دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
جددت روسيا أمس موقفها المبدئي بعدم جواز التدخل الخارجي في شؤون سورية الداخلية داعية لاجراء حوار وطني واسع بمشاركة القوى البنّاءة كافة والقيام بخطوات سريعة لتنفيذ إصلاحات شاملة والوقف الكامل لأي أعمال عنف في سورية.
وأشارت موسكو إلى أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة تدفع الوضع عملياً باتجاه صراع ديني وعرقي واسع النطاق في سورية إلا أن السياسة التي ينتهجها الرئيس بشار الأسد كانت ولاتزال تدافع عن حقوق كل شرائح المجتمع السوري.
وأوضحت روسيا أن من يسمون أنفسهم بالمعارضة السورية في معظمهم ما هم إلا جماعات راديكاليه وديكتاتورية تلجأ إلى الأعمال الإرهابية في الداخل السوري.
كما أضافت أن استخدامها والصين لحق النقض الفيتو لاحباط مشروع قرار في مجلس الأمن ضد سورية يعد أول اخفاق جدي للولايات المتحدة فيما يتصل بالوضع في سورية لافتة إلى أن هذا الفيتو جاء لأن القرار مبني على أمور تصعد التوتر فضلاً عن أنه لا يحتوي على تسوية أو حوار.
الخارجية الروسية: الحوار ووقف العنف
فقد جدد ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسية موقف بلاده المبدئي القاضي بعدم جواز التدخل الخارجي في شؤون سورية والداعي لاجراء حوار وطني واسع بمشاركة القوى البناءة كافة والقيام بخطوات سريعة وفعالة لتنفيذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية المعلنة والوقف الكامل لاي اعمال عنف في سورية.
جاء ذلك خلال استقبال بوغدانوف للسفير السوري في موسكو رياض حداد الذي اعرب عن شكر سورية للدعم الروسي في مجلس الامن واحباط تبني قرار يفتح الطريق امام تدخل خارجي في شؤون سورية على غرار ما جرى في ليبيا.
الدوما: واشنطن تدفع الوضع باتجاه صراع ديني وعرقي
هذا في حين اكد النائب في مجلس الدوما الروسي مدير معهد الابحاث السياسية في موسكو سيرغي ماركوف ان الولايات المتحدة تدفع الوضع عمليا باتجاه صراع ديني وعرقي واسع النطاق في سورية.
واشار ماركوف في تصريح له أمس الى ان السياسة التي ينتهجها الرئيس بشار الأسد تدافع عن حقوق جميع شرائح المجتمع السوري الذي يدعم بصورة قوية هذه السياسة.
وحذر النائب الروسي من ان المعارضة السورية التي تضم الكثيرين من انصار تنظيم القاعدة ستقوم باعمال تنكيل ضد الكثير من السوريين في حال وصولها الى الحكم ولاسيما ان الميول الديكتاتورية تظهر بدرجة كبيرة في اعمالها.
واعتبر ماركوف ان استخدام روسيا والصين حق النقض الفيتو لاحباط مشروع قرار في مجلس الامن ضد سورية يعد اول اخفاق جدي للولايات المتحدة فيما يتصل بالوضع في سورية مشيرا الى ان تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بوجوب ان تقدم موسكو وبكين ايضاحات حول اسباب استخدامهما حق الفيتو ضد مشروع قرار حول سورية يشير الى الاخفاق الكبير الذي منيت به دبلوماسية واشنطن.
من جانبه اكد قسطنطين كوساتشوف رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الدوما الروسي ان روسيا وعددا من الدول الاخرى تدرك حقيقة الوضع في سورية افضل من غيرها لذلك استخدمت بصورة محقة احد العناصر الاساسية في آلية الامم المتحدة لاتخاذ قرارات جماعية في اهم المسائل وهو حق النقض لاحباط قرار ضد سورية.
وقال كوساتشوف في تصريح أمس ان السلطات السورية مستعدة لتنفيذ اصلاحات ديمقراطية عميقة ولذلك توجد لدى المجتمع السوري فرصة لايجاد طرق لمواصلة تطوره مشيرا الى انه لا يجوز تبسيط الاشياء والتكلم بصورة مطلقة بان السلطة سيئة والمعارضة جيدة.
من جهته أكد فالنتين شورشانوف عضو مجلس الدوما ومنسق العلاقات البرلمانية بين روسيا وسورية واندريه فيليبوف رئيس القسم الدولي في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي أن استخدام موسكو لحق النقض الفيتو في مجلس الامن الدولي لمنع تمرير قرار غربي ضد سورية كان موقفا صائبا يستند الى مبادىء الحق والعدالة ويتصدى للهيمنة في مجلس الامن.
وقال شورشانوف في حديث للتلفزيون السوري أمس ان العلاقات المتبادلة مع سورية تقع في مركز اهتمام نواب مجلس الدوما مشيرا الى ان العلاقات بين سورية والاتحاد السوفييتي سابقا وروسيا حاليا كانت تقوم دائما على أسس الصداقة والمنفعة المتبادلة.
وأوضح شورشانوف ان نواب مجلس الدوما متمسكون بالاسس المبدئية التي تقوم عليها العلاقة المميزة بين روسيا وسورية ويرحبون باستخدام وفدي روسيا والصين الشعبية في الامم المتحدة لحق الفيتوضد المشروع الغربي في مجلس الامن حول سورية.
وأكد شورشانوف أن استخدام الفيتو كان صائبا لان العلاقات بين الدول يجب أن تبنى على أسس الاحترام المتبادل ومراعاة السيادة وسلامة الاراضي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى مستنكرا مواقف الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا التي تطلق تهديدات لتطبيق عقوبات ضد سورية.
وقال شورشانوف ان السوريين قادرون على حل قضاياهم بأنفسهم وبصورة مستقلة ومن المهم مبدئيا عدم التدخل في شؤونهم لافتا الى انه يجب على روسيا الاسهام دائما في تنمية سورية اقتصاديا واجتماعيا لان هذا الامر يعود بالمنفعة المتبادلة ليس على البلدين فحسب بل على العالم.
وأكد شورشانوف ان الرئيس بشار الأسد والحكومة والشعب السوري سينجحون في الخروج مما يحدث في سورية لافتا الى أن روسيا حكومة وشعبا تؤيد ذلك بكل ما تملك.
من جهته قال فيليبوف ان استخدام روسيا لحق الفيتو في مجلس الامن يهدف لوقف محاولة البلدان الغربية تمرير مشروع قرار ضد سورية مؤكدا تمسك الحكومة الروسية بمواقفها المعلنة مرارا بالتصدي لاي تدخل عسكري أو غيره في الشؤون الداخلية للشعب السوري الذي يملك كل ما يلزم لحل مشاكله بصورة مستقلة.
وأشار فيليبوف الى أنه لو كانت البلدان الغربية ترغب بتجاوز الوضع في سورية لكان عليها أن توجه أنظارها الى تلك القوى المعارضة الرافضة لاي حوار مع السلطة ولاي مبادرات تهدف لاحلال الاستقرار في البلاد وألا تتخذ هذه البلدان مواقف أحادية الجانب ضد القيادة السورية والرئيس الأسد والقوى السياسية التي تدعم الحكومة السورية في الاصلاحات التي تقوم بها.
وأكد فيليبوف أن روسيا والصين تصرفتا بشكل صائب باستخدام حق الفيتو لان الشعب السوري جدير بالاحترام مشيرا الى أنه على يقين بأن السلام والاستقرار سيحلان قريبا في سورية ويصبح بالامكان تنفيذ الاصلاحات التي بدأتها القيادة السورية بما يخدم مصالح الشعب السوري.
زاسبيكين: المعارضة تلجأ إلى الأعمال الإرهابية
قال الكسندر زاسبيكين السفير الروسي في لبنان أن اعتراض روسيا على مشروع قرار مجلس الامن حول سورية جاء لان القرار مبني على أمور تصعد التوتر كما انه لا يحتوي على تسوية أو حوار وكنا اقترحنا موقفا يكون ضد التطرف والتدخل الخارجي لكنهم رفضوه.
وأضاف زاسبيكين في اتصال مع قناة المنار اللبنانية أمس اننا نريد فعلا بلورة موقف موحد لمجلس الامن وبذلنا الجهود لهذا منذ البداية ووضعنا مشروعنا الخاص بالتعاون مع الصين وهو مشروع مبني على وحدة الاراضي السورية وسيادتها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ورفض المجابهة والدعوة لاجراء الحوار.
وقال زاسبيكين نحن نطلب من سورية اتخاذ الاجراءات السريعة والعاجلة للإصلاحات وفي نفس الوقت نرى أن المعارضة هناك راديكالية وتلجأ الى الاعمال الارهابية.
واشار زاسبيكين الى ان التجربة الليبية مؤسفة لذا نعتبر أن أي ادانة لطرف واحد ستؤدي الى تصعيدات ونخشى من امكانية تحول مجلس الامن نتيجة هذا الاسلوب الى آلية تصديق قرارات الناتو لذا نريد أن يصدر المجلس قرارات تساهم في ايجاد الحلول السياسية السلمية وانطلاقا من هذا المبدأ نحن جاهزون لمواصلة النقاش مع الاعضاء الاخرين لبلورة الموقف واتخاذ القرار المناسب.
وجدد زاسبيكين تأكيده أن هدف نشاطات روسيا في مجلس الامن منع أي تدخلات خارجية في الشؤون السورية.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة