الملف السوري شهد امس تطورات لافتة تمثلت بالامور التالية:

1 - إعلان المعارضين السوريين مجلسا جديدا لهم في اسطنبول بعد جهد مشترك وتنسيق كامل على كل الخطوات بين ضباط المخابرات القطرية والتركية الذين عملوا على تذليل الخلافات والتباينات وتأمين كل وسائل الدعم اللوجيستي للمعارضين عبر رصد قطر موازنة تفوق الـ100 مليون دولار لتغطية حركة المعارضين، فيما امنت المخابرات التركية مكان عقد المؤتمر، واعطت اوامر مهمة للمعارضين بالتنقل بحرية على كل الاراضي التركية واقامة نشاطات في المناطق المجاورة للحدود التركية - السورية.

هذا الغطاء التركي - القطري بدعم من الولايات المتحدة الاميركية ومجلس التعاون الخليجي للمعارضين سيؤدي حتما الى زيادة التوتر في العلاقات التركية - السورية بعد ان قدمت اسطنبول عاصمتها التجارية للمؤتمرين، كما ان تركيا ستحاول تأمين التواصل بين المعارضين في اراضيها والمعارضين داخل سورية وهذا ايضا سيكون عاملا تفجيريا كبيرا بين البلدين.

فبعدما كان العراق والاردن يؤمنان الغطاء للاخوان المسلمين وتحركاتهم في سورية في السبعينات من القرن الماضي، تحول هذا الدور اليوم الى تركية وقطر. واللافت ايضا ان مؤتمر المعارضين في اسطنبول برئاسة برهان غليون المقيم في فرنسا يسيطر عليه الاخوان المسلمون، حيث تولى القيادي في الاخوان المسلمين محمد رياض الشقعة بالتعاون مع المخابرات القطرية والتركية تنظيم الاعمال وادارة المداخلات، علما ان المؤتمر يضم بأغلبيته الساحقة قيادات الاخوان المسلمين الذين يشكلون القيادة الحقيقية للمجلس الوطني ويديرون اعماله ولجانه حيث تولى معظم رئاسات اللجان قيادات الاخوان المسلمين. وقد طالب البيان بحماية دولية للشعب السوري، علما ان المؤتمر اتخذ قرارا «بعسكرة الاحتجاجات» وتحويلها الى عمل مسلح يديره ضباط من المخابرات القطرية والتركية.

2 - اغتيال نجل مفتي سورية سارية حسونة في كمين مسلح بين حمص وادلب وقد اصيب برصاصات عدة في انحاء جسده فارق على اثرها الحياة في احد المستشفيات.

3 - سيطر الجيش العربي السوري على مدينة الرستن بعد 5 ايام من القتال مع مجموعات مسلحة، وتم اعتقال مجموعات مسلحة، فيما نفت القيادة العسكرية اي مشاركة للطيران الحربي السوري في العمليات او القيام بأي قصف لاحياء في المدينة خلافا لما روجته الفضائيات الاعلامية.

4 - تفجير خط قطار ادى الى تدمير 3 عربات، بالاضافة الى سلسلة من الكمائن التي نصبتها عناصر مسلحة واغتيال مدنيين ومواطنين.

الى ذلك، فقد شكّلت المعارضة السورية أمانة عامّة للمجلس الوطني الذي يضم خليطاً من أطياف المعارضة. وتتواصل اجتماعات المعارضة في اسطنبول في محاولة لتوحيد صفوفها.

واعلن المفكر السوري المستقل برهان غليون امس في اسطنبول البيان التاسيسي لتشكيل المجلس الوطني السوري المعارض الذي اكد انه يشكل «اطارا موحدا للمعارضة السورية» يضم كافة الاطياف السياسية من ليبراليين الى الاخوان المسلمين ولجان التنسيق المحلية واكراد واشوريين.

وقال برهان غليون «يشكل المجلس العنوان الرئيس للثورة السورية ويمثلها في الداخل والخارج، ويوفر الدعم اللازم بتحقيق تطلعات شعبنا باسقاط النظام القائم بكل اركانه بما فيه رأس النظام، واقامة دولة مدنية دون تمييز على اساس القومية او الجنس او المعتقد الديني او السياسي.. وهو مجلس منفتح على جميع السوريين الملتزمين بمبادئ الثورة السلمية واهدافها».

واكد برهان غليون ردا على سؤال حول السعي الى الاعتراف الدولي بالمجلس ان «تشكيل المجلس كان اصعب، الاعتراف الدولي سيكون اسهل. تنتظر دول عربية واجنبية اطارا (للمعارضة) يتحدث باسمها حتى تؤيده، كبديل للنظام الذي فقد ثقة العالم تماما».

ويضم المجلس بشكل خاص ممثلين عن الامانة العامة لاعلان دمشق للتغيير الديموقراطي، وبسمة قضماني الناطقة الاعلامية وعضو الهيئة الادارية للمجلس الوطني السوري، ومحمد رياض الشقفة المراقب العام للاخوان المسلمين، والمفكر عبد الباسط سيدا، وكذلك ممثلين عن الاقليتين الكردية والاشورية.واكد برهان غليون الذي اختير رئيسا للمجلس انه يتوقع انضمام تيارات سورية اخرى للمجلس.واعلنت بسمة قضماني عن تشكيل امانة عامة وهيئة تنفيذية.

وقال غليون ان المجلس يشكل «اطارا موحدا لقوى المعارضة في مواجهة المجازر اليومية التي يرتكبها النظام بحق المدنيين العزل واخرها في الرستن» في محافظة حمص.

وقال غليون ان المجلس «يرفض اي تدخل خارجي يمس السيادة الوطنية»، ولكنه اكد انه «يطالب المنظمات والهيئات الدولية المعنية بتحمل مسؤولياتها تجاه الشعب والعمل على حمايته من الحرب المعلنة عليه ووقف الجرائم والانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان التي يرتكبها النظام اللاشرعي القائم، عبر كل الوسائل المشروعة ومنها تفعيل المواد القانونية في القانون الدولي».

كما اكد ان المجلس «يدين سياسات التجييش الطائفي الذي يدفع بالبلاد نحو الحرب الاهلية والتدخل الخارجي».واكد انه يسعى الى الحفاظ على وحدة سورية و»على مؤسسات الدولة ولاسيما مؤسسة الجيش».

واعلنت لجان التنسيق المحلية، التي تنشط في الداخل السوري، ان قوى سورية معارضة اتفقت بعد يومين من الاجتماعات في اسطنبول على اسس توزع القوى داخل المجلس الوطني.

وقالت لجان التنسيق في بيان «بعد اجتماعات دامت يومين، شاركت فيها قوى إعلان دمشق وجماعة الاخوان المسلمين والهيئة الإدارية المؤقتة للمجلس الوطني السوري، وعدد من القوى والأحزاب الكردية والمنظمة الآشورية والهيئة العامة للثورة السورية ولجان التنسيق المحلية والمجلس الاعلى للثورة السورية والدكتور برهان غليون، تم الاتفاق على تشكيل المجلس الوطني على أساس المشاركة المتساوية، على ان يعلن التشكيل النهائي في بيان رسمي يصدر خلال اليومين المقبلين».

وفي تصريح له ، قال العضو في المجلس الوطني السوري خالد خوجة في اسطنبول «نجري مناقشات منذ بضعة أيام مع برهان غليون» الاستاذ الجامعي في باريس، والمعارض منذ فترة طويلة، «ومع أكراد ومندوبين عن العشائر».

واضاف خوجة «عندما سيجتمع المجلس الوطني السوري، سيفعل ذلك في إطار جمعية جديدة موسعة، تضم كل هذه التيارات الجديدة». واوضح ان اجتماع المجلس الوطني السوري، الذي كان مقررًا في الأصل السبت، لا يمكن ان يعقد «قبل الاحد في افضل الاحوال» بعد انتهاء المحادثات.

وسينتخب في هذا الاجتماع رئيس للمجلس الوطني السوري ورؤساء مختلف اللجان. وذكرت مصادر دبلوماسية في دمشق ان تنامي قوة المجلس الوطني السوري ناجم على ما يبدو من اتفاق بين الاميركيين والاتراك والاخوان المسلمين، واتحاد الاتجاهات الثلاثة: القوميون والليبراليون والاسلاميون.

  • فريق ماسة
  • 2011-10-02
  • 10714
  • من الأرشيف

المخابرات القطرية والتركية تدخلتا لإنشاء «مجلس المعارضة» ... الدوحة رصدت 100 مليون دولار

الملف السوري شهد امس تطورات لافتة تمثلت بالامور التالية: 1 - إعلان المعارضين السوريين مجلسا جديدا لهم في اسطنبول بعد جهد مشترك وتنسيق كامل على كل الخطوات بين ضباط المخابرات القطرية والتركية الذين عملوا على تذليل الخلافات والتباينات وتأمين كل وسائل الدعم اللوجيستي للمعارضين عبر رصد قطر موازنة تفوق الـ100 مليون دولار لتغطية حركة المعارضين، فيما امنت المخابرات التركية مكان عقد المؤتمر، واعطت اوامر مهمة للمعارضين بالتنقل بحرية على كل الاراضي التركية واقامة نشاطات في المناطق المجاورة للحدود التركية - السورية. هذا الغطاء التركي - القطري بدعم من الولايات المتحدة الاميركية ومجلس التعاون الخليجي للمعارضين سيؤدي حتما الى زيادة التوتر في العلاقات التركية - السورية بعد ان قدمت اسطنبول عاصمتها التجارية للمؤتمرين، كما ان تركيا ستحاول تأمين التواصل بين المعارضين في اراضيها والمعارضين داخل سورية وهذا ايضا سيكون عاملا تفجيريا كبيرا بين البلدين. فبعدما كان العراق والاردن يؤمنان الغطاء للاخوان المسلمين وتحركاتهم في سورية في السبعينات من القرن الماضي، تحول هذا الدور اليوم الى تركية وقطر. واللافت ايضا ان مؤتمر المعارضين في اسطنبول برئاسة برهان غليون المقيم في فرنسا يسيطر عليه الاخوان المسلمون، حيث تولى القيادي في الاخوان المسلمين محمد رياض الشقعة بالتعاون مع المخابرات القطرية والتركية تنظيم الاعمال وادارة المداخلات، علما ان المؤتمر يضم بأغلبيته الساحقة قيادات الاخوان المسلمين الذين يشكلون القيادة الحقيقية للمجلس الوطني ويديرون اعماله ولجانه حيث تولى معظم رئاسات اللجان قيادات الاخوان المسلمين. وقد طالب البيان بحماية دولية للشعب السوري، علما ان المؤتمر اتخذ قرارا «بعسكرة الاحتجاجات» وتحويلها الى عمل مسلح يديره ضباط من المخابرات القطرية والتركية. 2 - اغتيال نجل مفتي سورية سارية حسونة في كمين مسلح بين حمص وادلب وقد اصيب برصاصات عدة في انحاء جسده فارق على اثرها الحياة في احد المستشفيات. 3 - سيطر الجيش العربي السوري على مدينة الرستن بعد 5 ايام من القتال مع مجموعات مسلحة، وتم اعتقال مجموعات مسلحة، فيما نفت القيادة العسكرية اي مشاركة للطيران الحربي السوري في العمليات او القيام بأي قصف لاحياء في المدينة خلافا لما روجته الفضائيات الاعلامية. 4 - تفجير خط قطار ادى الى تدمير 3 عربات، بالاضافة الى سلسلة من الكمائن التي نصبتها عناصر مسلحة واغتيال مدنيين ومواطنين. الى ذلك، فقد شكّلت المعارضة السورية أمانة عامّة للمجلس الوطني الذي يضم خليطاً من أطياف المعارضة. وتتواصل اجتماعات المعارضة في اسطنبول في محاولة لتوحيد صفوفها. واعلن المفكر السوري المستقل برهان غليون امس في اسطنبول البيان التاسيسي لتشكيل المجلس الوطني السوري المعارض الذي اكد انه يشكل «اطارا موحدا للمعارضة السورية» يضم كافة الاطياف السياسية من ليبراليين الى الاخوان المسلمين ولجان التنسيق المحلية واكراد واشوريين. وقال برهان غليون «يشكل المجلس العنوان الرئيس للثورة السورية ويمثلها في الداخل والخارج، ويوفر الدعم اللازم بتحقيق تطلعات شعبنا باسقاط النظام القائم بكل اركانه بما فيه رأس النظام، واقامة دولة مدنية دون تمييز على اساس القومية او الجنس او المعتقد الديني او السياسي.. وهو مجلس منفتح على جميع السوريين الملتزمين بمبادئ الثورة السلمية واهدافها». واكد برهان غليون ردا على سؤال حول السعي الى الاعتراف الدولي بالمجلس ان «تشكيل المجلس كان اصعب، الاعتراف الدولي سيكون اسهل. تنتظر دول عربية واجنبية اطارا (للمعارضة) يتحدث باسمها حتى تؤيده، كبديل للنظام الذي فقد ثقة العالم تماما». ويضم المجلس بشكل خاص ممثلين عن الامانة العامة لاعلان دمشق للتغيير الديموقراطي، وبسمة قضماني الناطقة الاعلامية وعضو الهيئة الادارية للمجلس الوطني السوري، ومحمد رياض الشقفة المراقب العام للاخوان المسلمين، والمفكر عبد الباسط سيدا، وكذلك ممثلين عن الاقليتين الكردية والاشورية.واكد برهان غليون الذي اختير رئيسا للمجلس انه يتوقع انضمام تيارات سورية اخرى للمجلس.واعلنت بسمة قضماني عن تشكيل امانة عامة وهيئة تنفيذية. وقال غليون ان المجلس يشكل «اطارا موحدا لقوى المعارضة في مواجهة المجازر اليومية التي يرتكبها النظام بحق المدنيين العزل واخرها في الرستن» في محافظة حمص. وقال غليون ان المجلس «يرفض اي تدخل خارجي يمس السيادة الوطنية»، ولكنه اكد انه «يطالب المنظمات والهيئات الدولية المعنية بتحمل مسؤولياتها تجاه الشعب والعمل على حمايته من الحرب المعلنة عليه ووقف الجرائم والانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان التي يرتكبها النظام اللاشرعي القائم، عبر كل الوسائل المشروعة ومنها تفعيل المواد القانونية في القانون الدولي». كما اكد ان المجلس «يدين سياسات التجييش الطائفي الذي يدفع بالبلاد نحو الحرب الاهلية والتدخل الخارجي».واكد انه يسعى الى الحفاظ على وحدة سورية و»على مؤسسات الدولة ولاسيما مؤسسة الجيش». واعلنت لجان التنسيق المحلية، التي تنشط في الداخل السوري، ان قوى سورية معارضة اتفقت بعد يومين من الاجتماعات في اسطنبول على اسس توزع القوى داخل المجلس الوطني. وقالت لجان التنسيق في بيان «بعد اجتماعات دامت يومين، شاركت فيها قوى إعلان دمشق وجماعة الاخوان المسلمين والهيئة الإدارية المؤقتة للمجلس الوطني السوري، وعدد من القوى والأحزاب الكردية والمنظمة الآشورية والهيئة العامة للثورة السورية ولجان التنسيق المحلية والمجلس الاعلى للثورة السورية والدكتور برهان غليون، تم الاتفاق على تشكيل المجلس الوطني على أساس المشاركة المتساوية، على ان يعلن التشكيل النهائي في بيان رسمي يصدر خلال اليومين المقبلين». وفي تصريح له ، قال العضو في المجلس الوطني السوري خالد خوجة في اسطنبول «نجري مناقشات منذ بضعة أيام مع برهان غليون» الاستاذ الجامعي في باريس، والمعارض منذ فترة طويلة، «ومع أكراد ومندوبين عن العشائر». واضاف خوجة «عندما سيجتمع المجلس الوطني السوري، سيفعل ذلك في إطار جمعية جديدة موسعة، تضم كل هذه التيارات الجديدة». واوضح ان اجتماع المجلس الوطني السوري، الذي كان مقررًا في الأصل السبت، لا يمكن ان يعقد «قبل الاحد في افضل الاحوال» بعد انتهاء المحادثات. وسينتخب في هذا الاجتماع رئيس للمجلس الوطني السوري ورؤساء مختلف اللجان. وذكرت مصادر دبلوماسية في دمشق ان تنامي قوة المجلس الوطني السوري ناجم على ما يبدو من اتفاق بين الاميركيين والاتراك والاخوان المسلمين، واتحاد الاتجاهات الثلاثة: القوميون والليبراليون والاسلاميون.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة