قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، الجنرال الاحتياط، غيورا آيلاند، إن ثمة قضيتين هامتين واستراتيجيتين، يتعين على المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية" الحالي، او الذي سيتشكل بعد الانتخابات الاسرائيلية، بحثهما بعمق، واتخاذ قرار بشأنهما، الأولى تتعلق بتحديد هوية العدو، مشيرا الى أن اسرائيل اعتادت الإشارة إلى حزب الله أو حتى إيران التي تدعمه. ولهذا، تبذل الدبلوماسية الإسرائيلية جهدا من أجل إقناع المزيد من الدول الإعلان عن حزب الله "كتنظيم إرهابي." 

 

ورأى آيلاند، أن الموقف الأصح، هو التأكيد على أن العدو هو الدولة اللبنانية، التي يجب أن تكون العدو الرسمي، معتبرا أنه يمكن اتخاذ قرار بهذا الاتجاه أو ذاك، لكن الموضوع يستوجب قرارا إستراتيجيا واضحا يملي الخطوات العسكرية والنشاط السياسي، الذي لا يجب ان يكون بالضرورة إعلاميا، وإنما محاولة إقناع الولايات المتحدة بأن توضح للحكومة اللبنانية أنه إذا لم يتوقف مشروع تحسين دقة صواريخ حزب الله في لبنان، فإن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات اقتصادية على لبنان.

 

والقضية الثانية، بحسب آيلاند، وهي الأهم، تتعلق بمسألة ما إذا كان على إسرائيل المبادرة إلى حرب وقائية في لبنان، مع أهمية التفريق في هذه النقطة بين عمليتين: هجوم استباقي مضاد، وحرب وقائية. على اعتبار أن ساسة اسرائيل يكررون القول إن إسرائيل لا يمكنها تحمل وضع يكون فيه بحوزة حزب الله مئات أو آلاف الصواريخ الدقيقة. وهناك في المقال من يقول أنه في بحال نشوب حرب، فإن الأضرار التي ستلحق بالبنى التحتية الإسرائيلية ستكون غير محتملة، كما ستتضرر قدرة سلاح الجو على العمل بنجاعة. وإذا كان بالإمكان منع هذا التطور الخطير بسلسلة عمليات جراحية، أي قصف جوي دقيق، يفضل أن يكون بعضها غامضا، فإن السؤال هو: ماذا سيكون الاستنتاج إذا تم تبني تقييما يقول إن الطريقة الوحيدة لضمان إحباط تهديد كهذا يستوجب هجوما مكثفا وعلنيا على عشرات الأهداف..؟

 

وخلص آيلاند الى القول: عندما ندرك أننا لن نتمكن من ضمان وقف مشروع تحسين دقة الصواريخ بطرق أخرى، فهل من الصواب عندها المبادرة إلى شن حرب وقائية في لبنان..؟ اذا كانت الإجابة نعم، فما أهمية الخطوات السياسية، وميزانية الأمن وتسريع الإجراءات الدفاعية..؟

 

من جهته، رأى رئيس دائرة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق، عاموس غلبواع، أن على إسرائيل تقديم موعد المواجهة مع حزب الله، بسبب مشروع تحسين دقة الصواريخ، على المواجهة مع حماس في قطاع غزة. وأضاف، أن الحسم الحقيقي يجب أن يكون في الشمال، وليس في الجنوب. وإذا فرضت الحرب على اسرائيل، سواء كانت وقائية أو تم جرها إليها، فينبغي أن تكون في الشمال، على اعتبار أن اسرائيل وصلت الآن إلى وضع تقتضي فيه الضرورة الأمنية العليا منع تزايد قوة حزب الله من خلال إنتاج صواريخ دقيقة.

 

  • فريق ماسة
  • 2019-09-05
  • 11997
  • من الأرشيف

تحليلات اسرائيلية تؤكد على الحرب الوقائية لوقف برنامج تطوير صواريخ حزب الله

قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، الجنرال الاحتياط، غيورا آيلاند، إن ثمة قضيتين هامتين واستراتيجيتين، يتعين على المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية" الحالي، او الذي سيتشكل بعد الانتخابات الاسرائيلية، بحثهما بعمق، واتخاذ قرار بشأنهما، الأولى تتعلق بتحديد هوية العدو، مشيرا الى أن اسرائيل اعتادت الإشارة إلى حزب الله أو حتى إيران التي تدعمه. ولهذا، تبذل الدبلوماسية الإسرائيلية جهدا من أجل إقناع المزيد من الدول الإعلان عن حزب الله "كتنظيم إرهابي."    ورأى آيلاند، أن الموقف الأصح، هو التأكيد على أن العدو هو الدولة اللبنانية، التي يجب أن تكون العدو الرسمي، معتبرا أنه يمكن اتخاذ قرار بهذا الاتجاه أو ذاك، لكن الموضوع يستوجب قرارا إستراتيجيا واضحا يملي الخطوات العسكرية والنشاط السياسي، الذي لا يجب ان يكون بالضرورة إعلاميا، وإنما محاولة إقناع الولايات المتحدة بأن توضح للحكومة اللبنانية أنه إذا لم يتوقف مشروع تحسين دقة صواريخ حزب الله في لبنان، فإن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات اقتصادية على لبنان.   والقضية الثانية، بحسب آيلاند، وهي الأهم، تتعلق بمسألة ما إذا كان على إسرائيل المبادرة إلى حرب وقائية في لبنان، مع أهمية التفريق في هذه النقطة بين عمليتين: هجوم استباقي مضاد، وحرب وقائية. على اعتبار أن ساسة اسرائيل يكررون القول إن إسرائيل لا يمكنها تحمل وضع يكون فيه بحوزة حزب الله مئات أو آلاف الصواريخ الدقيقة. وهناك في المقال من يقول أنه في بحال نشوب حرب، فإن الأضرار التي ستلحق بالبنى التحتية الإسرائيلية ستكون غير محتملة، كما ستتضرر قدرة سلاح الجو على العمل بنجاعة. وإذا كان بالإمكان منع هذا التطور الخطير بسلسلة عمليات جراحية، أي قصف جوي دقيق، يفضل أن يكون بعضها غامضا، فإن السؤال هو: ماذا سيكون الاستنتاج إذا تم تبني تقييما يقول إن الطريقة الوحيدة لضمان إحباط تهديد كهذا يستوجب هجوما مكثفا وعلنيا على عشرات الأهداف..؟   وخلص آيلاند الى القول: عندما ندرك أننا لن نتمكن من ضمان وقف مشروع تحسين دقة الصواريخ بطرق أخرى، فهل من الصواب عندها المبادرة إلى شن حرب وقائية في لبنان..؟ اذا كانت الإجابة نعم، فما أهمية الخطوات السياسية، وميزانية الأمن وتسريع الإجراءات الدفاعية..؟   من جهته، رأى رئيس دائرة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق، عاموس غلبواع، أن على إسرائيل تقديم موعد المواجهة مع حزب الله، بسبب مشروع تحسين دقة الصواريخ، على المواجهة مع حماس في قطاع غزة. وأضاف، أن الحسم الحقيقي يجب أن يكون في الشمال، وليس في الجنوب. وإذا فرضت الحرب على اسرائيل، سواء كانت وقائية أو تم جرها إليها، فينبغي أن تكون في الشمال، على اعتبار أن اسرائيل وصلت الآن إلى وضع تقتضي فيه الضرورة الأمنية العليا منع تزايد قوة حزب الله من خلال إنتاج صواريخ دقيقة.  

المصدر : خاص الماسة السورية/غسان محمد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة