دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أعلن الأمين القطري المساعد لحزب البعث محمد سعيد بخيتان أمس أن مشروع وآليات الحوار الوطني «ستعلن خلال 48 ساعة وسيكون الحوار بمشاركة حزب البعث وأحزاب الجبهة الوطنية والمستقلين».
وفي لقاء حواري مع الكوادر العلمية والحزبية والإدارية في جامعة دمشق استمر ثلاث ساعات متواصلة كشف بخيتان عن «قُرب صدور عفو عام» دون أن يخوض في تفاصيله.
وفيما بدا أنه إغلاق نهائي للباب أمام إلغاء المادة الثامنة من الدستور التي تجعل من حزب البعث «الحزب القائد للدولة والمجتمع» قال بخيتان إن تعديل أي مادة في الدستور «من اختصاص مجلس الشعب» الذي يستأثر حزب البعث بأكثر من نصف مقاعده (126 مقعداً من إجمالي 250) بينما تملك أحزاب الجبهة مجتمعة 41 مقعداً والمستقلون 83.
ورداً على سؤال عن آليات الحوار الوطني وعما إذا كانت الدعوة ستوجه للمعارضة في الداخل للمشاركة فيه قال بخيتان: لجنة الحوار شُكلت على أعلى المستويات، والحوار سيضم كل الفئات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، وهو سيكون تحت سقف الوطن.
واعتبر بخيتان أنه «بالنسبة لإلغاء المادة الثامنة من الدستور، قلنا للمعارضين هناك صندوق اقتراع، وإذا وصلتم للحكم وأصبحنا في المعارضة فألغوا المادة، هناك أولويات أخرى غير إلغاء هذه المادة».
ورداً على سؤال عن الجدوى من إقرار قانون جديد للأحزاب مع الإبقاء على المادة الثامنة وعما إذا كان لدى القيادة نية في مناقشتها مستقبلاً قال بخيتان: «تعديل مواد الدستور يحتاج اقتراحاً من ثلثي أعضاء مجلس الشعب ثم يعرض التعديل على الاستفتاء العام في سورية... بعد انتخابات مجلس الشعب المقبلة يحق للمجلس (الجديد) النظر في الاقتراح بموافقة ثلثي أعضائه».
وفي صيغة كلام ولهجة لم يعتد عليهما الشارع السوري أضاف بخيتان: هناك صندوق اقتراع وعندما يفوز الآخرون بالأكثرية يشكلون الحكومة ونكون نحن في الطرف الآخر وهذا هو تداول السلطة.
وحول التقارير التي تحدثت عن أن الانتخابات الرئاسية المقررة في 2014 ستكون تعددية قال : الحديث في هذا الموضوع سابق لأوانه، لكنه أوضح في الوقت نفسه أنه «من الممكن دراسة هذا الأمر مع الأحزاب التي ستشكل وفي مجلس الشعب» الجديد.
وفيما يتعلق بكلام الرئيس بشار الأسد أمام الوفود الشعبية التي التقاها حول النية في زيادة أعداد مقاعد المستقلين في مجلس الشعب على حساب مقاعد الجبهة قال بخيتان ما هو مطروح زيادة عدد أعضاء مجلس الشعب باعتبار أن عدد السكان ازداد، فزيادة أعضاء المجلس مطروحة لكن لم تقر.
ووضع بخيتان الانتقادات التركية لسورية على خلفية ما تشهده من أحداث في سياق انتخابي، وأوضح أن «تركيا مقبلة على انتخابات (في 12 حزيران) وهناك رأي عام وحزب العدالة والتنمية (الحاكم) ذو ميول إسلامية وهو يريد استمالة الشارع التركي».
ومع ذلك وصف بخيتان «الموقف الرسمي» التركي إزاء الحكومة السورية بأنه «جيد وداعم»، وأضاف: لا مشكلة في مواقف إيران ودول عربية كثيرة (بشأن الأحداث في سورية) وسنقوم بحركة نشطة باتجاه بعض الدول لتوضيح حقيقة» هذه الأحداث.
ورداً على مداخلة تتعلق بغياب البعثيين عن لعب أي دور في مواجهة هذه الأحداث قال بخيتان: عدد أعضاء الحزب 2.8 مليون عضو، ونحن قررنا إبعاد الحزب عن المواجهة منذ بدايتها كي نحافظ على تماسك المجتمع كونه يضم بعثيين وغيرهم وتركنا دور الحزب للحوار والتواصل».
ورأى بخيتان أن «من يتظاهر في سورية لا يتجاوز عددهم 100 ألف هم أنفسهم يتظاهرون كل مرة» وقال: أصبحت موضة أن يقوم البعض بالتكبير ليلاً وبالتظاهر يوم الجمعة ويجب أن ننهي هذا الموضوع بسرعة فعلينا ضغوط كبيرة.
ورداً على إحدى المداخلات التي حذرت من أن دور حركة الإخوان المسلمين ينشط على السطح في بعض الأحياء بموازاة غياب كامل لدور حزب البعث قال بخيتان: الإخوان المسلمون تنظيم محظور في سورية ونحن نرفض تاريخهم، ليس لهم رصيد كبير في الشارع السوري ولا أتصور أنهم مقبولون في مجتمعنا، هم يستغلون عواطف الناس وحاجاتهم الاجتماعية والإنسانية ونحن نتصدى لهم بالحوار مع أبناء الوطن.. يجب أن نكون واعين في المجتمع لشرح وتوضيح أهدافهم.
واعتبر بخيتان أن «من يستخدم المسجد لتحريض الناس وإظهار أن لديه توجهاً إسلامياً، وهو ليس كذلك، ينفذ أجندة خارجية موجهة ويُدفع له من الخارج» وحذر من أن هؤلاء «يريدون (حدوث عمليات) قتل و(سفك) دم لتبرير التدخل الخارجي» في سورية.
وبعد أن شدد على أهمية «التفريق بين المتظاهرين سلمياً لأجل مطالب محقة ومتظاهري شغب» تساءل بخيتان: الذي يحرق المؤسسات ويقتل هل هو (متظاهر) سلمي أم مخرب ومجرم؟
وفيما بدا أنه تطبيق لمبدأ «النقد والنقد الذاتي» الذي يعتبر أحد سمات فكر حزب البعث قال بخيتان في رده على عدد من المداخلات: كنا في القيادة ندافع عن أخطاء بعض المسؤولين ونحاول تجميلها، الآن يجب أن يختلف الأمر ويجب المحاسبة.. نعمل على محاسبة المسيء ويجب أن نكشفه أمام الرأي العام... نحتاج لوقفة ومراجعة لعمل الحزب.. في الحزب أفكار ممتازة وصالحة لكل زمان ومكان ولكن هناك بعض الممارسات السيئة.. نحتاج حزباً فاعلاً.. في ظروف معينة دخل في الحزب كثير من الناس ويجب مراجعة هذا الأمر.. في السابق لم يكن هناك منافس لحزب البعث والآن سيكون هناك قانون أحزاب ومنافسة ومع ذلك فنحن لا نخشى المنافسة فحزبنا له تاريخ كبير.
ورداً على مداخلة حاولت تحميل قيادة الحزب مسؤولية التعيينات التي «ظهر أنها سبب كل مشكلة بدءاً من تعيين المديرين والمحافظين» قال بخيتان: التعيينات من المختار لمدير عام تتم باقتراح من هيئات الحزب المختلفة، وعقب عدد من الحضور بالقول: إنكم لم تأخذوا باقتراحاتنا.
وتحدث أحدهم عن «إخفاقات في تحديد علاقة الحزب بالسلطة، فهل دور الحزب ممارسة السلطة أم الرقابة عليها؟ ورد بخيتان بالقول: دور الحزب رسم إستراتيجيات ومراقبة ومحاسبة لكن عملياً نحن نمارس السلطة فنحن عملياً حزب حاكم، إلا أنه رأى أن «الدور الرقابي للحزب أفضل من أن يمارس السلطة».
وأشار بخيتان إلى أنه تجري «إعادة النظر في بعض تشريعات القطاع العام الصناعي لإعادة تأهيله وتطويره» مؤكداً: لن نتخلى إطلاقاً عن القطاع العام.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة