اختتم مجلس جامعة الدول العربية أعمال دورته العادية 136 في مقرها بالقاهرة بعقد اجتماعه على مستوى وزراء الخارجية حيث اقر المجلس مشاريع القرارات التي كان قد رفعها المندوبون الدائمون إليهم في ختام اجتماعاتهم يوم   الأحد.

وفي سياق مناقشة بند تطورات الأوضاع في المنطقة العربية بما في ذلك ليبيا وسورية قدم أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي تقريرا حول المحادثات التي أجراها مع السيد الرئيس بشار الأسد في دمشق يوم السبت 10/9/2011 عرض فيه للإجراءات التي اتفق الأمين العام مع القيادة السورية على اتخاذها من اجل وضع حلول للازمة الحالية التي تشهدها سورية وبما يؤدي إلى وقف جميع أشكال العنف وضمان امن واستقرار سورية والمضي قدما في برنامج الإصلاحات السياسية والإسراع في خطوات تنفيذه وكذلك الاتفاق على قيام وفد رفيع المستوى من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بزيارة جميع المدن والمناطق السورية للوقوف على حقيقة الأوضاع والاطلاع على خطوات تنفيذ برنامج الإصلاح والمشاركة في جلسات الحوار الوطني وفق آلية يتم الاتفاق عليها.

 

وقدم السفير يوسف احمد مندوب سورية الدائم لدى جامعة الدول العربية ورئيس وفدها إلى اجتماع المجلس الوزاري عدة مداخلات أكد فيها أن سورية ماضية في طريق الإصلاح الذي أعلنته وفي تلبية المطالب المشروعة لمواطنيها وفي أداء الواجب الوطني المتمثل في حماية أرواحهم وأمنهم وممتلكاتهم وفي الدفاع عن امن سورية واستقرارها ووحدتها الوطنية وأنها تنفذ عملية إصلاح حقيقية وجادة تنبع من قناعاتها الوطنية والقومية ومن احتياجات شعبها وتطلعاته مؤكدا أن محاولات التدخل الخارجي في الشأن السوري لم تكن في يوم من الأيام نابعة من الحرص على مصالح سورية وأمنها واستقرارها وإنما تنطلق من الضغط المستمر على سورية للتخلي عن مواقفها القومية والمبدئية الداعمة للحق العربي وللقضية الفلسطينية والتخلي عن دعمها لقوى المقاومة العربية وذلك في مقابل إنهاء جميع أشكال الضغط والعقوبات على سورية بما في ذلك وضع حد نهائي للازمة الحالية في سورية وعودة الأمن والاستقرار إليها ومشيرا إلى أن هذه هي المطالب التي كانت تصر عليها الوفود الغربية صراحة في زياراتها إلى دمشق وفي تواصلها مع المسؤولين السوريين منذ عقود والى الآن.

 

وأكد السفير احمد أن سورية ستبقى قوية وستخرج من الأزمة الحالية أكثر مناعة وعزيمة وستنتصر إرادتها في مواجهة المؤامرة التي تستهدفها مهما تعاظمت حملة الضغوط الخارجية عليها أو تمادت بعض وسائل الإعلام في تشويه حقيقة وواقع المشهد السوري بهدف التحريض ضد سورية واستحضار التدخل الخارجي بأي ثمن من خلال وسائل وأدوات رخيصة وغير أخلاقية.

 

وفي هذا السياق شدد السفير السوري على أن الموقف الرسمي السوري المدعوم بأغلبية شعبية كبيرة ينطلق من التزام مطلق بمصالح وتطلعات الشعب السوري ورغبته في المضي بمسيرة الإصلاحات الشاملة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفي ذات الوقت فان سورية تدرك حجم المؤامرة التي تستهدف بشكل فاضح موقعها وموقفها الوطني والقومي في خضم سعي قوى إقليمية ودولية للسيطرة على مقدرات هذه الأمة وطاقاتها ووأد القضايا القومية الأساسية والمصيرية وفي مقدمها قضية الصراع العربي - الاسرائيلي وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة وذلك من خلال حلول منقوصة على حساب كرامة العرب وحقوق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية الرازحة تحت الاحتلال.

 

وحذر مندوب سورية من أن هناك أطرافا عربية تتخذ مواقف سلبية لا تساعد على الاطلاق في حل الأزمة في سورية وتقوم بتنفيذ إملاءات بعض القوى الدولية التي تقود المؤامرة وتمارس الضغط المشبوه على سورية مشيرا في هذا السياق إلى واقعة وجود مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية جيفري فيلتمان في الدوحة أثناء انعقاد اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية يوم 23 آب 2011 وإقرار طرف عربي يومها بأن فيلتمان يمارس ضغوطا على العرب من اجل تبني موقف سلبي يتجاوب مع الأجندة الامريكية والغربية ضد سورية ويسهل استدعاء التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية.

 

ثم أكد السفير احمد أن أي موقف تتخذه جامعة الدول العربية تجاه الوضع في سورية يجب أن يستند إلى المضمون البناء والايجابي لتقرير أمينها العام وإلا فان الشعب السوري الذي لم يتوان في يوم من الأيام عن تقديم الدعم والمساعدة لأشقائه العرب من المحيط إلى الخليج سيبقى يذكر على الدوام أن بعض العرب رفض مساعدته بل لعب دورا سلبيا إلى جانب القوى الدولية التي تستهدف امن واستقرار سورية وموقعها ودورها الوطني والقومي ودعمها للمقاومة ضد الاحتلالات الإسرائيلية والأجنبية.

 

ثم تقدم السفير احمد بمبادرة للجمهورية العربية السورية تتضمن مشروع قرار يصدر عن مجلس جامعة الدول العربية ويعكس رؤية عربية متكاملة تلبي الإرادة المشتركة للشعوب العربية من خلال تبني حزمة من الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وبما يكفل تعزيز الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ويتصدى لمحاولات التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدول العربية إلا أن رئيس وزراء قطر الرئيس الجديد لمجلس جامعة الدول العربية تجاهل بشكل غير مبرر التعامل مع المبادرة أو إصدار أي قرار أو توصية بشأنها.

 

وفي ختام الاجتماع أعلنت كل من سورية ولبنان تحفظهما على البيان الذي صدر عن المجلس بخصوص الوضع في سورية حيث أعلن السفير يوسف أحمد رفض سورية للبيان جملة وتفصيلا واعتبره عملاً عدائيا وغير بناء في التعامل مع الأزمة في سورية ومحاولة لإفشال مهمة الأمين العام لجامعة الدول العربية وهي الحقيقة التي انعكست من خلال مواقف ممثلي بعض الدول العربية ومن مناخات التفاوض التي سادت اجتماع المجلس والتي تناقضت بشكل فاضح مع المضامين الايجابية لتقرير الأمين العام لجامعة الدول العربية عن زيارته الأخيرة إلى سورية ولقائه بالرئيس الأسد.. واستشهد السفير السوري في هذا الصدد بوقائع ثابتة وموثقة حول محاولة بعض الأطراف العربية الرسمية والإعلامية منذ البداية إفشال مهمة أمين عام جامعة الدول العربية وعرقلة زيارته إلى سورية ولقائه بالرئيس الأسد.

 

الجدير ذكره انه وبعد ان كانت دولة فلسطين قد تسلمت يوم أول من أمس رئاسة الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية فوجئت الأطراف العربية في الجامعة بتخلي فلسطين صباح اليوم عن رئاسة الدورة 136 ومنحها لدولة قطر وقد وصفت الأوساط الدبلوماسية داخل جامعة الدول العربية هذه الخطوة بغير المبررة والمتعارضة مع أسس العمل العربي المشترك ومع القواعد الراسخة للتداول المنتظم لرئاسة المجلس وخاصة أنها جرت في الوقت الذي تستعد فيه دولة فلسطين للتوجه إلى الأمم المتحدة بدعم عربي من أجل تأكيد الحق الفلسطيني التاريخي بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة والحصول على العضوية الكاملة في المنظمة الدولية.

 

  • فريق ماسة
  • 2011-09-13
  • 13475
  • من الأرشيف

بيان مجلس الوزراء العرب عمل عدائي في التعامل مع الأزمة في سورية

اختتم مجلس جامعة الدول العربية أعمال دورته العادية 136 في مقرها بالقاهرة بعقد اجتماعه على مستوى وزراء الخارجية حيث اقر المجلس مشاريع القرارات التي كان قد رفعها المندوبون الدائمون إليهم في ختام اجتماعاتهم يوم   الأحد. وفي سياق مناقشة بند تطورات الأوضاع في المنطقة العربية بما في ذلك ليبيا وسورية قدم أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي تقريرا حول المحادثات التي أجراها مع السيد الرئيس بشار الأسد في دمشق يوم السبت 10/9/2011 عرض فيه للإجراءات التي اتفق الأمين العام مع القيادة السورية على اتخاذها من اجل وضع حلول للازمة الحالية التي تشهدها سورية وبما يؤدي إلى وقف جميع أشكال العنف وضمان امن واستقرار سورية والمضي قدما في برنامج الإصلاحات السياسية والإسراع في خطوات تنفيذه وكذلك الاتفاق على قيام وفد رفيع المستوى من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بزيارة جميع المدن والمناطق السورية للوقوف على حقيقة الأوضاع والاطلاع على خطوات تنفيذ برنامج الإصلاح والمشاركة في جلسات الحوار الوطني وفق آلية يتم الاتفاق عليها.   وقدم السفير يوسف احمد مندوب سورية الدائم لدى جامعة الدول العربية ورئيس وفدها إلى اجتماع المجلس الوزاري عدة مداخلات أكد فيها أن سورية ماضية في طريق الإصلاح الذي أعلنته وفي تلبية المطالب المشروعة لمواطنيها وفي أداء الواجب الوطني المتمثل في حماية أرواحهم وأمنهم وممتلكاتهم وفي الدفاع عن امن سورية واستقرارها ووحدتها الوطنية وأنها تنفذ عملية إصلاح حقيقية وجادة تنبع من قناعاتها الوطنية والقومية ومن احتياجات شعبها وتطلعاته مؤكدا أن محاولات التدخل الخارجي في الشأن السوري لم تكن في يوم من الأيام نابعة من الحرص على مصالح سورية وأمنها واستقرارها وإنما تنطلق من الضغط المستمر على سورية للتخلي عن مواقفها القومية والمبدئية الداعمة للحق العربي وللقضية الفلسطينية والتخلي عن دعمها لقوى المقاومة العربية وذلك في مقابل إنهاء جميع أشكال الضغط والعقوبات على سورية بما في ذلك وضع حد نهائي للازمة الحالية في سورية وعودة الأمن والاستقرار إليها ومشيرا إلى أن هذه هي المطالب التي كانت تصر عليها الوفود الغربية صراحة في زياراتها إلى دمشق وفي تواصلها مع المسؤولين السوريين منذ عقود والى الآن.   وأكد السفير احمد أن سورية ستبقى قوية وستخرج من الأزمة الحالية أكثر مناعة وعزيمة وستنتصر إرادتها في مواجهة المؤامرة التي تستهدفها مهما تعاظمت حملة الضغوط الخارجية عليها أو تمادت بعض وسائل الإعلام في تشويه حقيقة وواقع المشهد السوري بهدف التحريض ضد سورية واستحضار التدخل الخارجي بأي ثمن من خلال وسائل وأدوات رخيصة وغير أخلاقية.   وفي هذا السياق شدد السفير السوري على أن الموقف الرسمي السوري المدعوم بأغلبية شعبية كبيرة ينطلق من التزام مطلق بمصالح وتطلعات الشعب السوري ورغبته في المضي بمسيرة الإصلاحات الشاملة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفي ذات الوقت فان سورية تدرك حجم المؤامرة التي تستهدف بشكل فاضح موقعها وموقفها الوطني والقومي في خضم سعي قوى إقليمية ودولية للسيطرة على مقدرات هذه الأمة وطاقاتها ووأد القضايا القومية الأساسية والمصيرية وفي مقدمها قضية الصراع العربي - الاسرائيلي وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة وذلك من خلال حلول منقوصة على حساب كرامة العرب وحقوق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية الرازحة تحت الاحتلال.   وحذر مندوب سورية من أن هناك أطرافا عربية تتخذ مواقف سلبية لا تساعد على الاطلاق في حل الأزمة في سورية وتقوم بتنفيذ إملاءات بعض القوى الدولية التي تقود المؤامرة وتمارس الضغط المشبوه على سورية مشيرا في هذا السياق إلى واقعة وجود مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية جيفري فيلتمان في الدوحة أثناء انعقاد اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية يوم 23 آب 2011 وإقرار طرف عربي يومها بأن فيلتمان يمارس ضغوطا على العرب من اجل تبني موقف سلبي يتجاوب مع الأجندة الامريكية والغربية ضد سورية ويسهل استدعاء التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية.   ثم أكد السفير احمد أن أي موقف تتخذه جامعة الدول العربية تجاه الوضع في سورية يجب أن يستند إلى المضمون البناء والايجابي لتقرير أمينها العام وإلا فان الشعب السوري الذي لم يتوان في يوم من الأيام عن تقديم الدعم والمساعدة لأشقائه العرب من المحيط إلى الخليج سيبقى يذكر على الدوام أن بعض العرب رفض مساعدته بل لعب دورا سلبيا إلى جانب القوى الدولية التي تستهدف امن واستقرار سورية وموقعها ودورها الوطني والقومي ودعمها للمقاومة ضد الاحتلالات الإسرائيلية والأجنبية.   ثم تقدم السفير احمد بمبادرة للجمهورية العربية السورية تتضمن مشروع قرار يصدر عن مجلس جامعة الدول العربية ويعكس رؤية عربية متكاملة تلبي الإرادة المشتركة للشعوب العربية من خلال تبني حزمة من الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وبما يكفل تعزيز الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ويتصدى لمحاولات التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدول العربية إلا أن رئيس وزراء قطر الرئيس الجديد لمجلس جامعة الدول العربية تجاهل بشكل غير مبرر التعامل مع المبادرة أو إصدار أي قرار أو توصية بشأنها.   وفي ختام الاجتماع أعلنت كل من سورية ولبنان تحفظهما على البيان الذي صدر عن المجلس بخصوص الوضع في سورية حيث أعلن السفير يوسف أحمد رفض سورية للبيان جملة وتفصيلا واعتبره عملاً عدائيا وغير بناء في التعامل مع الأزمة في سورية ومحاولة لإفشال مهمة الأمين العام لجامعة الدول العربية وهي الحقيقة التي انعكست من خلال مواقف ممثلي بعض الدول العربية ومن مناخات التفاوض التي سادت اجتماع المجلس والتي تناقضت بشكل فاضح مع المضامين الايجابية لتقرير الأمين العام لجامعة الدول العربية عن زيارته الأخيرة إلى سورية ولقائه بالرئيس الأسد.. واستشهد السفير السوري في هذا الصدد بوقائع ثابتة وموثقة حول محاولة بعض الأطراف العربية الرسمية والإعلامية منذ البداية إفشال مهمة أمين عام جامعة الدول العربية وعرقلة زيارته إلى سورية ولقائه بالرئيس الأسد.   الجدير ذكره انه وبعد ان كانت دولة فلسطين قد تسلمت يوم أول من أمس رئاسة الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية فوجئت الأطراف العربية في الجامعة بتخلي فلسطين صباح اليوم عن رئاسة الدورة 136 ومنحها لدولة قطر وقد وصفت الأوساط الدبلوماسية داخل جامعة الدول العربية هذه الخطوة بغير المبررة والمتعارضة مع أسس العمل العربي المشترك ومع القواعد الراسخة للتداول المنتظم لرئاسة المجلس وخاصة أنها جرت في الوقت الذي تستعد فيه دولة فلسطين للتوجه إلى الأمم المتحدة بدعم عربي من أجل تأكيد الحق الفلسطيني التاريخي بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة والحصول على العضوية الكاملة في المنظمة الدولية.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة