قال البروفسور البلجيكي بيير بيشيني: إن مجموعات مخربة وعنيفة اخترقت المظاهرات التي خرجت في سورية قبل أشهر للمطالبة بالديمقراطية والحرية سلمياً.

وتابع بيشيني في مقال له نشرته صحيفة «Le grand soir» في 2 آب الجاري

لقد قصدت سورية في تموز الفائت وأمضيت في ربوعها شهراً كاملاً كي أتحقق بنفسي من صحة ما يجري وأبحث عن أسباب الاحتجاج، مضيفاً: لقد تأكدت أن ما تشهده سورية منذ خمسة أشهر ليس ثورة بل مجرد مظاهرات واحتجاجات واكتشفت أن الصورة المشوهة التي قدمتها وسائل الإعلام الغربية عن سورية هي صورة بلد يغوص في الفوضى، ويسوده التوتر جراء احتجاجات عارمة تجمع مئات الآلاف من الأشخاص، لا تتوافق أبداً مع الحقيقة الملموسة على أرض الواقع.

وتابع: صحيح أن مظاهرات تخرج في بعض الأحياء والمدن، إلا أنها بأعداد محدودة، وليس لها أي تأثير على السلطة، مضيفاً: إنه وإلى جانب حركة الاحتجاج الديمقراطية التي ظهرت في بداية الأزمة تحوّل الاحتجاج المترافق مع أعمال التخريب التي تقوم به العصابات المسلحة، وخاصة في مدينة حمص، إلى عصابة مدنية يصعب تحديد جذورها وأهدافها.

وقال بيشيني: في 15 تموز قصدت مدينة حماة دون أن يعترضني أحد، وجدت المدينة خالية، وتعم فيها فوضى عارمة، سيارات وإطارات محترقة، أنقاض، تراكم القمامة، والشوارع مغلقة بالحواجز التي نصبها المسلحون.

وتابع: سرعان ما أحاط بي بعض الشبان، وقلقوا في بداية الأمر عندما قمت بالتقاط بعض الصور لمظهر المدينة المزري، ولكن عندما أظهرت لهم جواز سفري البلجيكي، تغير الوضع، وسألوني كيف استطعت الوصول إلى هنا، فالسلطة تمنع دخول الصحفيين إلى المدن؟! وسرعان ما أجبتهم بأن هذا الأمر غير صحيح، وأخبرتهم بجولتي في معظم المدن دون أن أتعرض لأي مضايقة أو منع من قبل السلطات السورية.

 

وقال الصحفي البلجيكي: في ذلك اليوم، وكان جمعة، حضرت معهم المظاهرة بعد خروجهم من الجامع، ومساء عدت إلى غرفتي في الفندق الذي نزلت فيه وأدرت جهاز التلفاز لمشاهدة الأخبار.. لقد أصبت بالدهشة والذهول والاستغراب عندما رأيت على معظم الفضائيات خبر «رويترز» العاجل يقول: مليون متظاهر في سورية، نصفهم في مدينة حماة أي (500) ألف متظاهر خرجوا في حماة، مع العلم أن سكان المدنية لا يتجاوز عددهم 370 ألفاً، مضيفاً: لقد كنت هناك وسط المتظاهرين ولم يتجاوز عددهم /10000/ آلاف متظاهر.

وتابع: تتمة الخبر تقول: في دير الزور خرج /450/ ألف متظاهر، ومن ثم تحول الرقم إلى /650/ ألف متظاهر، علماً أن عدد سكان المدينة هو /240/ ألف نسمة.

وتابع: ربما تختلف الأرقام من مصدر إلى آخر، ولكن في هذه الحالة، الأمر ليس تقديرات صعبة أو مختلفة، بل بكل بساطة هو تشويه وتضليل، و«بروباغاندا» واكتشفت حينها أن كافة الأخبار والمعلومات والصور التي بثتها وسائل الإعلام الغربية عن سورية منذ عدة أشهر كانت ملفقة وكاذبة وعارية عن الصحة.

وتساءل: كيف تضاعف عدد المتظاهرين وقفز من /10000/ إلى /500/ ألف متظاهر في أخبار رويترز «العاجلة»؟!.. وما هو المصدر الذي تعتمده هذه الوكالة؟ إنه المرصد السوري لحقوق الإنسان «OSDH» الذي يديره سوري مقيم في لندن وهو الذي يزود معظم الفضائيات، «وكالة رويترز للأنباء»، بالأخبار والصور الخاصة بأحداث سورية، ويضيف بيشيني: لقد بدأت أبحث عن معلومات حول هذا المصدر، ولم يلزمني الكثير من الوقت لأدرك أن خلف هذا المظهر «المحترم» تختفي مؤسسة سياسية مركزها لندن، ويترأسها رامي عبد الرحمن، هذه المؤسسة لا تتوقف عن بث مقاطع الفيديو على اليوتيوب، حيث تظهر «عشرات الآلاف من المتظاهرين» في كبرى المدن السورية، ولكن عند التدقيق في هذه المقاطع سرعان ما يكتشف المرء أنها مظاهرات لعشرات الأشخاص، حيث تم التلاعب بالصورة تقنياً بحيث توحي بأنها لآلاف الأشخاص، إلا أن هذا الأمر لا يمكنه أن يخدع العين الناقدة.

ويخلص بيشيني إلى أنه ومنذ عدة أشهر، تقوم وسائل الإعلام الغربية وبعض الفضائيات العربية بتشويه الحقائق، ونشر الأكاذيب حيال ما يجري في سورية.. وهذه الصورة المشوهة عن وجود ثورة في سورية، ليس لها أي وجود على أرض الواقع، بل لا تتطابق لا من قريب ولا من بعيد عن الحقيقة الملموسة، وهي: إن السلطة تسيطر على الوضع، ومساحة الاحتجاج تتقلص تدريجياً، ولكن خلف هذا التضليل الإعلامي الفظيع، هناك ما هو أخطر، حيث تواصل وسائل الإعلام الغربية، حتى الضعيفة منها، الاستسلام للوقوع في فخ الأخبار العاجلة التي تبثها وكالة «رويترز» للأنباء، دون أن تكلف نفسها عناء التحقق من صحة مضمونها أو مصدرها، وتجازف بأن تقدم لقرائها ومشاهديها حقيقة وهمية مضللة أو تساهم في تكوين عالم وهمي بعيد كل البعد عن الواقع.

البعث - هيفاء علي:

  • فريق ماسة
  • 2011-08-06
  • 8121
  • من الأرشيف

شاهد حقيقي بلجيكي.. العصابات التخريبية اخترقت الاحتجاجات

قال البروفسور البلجيكي بيير بيشيني: إن مجموعات مخربة وعنيفة اخترقت المظاهرات التي خرجت في سورية قبل أشهر للمطالبة بالديمقراطية والحرية سلمياً. وتابع بيشيني في مقال له نشرته صحيفة «Le grand soir» في 2 آب الجاري لقد قصدت سورية في تموز الفائت وأمضيت في ربوعها شهراً كاملاً كي أتحقق بنفسي من صحة ما يجري وأبحث عن أسباب الاحتجاج، مضيفاً: لقد تأكدت أن ما تشهده سورية منذ خمسة أشهر ليس ثورة بل مجرد مظاهرات واحتجاجات واكتشفت أن الصورة المشوهة التي قدمتها وسائل الإعلام الغربية عن سورية هي صورة بلد يغوص في الفوضى، ويسوده التوتر جراء احتجاجات عارمة تجمع مئات الآلاف من الأشخاص، لا تتوافق أبداً مع الحقيقة الملموسة على أرض الواقع. وتابع: صحيح أن مظاهرات تخرج في بعض الأحياء والمدن، إلا أنها بأعداد محدودة، وليس لها أي تأثير على السلطة، مضيفاً: إنه وإلى جانب حركة الاحتجاج الديمقراطية التي ظهرت في بداية الأزمة تحوّل الاحتجاج المترافق مع أعمال التخريب التي تقوم به العصابات المسلحة، وخاصة في مدينة حمص، إلى عصابة مدنية يصعب تحديد جذورها وأهدافها. وقال بيشيني: في 15 تموز قصدت مدينة حماة دون أن يعترضني أحد، وجدت المدينة خالية، وتعم فيها فوضى عارمة، سيارات وإطارات محترقة، أنقاض، تراكم القمامة، والشوارع مغلقة بالحواجز التي نصبها المسلحون. وتابع: سرعان ما أحاط بي بعض الشبان، وقلقوا في بداية الأمر عندما قمت بالتقاط بعض الصور لمظهر المدينة المزري، ولكن عندما أظهرت لهم جواز سفري البلجيكي، تغير الوضع، وسألوني كيف استطعت الوصول إلى هنا، فالسلطة تمنع دخول الصحفيين إلى المدن؟! وسرعان ما أجبتهم بأن هذا الأمر غير صحيح، وأخبرتهم بجولتي في معظم المدن دون أن أتعرض لأي مضايقة أو منع من قبل السلطات السورية.   وقال الصحفي البلجيكي: في ذلك اليوم، وكان جمعة، حضرت معهم المظاهرة بعد خروجهم من الجامع، ومساء عدت إلى غرفتي في الفندق الذي نزلت فيه وأدرت جهاز التلفاز لمشاهدة الأخبار.. لقد أصبت بالدهشة والذهول والاستغراب عندما رأيت على معظم الفضائيات خبر «رويترز» العاجل يقول: مليون متظاهر في سورية، نصفهم في مدينة حماة أي (500) ألف متظاهر خرجوا في حماة، مع العلم أن سكان المدنية لا يتجاوز عددهم 370 ألفاً، مضيفاً: لقد كنت هناك وسط المتظاهرين ولم يتجاوز عددهم /10000/ آلاف متظاهر. وتابع: تتمة الخبر تقول: في دير الزور خرج /450/ ألف متظاهر، ومن ثم تحول الرقم إلى /650/ ألف متظاهر، علماً أن عدد سكان المدينة هو /240/ ألف نسمة. وتابع: ربما تختلف الأرقام من مصدر إلى آخر، ولكن في هذه الحالة، الأمر ليس تقديرات صعبة أو مختلفة، بل بكل بساطة هو تشويه وتضليل، و«بروباغاندا» واكتشفت حينها أن كافة الأخبار والمعلومات والصور التي بثتها وسائل الإعلام الغربية عن سورية منذ عدة أشهر كانت ملفقة وكاذبة وعارية عن الصحة. وتساءل: كيف تضاعف عدد المتظاهرين وقفز من /10000/ إلى /500/ ألف متظاهر في أخبار رويترز «العاجلة»؟!.. وما هو المصدر الذي تعتمده هذه الوكالة؟ إنه المرصد السوري لحقوق الإنسان «OSDH» الذي يديره سوري مقيم في لندن وهو الذي يزود معظم الفضائيات، «وكالة رويترز للأنباء»، بالأخبار والصور الخاصة بأحداث سورية، ويضيف بيشيني: لقد بدأت أبحث عن معلومات حول هذا المصدر، ولم يلزمني الكثير من الوقت لأدرك أن خلف هذا المظهر «المحترم» تختفي مؤسسة سياسية مركزها لندن، ويترأسها رامي عبد الرحمن، هذه المؤسسة لا تتوقف عن بث مقاطع الفيديو على اليوتيوب، حيث تظهر «عشرات الآلاف من المتظاهرين» في كبرى المدن السورية، ولكن عند التدقيق في هذه المقاطع سرعان ما يكتشف المرء أنها مظاهرات لعشرات الأشخاص، حيث تم التلاعب بالصورة تقنياً بحيث توحي بأنها لآلاف الأشخاص، إلا أن هذا الأمر لا يمكنه أن يخدع العين الناقدة. ويخلص بيشيني إلى أنه ومنذ عدة أشهر، تقوم وسائل الإعلام الغربية وبعض الفضائيات العربية بتشويه الحقائق، ونشر الأكاذيب حيال ما يجري في سورية.. وهذه الصورة المشوهة عن وجود ثورة في سورية، ليس لها أي وجود على أرض الواقع، بل لا تتطابق لا من قريب ولا من بعيد عن الحقيقة الملموسة، وهي: إن السلطة تسيطر على الوضع، ومساحة الاحتجاج تتقلص تدريجياً، ولكن خلف هذا التضليل الإعلامي الفظيع، هناك ما هو أخطر، حيث تواصل وسائل الإعلام الغربية، حتى الضعيفة منها، الاستسلام للوقوع في فخ الأخبار العاجلة التي تبثها وكالة «رويترز» للأنباء، دون أن تكلف نفسها عناء التحقق من صحة مضمونها أو مصدرها، وتجازف بأن تقدم لقرائها ومشاهديها حقيقة وهمية مضللة أو تساهم في تكوين عالم وهمي بعيد كل البعد عن الواقع. البعث - هيفاء علي:

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة