دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أعدّت قوى 8 آذار العدة لكل الاحتمالات ولكل ما قد تحمله المرحلة المقبلة داخليا، اقليميا أو دوليا من مفاجآت متوقعة أو غير منتظرة. هي لم تعد تخاف من انعطافة جديدة لمّح اليها وليد جنبلاط أكثر من مرة مؤخرا، ولا من تلويح رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عبر اوساطه و مصادره بالاستقالة في حال لم يتم تمويل المحكمة الدولية.
فريق حزب الله – التيار الوطني الحر وحركة أمل، جهّز لأكثر من سيناريو يبقيه الفريق الأقوى على الساحة السياسية. هو اولا أمّن بديلا عن وليد جنبلاط الذي اعتاد أن يترك حلفاءه في منتصف الطريق، وثانيا اختار رديفا لميقاتي في حال فضّل الأخير الالتزام بتمويل المحكمة على الالتزام بترؤس حكومة "كلنا للوطن كلنا للعلم".
مصادر واسعة الاطلاع في قوى الاكثرية كشفت أنّه "وخلال فترة دلع وليد جنبلاط منذ أسبوعين وتمايله بقوة بين الانعطافة أو عدمها، أوصل رئيس حزب الكتائب أمين الجميل بطريقة أو بأخرى رسالة مفادها أنّه جاهز للانضمام لصفوف الأكثرية اذا خرج منها جنبلاط شرط اعطائه حصة الأخير الوزارية".
عرض الجميل السري لم يلق جوابا مع تأكيد جنبلاط لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله انّه باق في صفوف الاكثرية رغم تمايزه بالكثير من المواقف عن باقي فرقاء هذه الأكثرية وخاصة بالملف السوري. "الجميل لم يسحب عرضه والأكثرية لم تردّه خائبا" هذا ما تؤكده المصادر قائلة: "عرض الجميل بمثابة سيناريو رديف واساسي نلوّح به لوليد بيك في حال لوّح بالانعطافة".
وتضيف المصادر: "الكل لاحظ أن الصوت المسيحي في قوى 14 آذار خفت والى ادنى مستوياته بعد تيقن هذا الفريق انّه يتجه مباشرة صوب الحائط. هو خارج السلطة من جهة يتفرج على رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون يبني أمجادا ويحقق انجازات لن ينساها قريبا الناخب المسيحي الذي لن يتذكر آخر ما حققه له مسيحيو 14 آذار، وهو من جهة ثانيا محشور في المعارضة، لا قوة أو قدرة له على التحرك الا اعلاميا وبنسب متفاوتة مع غياب الملفات الساخنة التي قد تسمح له بـ"الحرتقة" هذا اذا أغفلنا مساعيه في الملف السوري".
سيناريو انضمام الجميل وفريقه لصفوف الأكثرية هو وبالطبع ليس من مصلحة العماد عون، كما تقول المصادر، "فلماذا يقبل بتقاسم السلطة والحصة المسيحية مع العنيد الجميل، فيما هو اليوم الركن الاساس والآمر الناهي بحقوق المسيحيين والناطق باسمهم"؟
بعد تأمين الحليف الجديد البديل، أمّنت الأكثرية رديفا لرئيس الحكومة الحالي الذي أزعج والى حد بعيد، ودائما بحسب المصادر، حزب الله من تكراره صبحا ومساء التزامه تمويل المحكمة الدولية وحتى من أعلى المنابر الدولية مع علمه أن التمويل لن يمر وهو ما أُبلغ به قبل تسلمه رئاسة الحكومة. وتقول المصادر: "عبد الرحيم مراد سيرأس أي حكومة مقبلة تشكلها قوى 8 آذار علما أن التهديدات الميقاتية ان كان عبر المصادر والأوساط خفتت على ضوء تطور الوضع السوري بما فيه مصلحة النظام بعد البيان الاخير لرؤساء الخارجية العرب".
وتضيف المصادر: "ميقاتي كان يعمل من خلال تلويحه بالاستقالة على ابتزاز قوى 8 آذار ظنا منه أنّها ستقول له "بأمرك" هو لن يتوقع أن سيناريو ما بعد استقالته معدّ اصلا وان البديل عنه ينتظر".
"الفترة التي نحن بصددها لا تحتمل المزاح أو الحلول الرمادية. الدفاع عن الذات حاليا يتم باللحم الحي. الخطأ ممنوع والدبلوماسية وُضعت جانبا" هذا ما تختم به المصادر التي تؤكد أن "المرحلة الحرجة التي مرّت بها سوريا وبالتالي قوى 8 آذار مرّت ولن تعود".
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة