دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
حذرت شركات طيران عالمية الاتحاد الأوروبي من مخاطر حرب تجارية وشيكة، حال مضي أوروبا قدماً في خططها لفرض ضريبة انبعاثات الكربون على تلك الشركات لدى مرور طائراتها عبر أجواء القارة.
ومن المتوقع أن يبدأ سريان هذه الضريبة اعتباراً من مطلع يناير/ كانون الأول المقبل، وينص على شراء شركات الطيران لأذونات لكل طن من ثاني أكسيد الكربون ينجم عن عملياتها فوق حصة محددة.
وتقول شركات الطيران إن ذلك سيؤدي لارتفاع النفقات، كما يزيد الضغوط الناجمة عن ترنح الاقتصاد العالمي.
وتهدف الخطة الأوروبية للتصدي للانبعاثات المتزايدة من قطاع الطيران، البالغ حجمها 500 مليار دولار، والتي تشكل نحو 2 في المائة من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
وقال بول ستيل، المدير التنفيذي لـ"مجموعة عمل النقل الجوي ATAG"، في مؤتمر بهونغ كونغ: "أعتقد أن القضية لم تعد قضية تغير المناخ، أو مشروع تبادل الانبعاثات ETS.. إنها لعبة سياسية."
ويقول قطاع صناعة النقل الجوي إن الاتحاد الأوروبي يجازف بتهديد شركات الطيران التي يثبت انتهاكها للقواعد، وتتراوح العقوبات بين الغرامة وإيقاف الرحلات."
وندد طوني تيلر، مدير الرابطة الدولية للنقل الجوي IATA، بالقرار الأوروبي: فيما يرى الاتحاد الأوروبي في مشروع تبادل الانبعاثات الحرارية كسياسة بيئية، ينظر إليه بقية العالم على أنه انتهاك للسيادة.
وتابع انتقاده اللاذع قائلاً: "الحقبة الاستعمارية التي فرضت فيها أوروبا ضرائب على العالم انتهت منذ فترة من الوقت."
وانضمت شركات الطيران الآسيوية لانتقاد الخطوة الأوروبية، وقال بياسفاستي آرماناند، رئيس "شركة الطيران التايلاندية "تاي Thai": "إذا بدأت حكومات أخرى في تطبيق ذات الضريبة فستنجم فوضى شاملة.. الاتحاد الأوروبي بحاجة للنظر في شأن أكثر إيجابية أو سيظلون حتى نهاية العمر في حرب مع قطاع الطيران.
وردت أوروبا على الانتقادات بالإشارة إلى أن المشروع وليد مشاورات مطولة استغرقت عدة أعوام مع قطاع النقل الجوي تم الاستماع خلالها إلى اعتراضاته.
وقالت ماري فيرونيكا توفساك بيلترسكي، مدير "سوق الكربون الدولية" بالاتحاد الأوروبي: "أوروبا استمعت وظلت تستمع منذ بدء تصميم السياسة. فكافة التشريعات بأوروبا بدأت بالتشاور مع أصحاب الشأن، وهذا هو ما انطبق على هذا التشريع."
ولفتت إلى أن التشريع تم اقتراحه بعد فشل قطاع الطيران في الاتفاق على بدائل للحد من انبعاثات الكربون، رغم 15 عاماً من المباحثات عبر "المنظمة الدولية للطيران المدني "ICAO."
وتنظر محكمة العدل الأوروبية في شأن القانون، الذي تم تبنيه عام 2008، بعد طعن قانوني تقدمت به "الجمعية الأميركية للنقل الجوي" و"أمريكان ايرلاينز" و"يونايتد كونتيننتال" بدعوى أنه انتهاك للقانون الدولي وميثاق شيكاغو، الذي ينظم قواعد الطيران في العالم.
وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن، الاثنين، أن شركات الطيران ستتلقى مجاناً 85 في المائة من تصاريح انبعاثات الكربون للعام المقبل، تنخفض إلى 82 في المائة من 2013 حتى 2020.
وتقول السلطات الأوروبية إن التصاريح المجانية توازي أكثر من 20 مليار يورو، على مدى عقد، ودعت شركات الطيران لاستخدام المبلغ لتحديث أساطيلها الجوية، وتطوير فعالية الوقود واستخدام الوقود العضوي.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة