دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
خلال لقاء صحافي مع زميلي البريطاني في بغداد رود نوردلاند، تحدث رئيس الحكومة الاسبق اياد علاوي، الذي يمكن ان يُصبح رئيس الحكومة المقبل، حول حادث جرى معه في الماضي وعزز صورته كرجل صلب. فقد تمكن في 1978 من مواجهة رجلين حاولا اغتياله بفأسين كان قد بعثهما صدام حسين لقتله اثر خلاف معه
لكن بعد عودة علاوي من منفاه الى العراق ومن ثم تعيينه كرئيس لحكومة مؤقتة عام 2004، لم تمتدح الصحافة الامريكية والبريطانية ماضيه كثيرا، فقد كتب جون لي اندرسن من الـ«نيويوركر» مقالا حول علاوي عام 2005 قال فيه
في الماضي كان العراقيون يخفون مشاعرهم الحقيقية ازاء طغيان صدام بالاشارة اليه بـ«الصارم» واليوم يصف العراقيون علاوي على نحو شائع بـ«الصلب»، وهذا تعبير مهذب يخفي وراءه شيئا من الخوف، النفور والاعجاب في وقت واحد، بل وصف صديق مقرب من البلاط الاردني علاوي قائلا: انه قاطع طريق لكن عندما يكون هناك حاجة للقيام بهذا الدور. اما الامريكيون فيقولون: انه رجل اشبه بصدام
ففي مقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» في 2004 يقول جول برينكلي الذي عمل سابقا في وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية ان علاوي كان يقود في الماضي مجموعة من المنفيين العراقيين كانت تستهدف عزل صدام، لذا ارسلت عملاءها الى بغداد في اوائل عقد التسعينات لزرع قنابل وتخريب المنشآت الحكومية بتوجيه من المخابرات المركزية، وتمكنت مجموعة علاوي «الوفاق الوطني العراقي» من تهريب متفجرات وسيارات مفخخة الى بغداد من شمال العراق، وعلى الرغم من عدم توافر سجلات عن حملة التفجير هذه، تقول مصادر برينكلي انها حدثت بين عامي 1992 و1995 مع محاولات «الوفاق الوطني العراقي» اعداد المسرح لاطاحة صدام
الحكومة العراقية في ذلك الوقت زعمت ان التفجيرات، ومنها قنبلة انفجرت داخل دار للسينما، ادت لاصابة مدنيين كثيرين، لكن لم تتمكن الاستخبارات المركزية من معرفة هل أي مدني قد قتل في تلك التفجيرات؟ وذلك لافتقار الولايات المتحدة عندئذ لمصادر استخباراتية موثوقة في العراق
وفي مقال كتبه في صحيفة «سبكتيتر» يصف اندرو جيليكان مجموعة علاوي في تلك الفترة بانها كانت تتألف من مجموعة صغيرة مؤثرة من البعثيين السابقين الذين اختلفوا مع صدام. لكن هذه المجموعة لم تكن تنوي ان تتحول لحركة جماهيرية، ولم تكن تريد احلال الديموقراطية في العراق بل كانت تحاول تدبير انقلاب في القصر لاستبدال ما يتراوح بين 30 و40 قياديا كبيرا بأشخاص آخرين
وقبل تولي علاوي منصبه كرئيس للحكومة في يونيو 2004، كتب سيمور هيرش من الـ«نيويوركر» يقول: في عام 1971 سافر علاوي الى لندن ظاهريا لمتابعة دراسة الطب، لكنه كان مسؤولا هناك عن عمليات حزب البعث في اوروبا وعن النشاطات المحلية للاستخبارات العراقية حتى عام 1975
لكن لدى سؤاله حول اتصالاته بالمخابرات العراقية خلال السنوات الاولى من وجوده في لندن انكر علاوي ذلك جملة وتفصيلا بالقول لـ«نيويوركر»: لا، لم يحدث هذا ابدا. وقبل كل شيء لم اعمل ابدا موظفا حكوميا ولا مسؤولا في المخابرات
ثانيا: لم يكن هناك شيء اسمه المخابرات عندما غادرت العراق لان هذا الجهاز لم يظهر الا عام 1973
وفي مقال تحت عنوان: «شاب صلب يحاول ترويض العراق»، لاحظ الصحافي ديكستر فيلكينز ان ماضي علاوي بالاتصال مع الاستخبارات المركزية وحزب البعث يروق لبعض العراقيين
يقول فيلكينز: يشتهر علاوي بمحاولاته اطاحة صدام حسين لفترة امتدت عشر سنوات تقريبا، لكنه هو نفسه بعثي،ويقول بعض نقاده المراقبين به انه انهمك مرة بأعمال خارجة عن القانون بالنيابة عن الحزب. لكن على الرغم من ذلك يجذب هذا الرجل الذي كان على اتصال مع الاستخبارات المركزية سابقا اولئك العراقيين الذين يفتقدون قبضة صدام الحديدية ووسائله في الامساك بقوة بدفة السلطة
حول هذا، يقول صحافي عراقي: ربما يكون ماضي علاوي في العمل مع الاستخبارات المركزية مشكلة للامريكيين، لكنه ليس كذلك بالنسبة للعراقيين الذين يرون فيه رجلا صلبا ومحنكا يستطيع تأمين الاستقرار في البلاد
المصدر :
نيويورك تايمز
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة