بتاريخ 4 آب/أغسطس 2019 وصلت عائلة مناور حامدين إلى مركز "الخوذ البيضاء" في مدينة إدلب لاستلام جثته. ما كان أقارب مناور على علم بمكان وزمان وفاته ولكن علموا من وقف وراء الأمر – عناصر "هيئة تحرير الشام" الذين نفذوا "حكم القتل" بحقه راجماً. قامت عائلة مناوربدفنه في مقبرة قسطون مساء اليوم ذاته، وكان مسلحو هيئة تحرير الشام قد منعوا الأهالي من الخروج بجنازة مناور كما منعوا إقامة مجلس عزاء له.

 

قبل إعدامه قضى مناور حامدين، وهوعامل إغاثي في منظمة "القلب الكبير" وأب لطفلين، حوالي ثلاث سنوات في سجون "هيئة تحرير الشام" بعد اعتقاله من قبل دورية للهيئة في شهر شباط/فبراير 2016 باتهام ممارسة "الزنا".

هذه القصة واحدة من القصص الأخرى مثلها. تحتوي سجون "هيئة تحرير الشام" وغيرها من الفصائل المسلحة في محافظة إدلب مئات إذا لم يكونوا الآلاف من الأشخاص الذين تعرضوا لاعتقال أو اختطاف. خلال الأسابيع القليلة الماضية قام المسلحون باعتقال الشيخ عبد الحليم عطون و"القائد العسكري أبو العبد أشداء والناشط الإعلامي أحمد رحال ورئيس المجلس المحلي في بلدة باتبو هاني عطا والناشط الإعلامي محمد جعدان بالإضافة إلى عدد من عناصر الصف في الهيئة بسبب انتقادات للقيادة وتم نقلهم إلى سجن العقاب أو السجن المركزي في مدينة إدلب".

هذا ولكن أغلبية السجناء هم المدنيين الذين تم اعتقالهم بالاتهامين المفضلين عند المسلحين وهما "الردة والكفر" أو "التعاون مع النظام" وعما أنواع العقوبة ولا يوجد إلا النوع الوحيد هو الموت. ولكن بدلاً من التسرع في تنفيذ الحكم تتصل الفصائل بعائلات المعتقلين وتطلب منها دفع الفدية التي قد تبلغ عشرات الآلاف دولار.

عندما تمكنت عائلة المناور من زيارته في السجن المركزي في مدينة إدلب في شهر تموز/يونيو 2017 بعد مرور أكثر من العام على اعتقاله وطلب منها المسلحون 25 ألف دولار. في الوقت الراهن قد يكون ملبغ الفدية يتجاوز 60 ألف وحتى 100 ألف دولار.

ليس فقط أهالي المناطق تحت سيطرة الفصائل المسلحة يقعون ضحايا لجرائمها فإن المسلحين ينذفون الكمائن والهجمات على المواقع الأمامية للجيش السوري على أمل بحصول على الفدية الهائلة أو تبادل الأسرى ولقد اختطفوا عدد من الجنود والضباط السوريين ولا يزال مصيرهم مجهولاً.

تعاني محافظة إدلب من عدم وجود سلطة لمنع الاعتقالات والاختطافات التعسفية في حين لا تزال المنظمات الإدارية المدعومة من قبل الفصائل عاطلة أو حتى متورطة في هذه النشاطات الإجرامية ولا يوجد أي سبب للاعتقاد أن قوى المعارضة ستستطيع التصدي لهذا المشكلة.

  • فريق ماسة
  • 2019-09-27
  • 16514
  • من الأرشيف

إدلب: اعتقالات واختطافات أصبحت جزءاً من الواقع اليومي

  بتاريخ 4 آب/أغسطس 2019 وصلت عائلة مناور حامدين إلى مركز "الخوذ البيضاء" في مدينة إدلب لاستلام جثته. ما كان أقارب مناور على علم بمكان وزمان وفاته ولكن علموا من وقف وراء الأمر – عناصر "هيئة تحرير الشام" الذين نفذوا "حكم القتل" بحقه راجماً. قامت عائلة مناوربدفنه في مقبرة قسطون مساء اليوم ذاته، وكان مسلحو هيئة تحرير الشام قد منعوا الأهالي من الخروج بجنازة مناور كما منعوا إقامة مجلس عزاء له.   قبل إعدامه قضى مناور حامدين، وهوعامل إغاثي في منظمة "القلب الكبير" وأب لطفلين، حوالي ثلاث سنوات في سجون "هيئة تحرير الشام" بعد اعتقاله من قبل دورية للهيئة في شهر شباط/فبراير 2016 باتهام ممارسة "الزنا". هذه القصة واحدة من القصص الأخرى مثلها. تحتوي سجون "هيئة تحرير الشام" وغيرها من الفصائل المسلحة في محافظة إدلب مئات إذا لم يكونوا الآلاف من الأشخاص الذين تعرضوا لاعتقال أو اختطاف. خلال الأسابيع القليلة الماضية قام المسلحون باعتقال الشيخ عبد الحليم عطون و"القائد العسكري أبو العبد أشداء والناشط الإعلامي أحمد رحال ورئيس المجلس المحلي في بلدة باتبو هاني عطا والناشط الإعلامي محمد جعدان بالإضافة إلى عدد من عناصر الصف في الهيئة بسبب انتقادات للقيادة وتم نقلهم إلى سجن العقاب أو السجن المركزي في مدينة إدلب". هذا ولكن أغلبية السجناء هم المدنيين الذين تم اعتقالهم بالاتهامين المفضلين عند المسلحين وهما "الردة والكفر" أو "التعاون مع النظام" وعما أنواع العقوبة ولا يوجد إلا النوع الوحيد هو الموت. ولكن بدلاً من التسرع في تنفيذ الحكم تتصل الفصائل بعائلات المعتقلين وتطلب منها دفع الفدية التي قد تبلغ عشرات الآلاف دولار. عندما تمكنت عائلة المناور من زيارته في السجن المركزي في مدينة إدلب في شهر تموز/يونيو 2017 بعد مرور أكثر من العام على اعتقاله وطلب منها المسلحون 25 ألف دولار. في الوقت الراهن قد يكون ملبغ الفدية يتجاوز 60 ألف وحتى 100 ألف دولار. ليس فقط أهالي المناطق تحت سيطرة الفصائل المسلحة يقعون ضحايا لجرائمها فإن المسلحين ينذفون الكمائن والهجمات على المواقع الأمامية للجيش السوري على أمل بحصول على الفدية الهائلة أو تبادل الأسرى ولقد اختطفوا عدد من الجنود والضباط السوريين ولا يزال مصيرهم مجهولاً. تعاني محافظة إدلب من عدم وجود سلطة لمنع الاعتقالات والاختطافات التعسفية في حين لا تزال المنظمات الإدارية المدعومة من قبل الفصائل عاطلة أو حتى متورطة في هذه النشاطات الإجرامية ولا يوجد أي سبب للاعتقاد أن قوى المعارضة ستستطيع التصدي لهذا المشكلة.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة