أكد عضو مجلس الشعب خالد العبود ان الهدف الاستراتيجي للمؤامرة على سورية كان اسقاط دور النظام بمعنى ان الدخول بادوات تظاهر واحتجاجات وشغب وفوضى وتضييق من هنا وتضييق سياسي واقتصادي من هناك، عندئذ يتم اسقاط هذا الدور، لكنهم لم يستطيعوا فعل ذلك.

وأضاف العبود في حديث لصحيفة "الديار" اللبنانية اذا كان الهدف بالنسبة للداخل هو "اسقاط النظام"  فلا بد ان تتغير الدوافع بمعنى انه ذاهب الى استعمال ادوات جديدة هي القوة، مشيراً الى ان استعمال القوة يعني ان هذا سيعد أكثر الى العشرة، لأن الخصم الذي يشن الحملة على سوريا يدرك انه لا يهاجم سوريا وحيدة، انما يهاجم منظومة سياسية وعسكرية على مستوى المنطقة كلها , هذه المنظومة بحسب العبود رأسها في طهران وظفرها المتقدم عند المقاومة اللبنانية، واذا كان هناك من يشتغل على هذه المنظومة بمعنى ان يكون هناك حرب في المنطقة فهذا الخيار برأي بسيط، يقول العبود، لانه عندئذ ستذهب المنطقة الى حرب شاملة، اما اذا فكر الخصم بسيناريو يشبه ليبيا التي تختلف عن سوريا كثيرا، لانها لا تشابه منظومتها السياسية والعسكرية منظومة هذه المنطقة، وعليه فان هذا الخيار احيده قليلا.و يرى العبود ان الخصم سوف ينكفئ بعد فترة، ويخفض من سقف مطالبه، وبدل ان يدخل علينا باتجاه "اسقاط النظام" سيدخل باتجاه "التضييق" على النظام، ويبدأ بالتفاوض على جملة ملفات خاصة ان ملفه في العراق هام جدا، وايضا الملف الفلسطيني، لكن قد يناور على لبنان، وهذا الخيار الذي أميل اليه يقول العبود، او قد يتجه الى خيار ملفين في المنطقة للمناورة. اما سوريا فتعمل على مبدأ متقدم، فالسوريون يقول العبود يعملون على مبدأ الدفاع السلبي حين يحاصرون لان العقل السوري لا يعمل على الذهنية التي تقول كم امتلك من الاوراق استطيع ان اقدم من هذه الاوراق كي يسلم رأسي، السوريون يفكرون على العكس تمام، يفكرون بمنطق الدفاع الايجابي، بمعنى جعل الاوراق التي بين يديهم اكثر فاعلية.

الطرف الخارجي هو المحرك للطرف الداخلي ..

يتابع العبود ويوضح ان الطرف الخارجي هو المحرك للطرف الداخلي، الخارج يستعمل الداخل ويستغله استغلالا هائلا، ولا نستطيع المواجهة الا اذا اسقطنا مشروع الخارج فليس بامكان اطراف الداخل ان تؤثر على السلطة، واطراف الداخل حاولت في لحظات سابقة الاستفادة الى حد ما، من الخارج، الذي استعملها في تلك اللحظات، ولا يمكننا النظر الى ما يقوله المعارضون او الاصح المعترضون انما يجب ان نتعامل مع هؤلاء كمطالب شعبية ومحقة، ولذلك تعاملت القيادة السورية، ليس من باب اسقاط الذرائع وانما من باب الضرورة والحاجة.ولا اركز على معارضي الداخل لانهم منذ فترة زمنية يخلطون بين قضيتين رئيستين، بين دورهم كنخب قيادية، ودورهم كأشخاص يريدون السلطة او التزاحم عليها. ولكن عدونا هو في الخارج، المطلوب كبير، واللحظة السياسية التاريخية هامة.

العلاقة بين سوريا و ايران هي استراتيجية بامتياز ..

 وأضاف عضو مجلس الشعب "اننا ندرك ان هناك تضحيات وهزة عنيفة في المجتمع والدولة، وليست القضية ان يخلص النظام رأسه فهو قادر على ذلك خلال 10 دقائق، يستطيع خلالها ايقاف كل ما يحصل بمجرد الاستجابة للناطق باسم الخارجية الاميركية، لكن سوريا تدرك ان هناك دماء وتضحيات وخسائر، كي تربح الموقف والدور واذا سقط الموقف فان المنطقة بكاملها ستسقط".يعتقد العبود ان الثقل الرئيسي لسوريا هو في ايران وعند المقاومة والايرانيون يدركون ان علاقتهم مع سوريا هي استراتيجية ويدركون ان سوريا ضمن هذه الاستراتيجية العسكرية الضابطة للمنطقة لان ايران تدرك ان الدول والقوى على مستوى المنطقة تخشى الدخول في مواجهة مع ايران، ومصلحة ايران في ان تبقى سوريا ضمن المعادلة السياسية، حيث اذا سقط الدور السوري فان العرب المعتلين سيكونون الى جانب "اسرائيل" في مواجهة ايران، فالعلاقة بين ايران وسوريا هي استراتيجية بامتياز، وسوريا اليوم تعول كثيرا على روسيا حيث الروسي ايضا لا يسعى الى سمسرة ومقايضة او بازار اذ يعتقد الروس ان سقوط سوريا يعني انه لن يكون لهم موطئ قدم او اطلالة على البحر المتوسط.

هل تسعى اميركا واوربا لرشوة الروس؟

تساؤل يراه العبود انه لو جرت هذه المحاولة سيصبح الروس مجرد ضيوف حين تصبح سوريا دون المنظومة السياسية والعسكرية المؤلفة من ايران وسوريا والمقاومات، والروس يعتقدون ان ايران هي الاقرب لهم والاكثر مصلحة وليس اميركا.

يشير العبود للصحيفة الى ان البعض من المعارضة السورية التقى مع الاسرائيلي والبعض الاخر مع التركي والاميركي والاوروبي والخليجي، وسيحاول البعض منهم لقاء الروس للتفاهم على اشياء معينة، غير ان هذه المعارضة لا تستطيع ان تقدم شيئا للروس، لانها اداة بيد قوى خارجية تريد اسقاط النظام السوري فالمعادلة ليس في يد المعارضة والروس وفاقد الشيء لا يعطيه. وعندما يدرك الروس ان المعارضة قادمة الى المنطقة تحت مظلة اميركية تعمل بالتجييش ضد ايران بتصوري ان روسيا لن تدخل في هذا البازار.

السوريون بحسب العبود تمسكوا كثيرا بأوراقهم وواجهوا مفاصل عدة وها هم الان نرى المشهد على ما يلي: خلال 24 ساعة تشكلت الحكومة في لبنان، والرئيس الاسد اول من بارك للحكومة اللبنانية، هذه قذيفة، ثانيا، حين تمت المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية كان قادة حماس خلال 24 ساعة في دمشق الى جانب القيادة السورية، فالسوري لم يتراجع بل يتقدم رافعا سقف المطالب، وها هي الاتفاقيات وقعت في الايام القليلة بين سوريا والعراق، فوصل وفد اميركي الى بغداد ومعه مجموعة مطالب مادية منذ العام 2003 والى اليوم، فطرده البرلمانيون العراقيون ومن ينظر الى ايران يظن انها صامتة لكنها ليست كذلك. وفي الشهر الماضي قتل حوالى 50 جنديا من حلف الناتو في افغانستان والذي قتلهم هي هذه المنظومة العسكرية التي تواجه الاميركي والناتو، فالمنظومة تشعر بالخطر الذي يواجهه السوريون وهم ليسوا وحيدين.

 

الايام القادمة قد نلمس تحولا ليس سريعا في الموقف التركي ..

للعبود رأي فيما نشاهده في الاعلام فيعتقد ان ما نشهده في الاعلام هو تحول سياسي ضاغط يستعملون الدم للتجييش والتحريض والى انشاء ملفات سياسية والى استصدار قرار من مجلس الامن وتحويل الاوراق الى اوراق سياسية ضاغطة للتضييق على سوريا.يرى العبود انه في الايام القادمة قد نلمس تحولا ليس سريعا في الموقف التركي، وبرأيه ان اردوغان استثمر احداث سوريا في الانتخابات استثمارا فريدا، لكنه ليس اخلاقيا، كان المرسوم لاردوغان ان يذهب الى ما ذهب اليه تجاه سوريا او ان يشهد تجييشا ضده في الداخل التركي، وراح اردوغان بعيدا في المزايدة على الجميع من جيش ومخابرات في تركيا، وحتى على المعارضة. على اي حال يقول لن يبقى الموقف التركي كما هو الان وحزب العدالة هو من اقام علاقات مع القيادة السورية وتجلت مصلحته في علاقات مع ايران خاصة ضد مقولة التقسيم في العراق، وندرك ان اردوغان اذا كانت مصلحته مع الشيطان فسوف يذهب الى مصالحه وعليه سيزحف لاعادة انتاج العلاقة الايرانية التركية السورية على مستوى المنطقة.

حكومات الخليج ليس لها تطلعات استراتيجية لانها ادوات جرى استعمالها سابقا ..

فيما يتعلق بدور قطر والخليج يراه العبود مختلفاً تماما، حيث حكومات الخليج برأيه ليس لها تطلعات استراتيجية لانها ادوات جرى استعمالها سابقا في وجه عبد الناصر وفي وجه حافظ الاسد وفي وجه الكثير من المشاريع العربية، ومنذ الخمسينيات والمملكة العربية السعودية لعبت دورا سلبيا في هذا الامر، وفارق كبير بين ان يمارس طرف ما الند للند وبين ان يكون اداة يلعب دورا ما...

هناك من يعتقد، يقول العبود "ان السوريين اخطأوا بعلاقاتهم مع قطر غير ان المشهد عكس ذلك، ففي قطر امير قام على أبيه وحاول ان يقوم بدور ما، مستعينا بالاسرائيلي ودخلت اسرائيل الى قطر فكانت ذراع متقدمة في الخليج حيث كانت قطر هي التي اعطت مشروعية للاسرائيلي، السوريون كان عليهم اما ادارة الظهر وترك قطر للاسرائيلي او اقتحام قطر لمواجهة الاسرائيلي، فلو مارست سوريا دور الاب الناصح فلن يصغي امير قطر، فلذلك، اعطت قطر اكثر مما اعطت اسرائيل للامير وزاحمت على الساحة القطرية حتى هزمت اسرائيل. مثلا هزمت اسرائيل في مؤتمر غزة... ولذلك دخل الاميركي بكامل قوته على قطر مستعينا بمجلس التعاون الخليجي ودفع قطر لتكون اداة ضاغطة باتجاه سوريا، وها نحن اليوم ولاول مرة يتطابق الاعلام السعودي مع الاعلام القطري".

المعارضة في الداخل ليست خصم..

يشير العبود الى انه يخطئ من يظن ان الحوار المطلوب هو ان يأتي طرف يجتمع مع الطرف الاخر للتفاوض كما حصل في لبنان، حيث كان الحوار سياسياً ولم يكن وطنيا، في سوريا ليس هناك طاولة حوار سياسية انما هو حوار وطني، ولا يعتبر السوريون ان المعارضة في الداخل هي خصم، وجرى الفصل بين المطالب المحقة وبين المؤامرة، التي ركبت هذه المطالب حيث هناك مجموعات تكفيرية دفعت في هذا الاتجاه للبحث عن ذريعة.

المادة 8 من الدستور تسقط بمجرد صدور قرار الاحزاب ..

يعتبر العبود ان المادة 8 من الدستور تسقط بمجرد صدور قرار الاحزاب، لكنه مقتنع بقانون الانتخابات الحالي، وليس مع تعديله، فالتحالف القائم بين احزاب الجبهة التقدمية برأيه هو تحالف سياسي موجود خارج قانون الانتخابات حيث البعض يعتقد ان الجبهة الوطنية التقدمية هي قانون للانتخابات، ما حصل هو تصادم مشاريع وعندما أتى حافظ الاسد، رفع شعار الوحدة والاشتراكية، وسأل كل حزب عن اولوياته فاذا قلنا التحرير وكذا وكذا... قال هذه اولوياتنا، فدعا الى الانضواء في الجبهة. ويعتقد العبود انه سوف يمدد لمجلس الشعب الحالي.

يوضح العبود ان الرئيس بشار الاسد في لقاءاته الشعبية طلب عدم تخوين بعضنا البعض الاخر، كي لا تحصل فجوة، في صفوف الشعب ولذلك طلب عدم نزول مسيرات مؤيدة له، كي لا يتحول الشارع الى شارعين، ولو اراد المؤيدون تنظيم مسيرات لكنا نرى كل يوم مسيرات مليونية.ويأسف العبود لان الامن برأيه لا يمتلك ثقافة التعامل مع المتظاهرين لان التظاهر امر جديد وما حصل في درعا، كانت "هوشة" وان الطفل حمزة الخطيب قتل بعيدا عن قريته مسافة 25 كلم، خلال "الفزعة" اي "الهبة" لنجدة قرية اخرى.

الخليج العربي غير قادر فعليا على الوقوف امام الاستخبارات السورية والايرانية...

يختم العبود موضحا ان ما حصل في سوريا كان من الممكن ان يسقط النظام خلال اسبوع، لو لم يكن في يد السلطات معطيات ومعلومات، وان هناك سلاحاً دخل الى الجميع وما حصل في جسر الشغور قد قلب المشهد، اذ دخلت كميات كبيرة من الاسلحة عبر الحدود السورية التركية. وما نشهده اليوم هو نفس سيناريو 2005 وان الامر مشغول اعلاميا واستخباراتيا من الخارج.

ويختم العبود حديثه "في الحقيقة التي يجهلها الكثير هو ان الخليج العربي غير قادر فعليا على الوقوف امام الاستخبارات السورية والايرانية".

 

 

  • فريق ماسة
  • 2011-06-18
  • 12946
  • من الأرشيف

خالد العبود.... العلاقة بين سوريا و ايران هي استراتيجية بامتياز.و الايام القادمة قد نلمس تحولا ليس سريعا في الموقف التركي ..

أكد عضو مجلس الشعب خالد العبود ان الهدف الاستراتيجي للمؤامرة على سورية كان اسقاط دور النظام بمعنى ان الدخول بادوات تظاهر واحتجاجات وشغب وفوضى وتضييق من هنا وتضييق سياسي واقتصادي من هناك، عندئذ يتم اسقاط هذا الدور، لكنهم لم يستطيعوا فعل ذلك. وأضاف العبود في حديث لصحيفة "الديار" اللبنانية اذا كان الهدف بالنسبة للداخل هو "اسقاط النظام"  فلا بد ان تتغير الدوافع بمعنى انه ذاهب الى استعمال ادوات جديدة هي القوة، مشيراً الى ان استعمال القوة يعني ان هذا سيعد أكثر الى العشرة، لأن الخصم الذي يشن الحملة على سوريا يدرك انه لا يهاجم سوريا وحيدة، انما يهاجم منظومة سياسية وعسكرية على مستوى المنطقة كلها , هذه المنظومة بحسب العبود رأسها في طهران وظفرها المتقدم عند المقاومة اللبنانية، واذا كان هناك من يشتغل على هذه المنظومة بمعنى ان يكون هناك حرب في المنطقة فهذا الخيار برأي بسيط، يقول العبود، لانه عندئذ ستذهب المنطقة الى حرب شاملة، اما اذا فكر الخصم بسيناريو يشبه ليبيا التي تختلف عن سوريا كثيرا، لانها لا تشابه منظومتها السياسية والعسكرية منظومة هذه المنطقة، وعليه فان هذا الخيار احيده قليلا.و يرى العبود ان الخصم سوف ينكفئ بعد فترة، ويخفض من سقف مطالبه، وبدل ان يدخل علينا باتجاه "اسقاط النظام" سيدخل باتجاه "التضييق" على النظام، ويبدأ بالتفاوض على جملة ملفات خاصة ان ملفه في العراق هام جدا، وايضا الملف الفلسطيني، لكن قد يناور على لبنان، وهذا الخيار الذي أميل اليه يقول العبود، او قد يتجه الى خيار ملفين في المنطقة للمناورة. اما سوريا فتعمل على مبدأ متقدم، فالسوريون يقول العبود يعملون على مبدأ الدفاع السلبي حين يحاصرون لان العقل السوري لا يعمل على الذهنية التي تقول كم امتلك من الاوراق استطيع ان اقدم من هذه الاوراق كي يسلم رأسي، السوريون يفكرون على العكس تمام، يفكرون بمنطق الدفاع الايجابي، بمعنى جعل الاوراق التي بين يديهم اكثر فاعلية. الطرف الخارجي هو المحرك للطرف الداخلي .. يتابع العبود ويوضح ان الطرف الخارجي هو المحرك للطرف الداخلي، الخارج يستعمل الداخل ويستغله استغلالا هائلا، ولا نستطيع المواجهة الا اذا اسقطنا مشروع الخارج فليس بامكان اطراف الداخل ان تؤثر على السلطة، واطراف الداخل حاولت في لحظات سابقة الاستفادة الى حد ما، من الخارج، الذي استعملها في تلك اللحظات، ولا يمكننا النظر الى ما يقوله المعارضون او الاصح المعترضون انما يجب ان نتعامل مع هؤلاء كمطالب شعبية ومحقة، ولذلك تعاملت القيادة السورية، ليس من باب اسقاط الذرائع وانما من باب الضرورة والحاجة.ولا اركز على معارضي الداخل لانهم منذ فترة زمنية يخلطون بين قضيتين رئيستين، بين دورهم كنخب قيادية، ودورهم كأشخاص يريدون السلطة او التزاحم عليها. ولكن عدونا هو في الخارج، المطلوب كبير، واللحظة السياسية التاريخية هامة. العلاقة بين سوريا و ايران هي استراتيجية بامتياز ..  وأضاف عضو مجلس الشعب "اننا ندرك ان هناك تضحيات وهزة عنيفة في المجتمع والدولة، وليست القضية ان يخلص النظام رأسه فهو قادر على ذلك خلال 10 دقائق، يستطيع خلالها ايقاف كل ما يحصل بمجرد الاستجابة للناطق باسم الخارجية الاميركية، لكن سوريا تدرك ان هناك دماء وتضحيات وخسائر، كي تربح الموقف والدور واذا سقط الموقف فان المنطقة بكاملها ستسقط".يعتقد العبود ان الثقل الرئيسي لسوريا هو في ايران وعند المقاومة والايرانيون يدركون ان علاقتهم مع سوريا هي استراتيجية ويدركون ان سوريا ضمن هذه الاستراتيجية العسكرية الضابطة للمنطقة لان ايران تدرك ان الدول والقوى على مستوى المنطقة تخشى الدخول في مواجهة مع ايران، ومصلحة ايران في ان تبقى سوريا ضمن المعادلة السياسية، حيث اذا سقط الدور السوري فان العرب المعتلين سيكونون الى جانب "اسرائيل" في مواجهة ايران، فالعلاقة بين ايران وسوريا هي استراتيجية بامتياز، وسوريا اليوم تعول كثيرا على روسيا حيث الروسي ايضا لا يسعى الى سمسرة ومقايضة او بازار اذ يعتقد الروس ان سقوط سوريا يعني انه لن يكون لهم موطئ قدم او اطلالة على البحر المتوسط. هل تسعى اميركا واوربا لرشوة الروس؟ تساؤل يراه العبود انه لو جرت هذه المحاولة سيصبح الروس مجرد ضيوف حين تصبح سوريا دون المنظومة السياسية والعسكرية المؤلفة من ايران وسوريا والمقاومات، والروس يعتقدون ان ايران هي الاقرب لهم والاكثر مصلحة وليس اميركا. يشير العبود للصحيفة الى ان البعض من المعارضة السورية التقى مع الاسرائيلي والبعض الاخر مع التركي والاميركي والاوروبي والخليجي، وسيحاول البعض منهم لقاء الروس للتفاهم على اشياء معينة، غير ان هذه المعارضة لا تستطيع ان تقدم شيئا للروس، لانها اداة بيد قوى خارجية تريد اسقاط النظام السوري فالمعادلة ليس في يد المعارضة والروس وفاقد الشيء لا يعطيه. وعندما يدرك الروس ان المعارضة قادمة الى المنطقة تحت مظلة اميركية تعمل بالتجييش ضد ايران بتصوري ان روسيا لن تدخل في هذا البازار. السوريون بحسب العبود تمسكوا كثيرا بأوراقهم وواجهوا مفاصل عدة وها هم الان نرى المشهد على ما يلي: خلال 24 ساعة تشكلت الحكومة في لبنان، والرئيس الاسد اول من بارك للحكومة اللبنانية، هذه قذيفة، ثانيا، حين تمت المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية كان قادة حماس خلال 24 ساعة في دمشق الى جانب القيادة السورية، فالسوري لم يتراجع بل يتقدم رافعا سقف المطالب، وها هي الاتفاقيات وقعت في الايام القليلة بين سوريا والعراق، فوصل وفد اميركي الى بغداد ومعه مجموعة مطالب مادية منذ العام 2003 والى اليوم، فطرده البرلمانيون العراقيون ومن ينظر الى ايران يظن انها صامتة لكنها ليست كذلك. وفي الشهر الماضي قتل حوالى 50 جنديا من حلف الناتو في افغانستان والذي قتلهم هي هذه المنظومة العسكرية التي تواجه الاميركي والناتو، فالمنظومة تشعر بالخطر الذي يواجهه السوريون وهم ليسوا وحيدين.   الايام القادمة قد نلمس تحولا ليس سريعا في الموقف التركي .. للعبود رأي فيما نشاهده في الاعلام فيعتقد ان ما نشهده في الاعلام هو تحول سياسي ضاغط يستعملون الدم للتجييش والتحريض والى انشاء ملفات سياسية والى استصدار قرار من مجلس الامن وتحويل الاوراق الى اوراق سياسية ضاغطة للتضييق على سوريا.يرى العبود انه في الايام القادمة قد نلمس تحولا ليس سريعا في الموقف التركي، وبرأيه ان اردوغان استثمر احداث سوريا في الانتخابات استثمارا فريدا، لكنه ليس اخلاقيا، كان المرسوم لاردوغان ان يذهب الى ما ذهب اليه تجاه سوريا او ان يشهد تجييشا ضده في الداخل التركي، وراح اردوغان بعيدا في المزايدة على الجميع من جيش ومخابرات في تركيا، وحتى على المعارضة. على اي حال يقول لن يبقى الموقف التركي كما هو الان وحزب العدالة هو من اقام علاقات مع القيادة السورية وتجلت مصلحته في علاقات مع ايران خاصة ضد مقولة التقسيم في العراق، وندرك ان اردوغان اذا كانت مصلحته مع الشيطان فسوف يذهب الى مصالحه وعليه سيزحف لاعادة انتاج العلاقة الايرانية التركية السورية على مستوى المنطقة. حكومات الخليج ليس لها تطلعات استراتيجية لانها ادوات جرى استعمالها سابقا .. فيما يتعلق بدور قطر والخليج يراه العبود مختلفاً تماما، حيث حكومات الخليج برأيه ليس لها تطلعات استراتيجية لانها ادوات جرى استعمالها سابقا في وجه عبد الناصر وفي وجه حافظ الاسد وفي وجه الكثير من المشاريع العربية، ومنذ الخمسينيات والمملكة العربية السعودية لعبت دورا سلبيا في هذا الامر، وفارق كبير بين ان يمارس طرف ما الند للند وبين ان يكون اداة يلعب دورا ما... هناك من يعتقد، يقول العبود "ان السوريين اخطأوا بعلاقاتهم مع قطر غير ان المشهد عكس ذلك، ففي قطر امير قام على أبيه وحاول ان يقوم بدور ما، مستعينا بالاسرائيلي ودخلت اسرائيل الى قطر فكانت ذراع متقدمة في الخليج حيث كانت قطر هي التي اعطت مشروعية للاسرائيلي، السوريون كان عليهم اما ادارة الظهر وترك قطر للاسرائيلي او اقتحام قطر لمواجهة الاسرائيلي، فلو مارست سوريا دور الاب الناصح فلن يصغي امير قطر، فلذلك، اعطت قطر اكثر مما اعطت اسرائيل للامير وزاحمت على الساحة القطرية حتى هزمت اسرائيل. مثلا هزمت اسرائيل في مؤتمر غزة... ولذلك دخل الاميركي بكامل قوته على قطر مستعينا بمجلس التعاون الخليجي ودفع قطر لتكون اداة ضاغطة باتجاه سوريا، وها نحن اليوم ولاول مرة يتطابق الاعلام السعودي مع الاعلام القطري". المعارضة في الداخل ليست خصم.. يشير العبود الى انه يخطئ من يظن ان الحوار المطلوب هو ان يأتي طرف يجتمع مع الطرف الاخر للتفاوض كما حصل في لبنان، حيث كان الحوار سياسياً ولم يكن وطنيا، في سوريا ليس هناك طاولة حوار سياسية انما هو حوار وطني، ولا يعتبر السوريون ان المعارضة في الداخل هي خصم، وجرى الفصل بين المطالب المحقة وبين المؤامرة، التي ركبت هذه المطالب حيث هناك مجموعات تكفيرية دفعت في هذا الاتجاه للبحث عن ذريعة. المادة 8 من الدستور تسقط بمجرد صدور قرار الاحزاب .. يعتبر العبود ان المادة 8 من الدستور تسقط بمجرد صدور قرار الاحزاب، لكنه مقتنع بقانون الانتخابات الحالي، وليس مع تعديله، فالتحالف القائم بين احزاب الجبهة التقدمية برأيه هو تحالف سياسي موجود خارج قانون الانتخابات حيث البعض يعتقد ان الجبهة الوطنية التقدمية هي قانون للانتخابات، ما حصل هو تصادم مشاريع وعندما أتى حافظ الاسد، رفع شعار الوحدة والاشتراكية، وسأل كل حزب عن اولوياته فاذا قلنا التحرير وكذا وكذا... قال هذه اولوياتنا، فدعا الى الانضواء في الجبهة. ويعتقد العبود انه سوف يمدد لمجلس الشعب الحالي. يوضح العبود ان الرئيس بشار الاسد في لقاءاته الشعبية طلب عدم تخوين بعضنا البعض الاخر، كي لا تحصل فجوة، في صفوف الشعب ولذلك طلب عدم نزول مسيرات مؤيدة له، كي لا يتحول الشارع الى شارعين، ولو اراد المؤيدون تنظيم مسيرات لكنا نرى كل يوم مسيرات مليونية.ويأسف العبود لان الامن برأيه لا يمتلك ثقافة التعامل مع المتظاهرين لان التظاهر امر جديد وما حصل في درعا، كانت "هوشة" وان الطفل حمزة الخطيب قتل بعيدا عن قريته مسافة 25 كلم، خلال "الفزعة" اي "الهبة" لنجدة قرية اخرى. الخليج العربي غير قادر فعليا على الوقوف امام الاستخبارات السورية والايرانية... يختم العبود موضحا ان ما حصل في سوريا كان من الممكن ان يسقط النظام خلال اسبوع، لو لم يكن في يد السلطات معطيات ومعلومات، وان هناك سلاحاً دخل الى الجميع وما حصل في جسر الشغور قد قلب المشهد، اذ دخلت كميات كبيرة من الاسلحة عبر الحدود السورية التركية. وما نشهده اليوم هو نفس سيناريو 2005 وان الامر مشغول اعلاميا واستخباراتيا من الخارج. ويختم العبود حديثه "في الحقيقة التي يجهلها الكثير هو ان الخليج العربي غير قادر فعليا على الوقوف امام الاستخبارات السورية والايرانية".    

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة