دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أفاد مسؤولون سوريون ودبلوماسيون، أمس، أن تركيا اقترحت في أكثر من مناسبة على السلطات السورية إشراك جماعة الإخوان المسلمين في الحكومة، مقابل دعمهم لوقف حركة الاحتجاج، إلا أن السلطات السورية رفضت، أي دور للجماعة في سورية سواء الآن أو مستقبلا، بسبب طبيعة النظام العلماني للبلد.
وأكد دبلوماسي غربي لوكالة «فرانس برس» أنه «منذ حزيران دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الرئيس السوري بشار الأسد إلى تشكيل حكومة يكون فيها ربع أو ثلث الوزراء من الإخوان مقابل التزامهم باستخدام نفوذهم لوضع حد لحركة التمرد التي تهز البلاد»، لكن «الرئيس السوري رفض ذلك الاقتراح».
إلا أن صحيفة «السفير» تشير إلى أن الطلب يذهب إلى تاريخ قبل هذا الشهر بكثير، حيث طرح اردوغان على الرئيس السوري خلال زيارة خاصة إلى اسطنبول منذ عامين أن تعود قيادات «إخوانية» من أصل سوري ومقربة من حزب العدالة والتنمية إلى سورية، لتمارس دورا سياسيا فيها، وكان أن استجاب الأسد بأن بإمكانهم العودة كأفراد بذات الطريقة التي يمكن لأي مواطن سوري أن يتبعها. وقد كرر الأتراك الطلب ذاته في ربيع هذا العام، حين قدموا أنفسهم «وسطاء» بين المعارضة المتمثلة «بالإخوان» والقيادة السورية، فكان أن رفضت دمشق الطلب، خصوصا وأن معلومات استخباراتية ودبلوماسية كانت بدأت تصقل حول الدور الذي تؤديه هذه الشخصيات في حركة الاحتجاج في سورية.
وأكد دبلوماسي أوروبي، فضل عدم كشف هويته، أن «الأتراك اقترحوا أول الأمر أن يتولى الإخوان أربع وزارات كبيرة»، موضحا أنهم «يشكلون طيفا من الأطياف السياسية في البلاد». وفي التاسع من آب الماضي نقل وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو رسالة من الرئيس عبد الله غول طلب فيها من زميله السوري عدم الانتظار حتى فوات الأوان لانجاز إصلاحات ديموقراطية. وقال للأسد «إن قيادتكم للتغيير ستجعلكم تتبوأون مكانة تاريخية بدلا من أن تعصف بكم رياح التغيير». وأفاد مسؤول سوري مطلع على الملف أن داود اوغلو طلب، خلال محادثات استمرت ست ساعات، «عودة الإخوان المسلمين إلى سورية». وأضاف إن «الرئيس الأسد رد عليه بالقول أنه يمكنهم كأي شخص يتمتع بالجنسية السورية لكن ليس مطلقا كحزب، لأنه تشكيل طائفي لا تتلاءم أفكاره مع الطابع العلماني لسورية».
وأدى رفض الاقتراح التركي إلى القطيعة بين الجارين الصديقين. وفي 28 آب أعلن غول أن تركيا «لم تعد تثق» بنظام الاسد. وكان الرئيس السوري قال مؤخرا، خلال لقاء مع وفد جمعيات مسيحيي الشرق، أنه «يرفض ان تحل العثمنة محل العروبة، وان تصبح انقرة مركز قرار العالم العربي او ان تترك الساحة للأحزاب الدينية فيسيطر الإخوان المسلمون، ومركزهم الرئيسي في أنقرة، على المنطقة».
وردا على سؤال «فرانس برس» حول مشاركة جماعة الاخوان المسلمين في الحكومة، قال مصدر في وزارة الخارجية التركية «إنها المرة الاولى التي اسمع فيها بهذا، لكننا دائما نقول (للحكومة السورية) انكم إذا لم تتقاسموا السلطة عبر الانتخابات واذا لم تقوموا باصلاحات فان الامور ستصبح صعبة بالنسبة اليكم».
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة