إذا كان بعض الإعلام في جانبيه العربي والغربي انخرط منذ اللحظات الأولى في مجريات المؤامرة الخطيرة التي تتعرض لها سورية، لدرجة أن هذا البعض يعد مكوناً أساسياً من مكونات المؤامرة وأدواتها، فإن في العالم إعلاماً حصيفاً يرى الحقائق كما هي في الواقع، ولديه الشجاعة لقولها لأنه لا يخشى في الحق لومة لائم، ومن بعض ما رآه هذا الإعلام الحصيف فيما يجري في سورية أن المجموعات الإرهابية تواصل أعمالها الشرسة فتقتل وتقطع الطرقات وتحرق المؤسسات الحكومية وتنهب المخازن، وأن بيان مجلس الأمن حول سورية يعكس سياسة الكيل بمكيالين، وهو بيان ظالم لا يقول إلا نصف الحقيقة، ويمثل النفاق داخل مبنى الأمم المتحدة الزجاجي، وغير ذلك الكثير.

 وفي ذلك انتقد الصحفي الفرنسي لويس دنغيان البيان الصادر عن مجلس الأمن ضد سورية وتساءل هل هذا البيان يدعو أيضاً المتطرفين لإيقاف إطلاق النار فوراً ولأن يحترموا حقوق الإنسان والالتزامات التي نص عليها القانون الدولي؟ وهل يشمل الرجال المسلحين الذين ينشرون الرعب وعدم الأمان في جسر الشغور وحمص وحماة؟. ‏

وفي مقال نشره موقع (أنفوسيري) الإلكتروني, قال دنغيان: إن البيان ما هو إلا عظمة قدمتها روسيا والصين للدول الغربية مشيراً إلى أن العالم بات يعلم أن خطة تعارض الخير والشر في مجلس الأمن ما هي إلا خدعة. ‏

وأضاف دنغيان: إن النص الذي تبناه مجلس الأمن هو جائزة ترضية للدبلوماسية الغربية التي تعلم أنه على الرغم من تفاخرها فإنها خسرت في أفغانستان وفشلت تماماً بعزل سورية وتسخر كل يوم من نفسها في ليبيا. ‏

وعبّر دنغيان عن أسفه لذلك البيان وعن انزعاجه من الضجيج الإعلامي الذي رافقه مؤكداً انه ظالم ولا يقول في أفضل أحواله إلا نصف الأشياء بخصوص الوضع في سورية ويعكس سياسة الكيل بمكيالين متسائلاً ماذا عن إدانة إسرائيل؟. ‏

وختم الصحفي الفرنسي بقوله: إن السوريين هم وحدهم القادرون على التعامل مع شؤونهم الداخلية وهذا يقع على عاتق الحكومة التي أقرّت قانوناً يسمح بإنشاء أحزاب جديدة, وعلى جميع السوريين ذوي النية الحسنة. ‏

وفي تحليل نشرته صحيفة (ريناشيتا) الإيطالية انتقد الصحفي الإيطالي ماتيو برنابيي بيان مجلس الأمن الأخير حول الوضع في سورية وقال: إنه يمثل النفاق داخل مبنى الأمم المتحدة الزجاجي. ‏

واستعرض برنابيي تصريحات بعض المسؤولين في أعقاب البيان وخاصة تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وقال الكاتب إنها كشفت عن رغبته حول ضرورة اتخاذ مجلس الأمن مواقف ضد سورية. ‏

وأشار برنابيي إلى أن نص البيان المذكور يتضمن أيضاً اعترافاً مهماً من مجلس الأمن بوجود مجموعات مسلحة داخل سورية قامت خلال الأيام القليلة الماضية بالسيطرة على مؤسسات الدولة. ‏

وانتقد تجاهل الأمين العام للأمم المتحدة التعليق على وجود هذه الجماعات المسلحة التي ورد ذكرها في البيان الذي يشرح ويبرر استخدام القوة في بعض الحالات من الحكومة لحماية المواطنين. ‏

وقال ماتيو: إن الغرب لطالما تجاهل حقيقة ما يجري في سورية وهو يمضي قدماً في حملته الإعلامية بهدف إسقاط الحكومة الحالية في سورية مشيراً إلى ردود الفعل الغربية المستهجنة وخاصة من وزراء خارجية فرنسا وإيطاليا على الإصلاحات الجارية في سورية وخاصة إقرار قانوني الانتخابات العامة والأحزاب في سورية. ‏

صحيفة (البرافدا) الروسية بدورها أكدت أن التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية السورية منع حل القضايا التي تواجهها سورية بشكل سريع وناجع موضحة أن هذا التدخل بات واضحاً ولاسيما بعد الزيارة التحريضية التي قام بها السفيران الأمريكي والفرنسي إلى مدينة حماة والعقوبات الأوروبية والأمريكية المفروضة على سورية. ‏

وقالت الصحيفة في مقال نشرته أمس بقلم أندريه فيليبوف رئيس القسم الدولي في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي: إن المجموعات الإرهابية المسلحة تواصل أعمالها الشرسة التي تسفر عن وقوع ضحايا بين المدنيين وفي صفوف الجيش والشرطة بينما تستمر وسائل الإعلام الغربية وغيرها في عرض لقطات ومشاهد ملتقطة في أماكن غير معروفة لما تصفه (بالتظاهرات ضد النظام في سورية). ‏

وأشارت الصحيفة إلى أن قوات حفظ النظام اضطرت للقيام بالتدابير الضرورية ضد المجموعات الإرهابية المسلحة التي تقوم بقطع الطرقات والشوارع وتحرق المؤسسات الحكومية وتنهب المخازن لافتة إلى أن أعمال هذه المجموعات في مدينة حماة أخذت طابعاً مناقضاً تماماً لسياسة الدولة بشكل عام وللتحولات الاجتماعية التي شهدتها سورية خلال الفترة الماضية. ‏

وأشارت الصحيفة إلى أن القيادة السورية مستمرة في التصدي للإرهابيين المسلحين وتقديمهم للقضاء وهي تعمل في الوقت نفسه على تطبيق الإصلاحات وتنفيذها على أرض الواقع عبر القوانين والإجراءات التي تم إقرارها في مختلف المجالات الادارية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية. ‏

وأوضحت الصحيفة أن سياسة القيادة السورية تحظى بتأييد المواطنين السوريين حيث تجري فعاليات شعبية ضخمة في جميع المدن السورية لإظهار هذا التأييد للرئيس بشار الأسد مشيرة في الوقت نفسه إلى عودة المئات من السوريين الذين أجبرتهم العصابات المسلحة على ترك أراضيهم والهروب إلى تركيا. ‏

إلى ذلك, وفي مقال نشرته صحيفة (البناء) اللبنانية بعنوان (مع الرئيس الأسد ستخرج سورية منتصرة) أكد الوزير اللبناني السابق وديع الخازن, أن الجيش العربي السوري الذي تنامت عقيدته القتالية على مواجهة إسرائيل يواصل اليوم الحفاظ على الخط القومي وقد استطاع التغلب على التآمر الخارجي الذي يسعى إلى بث الفتنة في سورية. ‏

ولفت الخازن إلى أن الجيش العربي السوري الوطني والقومي العقيدة لم تثنه الشعارات المنسلة عن أداء دوره الوطني لإنقاذ سورية من أكبر استهداف لوحدتها وولائها للقيادة رغم الحملات الإعلامية التي شنت على مهماته الأمنية لأنه يدرك حجم المؤامرة على سورية من أجل إحداث شرخ طائفي بغيض يتناقض مع طبيعة النظام القائم على أخوة الجميع في بوتقة الدولة. ‏

وقال الكاتب: إن الرئيس بشار الأسد كان متنبهاً منذ اللحظة الأولى إلى خطورة هذه التحركات المبيتة على مستقبل سورية وأجيالها فحسم الأمر بالتصدي لهذه التحركات قبل أن يستفحل أمرها وتحول الساحة الداخلية إلى صدام طائفي لا يستفيد منه إلا العدو الإسرائيلي الذي يطمح إلى إقامة كيانات طائفية من حوله. ‏

 

ولفت الخازن إلى أن القيادة السورية قامت من خلال الخطوات الإصلاحية التي بدأت بتنفيذها منذ عام 2000 بوضع حد لمحاولات الغرب وإسرائيل الرامية إلى استغلال ساحة المطالب لتحقيق ماعجزوا عن تحقيقه بالحروب والفتن مبيناً أن القيادة السورية لم تكن لتساوم على ما يمس حقوق سورية أو الحقوق العربية ولم تتنازل عن دعمها لعناصر المقاومة للاحتلال الإسرائيلي ما حمل الأغلبية الشعبية في سورية على تأييدها رغم التشهير الإعلامي الذي حاول أن يقلب الوقائع لمصلحة خطة تستهدف المواقف السورية. ‏

وأوضح الخازن أن استهداف سورية هو استهداف لعرين العرب الذي وقف في وجه أعتى الهجمات على العراق عام 2003 وحرب لبنان عام 2006 وعدوان غزة عام 2008 مؤكداً أن دعم سورية لحركات المقاومة أحبط مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي بشرت به وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس. ‏

وختم الكاتب مقاله بالقول: إن سورية التي خرجت من تحديات خارجية أكبر هي اليوم أقوى من أن تنال منها الفتن المفتعلة لأن جيشها هو صمام الأمان لخروجها من هذه الأزمة لافتاً إلى أنه مع الرئيس الأسد ستخرج سورية منتصرة على الفتنة الأخيرة. ‏

وفي مقال آخر في الصحيفة ذاتها, أكد الكاتب الياس عشي أن سورية بقيت صامدة في وجه كل العواصف رغم محاصرتها اقتصادياً وسياسياً وإعلامياً منذ أربعين عاماً وستخرج من أزمتها رغم الحرب الظالمة التي تتعرض لها الآن. ‏

وأشار الكاتب في مقاله الذي جاء بعنوان (المشهد السوري في خطوطه العريضة) إلى أن سورية لها قصة طويلة مع الصراع وهي لم تنحنِ عبر التاريخ مؤكداً أن الحرب الظالمة التي تتعرض لها الآن ليست حديثة العهد وإنما بدأت بأشكال متعددة مع أول انتصار حققه السوريون على إسرائيل في حرب تشرين عام 1973 ثم ازدادت شراسة عندما رفضت سورية مباركة الاجتياح الأميركي للعراق سنة 2003 ووصلت إلى الذروة في انتصار المقاومة الوطنية اللبنانية على جيش الاحتلال الإسرائيلي عامي 2000 و2006. ‏

ولفت الكاتب إلى مواقف سورية المشرفة التي رفضت بكل كبرياء الأوراق الجديدة المستنسخة من رحم سايكس ـ بيكو منتقداً الحرب التي تتعرض لها باستخدام الإعلام ومجلس الأمن والتظاهرات والقتل والخطف والتشويه والتهديد بالاجتياح والهدم والاغتيال وضرب الاقتصاد والسموم الطائفية والاجتماعات المتنقلة بين أنطاليا وسان جيرمان واسطنبول والبيت الأبيض. ‏

وختم الكاتب مقاله بالقول: إن العقلية الاستعمارية تأبى الخروج من عقدتي الاستعلاء والتفوق وترفض أن ترى دولة كسورية تقف في وجه كل المخططات الهادفة إلى تحويل العالم العربي إلى مزارع إقطاعية يديرها إقطاعيو الداخل من جهة وإسرائيل من جهة أخرى. ‏

في غضون ذلك, قال وزير الإعلام اللبناني وليد الداعوق: إن الموقف اللبناني إزاء البيان المتعلق بسورية في مجلس الأمن يدل على أعلى درجات الحكمة والتبصر للحكومة اللبنانية التي تأخذ مصلحة لبنان العليا في أول حساباتها نظراً للظروف والأوضاع الإقليمية الراهنة وكذلك الوضع الداخلي الحساس ولا تؤخذ بالشعارات والانجرافات والانحرافات السياسية التي تريد إقحام لبنان في أتون حسابات ورهانات خطرة لأولئك الذين لا يقيمون وزناً لمصلحة لبنان وخصوصيته. ‏

وأضاف الداعوق: إن هناك محاولات لتشويه صورة موقف لبنان في مجلس الأمن الدولي, وأن هذا الموقف شكل درع حماية للبنان عندما نأى بنفسه عن البيان, وهو موقف لقي تفهماً من كل المجتمع الدولي لكن البعض في لبنان يبدو أنه لا يريد أن يتفهم هذا الموقف, وبدل أن يصفق للحكومة على هذا الموقف سارع إلى محاولة الاستثمار ضد الحكومة ولو أدى ذلك إلى إلحاق الضرر بلبنان. ‏

  • فريق ماسة
  • 2011-08-06
  • 7419
  • من الأرشيف

رينا شيتا: بيان مجلس الأمن يمثل النفاق في المبنى الزجاجي.. أنفوسيري: ظالم ولم يقل إلا نصف الحقيقة..

إذا كان بعض الإعلام في جانبيه العربي والغربي انخرط منذ اللحظات الأولى في مجريات المؤامرة الخطيرة التي تتعرض لها سورية، لدرجة أن هذا البعض يعد مكوناً أساسياً من مكونات المؤامرة وأدواتها، فإن في العالم إعلاماً حصيفاً يرى الحقائق كما هي في الواقع، ولديه الشجاعة لقولها لأنه لا يخشى في الحق لومة لائم، ومن بعض ما رآه هذا الإعلام الحصيف فيما يجري في سورية أن المجموعات الإرهابية تواصل أعمالها الشرسة فتقتل وتقطع الطرقات وتحرق المؤسسات الحكومية وتنهب المخازن، وأن بيان مجلس الأمن حول سورية يعكس سياسة الكيل بمكيالين، وهو بيان ظالم لا يقول إلا نصف الحقيقة، ويمثل النفاق داخل مبنى الأمم المتحدة الزجاجي، وغير ذلك الكثير.  وفي ذلك انتقد الصحفي الفرنسي لويس دنغيان البيان الصادر عن مجلس الأمن ضد سورية وتساءل هل هذا البيان يدعو أيضاً المتطرفين لإيقاف إطلاق النار فوراً ولأن يحترموا حقوق الإنسان والالتزامات التي نص عليها القانون الدولي؟ وهل يشمل الرجال المسلحين الذين ينشرون الرعب وعدم الأمان في جسر الشغور وحمص وحماة؟. ‏ وفي مقال نشره موقع (أنفوسيري) الإلكتروني, قال دنغيان: إن البيان ما هو إلا عظمة قدمتها روسيا والصين للدول الغربية مشيراً إلى أن العالم بات يعلم أن خطة تعارض الخير والشر في مجلس الأمن ما هي إلا خدعة. ‏ وأضاف دنغيان: إن النص الذي تبناه مجلس الأمن هو جائزة ترضية للدبلوماسية الغربية التي تعلم أنه على الرغم من تفاخرها فإنها خسرت في أفغانستان وفشلت تماماً بعزل سورية وتسخر كل يوم من نفسها في ليبيا. ‏ وعبّر دنغيان عن أسفه لذلك البيان وعن انزعاجه من الضجيج الإعلامي الذي رافقه مؤكداً انه ظالم ولا يقول في أفضل أحواله إلا نصف الأشياء بخصوص الوضع في سورية ويعكس سياسة الكيل بمكيالين متسائلاً ماذا عن إدانة إسرائيل؟. ‏ وختم الصحفي الفرنسي بقوله: إن السوريين هم وحدهم القادرون على التعامل مع شؤونهم الداخلية وهذا يقع على عاتق الحكومة التي أقرّت قانوناً يسمح بإنشاء أحزاب جديدة, وعلى جميع السوريين ذوي النية الحسنة. ‏ وفي تحليل نشرته صحيفة (ريناشيتا) الإيطالية انتقد الصحفي الإيطالي ماتيو برنابيي بيان مجلس الأمن الأخير حول الوضع في سورية وقال: إنه يمثل النفاق داخل مبنى الأمم المتحدة الزجاجي. ‏ واستعرض برنابيي تصريحات بعض المسؤولين في أعقاب البيان وخاصة تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وقال الكاتب إنها كشفت عن رغبته حول ضرورة اتخاذ مجلس الأمن مواقف ضد سورية. ‏ وأشار برنابيي إلى أن نص البيان المذكور يتضمن أيضاً اعترافاً مهماً من مجلس الأمن بوجود مجموعات مسلحة داخل سورية قامت خلال الأيام القليلة الماضية بالسيطرة على مؤسسات الدولة. ‏ وانتقد تجاهل الأمين العام للأمم المتحدة التعليق على وجود هذه الجماعات المسلحة التي ورد ذكرها في البيان الذي يشرح ويبرر استخدام القوة في بعض الحالات من الحكومة لحماية المواطنين. ‏ وقال ماتيو: إن الغرب لطالما تجاهل حقيقة ما يجري في سورية وهو يمضي قدماً في حملته الإعلامية بهدف إسقاط الحكومة الحالية في سورية مشيراً إلى ردود الفعل الغربية المستهجنة وخاصة من وزراء خارجية فرنسا وإيطاليا على الإصلاحات الجارية في سورية وخاصة إقرار قانوني الانتخابات العامة والأحزاب في سورية. ‏ صحيفة (البرافدا) الروسية بدورها أكدت أن التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية السورية منع حل القضايا التي تواجهها سورية بشكل سريع وناجع موضحة أن هذا التدخل بات واضحاً ولاسيما بعد الزيارة التحريضية التي قام بها السفيران الأمريكي والفرنسي إلى مدينة حماة والعقوبات الأوروبية والأمريكية المفروضة على سورية. ‏ وقالت الصحيفة في مقال نشرته أمس بقلم أندريه فيليبوف رئيس القسم الدولي في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي: إن المجموعات الإرهابية المسلحة تواصل أعمالها الشرسة التي تسفر عن وقوع ضحايا بين المدنيين وفي صفوف الجيش والشرطة بينما تستمر وسائل الإعلام الغربية وغيرها في عرض لقطات ومشاهد ملتقطة في أماكن غير معروفة لما تصفه (بالتظاهرات ضد النظام في سورية). ‏ وأشارت الصحيفة إلى أن قوات حفظ النظام اضطرت للقيام بالتدابير الضرورية ضد المجموعات الإرهابية المسلحة التي تقوم بقطع الطرقات والشوارع وتحرق المؤسسات الحكومية وتنهب المخازن لافتة إلى أن أعمال هذه المجموعات في مدينة حماة أخذت طابعاً مناقضاً تماماً لسياسة الدولة بشكل عام وللتحولات الاجتماعية التي شهدتها سورية خلال الفترة الماضية. ‏ وأشارت الصحيفة إلى أن القيادة السورية مستمرة في التصدي للإرهابيين المسلحين وتقديمهم للقضاء وهي تعمل في الوقت نفسه على تطبيق الإصلاحات وتنفيذها على أرض الواقع عبر القوانين والإجراءات التي تم إقرارها في مختلف المجالات الادارية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية. ‏ وأوضحت الصحيفة أن سياسة القيادة السورية تحظى بتأييد المواطنين السوريين حيث تجري فعاليات شعبية ضخمة في جميع المدن السورية لإظهار هذا التأييد للرئيس بشار الأسد مشيرة في الوقت نفسه إلى عودة المئات من السوريين الذين أجبرتهم العصابات المسلحة على ترك أراضيهم والهروب إلى تركيا. ‏ إلى ذلك, وفي مقال نشرته صحيفة (البناء) اللبنانية بعنوان (مع الرئيس الأسد ستخرج سورية منتصرة) أكد الوزير اللبناني السابق وديع الخازن, أن الجيش العربي السوري الذي تنامت عقيدته القتالية على مواجهة إسرائيل يواصل اليوم الحفاظ على الخط القومي وقد استطاع التغلب على التآمر الخارجي الذي يسعى إلى بث الفتنة في سورية. ‏ ولفت الخازن إلى أن الجيش العربي السوري الوطني والقومي العقيدة لم تثنه الشعارات المنسلة عن أداء دوره الوطني لإنقاذ سورية من أكبر استهداف لوحدتها وولائها للقيادة رغم الحملات الإعلامية التي شنت على مهماته الأمنية لأنه يدرك حجم المؤامرة على سورية من أجل إحداث شرخ طائفي بغيض يتناقض مع طبيعة النظام القائم على أخوة الجميع في بوتقة الدولة. ‏ وقال الكاتب: إن الرئيس بشار الأسد كان متنبهاً منذ اللحظة الأولى إلى خطورة هذه التحركات المبيتة على مستقبل سورية وأجيالها فحسم الأمر بالتصدي لهذه التحركات قبل أن يستفحل أمرها وتحول الساحة الداخلية إلى صدام طائفي لا يستفيد منه إلا العدو الإسرائيلي الذي يطمح إلى إقامة كيانات طائفية من حوله. ‏   ولفت الخازن إلى أن القيادة السورية قامت من خلال الخطوات الإصلاحية التي بدأت بتنفيذها منذ عام 2000 بوضع حد لمحاولات الغرب وإسرائيل الرامية إلى استغلال ساحة المطالب لتحقيق ماعجزوا عن تحقيقه بالحروب والفتن مبيناً أن القيادة السورية لم تكن لتساوم على ما يمس حقوق سورية أو الحقوق العربية ولم تتنازل عن دعمها لعناصر المقاومة للاحتلال الإسرائيلي ما حمل الأغلبية الشعبية في سورية على تأييدها رغم التشهير الإعلامي الذي حاول أن يقلب الوقائع لمصلحة خطة تستهدف المواقف السورية. ‏ وأوضح الخازن أن استهداف سورية هو استهداف لعرين العرب الذي وقف في وجه أعتى الهجمات على العراق عام 2003 وحرب لبنان عام 2006 وعدوان غزة عام 2008 مؤكداً أن دعم سورية لحركات المقاومة أحبط مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي بشرت به وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس. ‏ وختم الكاتب مقاله بالقول: إن سورية التي خرجت من تحديات خارجية أكبر هي اليوم أقوى من أن تنال منها الفتن المفتعلة لأن جيشها هو صمام الأمان لخروجها من هذه الأزمة لافتاً إلى أنه مع الرئيس الأسد ستخرج سورية منتصرة على الفتنة الأخيرة. ‏ وفي مقال آخر في الصحيفة ذاتها, أكد الكاتب الياس عشي أن سورية بقيت صامدة في وجه كل العواصف رغم محاصرتها اقتصادياً وسياسياً وإعلامياً منذ أربعين عاماً وستخرج من أزمتها رغم الحرب الظالمة التي تتعرض لها الآن. ‏ وأشار الكاتب في مقاله الذي جاء بعنوان (المشهد السوري في خطوطه العريضة) إلى أن سورية لها قصة طويلة مع الصراع وهي لم تنحنِ عبر التاريخ مؤكداً أن الحرب الظالمة التي تتعرض لها الآن ليست حديثة العهد وإنما بدأت بأشكال متعددة مع أول انتصار حققه السوريون على إسرائيل في حرب تشرين عام 1973 ثم ازدادت شراسة عندما رفضت سورية مباركة الاجتياح الأميركي للعراق سنة 2003 ووصلت إلى الذروة في انتصار المقاومة الوطنية اللبنانية على جيش الاحتلال الإسرائيلي عامي 2000 و2006. ‏ ولفت الكاتب إلى مواقف سورية المشرفة التي رفضت بكل كبرياء الأوراق الجديدة المستنسخة من رحم سايكس ـ بيكو منتقداً الحرب التي تتعرض لها باستخدام الإعلام ومجلس الأمن والتظاهرات والقتل والخطف والتشويه والتهديد بالاجتياح والهدم والاغتيال وضرب الاقتصاد والسموم الطائفية والاجتماعات المتنقلة بين أنطاليا وسان جيرمان واسطنبول والبيت الأبيض. ‏ وختم الكاتب مقاله بالقول: إن العقلية الاستعمارية تأبى الخروج من عقدتي الاستعلاء والتفوق وترفض أن ترى دولة كسورية تقف في وجه كل المخططات الهادفة إلى تحويل العالم العربي إلى مزارع إقطاعية يديرها إقطاعيو الداخل من جهة وإسرائيل من جهة أخرى. ‏ في غضون ذلك, قال وزير الإعلام اللبناني وليد الداعوق: إن الموقف اللبناني إزاء البيان المتعلق بسورية في مجلس الأمن يدل على أعلى درجات الحكمة والتبصر للحكومة اللبنانية التي تأخذ مصلحة لبنان العليا في أول حساباتها نظراً للظروف والأوضاع الإقليمية الراهنة وكذلك الوضع الداخلي الحساس ولا تؤخذ بالشعارات والانجرافات والانحرافات السياسية التي تريد إقحام لبنان في أتون حسابات ورهانات خطرة لأولئك الذين لا يقيمون وزناً لمصلحة لبنان وخصوصيته. ‏ وأضاف الداعوق: إن هناك محاولات لتشويه صورة موقف لبنان في مجلس الأمن الدولي, وأن هذا الموقف شكل درع حماية للبنان عندما نأى بنفسه عن البيان, وهو موقف لقي تفهماً من كل المجتمع الدولي لكن البعض في لبنان يبدو أنه لا يريد أن يتفهم هذا الموقف, وبدل أن يصفق للحكومة على هذا الموقف سارع إلى محاولة الاستثمار ضد الحكومة ولو أدى ذلك إلى إلحاق الضرر بلبنان. ‏

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة