نظم راقصون يرتدون أعلام جنوب السودان وسراويل مزينة بصور الفهود مسيرات في شوارع عاصمتهم المتداعية جوبا قبل ساعات على انقسام أكبر دولة في أفريقيا من حيث المساحة إلى دولتين في منتصف الليل.

ويمضى السودان يومه الأخيرة كدولة متحدة مع استمرار الصراع على الحدود بين الشمال والجنوب ومخاوف دولية على استقرار الإقليم الشاسع المفتت والفقير إلى حد كبير الذي يمتد بين أفريقيا العربية وإفريقيا جنوب الصحراء.

ولكن الاستقلال الوشيك أطلق بالفعل احتفالات في أرجاء جنوب السودان ووسط الجاليات الجنوبية في العالم من الولايات المتحدة إلى استراليا حيث يرى كثيرون وفقاً لوكالة "رويترز" أنها لحظة تحرير بعد سنوات من القتال وقهر يتصور أنه يعود إلى أيام غارات تجار الرقيق العرب.

وسينفصل جنوب السودان المنتج للنفط عن الشمال يوم السبت وهو انفصال ناله بموجب اتفاقية للسلام تم التوصل إليها في عام 2005 بوساطة دولية أنهت حربا أهلية دامت لعقود.

وقال وزير المالية في شمال السودان الشهر الماضي إن جمهورية جنوب السودان ستسيطر بعد انفصالها على حوالي 75 في المائة من احتياطيات النفط المعروفة في البلاد مما يحرم حكومة الخرطوم من أكثر من ثلث إيراداتها القومية.

وأعلن وزير في الحكومة السودانية أن السودان اعترف رسميا يوم الجمعة باستقلال الجنوب، وقال بكري حسن صالح وزير شؤون الرئاسة "إن جمهورية السودان اعترفت بدولة جنوب السودان اعتبارا من التاسع من تموز".

وحاولت الشرطة والجنود في جوبا السيطرة على المحتفلين الأكثر حماساً بحظر إطلاق النيران الاحتفالي ومصادرة الأسلحة وتفتيش السيارات في تصميم على حماية الشخصيات الكبيرة التي توافدت على المدينة التي تنتشر فيها الأسلحة الصغيرة.

وظهرت عبارة "أخيراً تحررنا" لبرهة على شاشة عرض رقمية حمراء في أحد الميادين تعد بالثواني الزمن المتبقي على الاستقلال.

وفي تباين واضح كانت الشوارع خالية إلى حد كبير في الخرطوم اليوم الجمعة حيث عطلة نهاية الأسبوع في الشمال المسلم ويرى شماليون آخرون أن الانفصال مأساة - إذ يسلب السودان حوالي ثلث أرضه وينهي حلم دولة متنوعة تضم عدداً كبيراً من ثقافات القارة.

قالت مريم المهدي المتحدثة باسم حزب الأمة المعارض لرويترز انه لا توجد كلمات تعبر عن الآسف والحزن الجارفين لدى أبناء الشمال.

ولا يزال الزعماء في الشمال والجنوب منقسمين بشأن كيفية إدارة عائدات النفط التي تعد شريان الحياة لاقتصاد الدولتين وعلى قضايا رئيسية أخرى بعد الانفصال مما يثير انزعاج الدبلوماسيين الذين يخشون عودة الشمال والجنوب إلى الحرب.

وتمر في شمال السودان خطوط أنابيب النفط الوحيدة في البلاد وهدد بإغلاقها إذا لم يدفع الجنوب ما يكفي، وقال مسؤولون جنوبيون اليوم الجمعة إنهم قادرون على العيش بالقروض مستخدمين احتياطياتهم النفطية كضمانات إذا نفذ الشمال تهديده.

وقال الرئيس السوداني عمر حسن البشير يوم الخميس انه سيتوجه إلى جوبا للمشاركة في الاحتفالات باستقلال الجنوب ووعد بعلاقات ودية، ولكنه وجه رسالة شديدة لحركات المتمردين في الشمال قائلاً أنه لن يشارك في أي محادثات سلام دولية أخرى مع جماعات مسلحة.

وتخوض الخرطوم حربا مع المتمردين في إقليم دارفور وتخوض حرباً منذ أوائل حزيران الماضي في ولاية جنوب كردفان الولاية الوحيدة المنتجة للنفط الباقية لشمال السودان. وتقع كلا المنطقتين على الحدود مع الجنوب.

واتهم محللون الخرطوم باستهداف مدنيين من النوبة العرقيين في كردفان بحملة عسكرية برية وجوية. وحارب كثيرون من أبناء النوبة في صف الجنوبيين إبان الحرب الأهلية، وتنفي الخرطوم الاتهام.

وقال سوزان رايس سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة يوم الثلاثاء انه من الضروري بقاء قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في ولاية جنوب كردفان بعد انتهاء التفويض الممنوح لها في يوم استقلال جنوب السودان. وقالت الخرطوم انها تريد رحيل القوات التي تم نشرها لمراقبة اتفاق السلام عام 2005 ، وسيبدأ جنوب السودان الحياة كواحدة من الدول الأقل نموا في العالم على الرغم من إيراداته النفطية.

وقالت جماعة أطباء بلا حدود العاملة في مجال المعونات إن الجنوب يعاني من حالة طوارئ إنسانية حيث يفاقم الفقر الموجود تفش للأمراض واشتباكات قبلية ومع جماعات تمرد وعودة نحو 300 ألف من الجنوبيين قبل الاستقلال وكثيرون منهم في حاجة للمعونات.

  • فريق ماسة
  • 2011-07-08
  • 11584
  • من الأرشيف

السودان خسر منابع النفط بانفصال الجنوب...و اليوم أصبح هناك دولة جنوب السودان (الغير عربية)

نظم راقصون يرتدون أعلام جنوب السودان وسراويل مزينة بصور الفهود مسيرات في شوارع عاصمتهم المتداعية جوبا قبل ساعات على انقسام أكبر دولة في أفريقيا من حيث المساحة إلى دولتين في منتصف الليل. ويمضى السودان يومه الأخيرة كدولة متحدة مع استمرار الصراع على الحدود بين الشمال والجنوب ومخاوف دولية على استقرار الإقليم الشاسع المفتت والفقير إلى حد كبير الذي يمتد بين أفريقيا العربية وإفريقيا جنوب الصحراء. ولكن الاستقلال الوشيك أطلق بالفعل احتفالات في أرجاء جنوب السودان ووسط الجاليات الجنوبية في العالم من الولايات المتحدة إلى استراليا حيث يرى كثيرون وفقاً لوكالة "رويترز" أنها لحظة تحرير بعد سنوات من القتال وقهر يتصور أنه يعود إلى أيام غارات تجار الرقيق العرب. وسينفصل جنوب السودان المنتج للنفط عن الشمال يوم السبت وهو انفصال ناله بموجب اتفاقية للسلام تم التوصل إليها في عام 2005 بوساطة دولية أنهت حربا أهلية دامت لعقود. وقال وزير المالية في شمال السودان الشهر الماضي إن جمهورية جنوب السودان ستسيطر بعد انفصالها على حوالي 75 في المائة من احتياطيات النفط المعروفة في البلاد مما يحرم حكومة الخرطوم من أكثر من ثلث إيراداتها القومية. وأعلن وزير في الحكومة السودانية أن السودان اعترف رسميا يوم الجمعة باستقلال الجنوب، وقال بكري حسن صالح وزير شؤون الرئاسة "إن جمهورية السودان اعترفت بدولة جنوب السودان اعتبارا من التاسع من تموز". وحاولت الشرطة والجنود في جوبا السيطرة على المحتفلين الأكثر حماساً بحظر إطلاق النيران الاحتفالي ومصادرة الأسلحة وتفتيش السيارات في تصميم على حماية الشخصيات الكبيرة التي توافدت على المدينة التي تنتشر فيها الأسلحة الصغيرة. وظهرت عبارة "أخيراً تحررنا" لبرهة على شاشة عرض رقمية حمراء في أحد الميادين تعد بالثواني الزمن المتبقي على الاستقلال. وفي تباين واضح كانت الشوارع خالية إلى حد كبير في الخرطوم اليوم الجمعة حيث عطلة نهاية الأسبوع في الشمال المسلم ويرى شماليون آخرون أن الانفصال مأساة - إذ يسلب السودان حوالي ثلث أرضه وينهي حلم دولة متنوعة تضم عدداً كبيراً من ثقافات القارة. قالت مريم المهدي المتحدثة باسم حزب الأمة المعارض لرويترز انه لا توجد كلمات تعبر عن الآسف والحزن الجارفين لدى أبناء الشمال. ولا يزال الزعماء في الشمال والجنوب منقسمين بشأن كيفية إدارة عائدات النفط التي تعد شريان الحياة لاقتصاد الدولتين وعلى قضايا رئيسية أخرى بعد الانفصال مما يثير انزعاج الدبلوماسيين الذين يخشون عودة الشمال والجنوب إلى الحرب. وتمر في شمال السودان خطوط أنابيب النفط الوحيدة في البلاد وهدد بإغلاقها إذا لم يدفع الجنوب ما يكفي، وقال مسؤولون جنوبيون اليوم الجمعة إنهم قادرون على العيش بالقروض مستخدمين احتياطياتهم النفطية كضمانات إذا نفذ الشمال تهديده. وقال الرئيس السوداني عمر حسن البشير يوم الخميس انه سيتوجه إلى جوبا للمشاركة في الاحتفالات باستقلال الجنوب ووعد بعلاقات ودية، ولكنه وجه رسالة شديدة لحركات المتمردين في الشمال قائلاً أنه لن يشارك في أي محادثات سلام دولية أخرى مع جماعات مسلحة. وتخوض الخرطوم حربا مع المتمردين في إقليم دارفور وتخوض حرباً منذ أوائل حزيران الماضي في ولاية جنوب كردفان الولاية الوحيدة المنتجة للنفط الباقية لشمال السودان. وتقع كلا المنطقتين على الحدود مع الجنوب. واتهم محللون الخرطوم باستهداف مدنيين من النوبة العرقيين في كردفان بحملة عسكرية برية وجوية. وحارب كثيرون من أبناء النوبة في صف الجنوبيين إبان الحرب الأهلية، وتنفي الخرطوم الاتهام. وقال سوزان رايس سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة يوم الثلاثاء انه من الضروري بقاء قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في ولاية جنوب كردفان بعد انتهاء التفويض الممنوح لها في يوم استقلال جنوب السودان. وقالت الخرطوم انها تريد رحيل القوات التي تم نشرها لمراقبة اتفاق السلام عام 2005 ، وسيبدأ جنوب السودان الحياة كواحدة من الدول الأقل نموا في العالم على الرغم من إيراداته النفطية. وقالت جماعة أطباء بلا حدود العاملة في مجال المعونات إن الجنوب يعاني من حالة طوارئ إنسانية حيث يفاقم الفقر الموجود تفش للأمراض واشتباكات قبلية ومع جماعات تمرد وعودة نحو 300 ألف من الجنوبيين قبل الاستقلال وكثيرون منهم في حاجة للمعونات.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة