توقف محلل الشؤون العربية، تسفي برئيل، أمام تصريحات السفير العراقي في واشنطن، فريد ياسين، التي قال فيها إن هناك أسبابا موضوعية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وتصريحات منسوبة لرئيس الحكومة العراقية، عادل عبد المهدي، قال فيها إن العراق لن يكون أبدا مكانا لشن هجمات ضد إيران.

ورأى برئيل أن هذه التصريحات المتناقضة تطرح سؤالين أساسيين: الأول، هو ما إذا كان العراق أصبح جبهة جديدة ضد إسرائيل في مواجهة التهديد الإيراني. والثاني، هو ما إذا كان من الجائز القول إن العراق يعتبر حليفا غير معلن لإسرائيل. بمعنى، أنه رغم عدم مشاركته في المعركة ضد إيران، إلا أنه لا يعرقل أنشطة أجنبية، إسرائيلية أو أميركية أو سعودية، ضد إيران في الأراضي العراقية.

وأضاف برئيل، أنه رغم عدم وجود إجابة واضحة، إلا أن مندوبين عن إسرائيل يعقدون، حسب دبلوماسيين أوروبيين، لقاءات سرية مع مندوبين عن الحكومة العراقية، يجري بعضها في إسرائيل. وألمح برئيل إلى أن السعودية، التي تقيم علاقات وثيقة مع إسرائيل، تقف وراء السياسة العراقية تجاه إسرائيل، في موازاة سعيها لزيادة تأثيرها في العراق.

مع ذلك، استبعد برئيل أن تؤدي خطوات دبلوماسية سعودية وأميركية إلى قطيعة في العلاقات بين العراق وإيران على ضوء العلاقة القوية بين الشعبين، والتخوف من الهيمنة السعودية، إضافة للمشاعر العدائية داخل أوساط عراقية واسعة تجاه الولايات المتحدة، والتي تفرض على أي حكومة عراقية، أن تحسب خطواتها بحذر بالغ، حتى وإن لم تكن مؤيدة لإيران بالمطلق. 

واعتبر برئيل، أن الغارات المنسوبة لإسرائيل في العراق، جاءت لتوضح للعراق أنه قد يتحول إلى ساحة قتال دولية إذا لم يقم بوقف التسلل العسكري الإيراني إلى أراضيه. لكن هذا التلميح قد يتحول في المقابل إلى سهم مرتد، في حال قرر العراق تحت ضغط سياسي داخلي أن يكون درعا لإيران.

  • فريق ماسة
  • 2019-08-02
  • 16060
  • من الأرشيف

محلل إسرائيلي محال فك لغز التصريحات العراقية المتناقضة حول العلاقات مع إسرائيل..؟

توقف محلل الشؤون العربية، تسفي برئيل، أمام تصريحات السفير العراقي في واشنطن، فريد ياسين، التي قال فيها إن هناك أسبابا موضوعية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وتصريحات منسوبة لرئيس الحكومة العراقية، عادل عبد المهدي، قال فيها إن العراق لن يكون أبدا مكانا لشن هجمات ضد إيران. ورأى برئيل أن هذه التصريحات المتناقضة تطرح سؤالين أساسيين: الأول، هو ما إذا كان العراق أصبح جبهة جديدة ضد إسرائيل في مواجهة التهديد الإيراني. والثاني، هو ما إذا كان من الجائز القول إن العراق يعتبر حليفا غير معلن لإسرائيل. بمعنى، أنه رغم عدم مشاركته في المعركة ضد إيران، إلا أنه لا يعرقل أنشطة أجنبية، إسرائيلية أو أميركية أو سعودية، ضد إيران في الأراضي العراقية. وأضاف برئيل، أنه رغم عدم وجود إجابة واضحة، إلا أن مندوبين عن إسرائيل يعقدون، حسب دبلوماسيين أوروبيين، لقاءات سرية مع مندوبين عن الحكومة العراقية، يجري بعضها في إسرائيل. وألمح برئيل إلى أن السعودية، التي تقيم علاقات وثيقة مع إسرائيل، تقف وراء السياسة العراقية تجاه إسرائيل، في موازاة سعيها لزيادة تأثيرها في العراق. مع ذلك، استبعد برئيل أن تؤدي خطوات دبلوماسية سعودية وأميركية إلى قطيعة في العلاقات بين العراق وإيران على ضوء العلاقة القوية بين الشعبين، والتخوف من الهيمنة السعودية، إضافة للمشاعر العدائية داخل أوساط عراقية واسعة تجاه الولايات المتحدة، والتي تفرض على أي حكومة عراقية، أن تحسب خطواتها بحذر بالغ، حتى وإن لم تكن مؤيدة لإيران بالمطلق.  واعتبر برئيل، أن الغارات المنسوبة لإسرائيل في العراق، جاءت لتوضح للعراق أنه قد يتحول إلى ساحة قتال دولية إذا لم يقم بوقف التسلل العسكري الإيراني إلى أراضيه. لكن هذا التلميح قد يتحول في المقابل إلى سهم مرتد، في حال قرر العراق تحت ضغط سياسي داخلي أن يكون درعا لإيران.

المصدر : خاص الماسة السورية/ غسان محمد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة