أعلن رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان أمس انه طلب من سلاحي الطيران والبحرية التركيين فرض رقابة دائمة على مناطق من البحر المتوسط ، بعدما أعلنت قبرص اليونانية بدء التنقيب عن النفط والغاز في تلك المناطق من قبل شركة «نوبل انرجي» الأميركية، التي تنقب عن الغاز المتوسطي ايضاً لمصلحة إسرائيل، وهو ما أثار احتجاج انقرة التي اعتبرت الإجراء مساً بحقوقها وحقوق القبارصة الاتراك وقررت ايضا الشروع في عمليات استكشاف النفط والغاز في البحر.

ودخلت واشنطن على خط الأزمة التركية القبرصية الأخطر منذ سنوات عديدة، حيث أعلن مسؤول أميركي رفيع المستوى، بعد لقاء بين وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيرها التركي احمد داود اوغلو على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن واشنطن تدعم حق قبرص في التنقيب عن الغاز. وقال إن بدء قبرص أعمال التنقيب عن الغاز «يجب ألا يضعف المفاوضات (لتسوية مشكلة تقسيم الجزيرة) او يعرقلها».

وقال المسؤول إن كلينتون حثت داود اوغلو «على إبقاء الباب مفتوحا» لتحسين العلاقات بين أنقرة وتل أبيب. وأضاف «نريد أن نراهما يرممان علاقتهما، ولهذا فهي شجعتهما على تجنب أي خطوات قد تؤدي إلى إغلاق الباب، بل الى العمل بنشاط لإيجاد طريقة لإصلاح علاقاتهم المهمة مع إسرائيل».

وأعلنت شركة»نوبل انرجي» انها ستبدأ الحفر في حقول الغاز أمام قبرص خلال أيام. وقال نائب رئيس الشركة ديفيد لارسون لوكالة «رويترز» «نحن نعلم بالوضع في المتوسط. لدينا آلات في مواقع في حقل «أ» القبرصي، وخططنا هي مواصلة الحفر. نتوقع انطلاق أعمال الحفر خلال أيام، بالتأكيد خلال أسبوع، اعتماداً على الفترة التي تحتاجها الآلات».

وبذلك تكون شركة «نوبل انرجي» قد اصبحت طرفاً مباشراً في نزاعات بين تركيا وقبرص ولبنان وإسرائيل حول حقوق التنقيب على النفط والغاز في البحر الأبيض المتوسط.

وقال مدير خدمات الطاقة في قبرص سولون كاسينيس، لوكالة الأنباء القبرصية، إن «نوبل انرجي» الأميركية بدأت أعمال التنقيب عن الغاز والنفط على بعد 185 كيلومتراً جنوبي الجزيرة. وأوضح أن عمليات التنقيب بدأت أمس الأول على منصة افروديت في المنطقة الاقتصادية القبرصية الحصرية، بالرغم من معارضة تركيا التي لا تعترف بالسلطات القبرصية اليونانية للجزيرة المقسومة وهددت بالقيام من جهتها بعمليات تنقيب خاصة بها.

ورداً على ذلك، أعلن اردوغان أن تركيا ستبدأ «قريبا جدا» عمليات تنقيب عن الغاز قرب سواحل قبرص. وقال، في مؤتمر صحافي في أنقرة قبل سفره إلى نيويورك، «حاليا أتخذنا نحن أيضا هذه الخطوة مع شمال قبرص. وخلال فترة قصيرة للغاية ربما تكون هذا الأسبوع قد نبدأ العمل في هذه المنطقة الاقتصادية الحصرية».

وأعرب اردوغان عن الأسف لأن قبرص بدأت عمليات التنقيب في البحر «في مناطق تدور بشأنها خلافات» على رغم معارضة بلاده، مشدداً على أن هذه المناطق ستكون «تحت رقابة دائمة لسلاحي الطيران والبحرية» التركيين.

وكان وزير الطاقة التركي تانر يلديز قال، في أنقرة، «إذا نفذ الجانب اليوناني البرنامج الزمني الذي أعلنه للرأي العام (لبدء الاستكشاف) سنسمح لأنفسنا أيضا ببدء أعمال حفر في قاع البحر الأسبوع المقبل».

ودعا الوزير التركي مرة جديدة قبرص لعدم المضي في مشاريعها لاستكشاف الغاز التي تشكل «استفزازاً سياسياً». وأكد أن سفناً حربية تركية سترافق سفن الاستكشاف التي تعمل لحساب تركيا من اجل التنقيب عن حقول للغاز في حال مضى الجانب اليوناني بخططه.

وأشار إلى أن شركة النفط التركية «تباو» أبدت استعدادها للعمل في مياه شمال قبرص بعد التوصل إلى اتفاق بين أنقرة و«جمهورية شمال قبرص التركية» حول ترسيم الحدود البحرية. وأضاف إن أنقرة وقعت اتفاقاً مع شركة نروجية من اجل القيام «بأعمال سبر عمق البحر».

وفي بروكسل، سارع الاتحاد الأوروبي إلى دعوة تركيا إلى «الامتناع عن إطلاق أي تهديد» يمكن أن يؤثر على علاقاتها مع قبرص.

  • فريق ماسة
  • 2011-09-19
  • 12198
  • من الأرشيف

قبرص تبدأ التنقيب ... وتتلقى دعماً أميركيا ,ً تركيـا تحـرّك قـواتهـا الجـويـة والبحـريـة

أعلن رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان أمس انه طلب من سلاحي الطيران والبحرية التركيين فرض رقابة دائمة على مناطق من البحر المتوسط ، بعدما أعلنت قبرص اليونانية بدء التنقيب عن النفط والغاز في تلك المناطق من قبل شركة «نوبل انرجي» الأميركية، التي تنقب عن الغاز المتوسطي ايضاً لمصلحة إسرائيل، وهو ما أثار احتجاج انقرة التي اعتبرت الإجراء مساً بحقوقها وحقوق القبارصة الاتراك وقررت ايضا الشروع في عمليات استكشاف النفط والغاز في البحر. ودخلت واشنطن على خط الأزمة التركية القبرصية الأخطر منذ سنوات عديدة، حيث أعلن مسؤول أميركي رفيع المستوى، بعد لقاء بين وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيرها التركي احمد داود اوغلو على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن واشنطن تدعم حق قبرص في التنقيب عن الغاز. وقال إن بدء قبرص أعمال التنقيب عن الغاز «يجب ألا يضعف المفاوضات (لتسوية مشكلة تقسيم الجزيرة) او يعرقلها». وقال المسؤول إن كلينتون حثت داود اوغلو «على إبقاء الباب مفتوحا» لتحسين العلاقات بين أنقرة وتل أبيب. وأضاف «نريد أن نراهما يرممان علاقتهما، ولهذا فهي شجعتهما على تجنب أي خطوات قد تؤدي إلى إغلاق الباب، بل الى العمل بنشاط لإيجاد طريقة لإصلاح علاقاتهم المهمة مع إسرائيل». وأعلنت شركة»نوبل انرجي» انها ستبدأ الحفر في حقول الغاز أمام قبرص خلال أيام. وقال نائب رئيس الشركة ديفيد لارسون لوكالة «رويترز» «نحن نعلم بالوضع في المتوسط. لدينا آلات في مواقع في حقل «أ» القبرصي، وخططنا هي مواصلة الحفر. نتوقع انطلاق أعمال الحفر خلال أيام، بالتأكيد خلال أسبوع، اعتماداً على الفترة التي تحتاجها الآلات». وبذلك تكون شركة «نوبل انرجي» قد اصبحت طرفاً مباشراً في نزاعات بين تركيا وقبرص ولبنان وإسرائيل حول حقوق التنقيب على النفط والغاز في البحر الأبيض المتوسط. وقال مدير خدمات الطاقة في قبرص سولون كاسينيس، لوكالة الأنباء القبرصية، إن «نوبل انرجي» الأميركية بدأت أعمال التنقيب عن الغاز والنفط على بعد 185 كيلومتراً جنوبي الجزيرة. وأوضح أن عمليات التنقيب بدأت أمس الأول على منصة افروديت في المنطقة الاقتصادية القبرصية الحصرية، بالرغم من معارضة تركيا التي لا تعترف بالسلطات القبرصية اليونانية للجزيرة المقسومة وهددت بالقيام من جهتها بعمليات تنقيب خاصة بها. ورداً على ذلك، أعلن اردوغان أن تركيا ستبدأ «قريبا جدا» عمليات تنقيب عن الغاز قرب سواحل قبرص. وقال، في مؤتمر صحافي في أنقرة قبل سفره إلى نيويورك، «حاليا أتخذنا نحن أيضا هذه الخطوة مع شمال قبرص. وخلال فترة قصيرة للغاية ربما تكون هذا الأسبوع قد نبدأ العمل في هذه المنطقة الاقتصادية الحصرية». وأعرب اردوغان عن الأسف لأن قبرص بدأت عمليات التنقيب في البحر «في مناطق تدور بشأنها خلافات» على رغم معارضة بلاده، مشدداً على أن هذه المناطق ستكون «تحت رقابة دائمة لسلاحي الطيران والبحرية» التركيين. وكان وزير الطاقة التركي تانر يلديز قال، في أنقرة، «إذا نفذ الجانب اليوناني البرنامج الزمني الذي أعلنه للرأي العام (لبدء الاستكشاف) سنسمح لأنفسنا أيضا ببدء أعمال حفر في قاع البحر الأسبوع المقبل». ودعا الوزير التركي مرة جديدة قبرص لعدم المضي في مشاريعها لاستكشاف الغاز التي تشكل «استفزازاً سياسياً». وأكد أن سفناً حربية تركية سترافق سفن الاستكشاف التي تعمل لحساب تركيا من اجل التنقيب عن حقول للغاز في حال مضى الجانب اليوناني بخططه. وأشار إلى أن شركة النفط التركية «تباو» أبدت استعدادها للعمل في مياه شمال قبرص بعد التوصل إلى اتفاق بين أنقرة و«جمهورية شمال قبرص التركية» حول ترسيم الحدود البحرية. وأضاف إن أنقرة وقعت اتفاقاً مع شركة نروجية من اجل القيام «بأعمال سبر عمق البحر». وفي بروكسل، سارع الاتحاد الأوروبي إلى دعوة تركيا إلى «الامتناع عن إطلاق أي تهديد» يمكن أن يؤثر على علاقاتها مع قبرص.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة