كتب المحلل بن كسبيت: إذا كان تقييم إسرائيل للتوتر مع إيران، يرى أن احتمالات المواجهة، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة في إحدى ساحات الصراع، تبدو ضعيفة، فهذا لأن إسرائيل اعتقدت انه ليس لدى إيران نية للدخول في مواجهة مع الجيش الإسرائيلي. بالتالي، فإنها لم ترد على الهجمات الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية في سورية، فيما أظهر حزب الله ضبط النفس. أما الآن، وعلى ضوء التصعيد والتوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة وإيران في الخليج، تواصل إيران مد الحبل، وإشعال الجبهات ضد إسرائيل. كما تواصل نبرتها المتشددة ضد الولايات المتحدة. وبالنسبة لـ بنيامين نتنياهو الذي يشم رائحة التسخين، فانه يستعد له، لكن آخر ما يحتاج إليه هو لجنة تحقيق ستحدد أنه لم يستعد، ولم يطلع حكومته الانتقالية على احتمال زيادة فرص الحرب.

بعض المعلقين الاسرائيليين، انتقد تردد ترامب، وحقيقة انه لم يكن هجوميا، وعلى رده الضعيف والمرتبك بعد اسقاط الطائرة المسيرة. كما صدرت انتقادات عن جهات مقربة نتنياهو. ورأى مصدر اسرائيلي ان حقيقة عدم رد الولايات المتحدة على اسقاط الطائرة، والهجمات على ناقلات النفط، بعث رسائل ضعف، وعزز ثقة الحرس الثوري بنفسه. واضاف، ان ترامب لا يستوعب حقيقة انه كي تنجح الضغوط على ايران، يجب ان يفهم الايرانيون بأن الرئيس قادر على الهجوم. اما اذا فهموا انه يلعب معهم لعبة الدجاجة، فانهم سيعملون على مناورته كما فعلوا مع سلفه باراك اوباما. لكن ليس كل الإسرائيليين يعتقدون ذلك. فالمؤسسة العسكرية تحافظ على الحذر. وتصريحات نتنياهو التي أعلن فيها دعمه للولايات المتحدة، لم تولد الحماسة لدى المسؤولين العسكريين الاسرائيليين. اذ لا يزال هناك من يتذكر كيف نظر إلى إسرائيل على أنها هي التي دفعت الولايات المتحدة لشن الحرب الكارثية على العراق، والتي الحقت ضررا استراتيجيا هائلا بالمصالح الإسرائيلية أيضا.

وختم المحلل قائلا: في ظل هذه الخلفية، هناك قلق متزايد في اسرائيل، من احتمال ان يفضل ترامب، الاستسلام في لحظة الاختبار الحقيقي، بحيث تبقى اسرائيل، حسب مسؤول سابق في الجيش الاسرائيلي، في مواجهة مع كل الجبهات، مضيفا ان المشكلة هي انه لا توجد وسيلة للتنبؤ بما سيحدث، وما سيفعله ترامب. فعندما يتعلق الأمر به، كل سيناريو ممكن، وسيتعين علينا الاستعداد للجميع.

  • فريق ماسة
  • 2019-06-21
  • 12841
  • من الأرشيف

القلق يساور إسرائيل: هل ترامب دجاجة..؟

كتب المحلل بن كسبيت: إذا كان تقييم إسرائيل للتوتر مع إيران، يرى أن احتمالات المواجهة، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة في إحدى ساحات الصراع، تبدو ضعيفة، فهذا لأن إسرائيل اعتقدت انه ليس لدى إيران نية للدخول في مواجهة مع الجيش الإسرائيلي. بالتالي، فإنها لم ترد على الهجمات الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية في سورية، فيما أظهر حزب الله ضبط النفس. أما الآن، وعلى ضوء التصعيد والتوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة وإيران في الخليج، تواصل إيران مد الحبل، وإشعال الجبهات ضد إسرائيل. كما تواصل نبرتها المتشددة ضد الولايات المتحدة. وبالنسبة لـ بنيامين نتنياهو الذي يشم رائحة التسخين، فانه يستعد له، لكن آخر ما يحتاج إليه هو لجنة تحقيق ستحدد أنه لم يستعد، ولم يطلع حكومته الانتقالية على احتمال زيادة فرص الحرب. بعض المعلقين الاسرائيليين، انتقد تردد ترامب، وحقيقة انه لم يكن هجوميا، وعلى رده الضعيف والمرتبك بعد اسقاط الطائرة المسيرة. كما صدرت انتقادات عن جهات مقربة نتنياهو. ورأى مصدر اسرائيلي ان حقيقة عدم رد الولايات المتحدة على اسقاط الطائرة، والهجمات على ناقلات النفط، بعث رسائل ضعف، وعزز ثقة الحرس الثوري بنفسه. واضاف، ان ترامب لا يستوعب حقيقة انه كي تنجح الضغوط على ايران، يجب ان يفهم الايرانيون بأن الرئيس قادر على الهجوم. اما اذا فهموا انه يلعب معهم لعبة الدجاجة، فانهم سيعملون على مناورته كما فعلوا مع سلفه باراك اوباما. لكن ليس كل الإسرائيليين يعتقدون ذلك. فالمؤسسة العسكرية تحافظ على الحذر. وتصريحات نتنياهو التي أعلن فيها دعمه للولايات المتحدة، لم تولد الحماسة لدى المسؤولين العسكريين الاسرائيليين. اذ لا يزال هناك من يتذكر كيف نظر إلى إسرائيل على أنها هي التي دفعت الولايات المتحدة لشن الحرب الكارثية على العراق، والتي الحقت ضررا استراتيجيا هائلا بالمصالح الإسرائيلية أيضا. وختم المحلل قائلا: في ظل هذه الخلفية، هناك قلق متزايد في اسرائيل، من احتمال ان يفضل ترامب، الاستسلام في لحظة الاختبار الحقيقي، بحيث تبقى اسرائيل، حسب مسؤول سابق في الجيش الاسرائيلي، في مواجهة مع كل الجبهات، مضيفا ان المشكلة هي انه لا توجد وسيلة للتنبؤ بما سيحدث، وما سيفعله ترامب. فعندما يتعلق الأمر به، كل سيناريو ممكن، وسيتعين علينا الاستعداد للجميع.

المصدر : خاص الماسة السورية-غسان محمد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة