بعد أن طرقت عليها أصابع عناصر شبكة الجاسوسية التابعة للزعيم الألماني أدولف هتلر، خلال فترة الحرب العالمية الثانية، تعود ماكينة تشفير الرسائل اللاسلكية، التي حيرت الحلفاء طويلاً، للظهور مجدداً، ولكن ستطرق عليها هذه المرة "مطرقة المزادات"، عندما يتم عرضها للبيع أواخر الشهر الجاري.

وأعلنت دار "كريستيز" للمزادات عن عرضها الماكينة المعروفة باسم "إنيغما"، ذات الثلاثة صفوف من الأزرار الدائرية، والتي كان يستخدمها الجيش الألماني في كتابة رسائله المشفرة إلى عناصر شبكته التجسسية، للبيع في مزاد علني، تعتزم إقامته في 29 سبتمبر/ أيلول الجاري، بالعاصمة البريطانية.

ولم يستطع الحلفاء فك رموز الرسائل المشفرة التي كان يجري إرسالها بواسطة تلك الماكينة، إلى أن نجحوا في الحصول عليها في إحدى المعارك البحرية، حيث تم نقلها إلى مجمع "حديقة بلتشلي" الأسطوري، والذي كان يُعرف أيضاً باسم "المحطة X"، في بريطانيا، حيث تمكنوا من فك شفرتها.

 

وقال الخبير في دار "كريستيز"، جيمس هايسلوب، إنه رغم الاعتقاد بأن العدد الموجود من هذه الماكينات الخاصة بتشفير رسائل أجهزة الاستخبارات، يُقدر بالآلاف، إلا إنه "من النادر أن يتم عرض إحداها للبيع"، وأضاف قائلاً: "يُعتقد أنه تم إنتاج الكثير منها، إلا أن القليل منها تمكن من البقاء."

 

وخلال فترة الحرب العالمية الثانية، كانت ماكينة "إنيغما" الجهاز الأكثر تطوراً من نوعه، كما أنها تُعد نقطة الانطلاق لظهور الأجيال الأولى من أجهزة وأنظمة الكمبيوتر الحديثة.

 

وكان قد تم إنتاج الجيل الأول من هذه الماكينات في الأصل، من قبل إحدى الشركات الهولندية، لأغراض تجارية، في أعقاب الحرب العالمية الأولى، ولكن الجيش الألماني تمكن من الانفراد باستخدام هذه التكنولوجيا، اعتباراً من عام 1929، إلى أن وقعت في أيدي الحلفاء أثناء الحرب العالمية الثانية.

 

وبحسب هايسلوب فإن أهمية هذه الماكينة لا تقتصر فقط على دورها في زمن الحرب، وإنما تمتد أيضاً إلى التكنولوجيا المعقدة التي اعتمدت عليها في تصنيعها وطريقة تشغيلها، مما يجعلها محط اهتمام كثير من الباحثين، خاصةً المهتمين بـ"العلوم المبكرة، والرياضيات، والتاريخ، وأدوات الحواسب."

 

وفيما يتعلق بالسعر المقترح للماكينة عند عرضها للبيع في المزاد قال: "في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، وضعنا سعراً قياسياً عالمياً (يتراوح بين 67 ألف و250 إلى 106 آلاف و164 جنيه إسترليني) لإحدى ماكينات إنيغما في المزاد العلني."

 

وأشار إلى أنه بالنظر إلى أن سوق الأجهزة العلمية ذات الأهمية التاريخية لم تتأثر بالأزمة المالية، فإن دار العرض تأمل في أن تحقق هذا السعر مرة أخرى هذا العام أيضاً.

 

  • فريق ماسة
  • 2011-09-17
  • 8231
  • من الأرشيف

"لغز جواسيس هتلر" تحت مطرقة مزادات لندن

 بعد أن طرقت عليها أصابع عناصر شبكة الجاسوسية التابعة للزعيم الألماني أدولف هتلر، خلال فترة الحرب العالمية الثانية، تعود ماكينة تشفير الرسائل اللاسلكية، التي حيرت الحلفاء طويلاً، للظهور مجدداً، ولكن ستطرق عليها هذه المرة "مطرقة المزادات"، عندما يتم عرضها للبيع أواخر الشهر الجاري. وأعلنت دار "كريستيز" للمزادات عن عرضها الماكينة المعروفة باسم "إنيغما"، ذات الثلاثة صفوف من الأزرار الدائرية، والتي كان يستخدمها الجيش الألماني في كتابة رسائله المشفرة إلى عناصر شبكته التجسسية، للبيع في مزاد علني، تعتزم إقامته في 29 سبتمبر/ أيلول الجاري، بالعاصمة البريطانية. ولم يستطع الحلفاء فك رموز الرسائل المشفرة التي كان يجري إرسالها بواسطة تلك الماكينة، إلى أن نجحوا في الحصول عليها في إحدى المعارك البحرية، حيث تم نقلها إلى مجمع "حديقة بلتشلي" الأسطوري، والذي كان يُعرف أيضاً باسم "المحطة X"، في بريطانيا، حيث تمكنوا من فك شفرتها.   وقال الخبير في دار "كريستيز"، جيمس هايسلوب، إنه رغم الاعتقاد بأن العدد الموجود من هذه الماكينات الخاصة بتشفير رسائل أجهزة الاستخبارات، يُقدر بالآلاف، إلا إنه "من النادر أن يتم عرض إحداها للبيع"، وأضاف قائلاً: "يُعتقد أنه تم إنتاج الكثير منها، إلا أن القليل منها تمكن من البقاء."   وخلال فترة الحرب العالمية الثانية، كانت ماكينة "إنيغما" الجهاز الأكثر تطوراً من نوعه، كما أنها تُعد نقطة الانطلاق لظهور الأجيال الأولى من أجهزة وأنظمة الكمبيوتر الحديثة.   وكان قد تم إنتاج الجيل الأول من هذه الماكينات في الأصل، من قبل إحدى الشركات الهولندية، لأغراض تجارية، في أعقاب الحرب العالمية الأولى، ولكن الجيش الألماني تمكن من الانفراد باستخدام هذه التكنولوجيا، اعتباراً من عام 1929، إلى أن وقعت في أيدي الحلفاء أثناء الحرب العالمية الثانية.   وبحسب هايسلوب فإن أهمية هذه الماكينة لا تقتصر فقط على دورها في زمن الحرب، وإنما تمتد أيضاً إلى التكنولوجيا المعقدة التي اعتمدت عليها في تصنيعها وطريقة تشغيلها، مما يجعلها محط اهتمام كثير من الباحثين، خاصةً المهتمين بـ"العلوم المبكرة، والرياضيات، والتاريخ، وأدوات الحواسب."   وفيما يتعلق بالسعر المقترح للماكينة عند عرضها للبيع في المزاد قال: "في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، وضعنا سعراً قياسياً عالمياً (يتراوح بين 67 ألف و250 إلى 106 آلاف و164 جنيه إسترليني) لإحدى ماكينات إنيغما في المزاد العلني."   وأشار إلى أنه بالنظر إلى أن سوق الأجهزة العلمية ذات الأهمية التاريخية لم تتأثر بالأزمة المالية، فإن دار العرض تأمل في أن تحقق هذا السعر مرة أخرى هذا العام أيضاً.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة