العروبة هي جسم، قلبه هو الاساس، وقلب العروبة هو سورية، والدم الذي ينبض في شرايين العالم العربي هو من قلب سورية النابض، سورية التي قاتلت وقدم شعبها الشهداء في حرب 1967 وحرب 1973 وحرب 1982 ضد اميركا واسرائيل، وفي دعمها للمقاومة في حرب 2006، ودعمها لحركات المقاومة الفلسطينية والعربية، هي سورية العربية الحقيقية.

كان على الجامعة العربية ان تسعى للحل بالحوار بين النظام والمطالبين بالاصلاح، ونحن نرفض العنف، نرفض سقوط شهداء من الجيش العربي السوري، كما نرفض كلياً سقوط الشهداء من الشعب السوري والمتظاهرين في المدن السورية، ونرفض كل العنف من قصف مدفعي وكمائن ضد الجيش او اعمال عنف من قوى الامن والقوى العسكرية، نحن نريد الحوار لان الاقتتال بين الاخوة لا يفيد، فشهداء الجيش هم ابناء الشعب، ومن هم المدنيون الذين يسقطون انهم شهداء كلهم شهداء واخوة يسقطون من شعب واحد، ومن عشائر وعائلات وقبائل عربية سورية واحدة، وحرام ان تسقط نقطة دماء واحدة في سورية وعلى الجميع ان يفكر بعقل وان يسود الحوار بديلا عن العنف.

ونعود إلى الجامعة العربية، فأية عروبة تكون من دون عروبة سورية، ولا عروبة من دون سوريا، ولا جامعة عربية دون سورية، سورية التي وقفت ضد اتفاقية كامب - دايفيد التي ارادتها اسرائيل واميركا، سورية التي وقفت مع الشعب العربي والشعب الفلسطيني ومنعت تقسيم لبنان، وسورية لها تاريخ مجيد في العروبة والمقاومة، فكيف يمكن قص او اقتطاع قسم من جسم العروبة وبقاء الجسم حياً.

ان اميركا تحارب سورية من أجل اخضاعها، ان قرار الجامعة العربية هو قرار اميركي بامتياز ومقدمة لتدويل الازمة السورية ولقد شهدت الدول العربية التدويل وماذا فعل التدويل بالدول العربية؟ لقد فعل الخراب والدمار فهل تريد الجامعة العربية الخراب والدمار لسورية.

خسرت الجامعة العربية نفسها وسجلت في تاريخها قراراً اسود وقراراً بشعاً وقراراً ضد العروبة، بتجميد عضوية سورية، ومن هؤلاء الذين يجمدون عضوية سورية، وماذا قدموا للعروبة أكثر من سورية.

سورية هي العروبة، وهي القلب النابض، وسورية هي الجيش العربي السوري المقاتل، وبغض النظر عما نرفضه من قتل وما يحصل، الا ان الامور لا تحل الا بالحوار وعلى الجامعة العربية ان تسعى جدياً للحوار بدل اتخاذ قرار ضد النظام والقول للعالم ان الدول العربية رفعت يديها عن سوريا فتفضل يا حلف الناتو لضرب سورية.

لكن حجم سورية العربي هو اكبر من الجامعة العربية، سورية التي استقبلت ثلاث ملايين عراقي، سورية الذي قامت بالوحدة العربية مع مصر، سورية الذي اجتاحت الجولان وسهل حولا في حرب 1973 ولولا توقف السادات عن القتال وانذار اميركا النووي لكانت سورية حققت اكبر انتصار في تاريخ العرب.

سورية حمت المقاومة، وحققت انتصارا عربياً كبيراً ضد اسرائيل وقوتها، واستطاعت قلب الطاولة، الجامعة العربية تخلع ثيابها، ومن يخرج من ثيابه يبرد، والجامعة خلعت ثوبها عبر تجميد عضوية سورية، وستبرد الجامعة العربية، وما هي الدول التي تنزع عن سورية العروبة وماذا قدمت اكثر من سورية للعروبة.

ان القرار ليس موجهاً إلى النظام أو إلى سورية، إنه موجه إلى سورية العروبة وإلى الشعب السوري وإلى دور سورية في المنطقة كلها، وإلى الرئيس السوري بشار الاسد الذي رفض الخضوع لشروط وزير خارجية اميركا كاولن بول عام 2003، فجاءت اميركا اليوم لتعاقب سورية لانها رفضت الخضوع للارادة الاميركية.

كل بلد تحصل فيه حروب داخلية وازمات داخلية، ولا يمكن الحل الا بالتفاوض وان يتنازل كل طرف عن جزء من مطالبه، فالاصلاح ضروري، ويجب تلبية مطالب الاصلاح الذي يطالب بها متظاهرون مسالمون يطالبون بالافضل، وفي ذات الوقت، لا يجب ان يستمروا بمظاهراتهم وحروبهم، لكن الخطورة الكبرى هي ان اميركا تضغط على الجامعة العربية لرفع الغطاء العربي عن سوريا حتى تقول سورية «من بيت ابي ضربت».

لكن القرار لن يؤثر على سورية، فسورية قوية، وسورية عزيزة، وسورية لديها عنفوان كبير، والشعب السوري لن يقبل هذه الاهانة، فالاهانة للجامعة العربية، والاساءة للجامعة العربية، واي جامعة عربية من دون سورية قلب العروبة النابض.

ان حملة اعلامية اميركية اسرائيلية تحاصر سورية وتهاجمها وهي مهدت للقرار المهين في الجامعة العربية، لان المخطط هو اخضاع سورية للادارة الاميركية الخاضعة للسيطرة الاسرائيلية.

وعلى كل حال، سيبقى جبل قاسيون ينادي جبل حرمون وقمة جبل الشيخ، ويقول نحن العروبة في سورية، وسورية قلب العروبة، ولن يؤثر قرار حبر على ورق بشيء، بل الواقع الحقيقي هو ان لا عروبة من دون سورية، وهي قلب العروبة الحصين، والجسم العربي يموت من دون قلب الذي هو الشعب العربي السوري، وسورية العزيزة وسورية العزّ ، وسورية العنفوان.

  • فريق ماسة
  • 2011-11-12
  • 14333
  • من الأرشيف

لا عروبة من دون سورية

العروبة هي جسم، قلبه هو الاساس، وقلب العروبة هو سورية، والدم الذي ينبض في شرايين العالم العربي هو من قلب سورية النابض، سورية التي قاتلت وقدم شعبها الشهداء في حرب 1967 وحرب 1973 وحرب 1982 ضد اميركا واسرائيل، وفي دعمها للمقاومة في حرب 2006، ودعمها لحركات المقاومة الفلسطينية والعربية، هي سورية العربية الحقيقية. كان على الجامعة العربية ان تسعى للحل بالحوار بين النظام والمطالبين بالاصلاح، ونحن نرفض العنف، نرفض سقوط شهداء من الجيش العربي السوري، كما نرفض كلياً سقوط الشهداء من الشعب السوري والمتظاهرين في المدن السورية، ونرفض كل العنف من قصف مدفعي وكمائن ضد الجيش او اعمال عنف من قوى الامن والقوى العسكرية، نحن نريد الحوار لان الاقتتال بين الاخوة لا يفيد، فشهداء الجيش هم ابناء الشعب، ومن هم المدنيون الذين يسقطون انهم شهداء كلهم شهداء واخوة يسقطون من شعب واحد، ومن عشائر وعائلات وقبائل عربية سورية واحدة، وحرام ان تسقط نقطة دماء واحدة في سورية وعلى الجميع ان يفكر بعقل وان يسود الحوار بديلا عن العنف. ونعود إلى الجامعة العربية، فأية عروبة تكون من دون عروبة سورية، ولا عروبة من دون سوريا، ولا جامعة عربية دون سورية، سورية التي وقفت ضد اتفاقية كامب - دايفيد التي ارادتها اسرائيل واميركا، سورية التي وقفت مع الشعب العربي والشعب الفلسطيني ومنعت تقسيم لبنان، وسورية لها تاريخ مجيد في العروبة والمقاومة، فكيف يمكن قص او اقتطاع قسم من جسم العروبة وبقاء الجسم حياً. ان اميركا تحارب سورية من أجل اخضاعها، ان قرار الجامعة العربية هو قرار اميركي بامتياز ومقدمة لتدويل الازمة السورية ولقد شهدت الدول العربية التدويل وماذا فعل التدويل بالدول العربية؟ لقد فعل الخراب والدمار فهل تريد الجامعة العربية الخراب والدمار لسورية. خسرت الجامعة العربية نفسها وسجلت في تاريخها قراراً اسود وقراراً بشعاً وقراراً ضد العروبة، بتجميد عضوية سورية، ومن هؤلاء الذين يجمدون عضوية سورية، وماذا قدموا للعروبة أكثر من سورية. سورية هي العروبة، وهي القلب النابض، وسورية هي الجيش العربي السوري المقاتل، وبغض النظر عما نرفضه من قتل وما يحصل، الا ان الامور لا تحل الا بالحوار وعلى الجامعة العربية ان تسعى جدياً للحوار بدل اتخاذ قرار ضد النظام والقول للعالم ان الدول العربية رفعت يديها عن سوريا فتفضل يا حلف الناتو لضرب سورية. لكن حجم سورية العربي هو اكبر من الجامعة العربية، سورية التي استقبلت ثلاث ملايين عراقي، سورية الذي قامت بالوحدة العربية مع مصر، سورية الذي اجتاحت الجولان وسهل حولا في حرب 1973 ولولا توقف السادات عن القتال وانذار اميركا النووي لكانت سورية حققت اكبر انتصار في تاريخ العرب. سورية حمت المقاومة، وحققت انتصارا عربياً كبيراً ضد اسرائيل وقوتها، واستطاعت قلب الطاولة، الجامعة العربية تخلع ثيابها، ومن يخرج من ثيابه يبرد، والجامعة خلعت ثوبها عبر تجميد عضوية سورية، وستبرد الجامعة العربية، وما هي الدول التي تنزع عن سورية العروبة وماذا قدمت اكثر من سورية للعروبة. ان القرار ليس موجهاً إلى النظام أو إلى سورية، إنه موجه إلى سورية العروبة وإلى الشعب السوري وإلى دور سورية في المنطقة كلها، وإلى الرئيس السوري بشار الاسد الذي رفض الخضوع لشروط وزير خارجية اميركا كاولن بول عام 2003، فجاءت اميركا اليوم لتعاقب سورية لانها رفضت الخضوع للارادة الاميركية. كل بلد تحصل فيه حروب داخلية وازمات داخلية، ولا يمكن الحل الا بالتفاوض وان يتنازل كل طرف عن جزء من مطالبه، فالاصلاح ضروري، ويجب تلبية مطالب الاصلاح الذي يطالب بها متظاهرون مسالمون يطالبون بالافضل، وفي ذات الوقت، لا يجب ان يستمروا بمظاهراتهم وحروبهم، لكن الخطورة الكبرى هي ان اميركا تضغط على الجامعة العربية لرفع الغطاء العربي عن سوريا حتى تقول سورية «من بيت ابي ضربت». لكن القرار لن يؤثر على سورية، فسورية قوية، وسورية عزيزة، وسورية لديها عنفوان كبير، والشعب السوري لن يقبل هذه الاهانة، فالاهانة للجامعة العربية، والاساءة للجامعة العربية، واي جامعة عربية من دون سورية قلب العروبة النابض. ان حملة اعلامية اميركية اسرائيلية تحاصر سورية وتهاجمها وهي مهدت للقرار المهين في الجامعة العربية، لان المخطط هو اخضاع سورية للادارة الاميركية الخاضعة للسيطرة الاسرائيلية. وعلى كل حال، سيبقى جبل قاسيون ينادي جبل حرمون وقمة جبل الشيخ، ويقول نحن العروبة في سورية، وسورية قلب العروبة، ولن يؤثر قرار حبر على ورق بشيء، بل الواقع الحقيقي هو ان لا عروبة من دون سورية، وهي قلب العروبة الحصين، والجسم العربي يموت من دون قلب الذي هو الشعب العربي السوري، وسورية العزيزة وسورية العزّ ، وسورية العنفوان.

المصدر : الديار /شارل أيوب


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة