وصفت الشاعرة الامريكية، أليس وولكر، إسرائيل، بأنها أعظم دولة ارهابية في العالم، وقالت الكاتبة الحائزة جائزة بوليترز الامريكية الرفيعة، في مقابلة مع مجلة "فورين بوليسي"، إنها كانت في غزة عام 2009، وقضت وقتا طويلا بين ركام مدرسة امريكية دمرها القصف الاسرائيلي، وشعرت بالحزن لأن أمريكا تدفع مالا كثيرا من ضرائب المواطنين للأسلحة التي استخدمتها إسرائيل لصناعة هذا الدمار على الأرض.

وتحضر الكاتبة للمشاركة في القافلة البحرية الثانية لغزة، والتي ستنطلق الأسبوع القادم، وذلك لحمل المساعدات الانسانية للمواطنين، ولكسر الحصار عن غزة

.تذهب إلى غزة مدفوعة بحس أمومي.. ولتكون شاهدا على الاضطهاد

وعندما سئلت عن السبب الذي دفعها إلى المشاركة في الحملة، قالت إنها كانت في غزة بعد عملية الرصاص المسكوب بفترة قصيرة و"شاهدت الدمار والضرر اللذين لا يصدقان"، وإنها تفهم ما يحدث على الأرض هناك، وكيف تم تدمير نظام المجاري الصحية، وشاهدت كيف تم تدمير الوزارات والمستشفيات والمدارس.. وتضيف أنها مدفوعة للمشاركة بحس أمومي، وامرأة ناضجة وكبيرة في العمر، فالأمر يعود إليها ولغيرها ممن هم في سنها للتعامل مع الوضع والمشاركة فيه، من خلال تقديم الحكمة والفهم الذي تعلموه خلال أيام حياتهم الطويلة، إضافة لأن يكونوا شهودا وجزءا من النضال ضد الاضطهاد كما تقول.. وعن علاقتها مع القضية الفلسطينية، تقول إنها بدأت نشاطها بعد حرب عام 1967، وحدث هذا بعد أن تزوجت شابا يهوديا.

وتقول: "كنا سعداء لأننا شعرنا أن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها من خلال عملية وقائية وضرب مصر.. لم نكن نعرف أي شيء حقيقي عن تاريخ المنطقة"، وتضيف أن هذه البداية أدت بها للدراسة، والتعرف، ومواصلة الاستماع، وملاحقة الأخبار، وتقول إنها حتى في تلك الفترة، قالت لزوجها إنه لم يكن من حقهم الاستيلاء على الأرض، لأنها ليست أرضهم، فقد بدا الأمر ظلما، وبدا غير صحيح، وغير عادل لأمريكا، "لأننا نفكر في إسرائيل من خلال نظرة أسطورية، ومعظمنا نشأ على تعاليم الإنجيل، ولهذا فإننا نعتقد أننا مرتبطون بهؤلاء الناس، ومهما قالوا فهو صحيح، من أن ربهم أعطاهم الأرض، وهذا عدل وواقع."

الفلسطينيون يحاولون استعادة ما انتزع منهم

ولكن الواقع أن "الأرض كان فيها ناس يعيشون عليها، والناس كانوا يعيشون في بيوتهم وبلداتهم ومدنهم"، وعليه تقول إن المعركة كانت "عنهم هم، وهم يحاولون استعادة ما انتزع منهم"، وتؤكد على أهمية أن يفهم الكبار والناضجون، وعليهم أن يقوموا بأفعال من أجل أن يكون لدى الجيل الشاب فهم أحسن وأفضل لما يحدث أمامهم.

وعما إن كانت الرحلة لتوعية الناس، الامريكيين، أم لجلب المساعدات لسكان القطاع، أجابت أن القوارب تحمل رسائل، وهي لفت الانتباه إلى أن الحصار لا يزال قائما، إضافة لتوزيع المواد الإغاثية..

وعن الموقف المصري الذي خفف من القيود على حركة العبور من وإلى غزة، مما يعني أن قوافل كهذه لم تعد ضرورية، أجابت وولكر أن الوضع ليس كما هو، لأن العابرين إلى غزة لا يسمح لهم إلا بإدخال حقيبتين.. وأضافت أن المصريين فتحوا معبر رفح وأغلقوه، وعليه لم يتم حل المشكلة، مضيفة أن الناس يحبون عادة الحديث عن الأمور الايجابية، لكنه ليس إيجابيا بعد، فقد "أغلقوه، ويقولون حقيبتين فقط، لا يمكنك إصلاح نظام المجاري بحقيبتين."

إسرائيل أعظم دولة إرهابية.. وإرهاب أمريكا معروف في كل أنحاء العالم

وعندما أشارت صحافية "فورين بوليسي" إلى ما قاله سفير إسرائيل في الأمم المتحدة، والذي قال إن "المساعدات الانسانية" هي مبرر خطأ، وإنها مصممة لخدمة المتطرفين، وكلها ينظمها أشخاص لهم صلات مع حماس وغيرها، قالت وولكر: " أعتقد أن إسرائيل هي أعظم دولة إرهابية في هذا الجزء من العالم، وأعتقد بشكل عام أن إسرائيل وأمريكا، من أعظم المنظمات الارهابية هما نفسيهما، ولو ذهبت لغزة وشاهدت القنابل، ما بقي من التي أسقطت، والدمار العام، فلا تملكين إلا أن تقولي <هذا إرهاب>، فعندما ترهبين الأطفال وتجعلينهم يخافون منك، وتسببين الضرر النفسي والعقلي لهم طوال حياتهم، فهذه الدولة إرهابية".

ولأن الصحافية احتجت أو اندهشت من وصف الكاتبة لأمريكا بالدولة الارهابية، أجابت وولكر: "قطعا"، لأن إرهاب أمريكا معروف في كل أنحاء العالم، وقالت إن أمريكا قاتلت ضد دول حاولت تغيير حكوماتها، وحاولت بناء أخرى ديمقراطية، وما فعلته أمريكا إلا التدخل كما فعلت في غواتيمالا أو التشيلي.

وتقول إن ما هو "غير منطقي، ولا أفهمه، عندما يزعمون في أمريكا إن كل شخص ارهابي، فيما يشعر الناس بالرعب من الطائرات من دون طيار في حرب أفغانستان، إنهم يسقطون قنابل على الأطفال، اليس هذا إرهابًا؟".

 

المعركة ليست متساوية.. هي معركة بين داوود وجالوت

 

 وعندما قالت الصحافية إن أمريكا وإسرائيل إنهما ليستا وحدها من يضرب بالقنابل، ولكن حماس تطلق الصواريخ على إسرائيل، أجابت الكاتبة أنها لا تدعو أي شخص، وفي أي مكان، أن يطلق الصواريخ، لكن الحرب ليست متساوية، إنها معركة بين داوود وجالوت.. وفي هذه المعركة الفلسطينيون ليسوا جالوت، ولكن داوود، فهم من لا يملكون سوى الحجارة وصواريخ لا قوة لها، وبالمقابل فإسرائيل لديها صواريخ مدمرة.

وتنفي أن تكون زياراتها لغزة دعايات لحماس، وتقول إنها لا تقوم ولا ترى هؤلاء الناس "لماذا نريد مقابلتهم؟".. وتضيف أنها لن تصادفهم، لأنها لو استطاعت المرور فستحمل معها رسائل ومساعدات، وتقابل مسؤولين في المنظمات غير الحكومية، وأطفالا ونساء وأطباء: "هذا إن بقي أحد منهم."

ليس كل من يزور واشنطن يرى الرئيس.. ونحن لن نرى حماس

وترد على سؤال أن حماس تدير القطاع قائلة: صحيح، ولكنهم لن يروهم، مشيرة إلى أن كل شخص يزور واشنطن دي سي لا يشاهد الرئيس.. وتقول في نهاية المقابلة، إنها تشعر أحيانا بالخوف، خاصة بعدما حدث في القافلة البحرية العام الماضي، وتضيف أنها إيجابية، وما يهم هو جذب انتباه العالم لهؤلاء الأطفال، وأمهاتهم، وجداتهم، وأجدادهم، وآبائهم، ممن يعانون الظروف اليومية نفسها.. وتقول إنها تعرف شعورهم لأنها نشأت في الجنوب الامريكي، ولهذا تعرف ما هو الإرهاب، فعندما يتم أخذ والدك من البيت في منتصف الليل، وسحله في الشارع لأنه ليس مطيعا لأبيض، فهذا إرهاب، وهذا هو نفسه ما يعيشه الفلسطينيون في غزة اليوم.

وتقول إن أي شخص عانى من إرهاب أمريكا، الجنوب يفهمه، ويفهم أن الناس لا يحبونه، ويجب أن لا يعانوا منه في أي مكان على ظهر هذه البسيطة.

 

 

  • فريق ماسة
  • 2011-06-28
  • 11591
  • من الأرشيف

الشاعرة الامريكية الكبيرة، أليس وولكر: إسرائيل أعظم دولة إرهابية

    وصفت الشاعرة الامريكية، أليس وولكر، إسرائيل، بأنها أعظم دولة ارهابية في العالم، وقالت الكاتبة الحائزة جائزة بوليترز الامريكية الرفيعة، في مقابلة مع مجلة "فورين بوليسي"، إنها كانت في غزة عام 2009، وقضت وقتا طويلا بين ركام مدرسة امريكية دمرها القصف الاسرائيلي، وشعرت بالحزن لأن أمريكا تدفع مالا كثيرا من ضرائب المواطنين للأسلحة التي استخدمتها إسرائيل لصناعة هذا الدمار على الأرض. وتحضر الكاتبة للمشاركة في القافلة البحرية الثانية لغزة، والتي ستنطلق الأسبوع القادم، وذلك لحمل المساعدات الانسانية للمواطنين، ولكسر الحصار عن غزة .تذهب إلى غزة مدفوعة بحس أمومي.. ولتكون شاهدا على الاضطهاد وعندما سئلت عن السبب الذي دفعها إلى المشاركة في الحملة، قالت إنها كانت في غزة بعد عملية الرصاص المسكوب بفترة قصيرة و"شاهدت الدمار والضرر اللذين لا يصدقان"، وإنها تفهم ما يحدث على الأرض هناك، وكيف تم تدمير نظام المجاري الصحية، وشاهدت كيف تم تدمير الوزارات والمستشفيات والمدارس.. وتضيف أنها مدفوعة للمشاركة بحس أمومي، وامرأة ناضجة وكبيرة في العمر، فالأمر يعود إليها ولغيرها ممن هم في سنها للتعامل مع الوضع والمشاركة فيه، من خلال تقديم الحكمة والفهم الذي تعلموه خلال أيام حياتهم الطويلة، إضافة لأن يكونوا شهودا وجزءا من النضال ضد الاضطهاد كما تقول.. وعن علاقتها مع القضية الفلسطينية، تقول إنها بدأت نشاطها بعد حرب عام 1967، وحدث هذا بعد أن تزوجت شابا يهوديا. وتقول: "كنا سعداء لأننا شعرنا أن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها من خلال عملية وقائية وضرب مصر.. لم نكن نعرف أي شيء حقيقي عن تاريخ المنطقة"، وتضيف أن هذه البداية أدت بها للدراسة، والتعرف، ومواصلة الاستماع، وملاحقة الأخبار، وتقول إنها حتى في تلك الفترة، قالت لزوجها إنه لم يكن من حقهم الاستيلاء على الأرض، لأنها ليست أرضهم، فقد بدا الأمر ظلما، وبدا غير صحيح، وغير عادل لأمريكا، "لأننا نفكر في إسرائيل من خلال نظرة أسطورية، ومعظمنا نشأ على تعاليم الإنجيل، ولهذا فإننا نعتقد أننا مرتبطون بهؤلاء الناس، ومهما قالوا فهو صحيح، من أن ربهم أعطاهم الأرض، وهذا عدل وواقع." الفلسطينيون يحاولون استعادة ما انتزع منهم ولكن الواقع أن "الأرض كان فيها ناس يعيشون عليها، والناس كانوا يعيشون في بيوتهم وبلداتهم ومدنهم"، وعليه تقول إن المعركة كانت "عنهم هم، وهم يحاولون استعادة ما انتزع منهم"، وتؤكد على أهمية أن يفهم الكبار والناضجون، وعليهم أن يقوموا بأفعال من أجل أن يكون لدى الجيل الشاب فهم أحسن وأفضل لما يحدث أمامهم. وعما إن كانت الرحلة لتوعية الناس، الامريكيين، أم لجلب المساعدات لسكان القطاع، أجابت أن القوارب تحمل رسائل، وهي لفت الانتباه إلى أن الحصار لا يزال قائما، إضافة لتوزيع المواد الإغاثية.. وعن الموقف المصري الذي خفف من القيود على حركة العبور من وإلى غزة، مما يعني أن قوافل كهذه لم تعد ضرورية، أجابت وولكر أن الوضع ليس كما هو، لأن العابرين إلى غزة لا يسمح لهم إلا بإدخال حقيبتين.. وأضافت أن المصريين فتحوا معبر رفح وأغلقوه، وعليه لم يتم حل المشكلة، مضيفة أن الناس يحبون عادة الحديث عن الأمور الايجابية، لكنه ليس إيجابيا بعد، فقد "أغلقوه، ويقولون حقيبتين فقط، لا يمكنك إصلاح نظام المجاري بحقيبتين." إسرائيل أعظم دولة إرهابية.. وإرهاب أمريكا معروف في كل أنحاء العالم وعندما أشارت صحافية "فورين بوليسي" إلى ما قاله سفير إسرائيل في الأمم المتحدة، والذي قال إن "المساعدات الانسانية" هي مبرر خطأ، وإنها مصممة لخدمة المتطرفين، وكلها ينظمها أشخاص لهم صلات مع حماس وغيرها، قالت وولكر: " أعتقد أن إسرائيل هي أعظم دولة إرهابية في هذا الجزء من العالم، وأعتقد بشكل عام أن إسرائيل وأمريكا، من أعظم المنظمات الارهابية هما نفسيهما، ولو ذهبت لغزة وشاهدت القنابل، ما بقي من التي أسقطت، والدمار العام، فلا تملكين إلا أن تقولي <هذا إرهاب>، فعندما ترهبين الأطفال وتجعلينهم يخافون منك، وتسببين الضرر النفسي والعقلي لهم طوال حياتهم، فهذه الدولة إرهابية". ولأن الصحافية احتجت أو اندهشت من وصف الكاتبة لأمريكا بالدولة الارهابية، أجابت وولكر: "قطعا"، لأن إرهاب أمريكا معروف في كل أنحاء العالم، وقالت إن أمريكا قاتلت ضد دول حاولت تغيير حكوماتها، وحاولت بناء أخرى ديمقراطية، وما فعلته أمريكا إلا التدخل كما فعلت في غواتيمالا أو التشيلي. وتقول إن ما هو "غير منطقي، ولا أفهمه، عندما يزعمون في أمريكا إن كل شخص ارهابي، فيما يشعر الناس بالرعب من الطائرات من دون طيار في حرب أفغانستان، إنهم يسقطون قنابل على الأطفال، اليس هذا إرهابًا؟".   المعركة ليست متساوية.. هي معركة بين داوود وجالوت    وعندما قالت الصحافية إن أمريكا وإسرائيل إنهما ليستا وحدها من يضرب بالقنابل، ولكن حماس تطلق الصواريخ على إسرائيل، أجابت الكاتبة أنها لا تدعو أي شخص، وفي أي مكان، أن يطلق الصواريخ، لكن الحرب ليست متساوية، إنها معركة بين داوود وجالوت.. وفي هذه المعركة الفلسطينيون ليسوا جالوت، ولكن داوود، فهم من لا يملكون سوى الحجارة وصواريخ لا قوة لها، وبالمقابل فإسرائيل لديها صواريخ مدمرة. وتنفي أن تكون زياراتها لغزة دعايات لحماس، وتقول إنها لا تقوم ولا ترى هؤلاء الناس "لماذا نريد مقابلتهم؟".. وتضيف أنها لن تصادفهم، لأنها لو استطاعت المرور فستحمل معها رسائل ومساعدات، وتقابل مسؤولين في المنظمات غير الحكومية، وأطفالا ونساء وأطباء: "هذا إن بقي أحد منهم." ليس كل من يزور واشنطن يرى الرئيس.. ونحن لن نرى حماس وترد على سؤال أن حماس تدير القطاع قائلة: صحيح، ولكنهم لن يروهم، مشيرة إلى أن كل شخص يزور واشنطن دي سي لا يشاهد الرئيس.. وتقول في نهاية المقابلة، إنها تشعر أحيانا بالخوف، خاصة بعدما حدث في القافلة البحرية العام الماضي، وتضيف أنها إيجابية، وما يهم هو جذب انتباه العالم لهؤلاء الأطفال، وأمهاتهم، وجداتهم، وأجدادهم، وآبائهم، ممن يعانون الظروف اليومية نفسها.. وتقول إنها تعرف شعورهم لأنها نشأت في الجنوب الامريكي، ولهذا تعرف ما هو الإرهاب، فعندما يتم أخذ والدك من البيت في منتصف الليل، وسحله في الشارع لأنه ليس مطيعا لأبيض، فهذا إرهاب، وهذا هو نفسه ما يعيشه الفلسطينيون في غزة اليوم. وتقول إن أي شخص عانى من إرهاب أمريكا، الجنوب يفهمه، ويفهم أن الناس لا يحبونه، ويجب أن لا يعانوا منه في أي مكان على ظهر هذه البسيطة.    

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة