دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
لم تأت تسمية المعارضة السورية في الخارج لليوم الجمعة 28/10 بـ"جمعة الحظر الجوي" في سياق منعزل عن الأحداث التي تعيشها سوريا منذ سبعة أشهر،
بل جاءت مكملة للحملات الإعلامية التي تستهدف سوريا من خلال المبالغة بحجم حركة الاحتجاجات وتضخيمها واتهام الطيران الحربي، مرات كثيرة، بقصف مدن وأحياء شهدت تظاهرات احتجاج أو مواجهات بين قوى الجيش وعصابات إرهابية مسلحة ومن ثم المطالبة بفرض حظر جوي على البلاد.
الوسائل الإعلامية (وخاصة القنوات الفضائية) التي روَّجت لهذه المزاعم والمطالب استمرت في تضليلها دون أن تقدم أي دليل (مقطع مصور مثلاً) يؤكد ما تذهب إليه متناسية أن أي طلعة جوية تنفذها الطائرات الحربية في أجواء مدينة ما ستشعر به المدن المجاورة فما بالنا إذا قامت هذه الطائرة بعمليات قصف هنا أو هناك، وكل ذلك على الرغم من أن المصادر الرسمية والأهالي "الذين تعرضوا للقصف" نفوا مراراً وتكراراً هذه الأكاذيب جملة وتفصيلاً وأكدوا أن لا أساس لها من الصحة ومن دون أن تأخذ بأقوالهما هذه الوسائل الإعلامية.
الهدف تكرار سيناريو ليبيا في سورية وإفشال المبادرة العربية
رموز المعارضة الوطنية في الداخل رفضوا هذه التسميات والمطالب وأكدوا في حديثهم مع "الانتقاد" رفضهم لأي شكل من أشكال التدخل العسكري في سورية على غرار ما حدث في ليبيا، وحذروا من أنها تأتي تمهيداً لطلب بعض قوى المعارضة في الخارج للتدخل العسكري المباشر بشكل علني بعدما كان يتم ذلك بشكل موارب وتحت عناوين عديدة، كما حصل الجمعة قبل الماضية حين أسموها "جمعة الحماية الدولية"، كما نبهت رموز المعارضة الوطنية إلى أن إطلاق مثل هذه التسميات والمناداة بفرض حظر جوي يهدف إلى إفشال مهمة الجامعة العربية في حل الأزمة السورية، وخاصة بعد أن زارت اللجنة الوزارية سوريا، والتقت الرئيس بشار الأسد وأكدت على لسان رئيسها وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم أنها لمست حرصاً من قبل الحكومة السورية على التعاون معها.
الناصر: توافق بين قوى المعارضة الوطنية على رفض التدخل الأجنبي
الرئيس المؤسس للجمعية الأهلية لمناهضة الصهيونية وأمين سر هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطية رجاء الناصر، قال لـ"الانتقاد" إن أي تدخل خارجي عسكري "يصب في صالح أعداء الأمة، وتحديداً التحالف الصهيوني الأميركي لأن هذا التدخل يأتي وفق مخطط مرسوم للمنطقة ويهدف لتأمين أمن الكيان الصهيوني ووضع المنطقة كلها في سياق التحالف الغربي"، وأكد الناصر أن "دعم المقاومة هو صفة لكل المواطنين السوريين وليس حكراً على فئة معينة"، وأمِل من قوى المقاومة أن "تكون على يقين بأن كل أطياف الشعب السوري تدعمها وتعتبر قضية المقاومة قضيتها، وأن الشعب السوري في خندق واحد مع المقاومة"، ونوه بأن "دعم الشعب للمقاومة هو ضربة للعدو الصهيوني الذي يخاف من قوى الشعب المقاوم أكثر مما يخاف من الدول".
وقال الناصر "نحن في المعارضة الوطنية الديمقراطية لدينا توافق كامل على رفض التدخل العسكري الأجنبي، ونعتقد أن هذا الرفض هو في مصلحة سوريا الوطن والمجتمع ومصلحة التغيير االديمقراطي، وما يطرح الآن من تسميات يتناقض مع هذا الرفض، الذي كان محل إجماع كل القوى الوطنية الديمقراطية، وأضاف الناصر "نحن في هيئة التنسيق (التي تضم قوى معارضة) كان رفضنا واضحاً للتدخل الأجنبي، ولكل الإجراءات التي تستدعي هذا التدخل، رغم إدراكنا أن هناك درجة من الإحباط ومن الإحساس بالظلم لدى قطاعات واسعة من أبناء شعبنا بسبب استمرار أعمال العنف الذي كنا طلبنا وقفه كمدخل لأي حل سياسي".
جميل: طلب البعض الحماية الدولية والحظر الجوي يؤكد خيانتهم لوطنهم
أمين اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين وقدري جميل، وهو عضو اللجنة الوطنية لإعداد مشروع دستور لسوريا التي شكلها الرئيس بشار الأسد مؤخراً قال لـ"الانتقاد" إن تسمية أيام الجمع كلها "تسميات افتراضية وتلفزيونية وافترائية حيث تسعى بعض القنوات الفضائية ووسائل إعلام أخرى للترويح لمثل هذه التسميات وتسويق انطباع كاذب بأن الشارع السوري يريد ذلك، لكن واقع الأمر أن الذين يتظاهرون في الشارع يرفضون رفضاً مطلقاً التدخل الخارجي والحل الأمني"، وأشار جميل إلى أن "تسويق مثل هذه الشعارات يتم بتمويل خارجي، وضخ إعلامي، لترسيخ انطباع مخالف للحقيقة، والواقع بهدف التأثير على قطاعات واسعة من الشعب، ليس لها علاقة بما يجري على الأرض، ومن يطالب بالتدخل العسكري خائن لوطنه".ورداً على سؤال حول دلالة إصرار البعض على طلب الحماية الدولية والحظر الجوي اعتبر جميل إن "ذلك يؤكد خيانتهم لوطنهم وأن بضاعتهم كاسدة وما يطلبونه غير ممكن التنفيذ، وأن هناك تخبط في شعاراتهم التي لا يتبناها الشارع السوري سواء تظاهر هذا الشارع أم لم يتظاهر"، وأكد أن "المعارضة الوطنية، والقوى السياسية، والحركة الشعبية ترفض التدخل الخارجي، بمختلف تسمياته"، وحول علاقة هذه التسميات بمبادرة الجامعة العربية قال جميل إن "هذه التسميات لها علاقة مباشرة بإفشال المبادرة، التي يمكن لها أن تفتح الآفاق نحو حل داخلي آمن وسلمي"، وأضاف أن الذين "يركبون مراكب الخارج ويأتمرون بأمره لا يتصرفون من بنات أفكارهم، بل وفق التعليمات التي تأمرهم بها المراكز الدولية لتخريب سورية، والمطلوب كي ننقذ سورية المباشرة بأسرع وقت ممكن بإنجاز إصلاحات جدية حقيقية".
الحاج علي: التدرج في الشعارات يهدف في نهايته إلى طلب التدخل العسكري علناً
الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحاج علي نبَّه في حديثه مع "الانتقاد" إلى أن "الشعارات التي تستدعي التدخل العسكري لا تستهدف سوريا فقط، وإنما تستهدف المقاومة اللبنانية بقوتها العسكرية، ووجودها على الأرض وتحركاتها في الميدان"، واعتبر انهم "يحاولون إضعاف المقاومة عبر إضعاف سوريا، وهم الآن يأملون أنه بفرض الحظر الجوي على سوريا ستكون الأجواء السورية واللبنانية وأراضي البلدين تحت مراقبتهم، وهم يعتقدون أن فرض الحظر الجوي على سورية سيمنع أي مساعدة منها للبنان مهما كانت طبيعتها، وهذا دليل خوفهم وقلقهم من سوريا، ومن المقاومة اللبنانية والفلسطينية".
وتحدث الحاج علي عن التدرج في طرح الشعارات التي "تهدف في نهاية الأمر إلى جلب التدخل العسكري"، وقال إن مثل هذه المساعي تخرج عن الحياء من خلال خروجها عن قيم الأمة وتقاليدها وتراثها، فهذه الشعارات هي استقواء بالأجنبي، واستدعاء لآلة الموت التي يملكها، وارتماء في أحضان من لم يدخر جهداً لتخريب البلد وزعزعة أمنه واستقراره"، ورأى الحاج علي أن "الذين يطلبون التدخل العسكري يعبّرون عن الإخفاق الذي وصلوا إليه والطريق المسدود التي اكتشفوا في نهايتها أنهم لا يمثلون الشعب السوري فأساؤوا كثيراً للمعارضة الوطنية قبل النظام وعليهم وقف هذه الإساءة والإقلاع عن تنفيذ
المصدر :
الانتقاد
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة