بعد شهرين من استعادة “هيئة تحرير الشام – النصرة” وفصيل “جيش العزة” لبلدتي تلملح والجبين بريف حماه الشمالي الشرقي تمكن الجيش السوري وحلفاؤه من تحرير القريتين بهجوم مباغت وسريع تحت وابل من النيران الكثيفة حيث لم تستغرق العملية أكثر من ليلة واحدة بسط فيها السيطرة على بلدة تلملح الإستراتيجية والتي تشرف على كل المناطق المحيطة بها حتى مدينة اللطامنة معقل “هيئة تحرير الشام – النصرة” في المنطقة.

 

تحرير بلدة تلملح الاستراتيجية من الإرهابيين بهذه السرعة يُعدّ إنجازًا كبيرًا للجيش السوري وحلفائه خصوصًا أن المدينة خضعت خلال الشهرين الماضيين من سيطرة الفصائل المسلحة عليها لعملية تحصين وتجهيز كبيرة وجهزت بالإنفاق المتشابكة وتم تجهيز خطي دفاع شمال وشرق البلدة كما تحصن بداخلها عناصر من “العصائب الحمراء” وهي وحدة النخبة في “هيئة تحرير الشام – النصرة” وانغماسيون من فصيل “جيش العزة”. وتكمن أهمية تحرير تل ملح بهذه السرعة و بليلة واحدة في ثلاث نقاط هي:

 

1 – بعد تحرير قرية الجبين أصبحت قرى كفرهود مدرسة الظهرة ساقطة تلقائيًا

2 – فتح محور جديد باتجاه اللطامنة وبالتالي الضغط أكثر على المسلحين داخلها

3 – العودة الى المحور القديم الصعب في اللطامنة بعد أن غير الجيش السوري وجهته عنها في الهجوم السابق قبل شهرين

 

وحول الأوضاع بعد الهجوم، قالت مصادر ميدانية لموقع “العهد” الإخباري “نحن في الساعات الاولى ويلزم التثبيت حتى نطمئن لحسن سير المعركة، تعودنا على الانسحابات السريعة من المسلحين في هذا المحور تفاديًا لغزارة النيران، يلزمنا 100 ساعة للتأكد من نجاح الهجوم في تثبيت الامر الواقع الجديد في هذا المحور”.

 

مصادر “العهد” الميدانية أضافت إن “الانجاز الكبير يكون بالتثبيت في تلملح والجبين والاستعداد لامتصاص الهجمات المضادة التي تبدأ عادة بعملية انتحارية وموجتين من الانغماسيين خصوصًا أن المناطق الصعبة ما زالت أمامنا وأولها مدينة اللطامنة”. واشارت المصادر الى أن “العمل مستمر لزيادة الضغط على المسلحين المتواجدين في مدينة اللطامنة واستنزافهم بالقصف المستمر تفاديًا لتكرار ما حصل في هجوم حزيران الماضي عندما استعاد المسلحون تلملح والجبين انطلاقًا من اللطامنة واعتمادًا على الدعم اللوجيستي منها. تلملح والجبين خاصرة ضعيفة ومكلفة دون السيطرة على اللطامنة”.

 

المصادر لفتت أيضًا الى أنه بعد الجبين وتلملح يتركز القصف حاليًا على اللطامنة وكفرزيتا والزكاة، وهذا قصف تمهيدي لاستكمال الهجوم والحفاظ على زخمه وعدم إعطاء المسلحين فرصة لاستعادة أنفاسهم وترتيب صفوفهم. وقالت المصادر إن المسلحين حفروا الخنادق الطويلة والمحصنة والحفر الفردية بهدف الحماية من طيران الاستطلاع، غير أن الهجوم الليلي في المعارك الأخيرة في الحماميات وتل ملح والجبين عطل كل هذه التقنيات وحيّد سلاح “صواريخ م د” المضادة للدروع والتي يعتبر “جيش العزة” من أكثر الفصائل خبرة وتحكمًا بها، لقد افشل الهجوم الليلي كل خطط المسلحين الدفاعية والتي اعتمدت على كثرة “صورايخ م د” كون المنطقة سهلية ومكشوفة”.

 

المصادر الميدانية شرحت في حديثها لموقع “العهد” الإخباري أن “الهجوم الجديد عطل الفعالية النهارية لـ”صواريخ م د” باستخدام استراتيجية جديدة للمشاة إعتمدت على العمل الليلي بالإلتفاف وضرب الخواصر كما حصل في هجوم ليلة 28 – 29 تموز الحالي حيث قامت وحدات الجيش السوري بالتفاف ليلي وتم إغلاق طريق تلملح ناريا والوصول لمدرسة الضهرة الواقعة على طريق الجبين مما أدى لإنسحاب المسلحين لاحقا وتحرير البلدتين بأقل الخسائر”.

  • فريق ماسة
  • 2019-07-30
  • 15825
  • من الأرشيف

كيف عطل الجيش السوري فعالية “صواريخ م د” في هجوم ريفي حماه وإدلب

بعد شهرين من استعادة “هيئة تحرير الشام – النصرة” وفصيل “جيش العزة” لبلدتي تلملح والجبين بريف حماه الشمالي الشرقي تمكن الجيش السوري وحلفاؤه من تحرير القريتين بهجوم مباغت وسريع تحت وابل من النيران الكثيفة حيث لم تستغرق العملية أكثر من ليلة واحدة بسط فيها السيطرة على بلدة تلملح الإستراتيجية والتي تشرف على كل المناطق المحيطة بها حتى مدينة اللطامنة معقل “هيئة تحرير الشام – النصرة” في المنطقة.   تحرير بلدة تلملح الاستراتيجية من الإرهابيين بهذه السرعة يُعدّ إنجازًا كبيرًا للجيش السوري وحلفائه خصوصًا أن المدينة خضعت خلال الشهرين الماضيين من سيطرة الفصائل المسلحة عليها لعملية تحصين وتجهيز كبيرة وجهزت بالإنفاق المتشابكة وتم تجهيز خطي دفاع شمال وشرق البلدة كما تحصن بداخلها عناصر من “العصائب الحمراء” وهي وحدة النخبة في “هيئة تحرير الشام – النصرة” وانغماسيون من فصيل “جيش العزة”. وتكمن أهمية تحرير تل ملح بهذه السرعة و بليلة واحدة في ثلاث نقاط هي:   1 – بعد تحرير قرية الجبين أصبحت قرى كفرهود مدرسة الظهرة ساقطة تلقائيًا 2 – فتح محور جديد باتجاه اللطامنة وبالتالي الضغط أكثر على المسلحين داخلها 3 – العودة الى المحور القديم الصعب في اللطامنة بعد أن غير الجيش السوري وجهته عنها في الهجوم السابق قبل شهرين   وحول الأوضاع بعد الهجوم، قالت مصادر ميدانية لموقع “العهد” الإخباري “نحن في الساعات الاولى ويلزم التثبيت حتى نطمئن لحسن سير المعركة، تعودنا على الانسحابات السريعة من المسلحين في هذا المحور تفاديًا لغزارة النيران، يلزمنا 100 ساعة للتأكد من نجاح الهجوم في تثبيت الامر الواقع الجديد في هذا المحور”.   مصادر “العهد” الميدانية أضافت إن “الانجاز الكبير يكون بالتثبيت في تلملح والجبين والاستعداد لامتصاص الهجمات المضادة التي تبدأ عادة بعملية انتحارية وموجتين من الانغماسيين خصوصًا أن المناطق الصعبة ما زالت أمامنا وأولها مدينة اللطامنة”. واشارت المصادر الى أن “العمل مستمر لزيادة الضغط على المسلحين المتواجدين في مدينة اللطامنة واستنزافهم بالقصف المستمر تفاديًا لتكرار ما حصل في هجوم حزيران الماضي عندما استعاد المسلحون تلملح والجبين انطلاقًا من اللطامنة واعتمادًا على الدعم اللوجيستي منها. تلملح والجبين خاصرة ضعيفة ومكلفة دون السيطرة على اللطامنة”.   المصادر لفتت أيضًا الى أنه بعد الجبين وتلملح يتركز القصف حاليًا على اللطامنة وكفرزيتا والزكاة، وهذا قصف تمهيدي لاستكمال الهجوم والحفاظ على زخمه وعدم إعطاء المسلحين فرصة لاستعادة أنفاسهم وترتيب صفوفهم. وقالت المصادر إن المسلحين حفروا الخنادق الطويلة والمحصنة والحفر الفردية بهدف الحماية من طيران الاستطلاع، غير أن الهجوم الليلي في المعارك الأخيرة في الحماميات وتل ملح والجبين عطل كل هذه التقنيات وحيّد سلاح “صواريخ م د” المضادة للدروع والتي يعتبر “جيش العزة” من أكثر الفصائل خبرة وتحكمًا بها، لقد افشل الهجوم الليلي كل خطط المسلحين الدفاعية والتي اعتمدت على كثرة “صورايخ م د” كون المنطقة سهلية ومكشوفة”.   المصادر الميدانية شرحت في حديثها لموقع “العهد” الإخباري أن “الهجوم الجديد عطل الفعالية النهارية لـ”صواريخ م د” باستخدام استراتيجية جديدة للمشاة إعتمدت على العمل الليلي بالإلتفاف وضرب الخواصر كما حصل في هجوم ليلة 28 – 29 تموز الحالي حيث قامت وحدات الجيش السوري بالتفاف ليلي وتم إغلاق طريق تلملح ناريا والوصول لمدرسة الضهرة الواقعة على طريق الجبين مما أدى لإنسحاب المسلحين لاحقا وتحرير البلدتين بأقل الخسائر”.

المصدر : نضال حمادة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة