قال الخبير العسكري الإسرائيلي، رون بن يشاي، إن القمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من جهة، وبنيامين نتنياهو وبيني غانتس من جهة أخرى، تحضيرا لإعلان صفقة القرن، من شأنها تصعيد الوضع الميداني في الأراضي الفلسطينية، في قطاع غزة والضفة الغربية والأردن. وأضاف، أن أي خطوات سياسية أحادية الجانب من جهة إسرائيل ستؤدي على تجميد الوضع القائم لعشرات السنين، ويجب على إسرائيل عدم السماح باستدراجها الى توجهات الولايات المتحدة، لأنها في ذروة عملية انتخابية، ما يعني أن كل هذا الحوار السائد هو لمصلحة نتنياهو وترامب فقط.

 

وأكد بن يشاي، أنه من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن الخطة الأمريكية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هي تطور إيجابي من وجهة النظر الإسرائيلية، لكن لا يجوز المبالغة في أهميتها، رغم أنها تمنح إسرائيل الشرعية للاحتفاظ بالأراضي الفلسطينية التي احتلتها في حرب 1967، دون أن تعطي العلاقة مع الفلسطينيين أي شكل من الاستقرار السياسي.

 

أشار بن يشاي إلى أن الفلسطينيين سيرفضون الصفقة، كما أن المجتمع الدولي لن يمنحها موافقته على الفور، كما لن توفر لها الدول العربية والإسلامية الغطاء اللازم، ومن ثم فإن صفقة القرن لن تقدم تسويات تتفق مع المصالح الفلسطينية والإسرائيلية معا، بل سيقتصر إنجازها على تقديم تسوية تجعل الجانبين، الفلسطيني والإسرائيلي، يتعايشان معها فترة طويلة من الزمن، ليس أكثر.

 

ورأى بن يشاي، أنه لا مجال لأن تنجح صفقة القرن بجلب السلام بين الطرفين، ولا في تحقيق تعايش بينهما في الفترة القادمة. وفي حال قررت إسرائيل تنفيذ الصفقة من جانب واحد، أو أجزاء منها، فإنها لن تغير كثيرا من الوقائع على الأرض، وإنما ستعمل على تجميد الوضع القائم في الأراضي الفلسطينية لفترة طويلة من الزمن، وربما تعمل على تأبيد هذا الوضع حتى إشعار آخر. وأقصى ما يمكن أن يسفر عنه إعلان صفقة القرن، هو أن تقوم إسرائيل بإدارة صراعها مع الفلسطينيين، دون العمل على إنهائه، وتسويته، لاسيما على المدى البعيد. ولكن في حال قررت إسرائيل عدم القيام بخطوات أحادية، أو تنفيذ الصفقة كلها، لأنها ليست معنية بإقامة دولة فلسطينية، بعكس رغبة الفلسطينيين، فإنها قد تقرر تنفيذ بعض أجزائها، مما يحظى بموافقة غالبية أوساط الحلبة السياسية الحزبية الإسرائيلية.

صحيفة يديعوت أحرونوت
  • فريق ماسة
  • 2020-01-25
  • 10424
  • من الأرشيف

خبير عسكري اسرائيلي يتوقع ان يؤدي الإعلان عن صفقة القرن إلى تصعيد الوضع الميداني مع الفلسطينيين والأردن

  قال الخبير العسكري الإسرائيلي، رون بن يشاي، إن القمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من جهة، وبنيامين نتنياهو وبيني غانتس من جهة أخرى، تحضيرا لإعلان صفقة القرن، من شأنها تصعيد الوضع الميداني في الأراضي الفلسطينية، في قطاع غزة والضفة الغربية والأردن. وأضاف، أن أي خطوات سياسية أحادية الجانب من جهة إسرائيل ستؤدي على تجميد الوضع القائم لعشرات السنين، ويجب على إسرائيل عدم السماح باستدراجها الى توجهات الولايات المتحدة، لأنها في ذروة عملية انتخابية، ما يعني أن كل هذا الحوار السائد هو لمصلحة نتنياهو وترامب فقط.   وأكد بن يشاي، أنه من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن الخطة الأمريكية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هي تطور إيجابي من وجهة النظر الإسرائيلية، لكن لا يجوز المبالغة في أهميتها، رغم أنها تمنح إسرائيل الشرعية للاحتفاظ بالأراضي الفلسطينية التي احتلتها في حرب 1967، دون أن تعطي العلاقة مع الفلسطينيين أي شكل من الاستقرار السياسي.   أشار بن يشاي إلى أن الفلسطينيين سيرفضون الصفقة، كما أن المجتمع الدولي لن يمنحها موافقته على الفور، كما لن توفر لها الدول العربية والإسلامية الغطاء اللازم، ومن ثم فإن صفقة القرن لن تقدم تسويات تتفق مع المصالح الفلسطينية والإسرائيلية معا، بل سيقتصر إنجازها على تقديم تسوية تجعل الجانبين، الفلسطيني والإسرائيلي، يتعايشان معها فترة طويلة من الزمن، ليس أكثر.   ورأى بن يشاي، أنه لا مجال لأن تنجح صفقة القرن بجلب السلام بين الطرفين، ولا في تحقيق تعايش بينهما في الفترة القادمة. وفي حال قررت إسرائيل تنفيذ الصفقة من جانب واحد، أو أجزاء منها، فإنها لن تغير كثيرا من الوقائع على الأرض، وإنما ستعمل على تجميد الوضع القائم في الأراضي الفلسطينية لفترة طويلة من الزمن، وربما تعمل على تأبيد هذا الوضع حتى إشعار آخر. وأقصى ما يمكن أن يسفر عنه إعلان صفقة القرن، هو أن تقوم إسرائيل بإدارة صراعها مع الفلسطينيين، دون العمل على إنهائه، وتسويته، لاسيما على المدى البعيد. ولكن في حال قررت إسرائيل عدم القيام بخطوات أحادية، أو تنفيذ الصفقة كلها، لأنها ليست معنية بإقامة دولة فلسطينية، بعكس رغبة الفلسطينيين، فإنها قد تقرر تنفيذ بعض أجزائها، مما يحظى بموافقة غالبية أوساط الحلبة السياسية الحزبية الإسرائيلية. صحيفة يديعوت أحرونوت

المصدر : خاص الماسة السورية/غسان محمد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة