أكد الرئيس سعد الحريري، أمس، أنّ التطرّف والأسلحة النووية «تهديدان عالميان، والسبب وراءهما هو الفشل المستمر في إنهاء النزاع العربي ـــــ الإسرائيلي والظلم الكبير الذي لحق بالشعب الفلسطيني»، مشدداً على أنّ «الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لم تُظهر أنها مهتمة بتحقيق سلام عادل وشامل مع العالم العربي، رغم العرض الحقيقي للسلام الذي قدمته 50 دولة إسلامية وأكثر من 1,3 مليار عربي ومسلم، من خلال الموافقة على مبادرة السلام العربية

كلام الحريري جاء خلال إفطار أقامه منتدى «نويفا إيكونوميا» الإسباني، على شرف الحريري، وحضره وزير الخارجية الإسباني، ميغيل أنخيل موراتينوس، ومجموعة من المسؤولين الإسبان. وأشار الحريري إلى أنّ تضييع فرص السلام يغذّي قيام متطرفين جدد «والقهر أرض خصبة للمتطرفين، ولا نستطيع الفصل بين محاربة الإرهاب والسعي إلى تحقيق العدالة والسلام والحرية». أضاف: «التحديات السياسية والتهديدات الأمنية العالمية التي نواجهها اليوم تتطلب حلولاً عالمية تتطلب بدورها تضافر الجهود والتعاون»، معتبراً أنّ «الفشل في تحريك عملية السلام هو قنبلة موقوتة وأكثر خطورة من تخصيب اليورانيوم

ولفت الحريري إلى أنّ «قيادة إسبانيا لقوات اليونيفيل أمر عزيز على قلبنا، والعلاقة بين لبنان وإسبانيا تاريخية، وتشهد نقطة تحول من خلال اضطلاع إسبانيا بدور سياسي أكبر في لبنان، وعلينا العمل على تطوير العلاقات الاقتصادية بين بلدينا»

وبشأن محاولات إسرائيل تأخير تسلّم الجنرال ألبيرتو أسارتا قيادة اليونيفيل أجاب: «إن إسرائيل تحاول ألا تقوم بأي خطوة إلى الأمام تتعلق بعملية السلام»، معدّداً بعض الخطوات الإسرائيلية الاستفزازية، ومؤكداً تمسّك لبنان واحترامه للقرار 170صص1 وتطبيقه

أضاف: «للمرة الأولى نرى أن الإدارة الأميركية تنظر بعناية إلى هذا النزاع، وقد عيّن الرئيس أوباما منذ اليوم الأول لتولّيه مهماته السيناتور جورج ميتشل مبعوثاً خاصاً لعملية السلام في الشرق الأوسط، وهو ما يمثّل إشارة واضحة على جدية أميركا بأن هذه الإدارة ملتزمة فعلاً بعملية السلام، وأشعر أن الرئيس أوباما هو الشخص المناسب لهذه المهمة وهو عاقد العزم على المضيّ في عملية السلام، لكنه في حاجة إلى الاتحاد الأوروبي». وشدد الحريري على أنّ كبح التجاوزات الإسرائيلية في لبنان وفلسطين يتطلب «خطوات من الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي... ويجب الضغط على إسرائيل عبر وقف بعض المساعدات لها

وعن كلام وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، بأن هذا النزاع قد يؤدي إلى نشوب حرب، قال: «أعتقد أن الوزير المعلم لم يخرج ويدلي بهذا التصريح من دون سبب، إذ إن ما حصل هو أنه كانت هناك سلسلة تهديدات إسرائيلية ضد لبنان وسوريا والمنطقة»، مضيفاً إنّ أي بلد يُهدد سيردّ بالطريقة نفسها. وتحدث الحريري عن العلاقة بين لبنان وسوريا والمحادثات التي جرت مع الرئيس بشار الأسد. ورأى أنه «لدفع هذه العلاقة قدماً، نحن بحاجة دائماً إلى التعاطي مع هذه العلاقة بعيداً عن الإعلام لوجود مسائل حساسة ومهمة جداً بين البلدين، وأعتقد أن المسائل المشتركة التي نتفق عليها هي أكثر بكثير من تلك التي نتباين بشأنها

أضاف: «لقد أظهر الرئيس الأسد إيجابية كبيرة جداً خلال المحادثات، وسأزور سوريا قريباً جداً للتوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون بين البلدين، وسنطلق عملية ترسيم وتحديد للحدود، وأنا أؤمن بهذه العلاقة. لقد كان ذهابي إلى سوريا خطوة مهمة، وقد قمت بها لأنني أؤمن بأننا بحاجة إلى بناء علاقة أفضل بين البلدين، ونحن ملتزمون تماماً بهذه المسألة وأعدكم بأننا سنحقق ذلك». وعن الوضع الداخلي في لبنان، شدد الحريري على ضرورة الحفاظ على حكومة الوحدة الوطنية، مشيراً إلى وضع أولويات الناس في مقدمة اهتمام هذه الحكومة

وظهراً، لبى الحريري دعوة إلى مأدبة غداء أقامتها على شرفه غرفة التجارة والصناعة واتحاد المستثمرين الإسبان، فأعاد الحريري التشديد على ضرورة التعاون الاقتصادي بين البلدين، فقال: «تهدف زيارتي إلى تعزيز العلاقات القوية القائمة بين بلدينا، وقد تعززت هذه النظرة خلال الاجتماعات التي عقدناها مع المسؤولين. وجرى الإعراب على نحو واسع عن وجود مصلحة في مزيد من التعاون بين القطاعين العام والخاص في كلا البلدين». وأشار الحريري إلى أنّ الاقتصاد اللبناني «استطاع تخطي الظروف السياسية والأمنية الصعبة، إضافة إلى التحديات الخارجية التي فرضتها الأزمة المالية العالمية». ولفت إلى وجود «تحسن ملحوظ على صعيد الاقتصاد الكلي مع ازدياد التدفقات الخارجية والمحافظة على الاستقرار في الأسعار». واستفاض الحريري في الحديث عن إعادة هيكلة القطاع العام ومؤسساته، معتبراً أنّ «الهدف الأساس من سياستنا الاقتصادية الجديدة هو الحفاظ على الأداء الاقتصادي القوي ومعدلات النمو المرتفعة». وتوجّه إلى رجال الأعمال الإسبان بالقول: «لبنان هو بوابتكم المثالية نحو المنطقة، ونحن نرحّب بتجربتكم ومعرفتكم وإبداعكم
  • فريق ماسة
  • 2010-04-09
  • 9939
  • من الأرشيف

الحريري سأزور دمشق قريباً

أكد الرئيس سعد الحريري، أمس، أنّ التطرّف والأسلحة النووية «تهديدان عالميان، والسبب وراءهما هو الفشل المستمر في إنهاء النزاع العربي ـــــ الإسرائيلي والظلم الكبير الذي لحق بالشعب الفلسطيني»، مشدداً على أنّ «الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لم تُظهر أنها مهتمة بتحقيق سلام عادل وشامل مع العالم العربي، رغم العرض الحقيقي للسلام الذي قدمته 50 دولة إسلامية وأكثر من 1,3 مليار عربي ومسلم، من خلال الموافقة على مبادرة السلام العربية كلام الحريري جاء خلال إفطار أقامه منتدى «نويفا إيكونوميا» الإسباني، على شرف الحريري، وحضره وزير الخارجية الإسباني، ميغيل أنخيل موراتينوس، ومجموعة من المسؤولين الإسبان. وأشار الحريري إلى أنّ تضييع فرص السلام يغذّي قيام متطرفين جدد «والقهر أرض خصبة للمتطرفين، ولا نستطيع الفصل بين محاربة الإرهاب والسعي إلى تحقيق العدالة والسلام والحرية». أضاف: «التحديات السياسية والتهديدات الأمنية العالمية التي نواجهها اليوم تتطلب حلولاً عالمية تتطلب بدورها تضافر الجهود والتعاون»، معتبراً أنّ «الفشل في تحريك عملية السلام هو قنبلة موقوتة وأكثر خطورة من تخصيب اليورانيوم ولفت الحريري إلى أنّ «قيادة إسبانيا لقوات اليونيفيل أمر عزيز على قلبنا، والعلاقة بين لبنان وإسبانيا تاريخية، وتشهد نقطة تحول من خلال اضطلاع إسبانيا بدور سياسي أكبر في لبنان، وعلينا العمل على تطوير العلاقات الاقتصادية بين بلدينا» وبشأن محاولات إسرائيل تأخير تسلّم الجنرال ألبيرتو أسارتا قيادة اليونيفيل أجاب: «إن إسرائيل تحاول ألا تقوم بأي خطوة إلى الأمام تتعلق بعملية السلام»، معدّداً بعض الخطوات الإسرائيلية الاستفزازية، ومؤكداً تمسّك لبنان واحترامه للقرار 170صص1 وتطبيقه أضاف: «للمرة الأولى نرى أن الإدارة الأميركية تنظر بعناية إلى هذا النزاع، وقد عيّن الرئيس أوباما منذ اليوم الأول لتولّيه مهماته السيناتور جورج ميتشل مبعوثاً خاصاً لعملية السلام في الشرق الأوسط، وهو ما يمثّل إشارة واضحة على جدية أميركا بأن هذه الإدارة ملتزمة فعلاً بعملية السلام، وأشعر أن الرئيس أوباما هو الشخص المناسب لهذه المهمة وهو عاقد العزم على المضيّ في عملية السلام، لكنه في حاجة إلى الاتحاد الأوروبي». وشدد الحريري على أنّ كبح التجاوزات الإسرائيلية في لبنان وفلسطين يتطلب «خطوات من الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي... ويجب الضغط على إسرائيل عبر وقف بعض المساعدات لها وعن كلام وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، بأن هذا النزاع قد يؤدي إلى نشوب حرب، قال: «أعتقد أن الوزير المعلم لم يخرج ويدلي بهذا التصريح من دون سبب، إذ إن ما حصل هو أنه كانت هناك سلسلة تهديدات إسرائيلية ضد لبنان وسوريا والمنطقة»، مضيفاً إنّ أي بلد يُهدد سيردّ بالطريقة نفسها. وتحدث الحريري عن العلاقة بين لبنان وسوريا والمحادثات التي جرت مع الرئيس بشار الأسد. ورأى أنه «لدفع هذه العلاقة قدماً، نحن بحاجة دائماً إلى التعاطي مع هذه العلاقة بعيداً عن الإعلام لوجود مسائل حساسة ومهمة جداً بين البلدين، وأعتقد أن المسائل المشتركة التي نتفق عليها هي أكثر بكثير من تلك التي نتباين بشأنها أضاف: «لقد أظهر الرئيس الأسد إيجابية كبيرة جداً خلال المحادثات، وسأزور سوريا قريباً جداً للتوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون بين البلدين، وسنطلق عملية ترسيم وتحديد للحدود، وأنا أؤمن بهذه العلاقة. لقد كان ذهابي إلى سوريا خطوة مهمة، وقد قمت بها لأنني أؤمن بأننا بحاجة إلى بناء علاقة أفضل بين البلدين، ونحن ملتزمون تماماً بهذه المسألة وأعدكم بأننا سنحقق ذلك». وعن الوضع الداخلي في لبنان، شدد الحريري على ضرورة الحفاظ على حكومة الوحدة الوطنية، مشيراً إلى وضع أولويات الناس في مقدمة اهتمام هذه الحكومة وظهراً، لبى الحريري دعوة إلى مأدبة غداء أقامتها على شرفه غرفة التجارة والصناعة واتحاد المستثمرين الإسبان، فأعاد الحريري التشديد على ضرورة التعاون الاقتصادي بين البلدين، فقال: «تهدف زيارتي إلى تعزيز العلاقات القوية القائمة بين بلدينا، وقد تعززت هذه النظرة خلال الاجتماعات التي عقدناها مع المسؤولين. وجرى الإعراب على نحو واسع عن وجود مصلحة في مزيد من التعاون بين القطاعين العام والخاص في كلا البلدين». وأشار الحريري إلى أنّ الاقتصاد اللبناني «استطاع تخطي الظروف السياسية والأمنية الصعبة، إضافة إلى التحديات الخارجية التي فرضتها الأزمة المالية العالمية». ولفت إلى وجود «تحسن ملحوظ على صعيد الاقتصاد الكلي مع ازدياد التدفقات الخارجية والمحافظة على الاستقرار في الأسعار». واستفاض الحريري في الحديث عن إعادة هيكلة القطاع العام ومؤسساته، معتبراً أنّ «الهدف الأساس من سياستنا الاقتصادية الجديدة هو الحفاظ على الأداء الاقتصادي القوي ومعدلات النمو المرتفعة». وتوجّه إلى رجال الأعمال الإسبان بالقول: «لبنان هو بوابتكم المثالية نحو المنطقة، ونحن نرحّب بتجربتكم ومعرفتكم وإبداعكم


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة