لفت رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون الى أنه "صحيح انه كان لدينا مشاكل عدة بين الديانات خلال العقود الماضية ولكن الديانات تتعايش مع بعضها واني أدافع عن التعددية الدينية وحرية المعتقد. في سوريا يعيشون التعددية الدينية، صحيح ان هناك ضوابط سياسية كثيرة والجميع يعرف هذا، ولكن النظام السوري أقل صراحة من النظام السعودي أو الأنظمة الأخرى في الخليج على الصعيد الديني. اليوم كل الشعوب تريد أن تتدخل في الأمور السورية، وهذا البلد يعيش فيه المواطن على مزاجه، صحيح ان هناك ضوابط سياسية ولكن النظام الإقتصادي بدأ ينفتح ويصبح ليبراليا، يبقى ان يبدأ النظام بالإصلاحات السياسية ورفع الممنوعات. ففي خلال لقاء في شباط الماضي قال لي الرئيس الأسد انه سيبدأ بتطبيق إصلاحات سياسية في بلاده. لقد سررت بالفكرة ولكن المؤسف انه بعد شهر بدأت الأحداث تتمادى في سوريا".

 واشار خلال لقائه وفدا من المثقفين والصحافيين الفرنسيين، الى أنه"هنا بدأ الصراع السياسي حيث قبل الرئيس الأسد بالقيام بإصلاحات، أما البلاد الغربية بدأت تفرض عليه سرعة العمل اكثر مما تستطيع البلاد ان تتحمله. من الطبيعي ألا تنظروا أنتم الى التغيير الذي يحصل في سوريا بنفس الطريقة التي نراها نحن. لقد عشنا الوضع الفوضوي في خلال الأحداث في العراق لأن التغيير بهذه الطريقة من طريقة دكتاتورية أو حكم صارم الى حكم ليبرالي يمكن أن يخلق الفوضى والضياع، يجب تعلم الديموقراطية رويدا رويدا ولا نستطيع أن نطبقها بطريقة عاجلة".

وأوضح أنه "فما الديموقراطية إلا مبدأ للعيش بطريقة حرة. إذا لم يستطع أو يربى الإنسان على العيش بهذه الطريقة منذ صغره فلا يستطيع أن يمر اليها بشكل مباشر. من يستطيع أن يمر من البارد الى الحار بطريقة مفاجئة؟ اليوم وصلنا الى هذه المرحلة ومن المهم النظر الى حقوق الإنسان في كل البلدان وليس فقط في ما يطبق في سوريا.هل تطبق حقوق الإنسان في كل البلدان العربية؟ هل هناك حقوق مدنية وانتخابية للمرأة في السعودية؟ هل كل بلدان الخليج تحترم حقوق المرأة والرجل؟ هل هناك حرية في المعتقد الديني؟".

وقال:"لقد بنت السعودية جوامع في فرنسا، أما السعودية فهل تركت مجالا لأي كنيسة أن تبنى؟ اللبنانيون لا يستطيعون أن يبنوا مكانا للعبادة في منازلهم، وحتى المرأة لا تستطيع أن تقود السيارة. عندما نرى انهم يضغطون كثيرا على سوريا والأجواء مختلفة جدا في البلدان المجاورة، فنحن نشك بصدقية المطالب. كلنا ايضا يعرف ان هناك صراعا عربيا -اسرائيليا وهناك مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وهم يرفضون لهم حق العودة. انهم يريدون ان يوطنوهم في البلدان حيث هم، مثل سوريا ولبنان".

 

واعتبر أن "المشكلة الحقيقية هي أن إسرائيل تريد السلام بحسب الشروط التي تضعها هي. لقد نسينا أن هناك الآلاف من الفلسطينيين يبيتون في منازل فقيرة ومعرضون يوميا الى هجوم من قبل الإسرائيليين. هنا نشك بصدقية ما يطالب به الأوروبيون والغرب. لا نشك بالشعب الفرنسي وبالشعوب بل نشك بصدقية الأنظمة التي تحكم والتي تبني العلاقات بحسب المصالح. المشاكل اليوم متعددة، من سيحل مكان بشار الأسد إذا سقط؟ سيحل مكانه الإخوان المسلمون وأنتم لديكم فكرة ضئيلة عن الإخوان المسلمين الذين يصرون على عدم التخلي عن النقاب في فرنسا. تطلب السلطات الفرنسية منهم التخلي عن النقاب في فرنسا وتفرض عليهم المحاضر. أما في الشرق فهي تمولهم. إذا سيأتي نظام إسلامي متطرف بدل النظام التعددي الذي يستعد الى التطور. لا نستطيع اليوم تغيير نظام تعددي مقابل نظام متطرف لا يحترم إلا فكر واحد سياسي كان أو طائفي هنا نذهب بعكس التاريخ. فالكل ذاهب نحو التعددية".

ولفت إلى أن "ما حصل في مصر اليوم يعطينا صورة واضحة عما سيحصل. هل يريدون ان يحولوا البلاد العربية الى بلاد عديمة الإستقرار لكي يستفيدوا من الثروات الموجودة فيها ويستغلونها، هل يريدون تقسيم المنطقة الى بلدان صغيرة تحكمها الطوائف؟ أنا لا أعتقد ان هذا المشروع سيمر، لأن الإستقرار في المنطقة أتى من خلال التجارب في التاريخ. اما عدم الإستقرار فسيخلق الفوضى وليس تطورا للمنطقة. فالتطور يجب أن يأتي بطريقة هادئة وتحت أنظمة تعددية. أعتقد اليوم ان الوضع السوري يتحسن وان المشرق سوف يشهد حضارة وتطورا. لا أرى بشكل جيد عودة تركيا الى النظام الطائفي بعد ان كانت البلاد تحت نظام علماني".

  • فريق ماسة
  • 2011-10-17
  • 2847
  • من الأرشيف

عون: الوضع السوري يتحسن

لفت رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون الى أنه "صحيح انه كان لدينا مشاكل عدة بين الديانات خلال العقود الماضية ولكن الديانات تتعايش مع بعضها واني أدافع عن التعددية الدينية وحرية المعتقد. في سوريا يعيشون التعددية الدينية، صحيح ان هناك ضوابط سياسية كثيرة والجميع يعرف هذا، ولكن النظام السوري أقل صراحة من النظام السعودي أو الأنظمة الأخرى في الخليج على الصعيد الديني. اليوم كل الشعوب تريد أن تتدخل في الأمور السورية، وهذا البلد يعيش فيه المواطن على مزاجه، صحيح ان هناك ضوابط سياسية ولكن النظام الإقتصادي بدأ ينفتح ويصبح ليبراليا، يبقى ان يبدأ النظام بالإصلاحات السياسية ورفع الممنوعات. ففي خلال لقاء في شباط الماضي قال لي الرئيس الأسد انه سيبدأ بتطبيق إصلاحات سياسية في بلاده. لقد سررت بالفكرة ولكن المؤسف انه بعد شهر بدأت الأحداث تتمادى في سوريا".  واشار خلال لقائه وفدا من المثقفين والصحافيين الفرنسيين، الى أنه"هنا بدأ الصراع السياسي حيث قبل الرئيس الأسد بالقيام بإصلاحات، أما البلاد الغربية بدأت تفرض عليه سرعة العمل اكثر مما تستطيع البلاد ان تتحمله. من الطبيعي ألا تنظروا أنتم الى التغيير الذي يحصل في سوريا بنفس الطريقة التي نراها نحن. لقد عشنا الوضع الفوضوي في خلال الأحداث في العراق لأن التغيير بهذه الطريقة من طريقة دكتاتورية أو حكم صارم الى حكم ليبرالي يمكن أن يخلق الفوضى والضياع، يجب تعلم الديموقراطية رويدا رويدا ولا نستطيع أن نطبقها بطريقة عاجلة". وأوضح أنه "فما الديموقراطية إلا مبدأ للعيش بطريقة حرة. إذا لم يستطع أو يربى الإنسان على العيش بهذه الطريقة منذ صغره فلا يستطيع أن يمر اليها بشكل مباشر. من يستطيع أن يمر من البارد الى الحار بطريقة مفاجئة؟ اليوم وصلنا الى هذه المرحلة ومن المهم النظر الى حقوق الإنسان في كل البلدان وليس فقط في ما يطبق في سوريا.هل تطبق حقوق الإنسان في كل البلدان العربية؟ هل هناك حقوق مدنية وانتخابية للمرأة في السعودية؟ هل كل بلدان الخليج تحترم حقوق المرأة والرجل؟ هل هناك حرية في المعتقد الديني؟". وقال:"لقد بنت السعودية جوامع في فرنسا، أما السعودية فهل تركت مجالا لأي كنيسة أن تبنى؟ اللبنانيون لا يستطيعون أن يبنوا مكانا للعبادة في منازلهم، وحتى المرأة لا تستطيع أن تقود السيارة. عندما نرى انهم يضغطون كثيرا على سوريا والأجواء مختلفة جدا في البلدان المجاورة، فنحن نشك بصدقية المطالب. كلنا ايضا يعرف ان هناك صراعا عربيا -اسرائيليا وهناك مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وهم يرفضون لهم حق العودة. انهم يريدون ان يوطنوهم في البلدان حيث هم، مثل سوريا ولبنان".   واعتبر أن "المشكلة الحقيقية هي أن إسرائيل تريد السلام بحسب الشروط التي تضعها هي. لقد نسينا أن هناك الآلاف من الفلسطينيين يبيتون في منازل فقيرة ومعرضون يوميا الى هجوم من قبل الإسرائيليين. هنا نشك بصدقية ما يطالب به الأوروبيون والغرب. لا نشك بالشعب الفرنسي وبالشعوب بل نشك بصدقية الأنظمة التي تحكم والتي تبني العلاقات بحسب المصالح. المشاكل اليوم متعددة، من سيحل مكان بشار الأسد إذا سقط؟ سيحل مكانه الإخوان المسلمون وأنتم لديكم فكرة ضئيلة عن الإخوان المسلمين الذين يصرون على عدم التخلي عن النقاب في فرنسا. تطلب السلطات الفرنسية منهم التخلي عن النقاب في فرنسا وتفرض عليهم المحاضر. أما في الشرق فهي تمولهم. إذا سيأتي نظام إسلامي متطرف بدل النظام التعددي الذي يستعد الى التطور. لا نستطيع اليوم تغيير نظام تعددي مقابل نظام متطرف لا يحترم إلا فكر واحد سياسي كان أو طائفي هنا نذهب بعكس التاريخ. فالكل ذاهب نحو التعددية". ولفت إلى أن "ما حصل في مصر اليوم يعطينا صورة واضحة عما سيحصل. هل يريدون ان يحولوا البلاد العربية الى بلاد عديمة الإستقرار لكي يستفيدوا من الثروات الموجودة فيها ويستغلونها، هل يريدون تقسيم المنطقة الى بلدان صغيرة تحكمها الطوائف؟ أنا لا أعتقد ان هذا المشروع سيمر، لأن الإستقرار في المنطقة أتى من خلال التجارب في التاريخ. اما عدم الإستقرار فسيخلق الفوضى وليس تطورا للمنطقة. فالتطور يجب أن يأتي بطريقة هادئة وتحت أنظمة تعددية. أعتقد اليوم ان الوضع السوري يتحسن وان المشرق سوف يشهد حضارة وتطورا. لا أرى بشكل جيد عودة تركيا الى النظام الطائفي بعد ان كانت البلاد تحت نظام علماني".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة