فات الأوان ونحن لا نأتمر إلا للرسول.. فبانياس وحمص هي طرابلس.. كلام صريح قاله الناطق الإعلامي لحزب التحرير أحمد قصص، وحزب التحرير هذا يدعو إلى الخروج بتظاهرة نهار الجمعة لمناصرة ما أسماها الثورة في سورية؟؟، من المفيد قبل الكلام عن هذه الخطوة البالغة الخطورة والمشبوهة تسليط الضوء على هذا الحزب.

باختصار حزب التحرير هو تركة النائب أحمد فتفت الذي تولى عندما كان وزيراً للداخلية في العام 2006 الترخيص له علماً أن هذا الحزب غير موجود فعلياً بشكل رسمي في أي بلد عربي، ثم إن مبدأ الترخيص له مخالف للدستور اللبناني لأن حزب التحرير يرفع علناً بل هو قائم على شعار: "حكم الخلافة الإسلامية".

تحرك هذا الحزب المتطرف لا يؤثر بطبيعة الحال على الداخل السوري الذي يرفض بقاعدته أي أرضية أصولية متطرفة، لكن لا شك أن طرابلس التي طالما حوت بعض الحركات الإرهابية تتحضر لتظاهرة حزب تكفيري بالمعنى الضيق. هذا الحزب الذي يرفع شعار العداء لـ"إسرائيل" وهو الذي لم ينظم منذ ترخيصه أي تجمع مناهض لهذا العدو ولم يدافع في أي موقف عن سلاح مقاوم لإسرائيل.

أحمد قصص يقول إن الحزب يواكب كل الانتفاضات في العالم العربي لكن ما يجري في سورية يجعلنا لا نقف مكتوفي الأيدي. كلام تصفه الجماعات الإسلامية الوطنية في طرابلس بلامنطقي فماذا يجري في  سورية؟ وهل يتعرض أبناءها للتنكيل والاغتصاب والموت كما يتعرض أبناء ليبيا مثلاً وهل قتل المئات بعد إخلاء السجون من أجل حماية النظام كمصر مثلاً؟ أم هدمت المساجد وقتل المعتقلون كما يحصل في البحرين؟ إنه أمر مشتبه به وسلوك خطر قد يؤدي إلى اشتعال الساحة الطرابلسية في ظل إصرار الجماعات الإسلامية والأحزاب إلى التصدي لتظاهرة حزب التحرير الجمعة ما يطرح سؤالاً واحداً: لماذا التحرك إذن ضد النظام في سورية ولمصلحة من؟!.

يقول بعض المراقبين إن تحرك حزب التحرير اليوم قدم إجابة واضحة عن التساؤلات التي دارت في العام 2006 عن خروج وزير للداخلية عن الأصول الدستورية ومنح حزب يكفر الأنظمة رخصة رسمية. الإجابة توضح أن تيار المستقبل كان يحضر مثل تلك المجموعات للاستفادة منها في مثل تلك الأحداث من دون أن يكون هو في الواجهة، ويتبين من خلال ممارسات المستقبل على مدى السنوات أن الفكر الأصولي موجود في قاموسه بقوة.

إلى ذلك يشكل موقف حزب التحرير إحراجاً للقيادات الطرابلسية وهي لم تخف انزعاجها من تلك الحركة، ومع رفض وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال زياد بارود كما محافظ طرابلس منح التظاهرة ترخيصاً إلا أن حزب التحرير يتحضر للخروج من جامع المنصوري.

والجدير بالذكر أن طرابلس تقع على الحدود السورية والتحرك فيها يطرح أيضاً تساؤلاً آخر لماذا كل الحركات المناهضة للنظام السوري وكل الأحداث لا تقع إلا في المناطق الحدودية؟.. لعل ذلك ما يشير إلى أن للحركات الأصولية من الدول الحدودية علاقة مباشرة فيما يحدث في سورية؟؟ الجمعة يوم المواجهة في طرابلس يوم انكشاف المستور الذي لم يبقي تيار المستقبل شيء عليه.

  • فريق ماسة
  • 2011-04-19
  • 9230
  • من الأرشيف

حزب التحرير اللبناني السلفي ...لن يقف مكتوف الأيدي عما يجري في سورية

فات الأوان ونحن لا نأتمر إلا للرسول.. فبانياس وحمص هي طرابلس.. كلام صريح قاله الناطق الإعلامي لحزب التحرير أحمد قصص، وحزب التحرير هذا يدعو إلى الخروج بتظاهرة نهار الجمعة لمناصرة ما أسماها الثورة في سورية؟؟، من المفيد قبل الكلام عن هذه الخطوة البالغة الخطورة والمشبوهة تسليط الضوء على هذا الحزب. باختصار حزب التحرير هو تركة النائب أحمد فتفت الذي تولى عندما كان وزيراً للداخلية في العام 2006 الترخيص له علماً أن هذا الحزب غير موجود فعلياً بشكل رسمي في أي بلد عربي، ثم إن مبدأ الترخيص له مخالف للدستور اللبناني لأن حزب التحرير يرفع علناً بل هو قائم على شعار: "حكم الخلافة الإسلامية". تحرك هذا الحزب المتطرف لا يؤثر بطبيعة الحال على الداخل السوري الذي يرفض بقاعدته أي أرضية أصولية متطرفة، لكن لا شك أن طرابلس التي طالما حوت بعض الحركات الإرهابية تتحضر لتظاهرة حزب تكفيري بالمعنى الضيق. هذا الحزب الذي يرفع شعار العداء لـ"إسرائيل" وهو الذي لم ينظم منذ ترخيصه أي تجمع مناهض لهذا العدو ولم يدافع في أي موقف عن سلاح مقاوم لإسرائيل. أحمد قصص يقول إن الحزب يواكب كل الانتفاضات في العالم العربي لكن ما يجري في سورية يجعلنا لا نقف مكتوفي الأيدي. كلام تصفه الجماعات الإسلامية الوطنية في طرابلس بلامنطقي فماذا يجري في  سورية؟ وهل يتعرض أبناءها للتنكيل والاغتصاب والموت كما يتعرض أبناء ليبيا مثلاً وهل قتل المئات بعد إخلاء السجون من أجل حماية النظام كمصر مثلاً؟ أم هدمت المساجد وقتل المعتقلون كما يحصل في البحرين؟ إنه أمر مشتبه به وسلوك خطر قد يؤدي إلى اشتعال الساحة الطرابلسية في ظل إصرار الجماعات الإسلامية والأحزاب إلى التصدي لتظاهرة حزب التحرير الجمعة ما يطرح سؤالاً واحداً: لماذا التحرك إذن ضد النظام في سورية ولمصلحة من؟!. يقول بعض المراقبين إن تحرك حزب التحرير اليوم قدم إجابة واضحة عن التساؤلات التي دارت في العام 2006 عن خروج وزير للداخلية عن الأصول الدستورية ومنح حزب يكفر الأنظمة رخصة رسمية. الإجابة توضح أن تيار المستقبل كان يحضر مثل تلك المجموعات للاستفادة منها في مثل تلك الأحداث من دون أن يكون هو في الواجهة، ويتبين من خلال ممارسات المستقبل على مدى السنوات أن الفكر الأصولي موجود في قاموسه بقوة. إلى ذلك يشكل موقف حزب التحرير إحراجاً للقيادات الطرابلسية وهي لم تخف انزعاجها من تلك الحركة، ومع رفض وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال زياد بارود كما محافظ طرابلس منح التظاهرة ترخيصاً إلا أن حزب التحرير يتحضر للخروج من جامع المنصوري. والجدير بالذكر أن طرابلس تقع على الحدود السورية والتحرك فيها يطرح أيضاً تساؤلاً آخر لماذا كل الحركات المناهضة للنظام السوري وكل الأحداث لا تقع إلا في المناطق الحدودية؟.. لعل ذلك ما يشير إلى أن للحركات الأصولية من الدول الحدودية علاقة مباشرة فيما يحدث في سورية؟؟ الجمعة يوم المواجهة في طرابلس يوم انكشاف المستور الذي لم يبقي تيار المستقبل شيء عليه.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة