ومسالكها ضيقة وتوجد بكثرة في منعطفات الجبل مغاور وكهوف واسعة يتحصن فيها السكان في الغارات معتصمين بمواقعها الحصينة ولا تزال السلالم الخشبية العالية والقديمة شاهداً حياً على ذلك الزمن العصيب.‏‏   مناخها مناسباً للاصطياف‏‏   مناخ سورية قاري وهو جاف في الداخل، معتدل على الساحل والجبال الغربية وهو أيضاً معتدل صيفاً وشديد البرودة شتاءً وليلاً في الأماكن التي تشهد ارتفاع أكثر من 1969 قدماً 600 متر من سطح البحر.‏‏   يهطل الثلج في الشتاء بعيداً عن الأماكن الساحلية، حيث يكون أكثر في الأماكن الرطبة العالية والمناطق المنخفضة الجافة الصقيع مشترك، وخاصة في المرتفعات وتشهد معلولا تساقط ثلوج غزيرة في فصل الشتاء وجواً بارداً أما في الصيف فهي تتمتع بجو غاية في الروعة من حيث البرودة والاصطياف.‏‏   اللغات المتحدث بها في معلولا‏‏   اللغة العربية إضافة إلى اللغة الآرامية لغة السيد المسيح وقد عرفت بسهولة كتابتها كلغة محكية فقد استخدمتها الامبراطورية الفارسية كلغة مركزية لسهولة التواصل بين كل المقاطعات لتوحيد الوثائق والاتصالات بين المركز والمقاطعات وبعد ظهور المسيحية كان للامتداد الجغرافي للآرامية دوره في صعوبة المحافظة عليها كلغة بتفاصيلها فانقسمت إلى قسمين غربية وشرقية وخلال الفترة التي توحدت فيها القبائل في ظل استخدام الآرامية كلغة واحدة طور لديهم شعوراً بالقاسم المشترك كثقافة ولغة وحققت حالة من القومية تحت مظلة اللغة الواحدة وتحققت القومية الآرامية، وبالنسبة لاختلاف الآرامية كلغة سامية عن اللغات السامية الأخرى يرى أن هذا الاختلاف شبيه باختلاف اللغات الأجنبية عن بعضها باللفظ وبعض الكلمات لكن المنشأ واحد هو آرامي حسب الامتداد‏‏   أول الأماكن السياحية‏‏   ‏‏   الجغرافي:‏‏   تعتبر معلولا واحدة من أجمل المصايف السورية وأول الأماكن السياحية التي يقصدها السياح العرب والأجانب ولاسيما في الأعياد والمواسم الدينية حيث تقام فيها المهرجانات الفلكلورية التقليدية سواء في عيد الصليب أم في عيد القديسة تقلا أم عيد مار سركيس.‏‏   دير مار تقلا‏‏   تنحدر القديسة تقلا من أطراف مدينة إيقونة ( على حدود اليونان) من والدين وثنيين، وتعتبر أولى شهيدات النصرانية، وتلميذة القديس بولس ، ففي سنة 45 للميلاد ابتدأ الرسول بولس داعياً لعبادة الله والإنجيل الشريف الذي دعي لأجله، وعند مروره بمدينة ايقونة سمعت القديسة تقلا كلامه، فخشع قلبها لما فيه من روحانية ودعوة لعبادة الله الواحد، فاتبعته معارضة بذلك أبويها اللذين دأبا على أن يرداها عن ذلك إلا أنها أبت فحاول والدها حرقها إلا أن قدرة الله ومشيئته حالت دون ذلك حيث اكفهرت السماء بالسحب السوداء وأمطرت برداً شديداً على المحرقة فانطفأت النار، إلا أن والدها حاول إعادة قتلها بأكثر من طريقة، ولكن الإله الواحد كان معها، وقد عجب الناس لعظيم أمرها حيث ملأ خبرها اصقاع المدن المحيطة، وعندها هربت القديسة تقلا سيراً على الأقدام واجتازت انطاكية دخولاً إلى شمال سورية حيث تابعت رسالة التبشير في كل مكان بالإله القدير والرب يسوع والمعمودية المقدسة إلى أن وصلت إلى منطقة القلمون، وأقامت هناك حيث حصلت المعجزة الأكبر عندما لاحقها رجال والدها الطاغي، ووصلت إلى مكان مسدود فشق الله لها الجبل بفج عظيم دخلت إليه تختبىء خلفه من عيونهم وظلت في معلولا إلى أن ماتت ودفنت هناك.‏‏   ‏‏   الممر الصخري - الفج‏‏   تمتاز معلولا بما يسمى فج مار تقلا وهو شق في الجبل يحدث ممراً ضيقاً من طرف الجبل إلى طرفه المقابل وفي هذا الشق ساقية ماء تزيد وتنقص وفق الفصول والمواسم يتقاطر عليها الناس من كل مكان ليرشفوا من مياه بركاتها وينالوا من نعمة الشفاء من المرض والطهارة والنقاوة، يقسم فج القرية إلى شطرين ونشأ حسب بعض الحكايات الشعبية القديمة التي تقول إنه حين أراد المسيح حماية القديسة تقلا التي هربت من حكم الموت الذي صدر بحقها فكانت العجيبة التي أبقت الفتاة الهاربة(مار تقلا) في شطر والجنود الرومان في الشطر الآخر حسب الروايات ويتميز هذا الفج من بدايته حتى أعلى الجبل بوجود الغرف والخلوات المحفورة بالصخر وعلى مستويات مختلفة أنها من عجائب الطبيعة تراها هنا.‏‏   وقد كانت القديسة تقلا تصلي للمرضى وتسقيهم من الماء السماوي الذي نبع من هذا الفج وتمسحهم به فيشفون فذاع صيتها في جميع الأماكن فكانوا يتوافدون إليها أفواجاً قائلين بعضهم لبعض: هل أنت مريض أو معلول، اقصد تلك العذراء الطاهرة فإنها تشفيك من علتك بمعونة الله و هكذا حتى أطلق عليها اسم أم المعلولين ودعيت تلك المنطقة التي تحيط بمقامها معلولا نسبة لأم المعلولين.‏‏   في منطقة معلولا هناك كنيستان تابعتان للطائفتين اليونانية الكاثوليكية والأرثوذوكسية.‏‏   الكنيسة الأولى التابعة للطائفة اليونانية الكاثوليكية، تقع على الجرف الأيسر للممر وهي دير للقديس سيرجيوس «مارسركيس».‏‏   ‏‏   بني دير مار سركيس في القرن الرابع الميلادي على أنقاض معبد وثني وصمم على نمط الكنائس الشهيدية البسيطة المظهر وسمي باسم القديس سركيس أحد الفرسان السوريين الذين قتلوا في عهد الملك مكسيمانوس عام 297م ولايزال هذا الدير محتفظاً بطابعه التاريخي العريق فهو يطل من علو 1622 متراً عن سطح البحر على منظر عام للقرية وكرومها وبعض سهولها وترجع قبة الدير إلى العهد البيزنطي وقد تناثرت خلفه قبور صخرية لايزال بعضها يحمل صور نسر ونقوشاً يونانية ترجع للقرن الأول المسيحي.‏‏   صخرة المحكمة‏‏   في الفج الغربي في محلة شارونايا هناك ما يدعى بالمشنقة عند أحد جانبيها صخرة المحكمة وعلى هذه الصخرة حيكت الكثير من الروايات ووشوشات الأساطير والقصص الطريفة الغارقة في ضباب الزمن من قصة الملك موظيزوس الذي مات ولده غرقاً في النهر فأمر بردم النهر والنبع فانحبس النهر قروناً عديدة إلى قصة الكنز الذي يحوي مجموعات ثمينة من الأواني الفضية والذهبية خبأها الروم في معلولا قبل مغادرتهم سورية إلى قصة الشاب الصغير الكسول ابراهيم واكيم الذي ظهر له شيخ جليل فأهداه لأمانته من روحه العلم والمعرفة حتى غدا طبيباً مشهوراً يداوي العليل ويصف الأدوية الناجعة وقصة حمام الملكة التي تحيط به أسطورة رهيبة وقصة ظهور القديس الفارس جاورجيوس الخضر على الصخرة معتلياً حصانه الأبيض وأقدام القديسة تقلا التي مازالت محفورة في الجبل.‏‏   أهم المواقع السياحية القريبة إلى معلولا:‏‏   هناك موقعان قريبان إلى معلولا ويعتبران من أهم المقامات الدينية في القلمون وهما دير مار موسى في النبك ودير مار يعقوب المقطع في قارة.‏‏   دير مار يعقوب المقطع:‏‏   دير مار يعقوب المقطع دير قلموني محصن قل نظيره في سورية يقع بالقرب من بلدة قارة 60 كم جنوبي حمص وهو أقدم أديرة القلمون مبني من اللبن المجفف وأسواره من حجر الخرش المرصع على شكل سنابل يعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد يحتوي على عدة مرافق معمارية أثرية تجعل منه محطة مهمة على خطا آثار الشرق الأدنى من سريانية وبيزنطية وأيوبية وعثمانية.‏‏   ما يجعله مقصدا مهماً لكثير من الطوائف المسيحية والإسلامية على حد سواء.‏‏   يتألف الدير من أقسام هي:‏‏   1- دار مار يعقوب: فيه أقواس أيوبية تلف الدار وأقواس قلمونية تعود إلى القرن الثامن عشر وفيه مجموعة من القلايات وهي غرف خاصة بالرهبان كما أنها أصلية تعود إلى القرون الوسطى.‏‏   2- دار التنور: وهي عبارة عن غرف كشف بها عن فخاريات وزجاجيات وآثار وقود تدل على أنها كانت قديماً مطبخاً للدير.‏‏   3- بيت القديسين الشهداء:‏‏   قبو مستطيل ذو سقف منحن يدخل إليه من الهيكل من باب أثري سقفه من اللذاب العتيق، وتكرم في هذا المكان أيقونة ماريعقوب الأثرية وهي الأيقونة الوحيدة التي نجت من أعمال النهب، وتعود للقرن التاسع عشر وهي من الطراز الحلبي.‏‏   4- الطاحون الأثري: طاحون الدير الأثري الذي يفضي بيت الخدمة إليه، وهذا الطاحون مذكور عند عدد من المؤرخين العرب منذ القرن الثامن، حيث كان مشهوراً بغزارة مياهه التي تنزل في جب قبل أن تضرب الفراشة، والجب والطاحون مازالا موجودين إلى اليوم.‏‏   5- المغارة: وهي كناية عن مغارة كبيرة ذات أطراف عشوائية، وإلى يسارها مغارة أخرى صغيرة، وهي تعود لما قبل التاريخ، وقد كانت خابيات تخزين الدبس الناتج من المعصرة، فقد استخدمت المغارتان لتخزين المؤونة.‏‏   6- البرج: يعد من الأبراج القلمونية النادرة، وأساساته رومانية تعود للقرن الأول الميلادي، وكان برج مراقبة للقوافل التجارية المتجهة من رأس بعلبك إلى دمشق.‏‏   دير مار موسى الحبشي‏‏   هو دير سرياني كاثوليكي قديم في سورية يقع على مسافة 80 كم شمال دمشق و 15 كم عن مدينة النبك، على سلسلة جبال القلمون السورية، يرتفع 1320م عن سطح البحر، تشير الكتابات على جدرانه إلى أن بناء الكنيسة الحالية يعود إلى سنة 1058 م.‏‏   حيث كان الدير عبارة عن قلعة رومانية صغيرة بها برج صغير وسور على الطراز الروماني مع وجود بعض الأحجار الكبيرة جداً والتي توحي بأن العمل هناك كان ضخماً توافرت فيه إمكانيات بشرية ومادية.‏‏   كان الرهبان في دير مار موسى يدرسون نظام اللافرا حيث كان الرهبان في أديرة فلسطين ينتهجونه، ولافرا كلمة يونانية تعني الطريق الصغير.‏‏   ودير مار موسى ذو مكانة عالية في منطقة القلمون نظراً لصلته بأديرة القدس. أجمل ما يميز هذا الدير هو روعة النقوش والرسوم الجدارية ذات الأشكال الإنسانية والهندسية الرائعة بالإضافة للأعمدة والجدران التي تحمل غالبيتها صليب النور.‏‏   الوصول إليها‏‏   ولكل محبي زيارة معلولا وآثارها يمكنهم الوصول إليها بطريقة سهلة جداً من خلال مقر مواصلات البلدة الواقع في منتصف دمشق منطقة الزبلطاني من خلال ركوب الحافلة بشكل مباشر والتي تستغرق نحو الساعة من الزمن بتكلفة قليلة .‏‏   ولمحبي الفنادق الفخمة والمستوى العالي من الخدمات الفندقية يمكنهم الاسترخاء في فندق سفير معلولا ذي الأربع نجوم بمرافقه السياحية وإطلالته الرائعة من على قمة جبل معلولا.‏‏   أما لمن يرغب بتذوق الأطعمة الشعبية التي تشتهر بها المنطقة ويشربون من نبيذها حيث تشتهر معلولا بالخبز المعلولي، فيمكنهم تجربتها من خلال المطاعم الشعبية الصغيرة المتوزعة على أطراف القرية.‏‏   يحكى أنه‏‏   في أسفل قرية معلولا كان يوجد هيكل وثني قديم يدعونه حمام الملكة أو حمام الفسق كان من عادة القوم الاجتماع فيه رجالاً ونساءً يتناولون الطعام والشراب بنوع من الافراط يرتكبون الفاحشة ويروى أن القديس بولس شهد ذات يوم مايقوم به القوم فأنذرهم بغضب الله وكان ذلك قريباً إذ انهار الحمام على من كان فيه ومنذ ذلك الحين أنشئت كنيسة بالقرب من الحمام المذكور سميت كنيسة التوبة.‏‏    

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة