فــي كـل مرة يزور قـياديون لبنانيون دمشق ويلتقـون الرئيس السـوري بـشار الاسـد يعودون بارتياح الى الوضع الداخلي الذي يتجه الى الاستقرار وان الازمة الى انحـسار لكن تبقى الضغوط الخارجية التي يصفها الرئيس السوري بالمؤامرة التي بـدأت منذ عقود ولا علاقة بها بما يسمى «ثورات عربية»

 بل على دور سورية في الصـراع الـعربي - الاســرائيلي واحـتضانها للمـقاومة وموقعها الجـيو - سـياسي في رسـم خارطة للمنطقة على شاكلة مشروع «الشرق الاوسط الجديد» في القرن الواحد والعشرين و«سايكس - بيكو» في مطلع القرن العشرين.

فالمشكلة في سورية ليست داخلية فقـط ونحن نعترف بوجود ازمات سياسية واقتصادية واجتماعية وضرورة حصول اصلاحات وهذه تمر بها كل الدول لكن ما تتعرض له سورية هو استهداف لوجودها، ككيان سياسي، وليس كنظام سياسي لأن الهدف هو تفتيت المنطقة وتقسيم المقسّم وتجزئة المجزأ وللأسف ان بعض الدول العربية تشكل غطاء لهذا المشروع التقسيمي ولن يوفر بلدا عربيا وقد رأينا تداعياته في العراق والسودان وسيتمدد الى ليبيا واليمن ومصر وتونس الخ...

ويتـحدث الرئـيس الاسـد امـام زواره بالـبعد الاستراتيجي للازمة السـورية اكثر ما هو شأن اصلاحي داخـلي مسلّم به من قبله وبـدأ العـمل به حيث يطغى عـلى كلامه ما يحاك للمنـطقة وهو يقول انه عندما تحدث عن زلزال قد يصيب العالم العربي والشـرق الاوسـط اذا ما تزعزعت سورية فإنما ينـطلق من قراءة لاهـداف المشـاريع الخارجيـة ولــذلك نجـح هو في التصدي للمؤامرة والمتآمرين وقد التف الشـعب والجـيش والقـوى الامنية حول النظام لانهم وافقوا القيادة ان ما يحصل هو مؤامرة على سوريا وليس اصلاحا.

من هنا تجاوبت السلطة السـورية مع المبادرة العربية بعد ان تمكنت من اقناع وزراء الخارجية العرب ان ما يحصل في سورية هو مؤامرة وان مجموعات مسلحة تقوم بانقلاب وان سلاحا ومالا وعناصر يتدفقون الى الداخل السوري، لتقويض الامن والاتجاه بسوريا نحو الاقتتال الداخلي وان الجيش يدافع اولا عن نفسه بعد ان تعرض لهجمات وقتل منه ومن عناصر حفظ النظام حوالى 1500 ضابط وعنصر ثم عن المواطنين وامنهم بعد ان تعرضرا لاعمال الخطف والذبح والقتل والتعرض للاملاك العامة الرسمية والخاصة.

هذا العرض للرئيس  السوري امام زواره ان سورية تمكنت من احباط المؤامرة، هو الذي شجعها على ان تقبل بالمبادرة العربية من اجل كشف المتآمرين عليها ولفضح اهداف المؤامرة لان لا مشكلة لدى النظام السوري بالحوار وقد بدأه ولكن يرفض ان يحاور تحت ضغط السلاح او تحت قتل الابرياء.

والتجاوب مع المبادرة العربية عطّل محاولات تركية واميركية واوروبية للعبور العسكري الى سورية وهو لن يحصل بالرغم من التهديد به لان حدود التدخل العسكري سيمتد على خارطة المنطقة وفق ما ينقل عن الرئيس الاسد الذي كان واضح في رسالته التي وجهها لمن لم يقتنع بأن الزلزال قادم اذا ما انشق الفالق السوري الذي سيدمر جواره بدءا من تركيا...

ولا يضع الرئيس السوري في حساباته اللبنانية، اي حزب او مرجعية سياسية، لان بعض من قرر ان يقف ضد النـظام ويحرّض عليه ويقوم بالتمويل او التــسليح فسيندم فـيما بعد عندما سيرى وفي اشهر قليــلة ان الوضـع السوري متجه ليس الاستقرار بل دور اقوى وافعل وان المراهنين على سقوطه سيصابون بخيبة كبيرة وان هؤلاء ليسوا الا متآمرين وادوات في مؤامرة ستسقط ويسقطون معها.

  • فريق ماسة
  • 2011-11-02
  • 9980
  • من الأرشيف

الرئيس بشار الأسد : سورية تنبّهت وأحبطت المؤامرة .. وتجاوبت مع المبادرة لكشف المتآمرين

فــي كـل مرة يزور قـياديون لبنانيون دمشق ويلتقـون الرئيس السـوري بـشار الاسـد يعودون بارتياح الى الوضع الداخلي الذي يتجه الى الاستقرار وان الازمة الى انحـسار لكن تبقى الضغوط الخارجية التي يصفها الرئيس السوري بالمؤامرة التي بـدأت منذ عقود ولا علاقة بها بما يسمى «ثورات عربية»  بل على دور سورية في الصـراع الـعربي - الاســرائيلي واحـتضانها للمـقاومة وموقعها الجـيو - سـياسي في رسـم خارطة للمنطقة على شاكلة مشروع «الشرق الاوسط الجديد» في القرن الواحد والعشرين و«سايكس - بيكو» في مطلع القرن العشرين. فالمشكلة في سورية ليست داخلية فقـط ونحن نعترف بوجود ازمات سياسية واقتصادية واجتماعية وضرورة حصول اصلاحات وهذه تمر بها كل الدول لكن ما تتعرض له سورية هو استهداف لوجودها، ككيان سياسي، وليس كنظام سياسي لأن الهدف هو تفتيت المنطقة وتقسيم المقسّم وتجزئة المجزأ وللأسف ان بعض الدول العربية تشكل غطاء لهذا المشروع التقسيمي ولن يوفر بلدا عربيا وقد رأينا تداعياته في العراق والسودان وسيتمدد الى ليبيا واليمن ومصر وتونس الخ... ويتـحدث الرئـيس الاسـد امـام زواره بالـبعد الاستراتيجي للازمة السـورية اكثر ما هو شأن اصلاحي داخـلي مسلّم به من قبله وبـدأ العـمل به حيث يطغى عـلى كلامه ما يحاك للمنـطقة وهو يقول انه عندما تحدث عن زلزال قد يصيب العالم العربي والشـرق الاوسـط اذا ما تزعزعت سورية فإنما ينـطلق من قراءة لاهـداف المشـاريع الخارجيـة ولــذلك نجـح هو في التصدي للمؤامرة والمتآمرين وقد التف الشـعب والجـيش والقـوى الامنية حول النظام لانهم وافقوا القيادة ان ما يحصل هو مؤامرة على سوريا وليس اصلاحا. من هنا تجاوبت السلطة السـورية مع المبادرة العربية بعد ان تمكنت من اقناع وزراء الخارجية العرب ان ما يحصل في سورية هو مؤامرة وان مجموعات مسلحة تقوم بانقلاب وان سلاحا ومالا وعناصر يتدفقون الى الداخل السوري، لتقويض الامن والاتجاه بسوريا نحو الاقتتال الداخلي وان الجيش يدافع اولا عن نفسه بعد ان تعرض لهجمات وقتل منه ومن عناصر حفظ النظام حوالى 1500 ضابط وعنصر ثم عن المواطنين وامنهم بعد ان تعرضرا لاعمال الخطف والذبح والقتل والتعرض للاملاك العامة الرسمية والخاصة. هذا العرض للرئيس  السوري امام زواره ان سورية تمكنت من احباط المؤامرة، هو الذي شجعها على ان تقبل بالمبادرة العربية من اجل كشف المتآمرين عليها ولفضح اهداف المؤامرة لان لا مشكلة لدى النظام السوري بالحوار وقد بدأه ولكن يرفض ان يحاور تحت ضغط السلاح او تحت قتل الابرياء. والتجاوب مع المبادرة العربية عطّل محاولات تركية واميركية واوروبية للعبور العسكري الى سورية وهو لن يحصل بالرغم من التهديد به لان حدود التدخل العسكري سيمتد على خارطة المنطقة وفق ما ينقل عن الرئيس الاسد الذي كان واضح في رسالته التي وجهها لمن لم يقتنع بأن الزلزال قادم اذا ما انشق الفالق السوري الذي سيدمر جواره بدءا من تركيا... ولا يضع الرئيس السوري في حساباته اللبنانية، اي حزب او مرجعية سياسية، لان بعض من قرر ان يقف ضد النـظام ويحرّض عليه ويقوم بالتمويل او التــسليح فسيندم فـيما بعد عندما سيرى وفي اشهر قليــلة ان الوضـع السوري متجه ليس الاستقرار بل دور اقوى وافعل وان المراهنين على سقوطه سيصابون بخيبة كبيرة وان هؤلاء ليسوا الا متآمرين وادوات في مؤامرة ستسقط ويسقطون معها.

المصدر : كمال ذبيان - الديار


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة