صحيفة الإندبندنت تكشف أن الذين حاولوا تهريب الرئيس الليبي السابق معمر القذافي من مسقط رأسه "سرت" التي كان محاصرا فيها كانوا يعتقدون أنهم يقومون بذلك بدعم من القوى الغربية، إلا أن قافلتهم وقعت في كمين فيما كانت الطائرات الفرنسية تقصف من فوق مما أدى إلى ما عرفناه عن مصير القذافي وإلى مقتل عدد من الجنوب إفريقيين معه، وأثار اتهامات بالغدر والخيانة وبأن من تعاقد معهم كان غرضه الفعلي "ضمان وقوع القذافي في أيدي أعدائه".

وتكشف الصحيفة أن الخطة الفاشلة لإنقاذ القذافي شارك فيها مرتزقة اشتركوا سابقا في المحاولة الفاشلة للانقلاب في غينيا الاستوائية التي عرفت باسم "انقلاب وونغا" والتي اشترك فيها ابن رئيس الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر، وأن الذي أبلغها بذلك هو سايمون مان الضابط السابق في القوات الخاصة البريطانية الذي شارك في محاولة الانقلاب.

ويعتقد كما تقول الفاينانشيال تايمز أن المرتزقة تم تجنيدهم من قبل إمرأة من أصل بريطاني تقيم في كينيا وتعمل بالنيابة عن شركة في لندن. ولم تكشف الصحيفة اسم الشركة لأسباب قانونية، كما أن مجموعة أخرى من المرتزقة تقوم حاليا بحماية سيف الإسلام ابن القذافي الذي يعتقد أنه فر إلى منطقة حدودية مع مالي والنيجر والجزائر وفقا للإندبندنت.

وتنقل الصحيفة تصريحا لأحد هؤلاء المرتزقة واسمه "داني أودندال" للصحافة الجنوب إفريقية قال فيها إنه كان مع القذافي لحظة مهاجمة القافلة التي كان فيها. وأضاف أن ثلاث مجموعات من مواطنين جنوب إفريقيين أرسلوا بالطائرة إلى ليبيا عبر دبي والقاهرة لمساعدة أسرة القذافي بموجب صفقة عقدت مع الناتو.

وقال إن الخطة في البداية كانت نقل القذافي إلى النيجر "كنا جميعا نعتقد أنهم (يقصد بعض الدول الغربية) كانوا يريدونه أن يخرج من ليبيا. لكن بعد ذلك هاجمنا الناتو وكانت مجزرة شنيعة شنيعة. أعتقد أنه تم بيعنا. لقد عانى الدكتانور من إيذاء وحشي قبل أن يقتل.. كان المسكين يصرخ كالخنزير".

غير أن بعض المسلحين ساعدوا الجنوب إفريقيين في الهروب من المكان، وفقا للصحيفة، لكن ليس كلهم، حيث ذكر أودندال اسم اثنين قال إنهما قتلا لكن الصحيفة لم تنشر ذلك لأنه لم يتم التحقق بعد من الخبر كما لم يبلغ أهاليهما بمقتلهما.

وقد علمت الصحيفة أن أودندال الذي كان يتنقل بجواز سفر يوناني قد أرسل إلى القاهرة لتلقي العلاج فيها من الإصابات التي لحقت به، ثم نقل بعد ذلك إلى أوروبا الغربية.

وتنقل الفاينانشيال تايمز عن عبد الله حكيم الحسيني أحد أفراد كتائب مصراتة قوله "كان هناك على ما أعتقد ثلاث أو أربع جثث لأجانب. وصدرت لنا أوامر بعدم لمسها. وقيل لنا إنها لن ترسل إلى مصراتة، ثم سمعت بعد ذلك أنها لأشخاص من زيمبابوي أو جنوب إفريقيا".

أسرار تخلي القذافي عن أسلحة الدمار الشامل

 

صحيفة التايمز من جانبها تكشف التفاصيل وراء قرار القذافي الكشف عن امتلاكه برامج لإنتاج أسلحة نووية وكيماوية وبيولوجية.

تقول الصحيفة إن وثائق عثر عليها في طرابلس بعد انهيار نظام القذافي تكشف عقد اجتماع بين موسى كوسا رئيس المخابرات الليبية حينها وكل من مارك آلان أحد كبار رجال الاستخبارات البريطانية وستيف كابس من وكالة الاستخبارات الأمريكية وذلك في فندق باي تري الصغير في بلدة بيرفورد.

وتنشر التايمز صورة لوثيقة مكتوبة بالعربية تظهر أن المحادثات التي جرت في 20 تشرين الثاني/نوفمبر عام 2003 قد كشفت أن عملاء للاستخبارات الأمريكية قد سجلوا سرا اجتماعا سريا عقد في مدينة الدار البيضاء بالمغرب في شباط/فبراير عام 2002 بين عالم ليبي والعالم الباكستاني عبد القادر خان.

وتكشف الصحيفة أن من عوامل الضغط الأخرى على القذافي في هذا الشأن كانت إرسال الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش رسالة شخصية له عبر وسيط من وكالة الاستخبارات يشجعه فيها على تسليم أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها مقابل إنهاء عزلته الدولية.

كما تكشف أن تهديدا مبطنا وجه للقذافي عن أن وزير الخارجية الأمريكي حينئذ كولن باول يمكن أن يكشف تفاصيل الخطط النووية الليبية أمام الأمم المتحدة.

وتقول الصحيفة إن القذافي صعق العالم في 19 كانون الأول/ديسمبر عام 2003 حين أقر بامتلاكه أسلحة نووية وكيماوية وبيولوجية وتعهد بالتخلي عنها والتعاون مع الهيئات الدولية بشأنها. إلا أن قيام القذافي بإعلان ذلك بنفسه كان نتيجة إصرار من رجلي الاستخبارات على ذلك، وإلا "فلن يقابل بإيجابية من قبل بوش ورئيس الوزراء البريطاني وقتها توني بلير" اللذين نسقا معا بالفعل رد فعلهما المرحب على هذا الإعلان.

 

  • فريق ماسة
  • 2011-10-31
  • 9757
  • من الأرشيف

الناتو .... طمأن القذافي على إمكانية مغادرة ليبيا ثم قصفه

صحيفة الإندبندنت تكشف أن الذين حاولوا تهريب الرئيس الليبي السابق معمر القذافي من مسقط رأسه "سرت" التي كان محاصرا فيها كانوا يعتقدون أنهم يقومون بذلك بدعم من القوى الغربية، إلا أن قافلتهم وقعت في كمين فيما كانت الطائرات الفرنسية تقصف من فوق مما أدى إلى ما عرفناه عن مصير القذافي وإلى مقتل عدد من الجنوب إفريقيين معه، وأثار اتهامات بالغدر والخيانة وبأن من تعاقد معهم كان غرضه الفعلي "ضمان وقوع القذافي في أيدي أعدائه". وتكشف الصحيفة أن الخطة الفاشلة لإنقاذ القذافي شارك فيها مرتزقة اشتركوا سابقا في المحاولة الفاشلة للانقلاب في غينيا الاستوائية التي عرفت باسم "انقلاب وونغا" والتي اشترك فيها ابن رئيس الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر، وأن الذي أبلغها بذلك هو سايمون مان الضابط السابق في القوات الخاصة البريطانية الذي شارك في محاولة الانقلاب. ويعتقد كما تقول الفاينانشيال تايمز أن المرتزقة تم تجنيدهم من قبل إمرأة من أصل بريطاني تقيم في كينيا وتعمل بالنيابة عن شركة في لندن. ولم تكشف الصحيفة اسم الشركة لأسباب قانونية، كما أن مجموعة أخرى من المرتزقة تقوم حاليا بحماية سيف الإسلام ابن القذافي الذي يعتقد أنه فر إلى منطقة حدودية مع مالي والنيجر والجزائر وفقا للإندبندنت. وتنقل الصحيفة تصريحا لأحد هؤلاء المرتزقة واسمه "داني أودندال" للصحافة الجنوب إفريقية قال فيها إنه كان مع القذافي لحظة مهاجمة القافلة التي كان فيها. وأضاف أن ثلاث مجموعات من مواطنين جنوب إفريقيين أرسلوا بالطائرة إلى ليبيا عبر دبي والقاهرة لمساعدة أسرة القذافي بموجب صفقة عقدت مع الناتو. وقال إن الخطة في البداية كانت نقل القذافي إلى النيجر "كنا جميعا نعتقد أنهم (يقصد بعض الدول الغربية) كانوا يريدونه أن يخرج من ليبيا. لكن بعد ذلك هاجمنا الناتو وكانت مجزرة شنيعة شنيعة. أعتقد أنه تم بيعنا. لقد عانى الدكتانور من إيذاء وحشي قبل أن يقتل.. كان المسكين يصرخ كالخنزير". غير أن بعض المسلحين ساعدوا الجنوب إفريقيين في الهروب من المكان، وفقا للصحيفة، لكن ليس كلهم، حيث ذكر أودندال اسم اثنين قال إنهما قتلا لكن الصحيفة لم تنشر ذلك لأنه لم يتم التحقق بعد من الخبر كما لم يبلغ أهاليهما بمقتلهما. وقد علمت الصحيفة أن أودندال الذي كان يتنقل بجواز سفر يوناني قد أرسل إلى القاهرة لتلقي العلاج فيها من الإصابات التي لحقت به، ثم نقل بعد ذلك إلى أوروبا الغربية. وتنقل الفاينانشيال تايمز عن عبد الله حكيم الحسيني أحد أفراد كتائب مصراتة قوله "كان هناك على ما أعتقد ثلاث أو أربع جثث لأجانب. وصدرت لنا أوامر بعدم لمسها. وقيل لنا إنها لن ترسل إلى مصراتة، ثم سمعت بعد ذلك أنها لأشخاص من زيمبابوي أو جنوب إفريقيا". أسرار تخلي القذافي عن أسلحة الدمار الشامل   صحيفة التايمز من جانبها تكشف التفاصيل وراء قرار القذافي الكشف عن امتلاكه برامج لإنتاج أسلحة نووية وكيماوية وبيولوجية. تقول الصحيفة إن وثائق عثر عليها في طرابلس بعد انهيار نظام القذافي تكشف عقد اجتماع بين موسى كوسا رئيس المخابرات الليبية حينها وكل من مارك آلان أحد كبار رجال الاستخبارات البريطانية وستيف كابس من وكالة الاستخبارات الأمريكية وذلك في فندق باي تري الصغير في بلدة بيرفورد. وتنشر التايمز صورة لوثيقة مكتوبة بالعربية تظهر أن المحادثات التي جرت في 20 تشرين الثاني/نوفمبر عام 2003 قد كشفت أن عملاء للاستخبارات الأمريكية قد سجلوا سرا اجتماعا سريا عقد في مدينة الدار البيضاء بالمغرب في شباط/فبراير عام 2002 بين عالم ليبي والعالم الباكستاني عبد القادر خان. وتكشف الصحيفة أن من عوامل الضغط الأخرى على القذافي في هذا الشأن كانت إرسال الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش رسالة شخصية له عبر وسيط من وكالة الاستخبارات يشجعه فيها على تسليم أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها مقابل إنهاء عزلته الدولية. كما تكشف أن تهديدا مبطنا وجه للقذافي عن أن وزير الخارجية الأمريكي حينئذ كولن باول يمكن أن يكشف تفاصيل الخطط النووية الليبية أمام الأمم المتحدة. وتقول الصحيفة إن القذافي صعق العالم في 19 كانون الأول/ديسمبر عام 2003 حين أقر بامتلاكه أسلحة نووية وكيماوية وبيولوجية وتعهد بالتخلي عنها والتعاون مع الهيئات الدولية بشأنها. إلا أن قيام القذافي بإعلان ذلك بنفسه كان نتيجة إصرار من رجلي الاستخبارات على ذلك، وإلا "فلن يقابل بإيجابية من قبل بوش ورئيس الوزراء البريطاني وقتها توني بلير" اللذين نسقا معا بالفعل رد فعلهما المرحب على هذا الإعلان.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة