دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
قالت صيفة "هآرتس" إن منظمة "مشروع إسرائيل" التي تعتبر أبرز منظمة إعلامية داعمة لإسرائيل في الولايات المتحدة، أعلنت وقف نشاطها، بسبب إفلاسها ماليا، ما ينذر بانهيار منظمات أخرى داعمة لإسرائيل، تواجه مصاعب في الحصول على تبرعات جديدة في السنوات الأخيرة. وأضافت الصحيفة، إنه تم إغلاق مكاتب المنظمة في القدس، وفصل جميع العاملين فيها، فيما سيتم قريبا إغلاق مكاتب المنظمة المركزية في واشنطن، حيث تم توجيه رسائل فصل لجميع الموظفين.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في المنظمة تأكيدها أن السبب الرئيسي لإغلاق المنظمة هو المصاعب المتزايدة في جمع تبرعات لتمويل نشاطات داعمة لإسرائيل، وذلك على خلفية الانقسام السياسي المتزايد في الولايات المتحدة واختلاف المواقف بين الحكومة الإسرائيلية والأغلبية اليهودية في الولايات المتحدة.
واشارت الصحفة الى أن سياسيين ومعاهد أبحاث وصحافيين في إسرائيل، كانوا حذّروا مرارا، في السنوات الأخيرة، من الشرخ الذي تشهده العلاقات بين الحكومة الإسرائيلية وقسم من يهود الولايات المتحدة، بسبب الاختلافات العميقة في المواقف والآراء بين الجانبين، وخاصة ما يتعلق بالقضايا الدينية اليهودية ومحاربة التيار الأرثوذكسي للتيارات اليهودية في الولايات المتحدة، وخاصة الإصلاحي والمحافظ اللذان يشكلان أغلبية هناك، وبسبب اختلاف المواقف من الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، واتساع الشرخ على ضوء تأييد الحكومة الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتنياهو، للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي تعارضه الأغلبية العظمى من اليهود الأميركيين.
وقالت الصحيفة، إن منظمة "مشروع اسرائيل" تأسست في العام 2002، في أوج انتفاضة القدس والأقصى، بهدف تحسين صورة إسرائيل في وسائل الإعلام الدولية، وركزت نشاطها على العمل في اوساط الصحافيين والمحللين بشكل مباشر، من خلال عرض مواقف داعمة لإسرائيل، والعمل على اجراء لقاءات بين الصحفيين ومسؤولين إسرائيليين. وامتد نشاط إلى أوروبا وأميركا اللاتينية، وحتى الى العالم العربي. ونجحت المنظمة في ذروة نشاطها، بجمع تبرعات وصلت الى عشرة ملايين دولار في العام الواحد، الأمر الذي مكنها من فتح مكاتب في واشنطن والقدس، وتنظيم جولات لمئات الصحافيين من أنحاء العالم، في إسرائيل، وتفعيل حسابات عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وأوضحت الصحيفة ان خبير العلاقات العامة الأمريكي- اليهودي، دوش بلوك، ترأس المنظمة منذ عام 2012، وكان المتحدث باسم لجنة الشؤون العامة الأميركية – الإسرائيلية "أيباك" التي وصفها بلوك بأنها "حاملة طائرات" ومنظمته "قوة كوماندوز" إعلامية.
ونقلت الصحيفة عن موظفين في المنظمة ومتبرعين، أن المصاعب المالية بدأت منذ العام 2016، حيث تقلص حجم التبرعات إلى النصف، بسبب الصراع حول الاتفاق النووي مع إيران، حيث خاضت المنظمة بقيادة بلوك، صراعا هجوميا ضد الاتفاق النووي، وضد سياسة أوباما في الشرق الأوسط، ما دفع متبرعين للمنظمة من الحزب الديمقراطي الأميركي الى معارضة خطها ضد سياسة أوباما، وتركيز جهودها لإلغاء الاتفاق. وقال أحد المتبرعين الذين توقفوا عن تمويل المنظمة إن كثيرين شعروا بعدم الارتياح عندما اكتشفوا أنه بدلا من تحسين التغطية لإسرائيل في وسائل الإعلام الأميركية، يتم استخدام اموالهم ضد الرئيس أوباما.
كما نقلت الصحيفة عن مسؤول في منظمة أخرى داعمة لإسرائيل، تخوفه من مصير مشابه، مشيرا الى أن منظمات أخرى داعمة لإسرائيل في الولايات المتحدة تابعت بقلق انهيار المنظمة، قائلا إن منظمته التي جمعت في العام 2015 قرابة تسعة ملايين دولار، لم تكن قادرة في العام 2019 على دفع رواتب موظفيها.
المصدر :
خاص الماسة السورية/ غسان محمد
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة