ربما تقصدت السفيرة الأميركية في بيروت مورا كونيللي زيارة وزير الدفاع فايز غصن وإصدار بيان بعد اللقاء تدعو فيه الجيش إلى حماية المعارضين السوريين الموجودين في لبنان، وذلك على عتبة سفر قائد الجيش العماد جان قهوجي إلى واشنطن للبحث مع القيادة العسكرية الاميركية في أوجه التعاون العسكري والمساعدات المقررة للجيش منذ سنوات، والتي تخضع لمد وجزر التوجهات الاميركية المرتبكة في المنطقة.

وإذا كانت محادثات غصن مع كونيللي قد تناولت في جانب منها برنامج زيارة قهوجي المقررة الاثنين المقبل الى واشنطن، مع التمني الأميركي «أن تكون مثمرة»، فإن غصن أبلغ السفيرة الاميركية طبيعة الموقف اللبناني الرسمي المعروف مما يجري في سورية، وطعّمه بكلام يتضمن بشكل غير مباشر قناعته السياسية المعروفة والتي يتبناها الفريق السياسي الذي يمثله سياسيا داخل الحكومة، وهو لم يلتزم امامها بشيء ولم يعط أي وعود في أي أمر.

وفي كل الأحوال، يذهب قهوجي إلى واشنطن، متحصنا بثوابت المؤسسة العسكرية وعقيدة الجيش الوطنية، وهاجسه الدائم تعزيز قدرات الجيش العسكرية في كل المجالات ليتمكن من تلبية المهام الكبيرة والواسعة المطلوبة منه سواء في الداخل او عند الحدود، وهو يعلم أن الاستقرار الأمني في الداخل وعند الحدود هو مطلب اميركي وأوروبي كما هو مطلب لبناني وعربي.

وتقول أوساط رسمية أن مطلب السفيرة الاميركية بحماية المعارضين السوريين الموجودين في لبنان هو مطلب مستغرب، ويدل على رغبة أميركية لم تعد مخفية بدفع لبنان للوقوف إلى جانب المعارضة السورية، خلافا للمصلحة اللبنانية التي نأت بنفسها عن التدخل في الشؤون الداخلية السورية والعربية الاخرى، وأن الادارة الاميركية تعلم كما كل العالم، أن الجيش اللبناني يحمي كل المقيمين على أراضيه سواء كانوا لبنانيين أو عربا أو أجانب اذا تعرضوا لأي اعتداء، كما أنه لا يمكن للجيش أو لأي مؤسسة لبنانية اخرى تلبية أي متطلبات سياسية من أي طرف خارجي تناقض التوجهات الرسمية المتعلقة بالعلاقات مع الدول العربية، لا سيما مع سورية، كما تعلم الإدارة الأميركية أن ما يحكم علاقة لبنان بسورية هي علاقات تاريخ وجغرافيا وقربى ومصالح مشتركة، عدا عن الاتفاقات الموقعة بموجب معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق.

وتضيف الاوساط الرسمية: أنه إذا كان مطلوبا من لبنان أن يعادي سورية خدمة لمصالح الغرب، فهذا أمر لا يمكن أن يقوم به، وما تريده الإدارة الأميركية من سورية فلتقم به بنفسها لا عبر محاولة تعكير علاقات لبنان بسورية.

وتضع الأوساط الرسمية كلام كونيللي أمام غصن في معرض «المواقف الأميركية الطبيعية والمنتظرة، ومن ضمن سياسة توجيه الرسائل المبطنة تارة والمباشرة طورا آخر»، وتقول أن المهم أن لبنان يعرف ماذا يريد وعلى أي أرض يسير. والعماد قهوجي يدرك واجباته ومسؤولياته الوطنية ويعرف اتجاه البوصلة بدقة ولا يمكن ان يضيّع مساره اين ما اتجه.

 

  • فريق ماسة
  • 2011-10-06
  • 10320
  • من الأرشيف

وزير الدفاع اللبناني لكونيللي: لن نعادي سورية

ربما تقصدت السفيرة الأميركية في بيروت مورا كونيللي زيارة وزير الدفاع فايز غصن وإصدار بيان بعد اللقاء تدعو فيه الجيش إلى حماية المعارضين السوريين الموجودين في لبنان، وذلك على عتبة سفر قائد الجيش العماد جان قهوجي إلى واشنطن للبحث مع القيادة العسكرية الاميركية في أوجه التعاون العسكري والمساعدات المقررة للجيش منذ سنوات، والتي تخضع لمد وجزر التوجهات الاميركية المرتبكة في المنطقة. وإذا كانت محادثات غصن مع كونيللي قد تناولت في جانب منها برنامج زيارة قهوجي المقررة الاثنين المقبل الى واشنطن، مع التمني الأميركي «أن تكون مثمرة»، فإن غصن أبلغ السفيرة الاميركية طبيعة الموقف اللبناني الرسمي المعروف مما يجري في سورية، وطعّمه بكلام يتضمن بشكل غير مباشر قناعته السياسية المعروفة والتي يتبناها الفريق السياسي الذي يمثله سياسيا داخل الحكومة، وهو لم يلتزم امامها بشيء ولم يعط أي وعود في أي أمر. وفي كل الأحوال، يذهب قهوجي إلى واشنطن، متحصنا بثوابت المؤسسة العسكرية وعقيدة الجيش الوطنية، وهاجسه الدائم تعزيز قدرات الجيش العسكرية في كل المجالات ليتمكن من تلبية المهام الكبيرة والواسعة المطلوبة منه سواء في الداخل او عند الحدود، وهو يعلم أن الاستقرار الأمني في الداخل وعند الحدود هو مطلب اميركي وأوروبي كما هو مطلب لبناني وعربي. وتقول أوساط رسمية أن مطلب السفيرة الاميركية بحماية المعارضين السوريين الموجودين في لبنان هو مطلب مستغرب، ويدل على رغبة أميركية لم تعد مخفية بدفع لبنان للوقوف إلى جانب المعارضة السورية، خلافا للمصلحة اللبنانية التي نأت بنفسها عن التدخل في الشؤون الداخلية السورية والعربية الاخرى، وأن الادارة الاميركية تعلم كما كل العالم، أن الجيش اللبناني يحمي كل المقيمين على أراضيه سواء كانوا لبنانيين أو عربا أو أجانب اذا تعرضوا لأي اعتداء، كما أنه لا يمكن للجيش أو لأي مؤسسة لبنانية اخرى تلبية أي متطلبات سياسية من أي طرف خارجي تناقض التوجهات الرسمية المتعلقة بالعلاقات مع الدول العربية، لا سيما مع سورية، كما تعلم الإدارة الأميركية أن ما يحكم علاقة لبنان بسورية هي علاقات تاريخ وجغرافيا وقربى ومصالح مشتركة، عدا عن الاتفاقات الموقعة بموجب معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق. وتضيف الاوساط الرسمية: أنه إذا كان مطلوبا من لبنان أن يعادي سورية خدمة لمصالح الغرب، فهذا أمر لا يمكن أن يقوم به، وما تريده الإدارة الأميركية من سورية فلتقم به بنفسها لا عبر محاولة تعكير علاقات لبنان بسورية. وتضع الأوساط الرسمية كلام كونيللي أمام غصن في معرض «المواقف الأميركية الطبيعية والمنتظرة، ومن ضمن سياسة توجيه الرسائل المبطنة تارة والمباشرة طورا آخر»، وتقول أن المهم أن لبنان يعرف ماذا يريد وعلى أي أرض يسير. والعماد قهوجي يدرك واجباته ومسؤولياته الوطنية ويعرف اتجاه البوصلة بدقة ولا يمكن ان يضيّع مساره اين ما اتجه.  

المصدر : غاصب المختار -


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة