قال الكاتب الإسرائيلي الشهير "بوعاز بيسموت" في صحيفة "إسرائيل هايوم" إن الربيع العربي الذي انطلقت نسائمه منذ كانون الثاني الماضي ومر بكلا من تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا لم ولن يمر أبدا على السعودية طالما تقف الولايات المتحدة الأميركية بجانبها وخلف العاهل السعودي "عبد الله بن عبد العزيز".

وأضاف الكاتب الإسرائيلي أن العالم العربي يتمتع حاليا بموسم واحد فقط خلال هذا العام وهو ربيعه الذي انفجر فجأة الأمر الذي جعل "أوسلو" تنظر بجدية لمنح جائزة نوبل للسلام لبعض المدونين الشباب سواء من مصر أو تونس ممن ساهموا في خلع مبارك وبن علي والقذافي، وذلك بالرغم من أن هذا الربيع قد يتحول في وقت ما لشتاء غائم وممطر على الغرب.

وأوضح بيسموت خلال مقاله المطول بالصحيفة العبرية أن المفارقة في هذا الربيع العربي هي أن الملك عبد الله عاهل المملكة العربية السعودية صدم بهذه الثورات المتتالية وحذر من انتقاله لدول الخليج وفضل عدم الانفتاح مع دول الربيع العربي وبعد أن كان من أكبر الجهات المانحة بالمال لهم، فضل عدم الحراك داخل مملكته لصد أي ثورات داخلية وتماشيا مع هذه الموجة منح المرأة حق التصويت في الانتخابات.

وقال الكاتب الإسرائيلي "لم يكن مثل المملكة العربية السعودية على أقل تقدير أن تستوعب أعمال شغب الشارع العربي المحيط بها، وراقبت المملكة المحافظة جدا انهيار الأنظمة العربية التي وقعت كالدومينو، وكان رد الملك عبد الله الحليف الأكثر أهمية لواشنطن أنه على الأميركيين الوقوف في فناء منزله الخلفي لصد أية محاولة للتغير داخل المملكة".

 

واستطرد الكاتب قائلا: "اندلعت بذور التمرد الشيعي في بعض المناطق في السعودية ولكن كان القمع هي القوة الوحيدة التي استخدمتها السعودية لتفريق المظاهرات ومد التمرد الشيعي القادم من البحرين، وبالتالي كان من البديهي منح عبدالله حق اللجوء إلى الرئيس اليمني علي عبدالله صالح قبل أن يعود مرة أخرى لبلاده".

وأضاف بيسموت "بطبيعة الحال وبقمع المملكة لأي حركات تمرد أو احتجاج أعطي العاهل السعودي سلسلة من المنح الاقتصادية للمواطنين، وعاونه في ذلك تركيز أميركا والغرب أكثر على ما يحدث في شمال أفريقيا وتحديدا في مصر وتونس وليبيا وترك الفسحة للسعوديين لتنظيم صفوفهم ومواجهة أي ثورة".

وأكد الكاتب الإسرائيلي أن النفط السعودي يقف وراء العقل السعودي وأن الشراكة الناجحة بين الملك عبد الله والغرب في إضعاف إيران أكبر منافس في العالم الإسلامي أعطاه المزايا لوقوف الغرب بجانبه ضد أي تمرد.

وفي نهاية مقاله قال الكاتب الإسرائيلي أن هناك تشكيكا في قدرة صمود تلك الشراكة الأجنبية مع المسؤولين السعوديين في مواجهة المد الثوري العربي وأن جلب الديمقراطية للمملكة العربية السعودية قد يأتي حتى لو أنه سوف يستغرق سنوات عديدة.

 

  • فريق ماسة
  • 2011-10-05
  • 7820
  • من الأرشيف

"الربيع العربي" لن يمر على السعودية لوقوف أميركا في فناء الملك الخلفي

قال الكاتب الإسرائيلي الشهير "بوعاز بيسموت" في صحيفة "إسرائيل هايوم" إن الربيع العربي الذي انطلقت نسائمه منذ كانون الثاني الماضي ومر بكلا من تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا لم ولن يمر أبدا على السعودية طالما تقف الولايات المتحدة الأميركية بجانبها وخلف العاهل السعودي "عبد الله بن عبد العزيز". وأضاف الكاتب الإسرائيلي أن العالم العربي يتمتع حاليا بموسم واحد فقط خلال هذا العام وهو ربيعه الذي انفجر فجأة الأمر الذي جعل "أوسلو" تنظر بجدية لمنح جائزة نوبل للسلام لبعض المدونين الشباب سواء من مصر أو تونس ممن ساهموا في خلع مبارك وبن علي والقذافي، وذلك بالرغم من أن هذا الربيع قد يتحول في وقت ما لشتاء غائم وممطر على الغرب. وأوضح بيسموت خلال مقاله المطول بالصحيفة العبرية أن المفارقة في هذا الربيع العربي هي أن الملك عبد الله عاهل المملكة العربية السعودية صدم بهذه الثورات المتتالية وحذر من انتقاله لدول الخليج وفضل عدم الانفتاح مع دول الربيع العربي وبعد أن كان من أكبر الجهات المانحة بالمال لهم، فضل عدم الحراك داخل مملكته لصد أي ثورات داخلية وتماشيا مع هذه الموجة منح المرأة حق التصويت في الانتخابات. وقال الكاتب الإسرائيلي "لم يكن مثل المملكة العربية السعودية على أقل تقدير أن تستوعب أعمال شغب الشارع العربي المحيط بها، وراقبت المملكة المحافظة جدا انهيار الأنظمة العربية التي وقعت كالدومينو، وكان رد الملك عبد الله الحليف الأكثر أهمية لواشنطن أنه على الأميركيين الوقوف في فناء منزله الخلفي لصد أية محاولة للتغير داخل المملكة".   واستطرد الكاتب قائلا: "اندلعت بذور التمرد الشيعي في بعض المناطق في السعودية ولكن كان القمع هي القوة الوحيدة التي استخدمتها السعودية لتفريق المظاهرات ومد التمرد الشيعي القادم من البحرين، وبالتالي كان من البديهي منح عبدالله حق اللجوء إلى الرئيس اليمني علي عبدالله صالح قبل أن يعود مرة أخرى لبلاده". وأضاف بيسموت "بطبيعة الحال وبقمع المملكة لأي حركات تمرد أو احتجاج أعطي العاهل السعودي سلسلة من المنح الاقتصادية للمواطنين، وعاونه في ذلك تركيز أميركا والغرب أكثر على ما يحدث في شمال أفريقيا وتحديدا في مصر وتونس وليبيا وترك الفسحة للسعوديين لتنظيم صفوفهم ومواجهة أي ثورة". وأكد الكاتب الإسرائيلي أن النفط السعودي يقف وراء العقل السعودي وأن الشراكة الناجحة بين الملك عبد الله والغرب في إضعاف إيران أكبر منافس في العالم الإسلامي أعطاه المزايا لوقوف الغرب بجانبه ضد أي تمرد. وفي نهاية مقاله قال الكاتب الإسرائيلي أن هناك تشكيكا في قدرة صمود تلك الشراكة الأجنبية مع المسؤولين السعوديين في مواجهة المد الثوري العربي وأن جلب الديمقراطية للمملكة العربية السعودية قد يأتي حتى لو أنه سوف يستغرق سنوات عديدة.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة