كتب د. رونان يتسحاك، رئيس قسم دراسات الشرق الوسط في أكاديمية الجليل الغربي والخبير في الشؤون الأردنية، علاقات الأردن مع روسيا شهدت في الفترة الماضية حالة من الدفء، في ضوء الواقع السياسي- الأمني في المنطقة. كما عزز وقوف الادارة الأمريكية الى جانب اسرائيل، مصلحة الأردن لتوثيق العلاقات مع روسيا. واذا كان الملك عبد الله الثاني، علّق آماله في الماضي على الولايات المتحدة، فهو يعتقد اليوم أن روسيا هي المفتاح لمستقبل المملكة، على اعتبار أنه لا يمكن حل أي مشكلة في المنطقة دون تدخل موسكو.

 

وبحسب المحلل، فإن روسيا، مثل الأردن، تؤيد إقامة دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس، وترفض اعتراف الادارة الأمريكية بالقدس عاصمة لاسرائيل، كما رفضت الاعتراف بقرار ترامب الاعتراف بـ "السيادة الاسرائيلية" على الجولان السوري المحتل. وهي مستعدة للمساعدة في حل قضية اللاجئين السوريين في الأردن، وزيادة الاستثمارات ومنح قروض وفتح أسواق جديدة أمام التجارة الأردنية، من أجل المساعدة في إنعاش الاقتصاد الأردني. ومقابل، تعزز العلاقات الاستراتيجية، العسكرية والاستخباراتية بين الأردن والولايات المتحدة، فقد تعزز ايضا في الآونة الأخيرة، التعاون بين الأردن وروسيا. فإلى جانب الاتفاقات الاقتصادية والتجارية والعسكرية والعلمية، تعهد بوتين للملك عبد الله، شخصيا، بدراسة امكانية ضم الأردن الى الاتحاد الاقتصادي الأوراسي.

 

واعتبر المحلل، ان الدفء الذي تشهده العلاقات الأردنية مع روسيا، قد يكون من باب تحدي اسرائيل والادارة الأمريكية، او بمثابة الرد على وقوف الولايات المتحدة الى جانب اسرائيل، في القضايا السياسية الخلافية. وهذا التقارب، لا يشكل خطرا على الولايات المتحدة فقط، وإنما على اسرائيل ايضا، ومن شأنه أن يلحق أضرارا بمستقبل اتفاق السلام بين اسرائيل والأردن الموقع قبل 25 عاما، ويتوقف استمراره على تدخل مؤثر من الولايات المتحدة، وضمان مصالح الأردن، الاقتصادية والسياسية. فاذا لم تضمن واشنطن للجانب الأردني مصالحه، واذا تراجع التأثير الأمريكي في المنطقة، سوف تتعاظم الدعوات التي تطالب بإلغاء الاتفاق، وسيجد النظام في الأردن صعوبة في تبرير وجوده.

  • فريق ماسة
  • 2019-10-25
  • 12656
  • من الأرشيف

باحث اسرائيلي يحذّر من خطر التقارب بين روسيا والأردن على اسرائيل

كتب د. رونان يتسحاك، رئيس قسم دراسات الشرق الوسط في أكاديمية الجليل الغربي والخبير في الشؤون الأردنية، علاقات الأردن مع روسيا شهدت في الفترة الماضية حالة من الدفء، في ضوء الواقع السياسي- الأمني في المنطقة. كما عزز وقوف الادارة الأمريكية الى جانب اسرائيل، مصلحة الأردن لتوثيق العلاقات مع روسيا. واذا كان الملك عبد الله الثاني، علّق آماله في الماضي على الولايات المتحدة، فهو يعتقد اليوم أن روسيا هي المفتاح لمستقبل المملكة، على اعتبار أنه لا يمكن حل أي مشكلة في المنطقة دون تدخل موسكو.   وبحسب المحلل، فإن روسيا، مثل الأردن، تؤيد إقامة دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس، وترفض اعتراف الادارة الأمريكية بالقدس عاصمة لاسرائيل، كما رفضت الاعتراف بقرار ترامب الاعتراف بـ "السيادة الاسرائيلية" على الجولان السوري المحتل. وهي مستعدة للمساعدة في حل قضية اللاجئين السوريين في الأردن، وزيادة الاستثمارات ومنح قروض وفتح أسواق جديدة أمام التجارة الأردنية، من أجل المساعدة في إنعاش الاقتصاد الأردني. ومقابل، تعزز العلاقات الاستراتيجية، العسكرية والاستخباراتية بين الأردن والولايات المتحدة، فقد تعزز ايضا في الآونة الأخيرة، التعاون بين الأردن وروسيا. فإلى جانب الاتفاقات الاقتصادية والتجارية والعسكرية والعلمية، تعهد بوتين للملك عبد الله، شخصيا، بدراسة امكانية ضم الأردن الى الاتحاد الاقتصادي الأوراسي.   واعتبر المحلل، ان الدفء الذي تشهده العلاقات الأردنية مع روسيا، قد يكون من باب تحدي اسرائيل والادارة الأمريكية، او بمثابة الرد على وقوف الولايات المتحدة الى جانب اسرائيل، في القضايا السياسية الخلافية. وهذا التقارب، لا يشكل خطرا على الولايات المتحدة فقط، وإنما على اسرائيل ايضا، ومن شأنه أن يلحق أضرارا بمستقبل اتفاق السلام بين اسرائيل والأردن الموقع قبل 25 عاما، ويتوقف استمراره على تدخل مؤثر من الولايات المتحدة، وضمان مصالح الأردن، الاقتصادية والسياسية. فاذا لم تضمن واشنطن للجانب الأردني مصالحه، واذا تراجع التأثير الأمريكي في المنطقة، سوف تتعاظم الدعوات التي تطالب بإلغاء الاتفاق، وسيجد النظام في الأردن صعوبة في تبرير وجوده.

المصدر : خاص الماسة السورية/غسان محمد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة