دعا تقرير صادر عن معهد أبحاث الأمن القومي الاسرائيلي، اعده مدير المعهد ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق، عاموس يدلين، والباحث في المعهد أساف أوريون، الى تبريد الأوضاع والعودة الى مباديء العقيدة العسكرية الاسرايلية التي تعتمد مقولة الحرب بين حروب، وذلك من أجل إتاحة الفرصة أمام استمرار سياسة الرد الحازم والفعّال على منظومة أذرع إيران القتالية. واضاف التقرير، أنه يتعين خفض مستوى التصريحات والنشر، من خلال أخذ مصالح الشركاء والظروف الإستراتيجية بعين الاعتبار، بهدف خدمة الغايات الأساسية للمعركة وهي: إبعاد الحرب، ومنع التصعيد، وردع العدو عن مهاجمة إسرائيل، وإبطاء تعاظم قوته للحد من زيادة خطورة التهديد. خصوصا وأن الظروف والجبهات الجديدة تستدعي توازنا معقدا أكثر بين مخاطر المعركة وفرصها، قياسا بالسنوات الأخيرة في سورية.

وبحسب التقرير، فإن المبدأ الأساسي في المعركة بين حربين، هو الامتناع عن التصعيد وإدارة العمليات دون أن تؤدي إلى حرب، وذلك من خلال تقليص الشعور بوجود حاجة ملحة لدى العدو لرد فعل تصعيدي. لكن تواصل الأحداث في العراق، أثار رد فعل شعبي وسياسي، زاد التوتر بين الحكومة العراقية والقوات الأميركية في العراق، فضلا عن أنه ينطوي على خطورة أعلى بالتصعيد. وهذا تجاوز لمفهوم المعركة بين حربين.

ورأى التقرير، ان الغاية من تصعيد الضغوط الهجومية ضد إيران وشركائها، هي دفعهم إلى رد سريع، قد يمس باحتمالات فتح حوار بين إيران والولايات المتحدة. في حين ليس واضحا على المستوى الإيراني الداخلي، ما إذا كانت الضربات التي يتلقاها قاسم سليماني، تعزز قوة مؤيدي الخط المتشدد في القيادة الايرانية، أم تضعفه. وعليه، فإن العمليات الاسرائيلية التي تتم وفق مفهوم المعركة بين حربين، تقود إلى التوتر في مسارين: الأول، توتر محتمل مع الرئيس ترامب في الموضوع النووي الإيراني، والذي قد يرى بعمليات إسرائيل عرقلة متعمدة لجهوده في الدفع باتجاه المفاوضات. والثاني، حصول توتر بين إسرائيل والمؤسسة الأمنية الأميركية، وخاصة القيادة الوسطى للجيش الأميركي، على ضوء المخاطر التي قد تنجم عن العمليات الإسرائيلية في العراق، على القوات الأمريكية في المنطقة، وعلى العلاقات الأمريكية مع الحكومة العراقية.

  • فريق ماسة
  • 2019-08-30
  • 12586
  • من الأرشيف

تقرير اسرائيلي ينتقد طريقة تعاطي نتنياهو مع ايران ويدعو لعدم التصعيد

دعا تقرير صادر عن معهد أبحاث الأمن القومي الاسرائيلي، اعده مدير المعهد ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق، عاموس يدلين، والباحث في المعهد أساف أوريون، الى تبريد الأوضاع والعودة الى مباديء العقيدة العسكرية الاسرايلية التي تعتمد مقولة الحرب بين حروب، وذلك من أجل إتاحة الفرصة أمام استمرار سياسة الرد الحازم والفعّال على منظومة أذرع إيران القتالية. واضاف التقرير، أنه يتعين خفض مستوى التصريحات والنشر، من خلال أخذ مصالح الشركاء والظروف الإستراتيجية بعين الاعتبار، بهدف خدمة الغايات الأساسية للمعركة وهي: إبعاد الحرب، ومنع التصعيد، وردع العدو عن مهاجمة إسرائيل، وإبطاء تعاظم قوته للحد من زيادة خطورة التهديد. خصوصا وأن الظروف والجبهات الجديدة تستدعي توازنا معقدا أكثر بين مخاطر المعركة وفرصها، قياسا بالسنوات الأخيرة في سورية. وبحسب التقرير، فإن المبدأ الأساسي في المعركة بين حربين، هو الامتناع عن التصعيد وإدارة العمليات دون أن تؤدي إلى حرب، وذلك من خلال تقليص الشعور بوجود حاجة ملحة لدى العدو لرد فعل تصعيدي. لكن تواصل الأحداث في العراق، أثار رد فعل شعبي وسياسي، زاد التوتر بين الحكومة العراقية والقوات الأميركية في العراق، فضلا عن أنه ينطوي على خطورة أعلى بالتصعيد. وهذا تجاوز لمفهوم المعركة بين حربين. ورأى التقرير، ان الغاية من تصعيد الضغوط الهجومية ضد إيران وشركائها، هي دفعهم إلى رد سريع، قد يمس باحتمالات فتح حوار بين إيران والولايات المتحدة. في حين ليس واضحا على المستوى الإيراني الداخلي، ما إذا كانت الضربات التي يتلقاها قاسم سليماني، تعزز قوة مؤيدي الخط المتشدد في القيادة الايرانية، أم تضعفه. وعليه، فإن العمليات الاسرائيلية التي تتم وفق مفهوم المعركة بين حربين، تقود إلى التوتر في مسارين: الأول، توتر محتمل مع الرئيس ترامب في الموضوع النووي الإيراني، والذي قد يرى بعمليات إسرائيل عرقلة متعمدة لجهوده في الدفع باتجاه المفاوضات. والثاني، حصول توتر بين إسرائيل والمؤسسة الأمنية الأميركية، وخاصة القيادة الوسطى للجيش الأميركي، على ضوء المخاطر التي قد تنجم عن العمليات الإسرائيلية في العراق، على القوات الأمريكية في المنطقة، وعلى العلاقات الأمريكية مع الحكومة العراقية.

المصدر : خاص الماسة السورية/غسان محمد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة